أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محاسن الحمصي - من جيب قلبي .. لك وردة !!














المزيد.....

من جيب قلبي .. لك وردة !!


محاسن الحمصي

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


قبالة المرآة ,بصق على الوجه الآخر دامع العينين مستجيرا :" ملعونة تلك (الداية ) التي أخرجتك من رحم أرنبة شهوانية .. سحبتك من رأسك الفارغ , قدميك المهتزتين , يديك المرتعشتين..؟"
جمع قبضته , ولكــمـــهُ ..
خيوط دماءٍ تسيل , نجوم , دوار .
دخـل في غيبوبة النسيان ..
تناثرت شظايا المرآة , تبعثر الوجه .. أصبح وجوها ....!!


الوجه الأول :

جُموحٌ , تمردٌ , إندفاع يسكن ذلك الجسد النحيل الباحث عن شهوة إنتقام أعمى , يجلس على كرسي القلق , ينام على فراش الأرق , يجمعُ , يطرحُ , يضربُ أخماسا في أسداسٍ , يرسم دروب الأذى , يحفر في كل يومٍ فخا وكمينا , يصطادُ ضحيتهُ ... ويبتسمْ.


الوجه الثاني :

يتخذُ من الصمت حِرفة والعزلة رفيقا , من الوحدة صديقا , والحزن أنيسا .. يبتكرُ حياة داخل حياة , دفترا , قلما , ممحاة مُغلــفـة بأوراقٍ سوداء يشدّها بحبال تلتـــفّ مع وهنِ عقلٍِ مُشتت ... ومع ذاته يتوحـــد .

الوجه الثالث:

يدخلُ ماراثون النزوة , يركضُ بين ساقين , يُلقي قلبه كرة لمؤخرةٍ مُرتجة , لشعرٍ مسدلٍ, لنِصفِ إبتسامة , يغتصبُ البِكر بقزحية , وصهريج مائه يضِخُّ ولا ينضبْْ ..
بات كازانوفا , دراكولا.. زير نساء ..


الوجه الرابع :

متأهبٌ , يلعبُ بالبيضة والحجر , الثلاث ورقات , ينتهز الفرصة حين تأتي , يبحث عن دولاب حظٍ , كتفٍ تــُأكلْ .. يلبس ثوب مُخبر ... ويترقب .


الوجه الخامس :

يستأجرُ من يعلك له اللّــقـمة , يمشي بقدميه , يحكّ الرأس , يُقلب الجسد الكسول ذات اليمين وذات اليسار , كفٍ تُغلق فم التثاؤب المتعب , ينتظرُ من يُسدل الجفنين .. ويلتصقُ بالفراش .


طبول الحرب تُقرع ..
أزيزٌ , هديرٌ , صليلٌ.. مناوشات , إتهامات , تصريحات , تراشق بالكلمات المسموعة والممنوعة
يخرجُ من عمق الميدان صوتٌ جريحٌ يتأوّه :" هدنة .. هدنة .. !! " .

*****

فجرٌ ندي يُــقـبّل الشاطيء الأزرق الراخي لسانه اللاهث ,
المستسلم لرغوة تُــــــــدلّك ُ , تـُـمسدُّ حبات الرمل ..
و(الشاليهات) البيضاء المتلاصقة المتشابكة كلوحة سريالية في ظل النخيل . تنام أضواؤها على صبا ريح حريرية ..
والإخوة الأعداء الخمسة في شرفة تُطلّ على المجهول اللاّمرئي ..
- أسبوع من السأم , الملل , الضجر.
- أغارُ ممّا وراء الجدران ,أصوات تتسلل .. وشوشات عرسان , كركرة أطفال , همسات عُشاق , شِجار أزواج يُختم بالتنهدات ..
- تمرّغُ الصبايا على الشط أنهكني .. أشعر بجوعٍ للّحـــــمِ .. للحلّوى ..
- إحترق جلدي و تقّشّر .. من يقلبني ؟
- إنفضَّ السامرُ الموحش, أفُـــــــل القمر .. لنشرب نخب الوداع الأخير.

سار الركب يترنّح .. أوصد الباب خلفهم واستراح .
إستحم بمد الموجة , نفض غُبار الذنوب , توجه نحو ملكوت الرب ,صلى ركعتين : "يااااااااااارب ! إليك أتوب .. " .
إفترش الرمل وانتظر..!!
*****
هفهف بستان ورد في تنورة تحمل قــّــــدّ غجرية شاردة في محطة القطار، وفوق الخصر
نهد يتأرجح تحت بلوزة وردية ، وعلى الكتف تنام حقيبة يِخفيها شلال أسود متماوج..

جلستْ تُقلب صفحات كتاب ,تنقـُر بأظافر مصبوغة فنجان القهوة ، فينقـُر عصفورٌ شرفة
قلبه ..
تُشعل بأصابع موسيقية سيجارة ، فيشتعل لهيب الرجل الخامد والراكد فيه..
العقل منه طار وحط على الطاولة..
سمع صدى صوته : " قولي معاكسة ، تحرش ، تطفل ، جنون.. أطلبي النجدة , لن أتحرك ..
فقط دعيني أشاركك الجلسة ,ولن أتفوه بكلمة .. أعدك يا ملهمتي ...!" .

إبتسمتْ ,لملمتْ تنورتها ، نظرت إلى الساعة الكبيرة المعلقة فوق رأسه , لمح رجلا يُدفن
بين أهدابها ويستريح ..
لوّحت مودعة .. تركتْ له رشفة قهوة وكتابا على غلافه إسم , رقم هاتف , وعنوان ..

ومضى عام...

يسمعُ الصوت الدافيء الحنون صبحا ,ظهرا ,ومساءا كوصفة الدواء ..

مُعلق البصر في ثوب السماء المزركش .. يسألها :

- عبر أيّ قمر صناعي يأتي صوتك الماطر حنانا وعطرا ؟
ويتردد الصدى الحبيب ...إلى قلبه :" إبحثْ بين المجرات ,الكواكب ,النجوم , تجد القمر, وتصبحُ عالم فلك ..!" .

تغمرموجة مدٍّ الجسد المستلقي على الشاطيء , و الصوت الحالم يتحشرج دمعا ,
خارقا مسامعه : " لا أطيق ..دعني أجيء .. لم أعد أطيق..." .

يفتح عينيه ، يرتعش وحيدا إلا من قلم ٍ وسطورملتوية خُطت على ورقة :

" يا صاحب اليراع .. آتيك غداً ,أتوقُ إلى قطعة من خيمة السماء فوق بلد تتنفس هواه,
رقعة أرض من بلد تمشي في رباه , إلى شاطيء نخيلِ تستظلُ في حِماه .. لأجلك :
"أستعير ساقي فهد , عيني صقر , جناحي عصفور , صبر ناقة .. أحمل بلسم الجروح , لمسة
الشفاء , عصا حبي السحرية .. أضم الكرة الأرضية إلى صدري , بوصلة ومنظارا , الاستشعار عن بعد دليلي ..

لا تأشيرة ,لا فيزا , لا حدود .. على بساط الريح آتيك أنا .. على شراع ..

كل النساء في دربك أنا .

خدّ الألماس , فيروز العينين , ياقوت الشفاه , ضفائر الذهب. غجرية ، حورية بحر , جنية.. حُسن الخلقِِ والخُلق , العلم والعقل , جهينة أنا ..

أسكبُ عطري في دورق , ألملمُ أحزانك أدفُنها في خندق , من سطور أبياتك , من حروف معاناتك ..
أغزل بساط الحب قصيدة وتكون لي وحدي أنا ..
أُخْرجُ من جيب قلبي قبلة أضعها على الجبين المُجهد ، لن تتعب معي أنا..
تتشابكُ الأيدي تحضنُ الآتي في هدهدة الحلم , وتجمع شظايا مرآة مكسورة .. " .

يهمس لنفسه :" يا بلسم الجراح , ساُبقي باب الغد مواربا ..

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود

حروف شاعرٍ قـُتل على أدراج بيت القصيد ,وأنا الشاعرُ الذي على باب هواك المجنون عدت أحيا وأعيش " .
حدّق في الوجه الجديد .. ولم يبصُق...!!



#محاسن_الحمصي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلانات مبوبة..!!
- بيت لا تفتح نوافذه... باكورة القاص المغربي هشام بن الشاوي
- عيد سعيد ... سعيد مين ؟
- جيوب وعيوب
- أقل من فكرة..أكثر من خاطرة..
- شهرزاد مصلوبة..!!
- (تَحْتْ )
- (تحْتْ )
- همسة عتاب
- خيمة رمضان ....!!
- سيد الاحزان
- الصعود العكسي
- (على قلق كأن الريح تحتي)
- قصص في حجم الكف (2)...محاسن الحمصي
- عاشقة الوهم
- وَكَسًّرْتُ أرجُلَ الخَوْفِ ..
- أوراق خريف دعو للتفاؤل
- رسالة من امرأة
- قصص في حجم الكف


المزيد.....




- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...
- وفاة الفنان المصري نعيم عيسى بعد صراع مع المرض
- باللغة السواحيلية.. صدور قصص عن الحرب الوطنية العظمى للكتّاب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محاسن الحمصي - من جيب قلبي .. لك وردة !!