أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - بيان مقطوع اللسان إلى المثقفين العرب !














المزيد.....

بيان مقطوع اللسان إلى المثقفين العرب !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 632 - 2003 / 10 / 25 - 02:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                             

إلى المثقفين والمبدعين والأدباء ورجال الدين العرب  ..
إلى منتجي الأفكار والفرح والأسئلة والمعنى والأمل  ..
إلى الذين صمتوا طويلا  عن محنة العراقيين والعراقيات التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية..
إلى الذين لم يصمتوا بل هتفوا وصفقوا  للحجاج الثاني في بغداد ..
إليكم جميعا هذا الخبر المدمي :
عراقي اسمه حامد هاشم .. عامل ميكانيك من مدينة العمارة الجنوبية ..
اتهم من قبل مخابرات النظام الشمولي البعثي بأنه شتم صدام حسين ..
عُذب بالصعق الكهربائي والتعليق إلى السقف وسائر "الفواكه النضالية" التي تجيدها أنظمة الاستبداد العربية ثم قطع لسانه ونزف دما كثيرا ..فظنوا انه مات ..
اعتنى به طبيب حي الضمير وأنقذه من الموت المحقق.. منذ ذلك الحين اختفى حميد ..
عاش مختبئا ومحتفظا بضميره العراقي الصافي كالمياه الفرات ..
حين أسقط الغزاة تمثال صديقهم الدكتاتور صدام خرج حامد من وكره السري وقدم شهادة حزينة عن محنته القاسية  وبدورنا نقدم خلاصة عنها لأرباب القلم العرب والعجم :
كان يعمل ميكانيكا في شركة سيارات "الظلال" التي يمتلكها عدي صدام .. وذات يوم تعطلت إحدى السيارات ،وفيما هو يحاول أن إصلاحها  حضر أحد الضباط في ميليشيا "فدائيي صدام" برتبة رائد وطلب السيارة ، فحاول العامل إفهامه أنها عاطلة وهو يحاول إصلاحها ، ولكنه أصر على أخذ السيارة وصرح بهويته ورتبته في  منظمة ابن الرئيس فشتمه العامل وشتم من جعله " فدائي " .. ألقي القبض عليه ، وبعد التحقيق وحفلات التعذيب بالصعق الكهربائي قرروا قطع لسانه ..جيء به ذات يوم إلى وسط مدينة "العمارة" ، وأمام أحد المقاهي ، جذب الجلاد لسانه بكماشة ،وقطع جلاد أخر اللسان بحربة البندقية ..
  أُخِذَ بعد ذلك إلى المستشفى ،وكان قد نزف الكثير من الدماء وفي غيبوبة كاملة فظن الجلادون أن ضحيتهم قد  فارق الحياة فانسحبوا ، ولكن الطبيب علي الشاوي قرر بذل كل الجهود لإنقاذه  فأجرى له عمليتين : الأولى لوقف النزيف ، والثانية لتجميل اللسان . وضخت في جسده النحيل عدة لترات من الدماء .. وتم إنقاذ الرجل ..
تفاصيل أخرى : 
لمن سيحتجون بعدم العلم بهذه الممارسات الإجرامية لنظام القتل والمقابر الجماعية نضيف التفاصيل التالية التي تفند تلك الحجة  : في سنة 2000 تصاعدت شكاوي العراقيين في الداخل والخارج من الممارسات الدموية للنظام ، فكانت هناك مجازر قطع الرؤوس ضد النساء المتهمات بالزني و المومسات بالسيوف ، ثم جاءت الأخبار عن جرائم قطع الآذان والألسنة وختم الجباه بالحديد المحمي وكسر الأطراف . وقد نشرت إحدى الصحف العراقية الصادرة في لندن هي " الزمان " في عددها الصادر يوم 17/9/2000 خبرا عن قطع ألسنة عدة مواطنين عراقيين ، فكتب كاتب هذه السطور مقالة تحت عنوان " قطع الألسن وتحطيم الأطراف .. الصحف تؤكد والنظام العراقي صامت "وقد  نشرت هذه المقالة في جريدة " القدس العربي " عدد يوم 26/9/2000  وهي منشورة أيضا في كتابي " نقد المثلث الأسود /ص32 / دار الكنوز الأدبية / بيروت 2002 " تطرقت فيها إلى ممارسات النظام مع ذكر التوثيقات والمعطيات اللازمة ، ثم تحديت ممثل النظام ورئيس قسم رعاية المصالح العراقية في لندن مظفر عبد الله  الأمين أن يرد نافيا ومكذبا هذه الأخبار .لقد تحديت هذا الشخص بالاسم لأنه سبق له وأن رد نافيا ما ورد في  إحدى مقالاتي التي اتهمت فيها النظام بالخضوع للضغط الأمريكي والموافقة على توطين الفلسطينيين المقيمين في لبنان والأردن  في العراق لتغيير الواقع الديموغرافي الطائفي في العراق . غير أن مظفر عبد الله الأمين لم يرد واستمرت الأخبار تترى من العراق والدماء تسيل ..
  واليوم فإن خروج المواطن العراقي حامد هاشم  من العتمة وبلسان مقطوع يسجل كإشارة إدانة ليس للنظام الدموي الذي اضطهد العراقيين طوال أربعة عقود من الزمان فحسب بل أيضا لكل الذين صفقوا لهذا النظام أو سكتوا سكوتا مريبا عن جرائمه ..
إن من حق الضحايا والشهداء العراقيين ومن حق ذويهم وشعبهم كله أن ينتظروا تضامنا نزيها وقويا من المثقفين والمبدعين وعوم المواطنين العرب وغير العرب ، كما أن من حقهم أن يستهجنوا ويدينوا ويحتقروا كل من يواصل الدفاع عن نظام الجريمة والمقابر الجماعية في العراق ..
لم يعد الصمت ممكنا ..ومن أجل أن لا يولد طاغية جديد قد يقطع لسانك - أيها المثقف - اطلق صرختك المدوية بوجه الفاشية .. لا للاستبداد الظلامي .


  ذكرت الجريدة الأسبوعية العراقية التي نشرت الخبر، والتي لم نشأ أن نذكر اسمها لكي لا نقدم ترويجا غير مقصود  للصحف العميلة للاحتلال وهي واحدة منها ، أن المواطن حامد هاشم الذي قطع لسانه مازال قادرا على الكلام ولكن بصعوبة 
 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدارة الأمريكية لا تعرف المزاح ولا الشقندحيات في مجال النف ...
- دروس في النحو الإملاء الدرس الثامن عشر : النحو الساكن في نصو ...
- إسرائيل وقطر والكويت والتنقيب عن النفط العراقي !
- هل يعتبر الهتلي أكثر شرعية من مقتدى الصدر ؟ الحكومة البديلة ...
- دروس في النحو والإملاء : الدرس السابع عشر : المخالفات اللغوي ...
- الوصفة الجلبية لإشعال الحرب الأهلية : حملة لاستئصال البعثيين ...
- دروس في النحو والإملاء : الدرس السادس عشر : العامية الفصحى و ...
- المجالسة وأخلاقيات التمادح !
- دروس في النحو الإملاء الدرس الخامس عشر :النحو الساكن / الهدف ...
- مجلس -بريمر- ومؤتمر -علي بن حسين - : والتنازع على -اللاشرعية ...
- الإباحيون الاقتصاديون بدأوا بيع القطاع العام بخدعة
- دروس في النحو والإملاء :الدرس الرابع عشر : النحو الساكن / مق ...
- قرارات مجلس - بريمر - حول الاستثمار الأجنبي : فضائح بالأرقام ...
- قرارات مجلس - بريمر - حول الاستثمار الأجنبي : عراق للبيع ..و ...
- قرارات مجلس - بريمر - حول الاستثمار الأجنبي - : مجزرة اقتصاد ...
- جريمة أمريكية جديدة بحق العراق : 64 مليون دولار من أموال الع ...
- دروس في النحو والإملاء .الدرس الثالث عشر : كيفية استخدام الم ...
- وشاهد شاهد ..من عراقيي صهيون !
- دروس في النحو والإملاء :الدرس الثاني عشر : قواعد الهمزة الن ...
- دروس في النحو والإملاء الدرس الحادي عشر : قواعد كتابة الهمزة ...


المزيد.....




- موسكو: أوروبا تحرض كييف على الإرهاب
- ماكرون يضع إكليلاً من الزهور على قبر الجندي المجهول
- عاصفة ثلجية في نهاية الربيع.. الثلوج الكثيفة تغطي موسكو
- شاهد.. المقاتلة الوحيدة من الحرب العالمية الثانية تنفذ تحليق ...
- بعد تعليق تسليم الذخائر الثقيلة لإسرائيل.. الخارجية الأمريكي ...
- شاهد.. غرق سفينة معادية خلال التدريبات الأمريكية والفلبينية ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لوحدات مدرعة تتوغل في رفح
- زوجة زيلينسكي تتعرض لحملة انتقادات واسعة بعد منشور لها عن ال ...
- زاخاروفا: روسيا لم توجه دعوة إلى سفراء ومسؤولي الدول غير الص ...
- مشاهد مروعة لرجل يسقط من الطابق الـ20 أثناء محاولته اليائسة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - بيان مقطوع اللسان إلى المثقفين العرب !