أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - قطار الموت














المزيد.....

قطار الموت


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 73 - 2002 / 2 / 24 - 09:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


صفحة الطريق - متابعة


وأخيرا حصل قطار الصعيد رقم 832 الذي لقي فيه حوالي 380 مواطنا مصريا مصرعهم على اثر الحريق الذي شب في سبعة من عرباته في رحلة من القاهرة إلى صعيد مصر يوم20 شباط الجاري ، حصل هذا القطار من وسائل الأعلام على لقب " قطار الموت " . وإذ عم الحزن قلوب عوائل الضحايا الذين كانوا ينتظرون ذويهم للاحتفال بعيد الأضحى المبارك ، ففي قلوب العراقيين الشرفاء في كل مكان ، والذين شاركوا إخوانهم المصريين الحزن والأسى ، تشتعل نيران القلق ، وهم يرون وسائل الأعلام تستولي على لقب يملكون حقوق استخدامه . لسنا نقصد هنا " قطار الموت " المحفورة قصة بطولة وصمود ركابه في قلوب أبناء دجلة والفرات . " قطار الموت " الذي كان من الثمرات المّرة لعروس ثورات عفالقة بغداد التي جاءت من أحضان أعداء ثورة 14 تموز وبقطار أمريكي في صبيحة الثامن من شباط 1963 . اننا نقصد قطارا أخر ، بدأ مسيرته الكاسحة صبيحة 17 تموز 1968 ، وراح يسير بجنون على عجلات التضليل والإرهاب والموت ، وفق مخططات سير محسوبة في دهاليز اللاعبين الكبار. قطار ظلت نوافذه وأبوابه مغلقة أمام نسمات الحرية والعيش الكريم ، واشتعلت فيه طويلا نيران الحروب الداخلية والخارجية ، التي أودت بحياة الآلاف من الشهداء والضحايا ، شهداء في حملات تنظيف السجون أو برصاص الغدر، أو بسموم السيانيد والخردل ، وضحايا في حروب لا مصلحة فيها للركاب المغلوب على أمرهم غير الأحلام المريضة بالتسيّد والتمتع بشعور العظمة التي تقود "قائد" القطار ، ورغم ان اكثر من ثلاثة ملايين من الركاب استطاعوا القفز من نوافذ هذا القطار للنجاة بأنفسهم ، فبعضهم وان استطاع الوصول إلى مكان آمن فان الكثيرين منهم ابتلعتهم عوامل موت أخرى ، سواء في حاويات النقل أو في أعماق البحار الغريبة . ومن يتابع كل هذا يدرك تماما ان "قائد" هذا القطار ليس بغافل عما يفعل وما يجري ، فهو طيلة هذه السنين يتفنن ويبدع في استمرار السير بذات الطريق والسرعة ليزيد من اشتعال نيران الجوع والمرض والموت بين الركاب ، لا يكترث إلا بديمومة بقائه وبطانته عند دفة القيادة شاغلا أوقات فراغه بكتابة الروايات التاريخية . إلى أين ستصل هذه المسيرة الجنونية لهذا القطار بأبناء الشعب العراقي ؟والى أي محطات الخراب سيقود هذه المسير المجنون ؟ ويا ترى من سيوقف هذه المسيرة الكارثية ليطفأ النيران التي تزيد اشتعالا يوم بعد أخر ؟ في الأجواء ثمة من يخطط لـ " كرازي " عراقي ، وثمة من يخطط لجنرال ببدلة عنق أمريكية ، ليتولوا دفة القيادة بما يضمن مسيرة القطار بذات النهج ولكن بإيقاع اخر ، وبحرائق أقل وطأة لكنها تضمن دوما للاعبين الكبار تقاسم العوائد ، لكن الشعب العراقي التواق للحرية والعيش الكريم والسلامة لا يريد سوى ان يتركوه ليوقف مسيرة هذا القطار المجنون بقواه الذاتية ،وفي المحطة التي يريد ، وعندها سيغير خطوط السير وأيضا ستتغير المسميات !



سماوة القطب
22/2/2002











#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رئيسة المكسيك تكشف ما قالته لترامب عندما عرض إرسال قوات أمري ...
- لواء مصري يكشف بالتفاصيل حقيقة الأنباء عن إنشاء قاعدة عسكرية ...
- نتنياهو يطالب قطر -بالكف عن اللعب على الجانبين- في مفاوضات غ ...
- والد أحمد الشرع يهدد إسرائيل: سنقاتلكم بأظافرنا ونعرف متى نض ...
- مؤسسة -هند رجب- تكشف هوية الضابط الإسرائيلي المسؤول عن قتل ا ...
- السفارة الروسية لدى السويد تدين الحملة المعادية لموسكو في وس ...
- تحطم طائرة فوق منازل في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا الأمريكي ...
- الخارجية السودانية تتهم -قوات الدعم السريع- بقتل 300 مدني غر ...
- الجزيرة ترصد أوضاع الأطفال داخل مستشفى الرنتيسي بغزة
- على وقع تظاهرات مستمرة.. هذه أبرز مطالب الأحزاب في بنغلاديش ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - قطار الموت