أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - تحويل العرس إلى مآتم ، وما بعده !














المزيد.....

تحويل العرس إلى مآتم ، وما بعده !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 637 - 2003 / 10 / 30 - 02:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قبل عدة أيام ، تنافست ، وكعادتها ، وكالات الأنباء ، ووسائل الإعلام ، ومنها بعض الوكالات العربية ، في نقل خبر من العراق ، عن عرس  جرى في بغداد ، وتحول إلى مأتم  اثر وفاة خالة العروس في حادث سيارة أثناء الزفة. وكان خبرا مناسبا جدا وملائما لواقع ومزاج هذا النوع من وسائل الإعلام ، وخصوصا بعض الفضائيات الشقيقة ، التي صارت لا  تنقل عن العراق سوى أخبار الموت ، وبالذات أخبار أفراحنا التي تتحول إلى مآتم . ويبدو ان هذا الأمر صار يطيب للكثيرين منهم ، بل وينقله البعض بالكثير من الفن وبشئ من روح  الشماتة والتشفي من شعبنا العراقي . فلا شئ سوى الدم العراقي ، والدمار العراقي ، والدموع العراقية ، والجوع العراقي على شاشات فضائياتهم  والصفحات الأولى لصحفهم ومواقعهم الإعلامية. لا نجد في هذا النوع من وسائل الأعلام شيئا عن الفرح العراقي العارم بزوال النظام الديكتاتوري البغيض . لا شئ  في هذه الفضائيات عن مسؤولية النظام وازلامه المقبورين عن عشرات المقابر الجماعية على طول البلاد وعرضها ، والتي قدموا خبرها وكأنه مجرد شئ عابر في حياة شعب عاش حوالي نصف قرن تحت سياط ابشع نظام ديكتاتوري في المنطقة وذاقوا منه وبسبب سياساته الويل. في تقارير وأخبار هذا النوع من الوكالات والفضائيات ، وعن قصد وبذكاء ، تحول الشعب العراقي إلى جلاد والديكتاتور ونظامه المقبور إلى ضحية ، وراح يطيب لهم جدا ، وفي غرة شهر رمضان الكريم ان يفطروا على رؤية دماء أبناء الشعب العراقي . لا شيء في أخبار وتقارير هذا النوع من الوكالات عن ما يدور على ارض العراق من سعي شعب مكافح إلى بناء مستقبل جديد لابنائهم والأجيال القادمة. قبل أيام عاد آخي الأكبر من العراق ، بعد ان قضى هناك فترة اكثر من أربع شهور، وضمن ما جاءني به كهدية ثمينة ، أعداد مختلفة من صحف العراق التي بدأت بالصدور بعد سقوط النظام الديكتاتوري البغيض . صديق فنلندي ، صحفي ، من أصدقاء شعبنا العراقي، ناصر نضال شعبنا من اجل عراق ديمقراطي فيدرالي ، التقى أخي واستمع إلى مشاهداته وانطباعاته ، ومن اجل موضوعه الصحفي نثر الجرائد العراقية الجديدة والتقط لها صورة نشرها مع تعليق ، يقول بان في العراق الان تصدر اكثر من مائة صحيفة دورية ، بينما في أيام نظام صدام حسين كانت هناك صحف معدودة فقط تختلف في الأسماء وتتوحد في المضمون . أسوق هذا الأمر كمثال بسيط ، فحال حرية الصحافة لا يعني شيئا لذلك النوع من الفضائيات الشقيقة ومراسليها بينما صديق أوربي توقف عنده بأهتمام وخرج من ذلك بأستنتاجات طيبة محملة بالأمل والثقة بالشعب العراقي ومستقبله الديمقراطي . في صحف وفضائيات بعض الأشقاء لا نجد شيئا عن  سعي وعمل العراقيين الجاد لاعمار بلادهم .لاشيء عن فرص العمل التي توفرت لالاف العراقيين ، لاشيء عن استعادة الكهرباء وبناء جسور ومد طرق والتحاق آلاف العراقيين بوظائفهم ومدارسهم . لاشيء عن تلك الصور المشرقة ومبادرات عراقيين شرفاء من أبناء الشعب العراقي في حماية مؤسساتهم من السلب والنهب والتي تنشر الصحف العراقية صورهم ومآثرهم ، هناك فقط تلك الصور المسيئة إلى تاريخ وشخصية الشعب العراقي التي قام بها البعض مستثمرين  الأوضاع المتردية. لاشيء عن المجرمين الذين أطلق الديكتاتور المقبور سراحهم قبل ان يتهاوى عرشه تماما ، وراحوا يقتلون الأبرياء وينهبون العراقيين ويروعونهم ، اما العمليات الإرهابية التي ينفذها تحالف مشبوه بين قوى متطرفة إرهابية وفلول النظام والمتضررين من انهيار النظام الديكتاتوري والخائفين من حكم القانون ، والتي تقتل الأبرياء والأطفال وتخرب المنشآت الوطنية وممتلكات العراقيين ، فهذه الأعمال الإجرامية تتحول عند الأشقاء إلى عمليات " مقاومة" . هؤلاء الذين يساهمون في عرقلة  مسيرة البناء في العراق بالتباكي على استقلالية العراق ، هل هم اكثر حرصا من القوى الوطنية العراقية التي قدمت مئات الشهداء في نضالها من اجل إزالة النظام الديكتاتوري ، والتي تمارس الصراع السياسي بشكل يومي مع قوى الاحتلال للتعجيل برحيلهم ؟  ليدرك هؤلاء ، المتباكون على الديكتاتور المقبور، بأن بطلهم القومي ، والذي لا يسميه البعض بأسمه ، ويتباكون على ايامه ، "أيام الأمان والنظام " ـ كما يقول بعضهم ـ بطلهم هذا ، ووفق " حسابات صميمية " ـ كما كان يهذر ـ ، جاء من الشوارع الخلفية باقتدار يحسد عليه، وبذات الاقتدار عاد إلى شوارعه الخلفية ، ولا يوجد له ولشراذمه ، في عراق المستقبل ، من مكان بعدها سوى قفص الاتهام ، فمن شاء ليدخل معه ، فالشعب العراقي ، لا يمكنه ان يترك عقارب الساعة تعود إلى الوراء ، وسيعاقب المجرمين . وقوى الشعب العراقي مطالبة بوحدة صفوفها اكثر وتوحيد خطابها الوطني من اجل العمل الجاد واستثمار الإمكانيات الواقعية للخروج من الأزمة التي تلف بلادنا ، من اجل ان لا يدعوا فلول وحلفاء النظام المقبور من قوى الارهاب والجريمة  تواصل  تحويل أفراح أبناء شعبنا إلى مآتم ، والرقص على أشلائنا ، على مشهد من مقابر جديدة !

28 تشرين الثاني 2003



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار في العمل السياسي في العراق
- على هامش بدء العام الدراسي الجديد أليس بالإمكان ان يكون لنا ...
- الورقة العراقية - تجهز على زعيمة حزب الوسط في فنلندا
- إلى الشهيدة رضية السعداوي
- صفحة الطريق أربع أعوام مجيدة من العمل المثابر
- كريم كطافة في ليالي ابن زوال
- أفلام وثائقية للفنلندي ميكو فالتاساري عن العراق
- كتاب الانهيار للفنان احمد النعمان : مساهمة في البحث عن عالم ...
- في فنلندا تظاهرة في هلسنكي تضامنا مع شعب كردستان
- " تسو ـ تفو " يا أستاذ عوعو !
- حروف ونقاط … كرة القدم !
- لو كانت أجاثا كريستي على قيد الحياة !!
- الامتحانات
- الى الوراء … در!
- قطار الموت


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - تحويل العرس إلى مآتم ، وما بعده !