أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محاسن الحمصي - عيد سعيد ... سعيد مين ؟














المزيد.....

عيد سعيد ... سعيد مين ؟


محاسن الحمصي

الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


عيد( سعيد) ..
سعيد فين ، أبحث عنه كالباحث عن كومة مساميرفي طن شعير.
نزلت السوق لعل وعسى ..
ليس لي إلا سقف السيل ودكاكين البالة ، لا بد أن يكون غاطس بين شوالات الرائحة الرطبة والستاندات المرصوصة بالماركات الأجنبية الأوربية والأمريكية ، عدا الدكاكين المتخصصة في الصيني نخب أول .
ميزت صوته من بين الأصوات ، رفيع يزقزق زقزقة ينادي على قطيع الخراف الذي يرعى أمامه . على ساعده طفل يبكي ، وبكل ساق بنطلون يتعلق طفل ، وبنت تمسك يد أختها متأففة : " يا بااا .. فـــلحة ، بدها تروح الحمام " .
ماشاء الله ، لديه عائلة من ثلاث صبيان وبنتين .. خمسة بعين الحسود.. !
تخرج من بين الفساتين والحبال المعلقة زوجة ( سعيد) ،وكأنها خارجة من معركة يا قاتل يا مقتول .. يسبقها بطن منفوخ ، على يدها بنت تصرخ ، يجر ثوبها صبـي وبنت ، ونصف شاب يتمتم : " خلصوني ، بهدلتونا ، تأخرنا ، راح موعد الباص .. " .
أبتسمُ في وجه أم العيال ، أداعبُ الصغيرة ، أناولها حبة ملبس حامض حلو لتسكت ، يهجم الباقي كالتتار: " وأنا .. أنا ..".
أحمد الله أني أحمل كيسا للتوزيع ..
- شكرا يا خـــْـــــتي ، والله انت بايــْن عليكِ بنتْ ناسْ ..
- أم شو ، بلا صُغرا ؟
- أم محمد ..
- الصغار كلهم اولادك ؟
- لْعادْ اولاد الجيران ..!
- الله يخليهم كلهم على راس بعض ، والظاهر أنك على وشك ولادة ..!
- صدقي يا ختي انا و (سعيد ) قلنا خمسة بيكــفــي ، والباقي عن طريق الغلط .. حبوب منع الحمل نشفوا الحليب، وكل يومين أتذكر أشرب حبة .. واللولب صار عندي وجع ظهر ونزيف ، ترى مافي طريقة إلا واستعملتها وما نْجـــحْــت.
تعبانه منهم زي القرود ، غير ما نلحًّــقْ عليهم لا أكل ولا شرب ولا مصاريف والمسكين (سعيد) كل راتبه 150 دينار بدون خصم ، وبيشتغل في مطعم بعد الظهر، وفي الليل ساعتين يبيع عرانيص دُرة في شارع ( ...) الجديد . يصل البيت مهدود الحيل ، بيني وبينك صحيح تعب ، بس الأولاد عزوة في الكبر ..
- يا أم محمد ،اِنت ساكنة بعيد ؟
- آه . في جبل (....) ، مستأجرين بيت .. غرفة واسعة ومطبخ ودورة مية وحمام .
- كلكم في غرفة ؟
- الغرفة يا أختي واسعة ، في النهار للجلوس وفي الليل نمد الفرشات ..
- معلش لو مافيها إزعاج على السؤال يا أم محمد .. متى انت وزوجك (سعيد) يعني تكونوا على انفراد و.........؟
- يجازيك على السؤال .. الصبح الأولاد يروحوا المدارس ، والصغار يلعبوا في الساحة مقابل الباب و... !
هنا انضم إلينا (سعيد) :
- مرحبا يا أختي .. هاااا يا أم محمد ، إخترت الملابس ، خليني أحاسب ..!
و يغادرنا بعمود فقري منحنٍ .. لحية مهملة ، و خطوات مترنحة ، يسوق قطيع الخراف.. يودعني بنظرة طويلة .. متفحصة .. ينهر أم محمد :" هذه ست و أنت ست ... ؟؟ " ، بينما الصغار يصيحون بصوت واحد :
- اليوم عيد يا .. لالالا .. ولبست جديد يا .. لالالا !!



#محاسن_الحمصي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيوب وعيوب
- أقل من فكرة..أكثر من خاطرة..
- شهرزاد مصلوبة..!!
- (تَحْتْ )
- (تحْتْ )
- همسة عتاب
- خيمة رمضان ....!!
- سيد الاحزان
- الصعود العكسي
- (على قلق كأن الريح تحتي)
- قصص في حجم الكف (2)...محاسن الحمصي
- عاشقة الوهم
- وَكَسًّرْتُ أرجُلَ الخَوْفِ ..
- أوراق خريف دعو للتفاؤل
- رسالة من امرأة
- قصص في حجم الكف


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محاسن الحمصي - عيد سعيد ... سعيد مين ؟