أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - حروف ونقاط … كرة القدم !














المزيد.....

حروف ونقاط … كرة القدم !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 149 - 2002 / 6 / 3 - 12:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

هذه الأيام ، كل أنظار العالم تتوجه الى شاشات التلفاز ، ليس لمتابعة اخر تطورات مجريات ابادة الشعب الفلسطيني من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ، ولا لمتابعة تطورات مخاطر الحرب التي قد تشتعل في آسيا بين الجارين النوويين الهند والباكستان ، ولا… ، ان انظار العالم تتوجه الى شاشة التلفاز السحرية لمتابعة تدحرج الكرة  بين أقدام نجوم أبرز فرق العالم على المستطيل الأخضر، فوق الأراضي الكورية واليابانية ، من اجل الفوز بكأس العالم ونيل حق حيازة لقب بطل العالم في فن كرة القدم . وأعد كثير من عشاق لعبة كرة القدم انفسهم وفرغوا أنفسهم لمتابعة سير المباريات وسط تصاعد حمى كرة القدم التي غزت أخبارها كبريات الصحف ، وجلبت إلى الشاشة السحرية ملايين الناس ممن في ايامهم العادية كانوا بعيدين عن كرة القدم وأخبارها وهمومها ، مما رفع من أرباح شركات الإعلان ، ووجدتها منظمة الصحة العالمية فرصة للترويج لحملاتها الصحية ضد التدخين وحصلت على تأييد الاتحاد الدولي لكرة القدم لحظر التدخين في الملاعب التي تقام فيها مباريات كأس العالم ، ووجدها أنصار حماية البيئة فرصة للدعوة إلى تبني سياستهم  لحماية الحيتان من الصيد ، ومكافحي مرض الإيدز بدورهم اعدوا أغنية يؤديها نجوم كرة القدم تلقي رواجا كبيرا ، وهكذا… !

وفي تلك الأعوام التي لم تعد قريبة ، وتوافقا مع صعود نجم " السيد النائب " ، الذي  سرعان ما أصبح "السيد القائد أبو عيون الذهب" بعد ان انتزع ـ وبجدارة ـ الراية من " الأب المناضل " بدأت في العراق وعلى يد نظام حزب البعث ،  حمى " الحملة الشاملة لمحو الشيوعية " ومعاداة كل ما يمت للديمقراطية بصلة. في تلك الأيام دارت كرة القدم على ملاعب بغداد بين الفرق العربية الخليجية الرياضية للفوز بكأس الخليج الخامسة ، حين كان  نظام يغداد  في عرس مع دول الخليج التي مولت فيما بعد حربه الكارثية ضد ثورة الشعب الإيراني الجار . ودارت المباريات على أنغام أغنية " هله بيك هله " التي كتبها شاعر نزع جلده بسهوله ولوى ببراعة عنق قصيدة سياسية وحولها إلى قصيدة رياضية ، وللآسف صار لي أعناق قصائد الشعر  فيما بعد أسلوبا عاديا  لدى العديد من كتاب قصيدة الشعر الشعبي المعروفين . كان العراقيون يرددون الأغنية ويهتفون لكرة القدم ، وفي الحين ذاته كان نظام  حزب البعث يذبح خيرة أبناء الشعب العراقي ، وفي احسن الأحوال يرغمهم للتوقيع على القرار 200 سئ الصيت .  كانت الكرة تدور ، واسطوانة " هله بيك هله " تدور ، ورؤوس كثيرة تتدحرج على نطع الإرهاب المنظم الذي عم البلاد . كان يحز في نفوس المناضلين ممن كانوا أيامها يعيشون تحت الأرض ، متخفين عن عيون  نظام العفالقة ، رؤية قطعان ذئاب أمن النظام في كل مكان ، والأغنية تدوي في كل مكان ، وكثير من الناس لاهين مع كرة القدم ، فالنظام الديكتاتوري الدموي ومثلما نجح في أولى سنوات مجيئه بمسرحية المصارع عدنان القيسي حيث شغل الناس عن مخططات أمنية نفدها ييراعة ، نجح في استثمار لعبة كرة القدم الشعبية لتغطي تحت ستار حمى متابعتها وانشغال بسطاء الناس عن ما يجري من مآس على ارض الوطن ، وليأهله كل ذلك وعلى مدار سنين طويلة  للحصول على ابرز الألقاب والمواقع في دوري انتهاك حقوق الانسان ، وتقارير منظمة العفو الدولية  الأخيرة  شاهد على ما نقول . ويوم ستدوي صفارة  الحساب ، سوف لن تنفع جلاوزة النظام كل القصائد والأغاني التي طبلت لمباريات العسف على ارض الوطن ، وسيدفع الثمن غاليا ، الجلاد والطبّال وسيسمعهم التأريخ صفيره الطويل وهو يرسلهم الى مزابله .

 

  سماوة القطب 



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كانت أجاثا كريستي على قيد الحياة !!
- الامتحانات
- الى الوراء … در!
- قطار الموت


المزيد.....




- -أرسلها مواطن هارب-.. داخلية الكويت تعلن إحباط تهريب شحنة مخ ...
- -التحالف الإسلامي- ينفذ برنامجا تدريبيا حول -الاستخبارات الب ...
- سوريا.. ثالث باخرة فوسفات عالي الجودة تستعد للإبحار إلى روما ...
- الشرطة الإسرائيلية: العثور على قنبلة موقوتة ملفوفة بعلم إسرا ...
- سرقة ورعب في أحد ملاهي دمشق: اعتداءات على الحريات وفصائل مسل ...
- محامون مصريون يطعنون أمام القضاء الإداري في قرار نشر اتفاقية ...
- في تصعيد غير مسبوق .. الدعم السريع تستهدف بورتسودان بمسيرات ...
- ترامب خلال لقاء مع -NBC-: أنا منفتح للسماح بحصول إيران على ب ...
- مفتي السعودية يوجه رسالة وتحذيرا للحجاج
- ضابط أمريكي سابق: ترامب أراد خداع روسيا لتجميد النزاع في أوك ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - حروف ونقاط … كرة القدم !