أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محاسن الحمصي - جيوب وعيوب














المزيد.....

جيوب وعيوب


محاسن الحمصي

الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 02:29
المحور: كتابات ساخرة
    


إن أصدر المرء صوتا هادرا , عزفا منفردا
على سُــلّم موسيقى نشاز, شخيرا يهُـــزّ الأبواب والشبابيك
يرجُ سرير الجار السابع
اخـنــــفَّ صوته ووجد صعوبة في سحب الشهيق والزفير من شيشة رئته يُقال: معه جيوب أنفية..
وإذا ظهرت بعض الكُــتل في الرقبة وتحت الإبط وعلى أجزاء من البدن يقال :جيوب ذهنية..
وإذا تورمت العيون من البكاء , السهر , الأرق.. من الجوع , الألم , الحسرة , الحرمان وصغر البؤبؤ تحت الهالات السود .. يقال: جيوب الجفن..
واذا تحدثت الحكومة عن برنامج الإصلاح والتطوير والتغيير
تقول سنبدأ بمعالجة جيوب الفقـــــــر..!!

والجيوب ..

زوائد من قماش غالبا ما تكون من الخام , الساتان , الحرير
تحاك بالإبرة والخيط , تُـلصق داخل جوانب البنطلون , الفستان , القميص حسب الموديل ..
الدشداشة .. توضع بها التعاريف والقروش - غير الدنانير- الفواتير , الرُوشيتة , طلبات البيت , الهوية إن وُجــــــدتْ...!
نراها عادة في الربع الأول من الأسبوع الأول من الشهر واضحة للعيان
عند الموظف الغلبان تكـــِشْ وتضمر بعد مروره على اللّحام , الفرّان , البقال , وبيّاع الغاز والكاز..

العامل .. لا يحتاج إلى جيوب لأنه لا يملك المدة والوقت لاستعمالها ..

أطفال المدارس يحتاجون إلى الجيوب أكثر في الشتاء .. يستدفئون بها من صقيع صفوف وغرف المدرسة الخالية من النغنغة والشروط الصحية ...!

النسوة - غير نساء الهاي لايف والبرستيج - يستخدمن السوتيان بدلا من الجيوب , جارتي أم محمد لاتعرف السوتيان .. جيبهــــــا عُبـّــها ..!

وملابس الأغنياء لا تخلو من الجيوب بلا عيوب ..
فموضة البنطلونات اليوم عريضة واسعة , شِـــرْحة وبِــرْحة , جيـــوبها كبيرة وطويلة
عكس الفيزون والجينز كي تتسع للمزيد من البطاقات , الفيزا كارد , الموبايـــــــل , كروت (غوار) , وأسماء المحاسيب , الفـــزّيعـــــــة والدفــّــيعة ..
ترى الجيب المناسب في المكان المناسب ..!

ولو أجرينا استطلاعا في مراكز الدراسات حول الجيوب وأدائها .. على غرار
استطلاع الرأي في أداء الحكومات , فستجد أن النسب متفاوتة .. عمّان الغربية وضواحيها تختلف عن عمّان الشرقية وضواحيها , ولو أن بعض المناطق - حتى مقبرة سحاب- صارت في العلالي .. فلل , قصور , مولات , رَطــْــن باللغات وعروض سيارات .. اللهم لا حسد ..!

المهم نعود للجيوب .. يظهر الشورت , التي شيرت , ولاتعرف الغني من الفقير, فالجيوب غير واضحة المعالم .
فوق ..
يرتدون العباءة فتحتار إن كانت تخفي تحتها جيوب ..!!
تحت ..
في الجنوب ..لا توجد أصلا جيوب ..!
فمن يعيش تحت سقف الفقر المذقع لا يملك جيبا حتى من البالة .. بل يملك جيوبا سوداء تحت العين ..
وهذه هي الجيوب التي تسعى الحكومة لمعالجتها بالأشعة والكيماوي ,الأكــْـــوَسال , خافض الحرارة , والسُعال ..
يعني بالخط العريض الحكومة ستعالج جيوب الفقر حسب الموديل وتماشيا مع صرعات
الموضة العالمية قبل العيد وبعد العيد.. وقد توزع إبر وخيطان لتصليح وترقيع المخزوق منها ومقصات لقص رقبة الجـِـيبــة العنيدة والتي كانت سبب انخفاض شعبية الحكومة الموقرة ذات الجيوب الممتلئة بالمديونية التي ترقع من جهة وتخرم من جهات .. والمواطن يمشي جنب الحيط .
الحيط يارب الستر
ينظر بعينه ويتحسر في قلبه
كرامته وعفته تمنعه من مد يده الى جيوب الجيران لنشل ثمن رغيف لابنه الجوعان
يضع الكف في الهواء و....



#محاسن_الحمصي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقل من فكرة..أكثر من خاطرة..
- شهرزاد مصلوبة..!!
- (تَحْتْ )
- (تحْتْ )
- همسة عتاب
- خيمة رمضان ....!!
- سيد الاحزان
- الصعود العكسي
- (على قلق كأن الريح تحتي)
- قصص في حجم الكف (2)...محاسن الحمصي
- عاشقة الوهم
- وَكَسًّرْتُ أرجُلَ الخَوْفِ ..
- أوراق خريف دعو للتفاؤل
- رسالة من امرأة
- قصص في حجم الكف


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محاسن الحمصي - جيوب وعيوب