أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - الورقة العراقية - تجهز على زعيمة حزب الوسط في فنلندا















المزيد.....

الورقة العراقية - تجهز على زعيمة حزب الوسط في فنلندا


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 620 - 2003 / 10 / 13 - 02:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


"الورقة العراقية " تجهز على زعيمة حزب الوسط  في فنلندا

هلسنكي ــ يوسف أبو الفوز

في الانتخابات البرلمانية الفنلندية الأخيرة ، التي أعلنت نتائجها في العاصمة هلسنكي ، يوم  16 آذار من هذا العام ، والتي تجري في البلاد كل أربع سنوات ، وتنافس فيها 19 حزبا وقائمة انتخابية ، لأشغال اكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان البالغة 200 مقعدا ، ظل التنافس قائما ما بين الأحزاب السياسية التقليدية ، والتي تعرف بالأحزاب الكبيرة أو أحزاب الحكومة. وأمام ملل الناخب الفنلندي من حصول تغيير جدي في سياسة البلاد وتشابه برامج الأحزاب السياسية على صعيد السياسة الداخلية ، فجميعها كانت تنادي بالمزيد من فرص العمل والاستقرار الاجتماعي ، وصيانة الأسرة ومراجعة السياسة الضريبية ، وجد حزب الوسط (المزارعين سابقا ) ، في الأزمة العراقية ،  حيث تصاعد حينها تهديد الولايات المتحدة بغزو العراق ، ورقة رابحة ، لعبها بمهارة  وقادته إلى النصر، إذ تقدم بشكل ملحوظ على بقية الأحزاب بنيله على نسبة 24,7% ( +2,4) من الأصوات التي أهلته للحصول على 55 مقعدا ، بزيادة 7 مقاعد مقارنة بالانتخابات البرلمانية السابقة التي جرت عام 1999 . أما الحزب الديمقراطي الاجتماعي ، والذي ظل ولدورتين انتخابيتين سابقتين يقود الحكومة ، ونجح في تشكيل حكومات ائتلاف وطني، سميت بحكومات ( قوس قزح ) لانها ضمت غالبية الأحزاب الفنلندية الأساسية من اليمين واليسار، فنال 24,5% (+1,6) والتي أهلته للحصول على 53 مقعد ، متقدما بثلاث مقاعد فقط قياسا بانتخابات 1999. اما الخسارة والتراجع فكان من نصيب بقية أحزاب حكومة قوس قزح، خصوصا حزب الائتلاف الوطني (يمين) ، وهو أهم حليف للديمقراطي الاجتماعي في الحكومات السابقة وخصوصا في دعمه لسياساته الأوربية ، إذ حصل على نسبة 18,5 (- 2,5) وأهلته للحصول على 40 مقعد وبخسارة 8 مقاعد قياسا بانتخابات عام 1999. اما النصر الذي حققه حزب الوسط في الانتخابات الأخيرة ، وهو حزب يعمل من مواقع يمين الوسط ، والذي أهله لتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة ، فقد جاءه أساسا من اللعب بما سمي في وسائل الإعلام الفنلندية بـ "الورقة العراقية " ، ففي مناظرة تلفزيونية ، وعلى الهواء مباشرة ، خلال الحملات الانتخابية ، فاجأت زعيمة حزب الوسط ، السيدة "أنيلي ياتينماكي " ، رئيس الوزراء السابق وزعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي ، السيد " بافو ليبونين " ، والمعروف كسياسي ذي خبرة ، بأنها تعرف الكثير عن اجتماعه مع الرئيس الأمريكي " جورج ديبليو بوش " ، والذي عقد في واشنطن ، في 9 /12/ 2002 . وتحدثت زعيمة حزب الوسط عن ما سمته وعود بافو ليبونين  للرئيس الأمريكي بضمان مساندة فنلندا للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وأيضا حملتهم العسكرية على العراق . واتهمت أنيلي ياتينماكي ، زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي السيد بافو ليبونين بتوريط فنلندا بالموافقة على سياسة الحرب الأمريكية ، وبشكل مخالف لسياسة فنلندا الخارجية السلمية ، وموقفها الذي يجب ان ينسجم مع سياسات الاتحاد الأوربي ، والداعي إلى حل الأزمة العراقية من خلال الأمم المتحدة وبالطرق السلمية. وفي الأيام التالية تسربت معلومات إلى الصحافة المحلية عن وثيقة رسمية سرية حول اجتماع رئيس الوزراء بافو ليبونين مع الرئيس الأمريكي جورج ديبليو بوش الذي كان يعقد لقاءات واجتماعات مع قادة العديد من الدول الأوربية في سعي من الولايات المتحدة الأمريكية لكسب اكبر عدد ممكن من الحلفاء لحربه المنتظرة ضد العراق ، وذكرت التقارير الصحفية وطبقا للوثيقة السرية ان الرئيس الأمريكي مدح فنلندا كشريك جيد للولايات المتحدة في مواقفه من الحرب ضد العراق . وفي الوقت الذي كانت فيه شوارع العواصم والمدن الأوربية تلتهب تحت أقدام المتظاهرين ضد الحرب ، ومن ذلك المدن الفنلندية الأساسية ، دفعت هذه المعلومات بالعديد من الأحزاب الفنلندية لمهاجمة السياسة الخارجية للحزب الديمقراطي الاجتماعي ، وبالتالي أدى كل ذلك إلى انفضاض الناخبين عن تأييده ، مما ترك أثره على نتائج الانتخابات ، وحقق حزب الوسط فوزا مشهودا . ووفق القوانين البرلمانية الفنلندية شكل حزب الوسط الحكومة الجديدة ، والتي دخل فيها الحزب الديمقراطي الاجتماعي شريكا ، وتولت السيدة أنيلي ياتينماكي منصب رئيس الوزراء الفنلندي ، لتكون بذلك أول سيدة فنلندية تتولى هذا المنصب ، وبالمناسبة فان فنلندا هي من البلاد الأوربية التي تشغل النساء فيها نصف المقاعد الوزارية هذا ناهيك عن كون رئيسية الجمهورية هي امرأة ، هذا من غير العدد المتميز من النساء عضوات في البرلمان الفنلندي . وتبعا للأسس الديمقراطية والشفافية في المعلومات وحرية الصحافة التي تضمنها قوانين البلاد ، لم تُترك زعيمة حزب الوسط أنيلي ياتينماكي تهنأ بمقعد رئاسة الوزراء طويلا ، إذ راحت وسائل الإعلام تتابع قضية حصولها على الوثائق السرية ، وتسريبها الى الصحافة وتوظيفها في التلاعب بمشاعر الناخبين ، واعتماد أساليب غير قانونية للحصول على المعلومات واستخدامها في العملية الانتخابية. وراح الحزب الديمقراطي الاجتماعي يواصل الدعاية والحديث عن التزام قادته بقوانين الدولة والسياسة الفنلندية الخارجية المحايدة . وسرعان ما كشفت الصحافة الفنلندية ان  الوثائق الرسمية السرية تم تسريبها من ديوان رئاسة الجمهورية ووصلت إلى رئيسة حزب الوسط التي وظفتها في حملتها الانتخابية . وفور نشر هذه المعلومات تبنى حزب الائتلاف الوطني ، والذي كان اكبر المتضررين في الانتخابيات البرلمانية الأخيرة ، عملية دعوة البرلمان لمسائلة رئيسة الوزراء وأجراء التحقيقات الرسمية اللازمة من قبل الجهات المختصة. واستطاعت الجهات الرسمية بعد سلسلة من التحقيقات ان تحدد مصدر تسرب المعلومات ، وتبين انه مستشار رئيسة الجمهورية القانوني ، الذي اعترف للشرطة السياسية بفعلته ، ولكنه أنكر ما تردد من كونه عضوا في حزب الوسط ، فأقيل فورا من منصبه لعدم أمانته. واستمر البرلمان في طلب مسائلة رئيسة الوزراء أنيلي ياتينماكي التي راحت في بداية الأمر تحاول التخفيف من الأمر والتصريح بأنها قدّمت وجهة نظر المعارضة في ذلك الوقت ، وان من حق المواطن ان يعرف كل المعلومات ، وبأنّها شعرت أن خطر نشوب الحرب في العراق كان قد ترك تأثيره على مشاعر كل الفنلنديين ، وان تصرفها كان للمحافظة على موقف الحياد الذي عرفت به فنلندا. لكنها وأمام ثبوت الأدلة بحصولها على الوثائق بشكل غير شرعي، وأمام البرلمان الفنلندي الذي عقد جلسة خاصة للاستماع لافادتها اعترفت بحصولها عليها واستخدامها مثلما كان ، وقدمت اعتذارها لرئيسة الجمهورية ، ولكنها مع ذلك حاولت المناورة وأشارت إلى ان الوثائق وصلتها عن طريق الفاكس وانها لم تطلبها أو تسعى أليها. ولم يكن جوابها مقنعا للكتل البرلمانية ولا للشارع الفنلندي الذي تابع القضية وراح في استطلاعات الرأي يعبر عن غضبه ويتهمها بالكذب المباشر. وفي تعليق مباشر لرئيسة الجمهورية السيدة تاريا هالونين (الحزب الديمقراطي الاجتماعي) أشارت إلى حق كل مرشح أثناء حملة الانتخابات في استخدام المعلومات المناسبة ولكن وفقا للطرق القانونية والشرعية ، وبينت ان سلوك رئيسة الوزراء كان مخالفة قانونية وسياسية واضحة ، وكان هذا إشارة صريحة إلى موقف رئاسة الجمهورية المؤيد للأصوات  المتصاعدة والتي تطالب باستقالة رئيسة الوزراء ، بسبب خرقها للقوانين الفنلندية ، وحصولها على وثائق رسمية سرية بشكل غير قانوني وظفتها بشكل اضر بموقف منافسيها ونتائج الانتخابات . وفي ساعة متأخرة من مساء 18 حزيران ، بعد شهرين من تشكيلها للحكومة ، قدمت أنيلي ياتينماكي  ، رئيسة حزب الوسط ، استقالتها لرئيسة الجمهورية ، التي أعلنت ذات المساء عن قبولها ، وكلفتها بالاستمرار بممارسة مهامها حتى اختيار حكومة جديدة. ولتفادي نشوب أزمة سياسية جرت حالا مفاوضات طاحنة خلف الكواليس مارس فيها حزب الائتلاف الوطني ضغوطا متعددة لكن حزب الوسط استطاع ان يحافظ على تشكيلة الوزارة ذاتها وتم الاكتفاء بمجيء "ماتي  فانهانينين " وهو واحد من ابرز قادة حزب الوسط  ليشغل موقع رئيس الوزراء ، وحضي بموافقة رئيسة الجمهورية . ولم تنتهي مصاعب السيدة أنيلي ياتينماكي من جراء استخدامها "الورقة العراقية " ، إذ تصاعدت الأصوات داخل حزبها تنتقدها لما سببته من أزمة سياسية في البلاد وانحسار في شعبية الحزب ، وصارت مادة مفضلة لرسوم الكاريكاتير والبرامج الساخرة لحد يمكن القول صار يرثى لها ، ولحد توقع بعض المحللين انها ستبادر للاعتزال السياسي ، ولكنها بدلا من ذلك قامت بجولة في المدن الفنلندية للمساهمة المباشرة في تلميع صورتها أمام أعضاء حزبها ، الذي وبطلب من قاعدته  هيأ لعقد مؤتمر جديد . وفي  الخامس من تشرين الأول  2003 ، عقد المؤتمر وسط ترقب شديد من الشارع الفنلندي ، ورغم خطابها اللين الذي حاولت فيه استرضاء مندوبي الموتمر تم التصويت بالإجماع بعزلها عن قيادة الحزب وبنفس الوقت تم انتخاب وأيضا بالاجماع ماتي  فانهانينين  زعيما للحزب ، وفي خطاب الوداع الذي بدت فيه منكسرة على عكس ما عرف عنها من الظهور بمظهر المرأة الحديدية ، اتهمت أنيلي ياتينماكي الحزب الديمقراطي الاجتماعي بانه كان وراء عزلها وان قادة هذا الحزب وبرسالتهم المكتوبة التي طالبوا باستقالتها هددوا حزبها بالانسحاب من الحكومة الائتلافية إذا لم تقدم على ذلك ، وبانها في الوقت الذي نجحت في ايصال حزبها إلى النصر لكنها صارت كبش الفداء وتركت وحيدة تتلقى مصيرها . وهكذا لم تكن نتيحة اللعب بالنار العراقية الاطاحة بها فقط من رئاسة الوزارة التي لم تهنأ بها طويلا ، بل واجهزت على مستقبلها السياسي .
يا ترى هل يتعظ البعض من ذلك ؟!

 



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الشهيدة رضية السعداوي
- صفحة الطريق أربع أعوام مجيدة من العمل المثابر
- كريم كطافة في ليالي ابن زوال
- أفلام وثائقية للفنلندي ميكو فالتاساري عن العراق
- كتاب الانهيار للفنان احمد النعمان : مساهمة في البحث عن عالم ...
- في فنلندا تظاهرة في هلسنكي تضامنا مع شعب كردستان
- " تسو ـ تفو " يا أستاذ عوعو !
- حروف ونقاط … كرة القدم !
- لو كانت أجاثا كريستي على قيد الحياة !!
- الامتحانات
- الى الوراء … در!
- قطار الموت


المزيد.....




- الحوثيون من اليمن يقصفون سفينة شحن بواسطة طائرة مسيرة في أقص ...
- في أول عملية من نوعها.. بريطانيا ترحل طالب لجوء إلى رواندا
- حميميم: القوات الجوية الروسية في سوريا دمرت قاعدتين لمسلحين ...
- مصر.. كبير الأطباء الشرعيين الأسبق يتحدث عن أسباب وفاة الرئي ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- البنتاغون: القوات الجوية تحتفظ بالحد الأدنى من الاستعداد الق ...
- معارضو نتنياهو: بن غفير وسموتريتش خطر على أمن إسرائيل
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- أمير قطر والرئيس المصري يشددان على تكثيف جهود الوساطة لإنهاء ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - الورقة العراقية - تجهز على زعيمة حزب الوسط في فنلندا