أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - وقفة مع آخر فتوى سعودية














المزيد.....

وقفة مع آخر فتوى سعودية


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدرتْ أخيراً عن المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله , فتوى تحرّم على الشباب السعودي السفرخارج البلاد بنيّة ما وصفته الفتوى بـ ( الجهاد ) معتبرة هذا النوع من السفر الى خارج البلاد , هو خروج على طاعة أولي الأمر !! .
وبالرغم ممّا تضمنته الفتوى من إشارات غنية لا تخلو من جرأة , قياسا الى التوجه العام لخطاب المؤسسة الدينية في العربية السعودية خاصة في مثل هذا النوع من الفتاوى ذات الحساسية الخاصة , كونها محكومة بشكل أو بآخر بإطار الخطاب السياسي العام للدولة , فإنها جاءت متأخرة جدا , فضلا عن لهجة التعميم التي إتسمت بها , الأمر الذي يثير بعض التساؤلات بصددها . فمن المعروف أنّ رجال الدين في معظم البلدان الإسلامية , لهم بصماتهم الواضحة في بعض القضايا العامة , مما يستوجب منهم أحيانا ووفقا لهذا الفرض , أنْ يكونوا على تماس مباشر مع الجماهير ربما لا يقل في درجته عمّا هو عليه عند رجال السياسة , وبناء على هذا الفرض , فأنّ فتوى المفتي العام للعربية السعودية ونظرا لعلاقة مضمونها بالأوضاع الأمنية في المنطقة أو حتى في بعض مناطق العالم الإخرى , فأنها وكما أسلفنا جاءت متأخرة جدا , ولا نريد الدخول في تعليل هذا التأخير ولكن بالإمكان النظر الى هذا الجانب من وجهين : الأول , إمّا أنّ سماحة الشيخ لا يملك تصوّرا واضحا عن كيفية خروج الشباب السعودي من البلاد وذهابهم الى البلدان الإخرى لممارسة ما يعتقدونه نوعا من ( الجهاد ) فيحصدون الأرواح البريئة من الناس العزّل وخصوصا في العراق عبر ما يقومون به من عمليا ت إرهابية تجاوزت في وحشيتها وقسوتها كل المقاييس , وفي حال صحّ مثل هذا الإحتمال فهو يمثل مصيبة حقا . وأمّا الثاني فهو عكس إلإحتمال الأول , أيْ أنّ المفتي العام للسعودية ومعه الكثير من رجال الدين السعودييين , ليس لديهم الصورة الواضحة عن الآلية التي يتم وفقها تجنيد هذه العناصر من الشباب السعودي والتغرير بهم ومن ثمّ الزج بهم في أتون محرقة الإرهاب بعد إلباسه ثوبا شرعيا زائفا للـ ( الجهاد ) والذي يتم في الغالب بمباركة من فتاوى تكفيرية صادرة عن المؤسسة الدينية نفسها , وهنا أيضا إذا صحّ هذا الإحتمال فإن المصيبة ستكون أعظم . النقطة المهمة الإخرى التي تستحق الوقوف عندها أيضا بخصوص الفتوى المذكورة التي لا يمكن الإنكار بأنها تناولت أمورا مهمة لا زالت تتفاعل في الواقع الراهن وبوتائر متصاعدة , خاصة في الجانب الذي يتعلق منها بالوضع الأمني في العراق , هي أنّها تجنّبت الإشارة الواضحة المتعلقة بالشأن العراقي في حين أكدت أسفها على ما يلحق بشباب السعودية المعنيين بالفتوى من أذى دون النظر الى ما يلحقونه هم من أذى كبير بالناس الإبرياء من خلال التفجيرات وأعمال الذبح والقتل التي يمارسونها , حيث يقول المفتي عن هؤلاء الـ (شباب ) بأنّهم " لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه " فأصبحوا أدوات بأيدي قوى خارجية ... " تعبث بهم باسم الجهاد " و " ينفذون بهم مآربهم في عمليات قذرة هي أبعد ما تكون عن الدين " أذن فاللوم يقع بالدرجة الأولى على القوى الخارجية كما جاء في الفتوى , أما الفتاوى التكفيرية الصادرة من رجال الدين السعودين فقد أخرجتها الفتوى عن إطار المسؤولية المباشرة التي يجب أنْ تتحملها قبل أيّ طرف آخر, وأكثر من ذلك فأنّ الفتوى لم تشر ولو بشكل ضمني الى العلاقة الصميمية بين المؤسسة الدينية والحكومة السعودية نظرا لتناغم الخطابين كما هو معروف , وغير بعيد عن الذاكرة ما صرّح به قبل سنتين تقريبا مستشار الأمن السعودي , الذي شاء أنْ ينتدب نفسه للدفاع عن السنة في العراق مبديا قلقه وخوفه عليهم من الشيعة , وواضح أنها محاولة منه لدس السم في العسل كما يقال , إذْ لا يُخفى الغرض من ورائها لأنها محاولة رخيصة وبائسة الغاية منها إشعال فتنة طائفية عمياء في العراق . ولكن بعد إنْ أرتفعت أصوات الإستنكار والرفض لهذه التصريحات , إضطرت الحكومة السعودية بأنْ تعلّق على تصريحات مستشارها الأمني معتبرة إيّاها رأيا شخصيا لا يمثل وجهة نظر الحكومة .
بقي لنا في الختام أنْ نطرح هذا التساؤل المهم : هل هناك فعلاً نيّة متوفرة سواء لدى المؤسسة الدينية أو الجهات الحكومية في السعودية لإدخال هذه الفتوى أو غيرها حيّز التطبيق العملي؟؟ ذلك ما ستجيب عنه الأحداث في القابل من الأيام .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار التقسيم :وضرورة توحد الموقف الرسمي والشعبي على رفضه
- إقتحام مؤسسة المدى هل هو ممارسة حضارية جديدة لديمقراطية بوش
- دعوة لإعادة النظر في :الحصانة القضائية للعاملين في الشركات ا ...
- أياد علاّوي متى يتخلّى عن البعث ؟؟
- في العراق :ما أكثر ستراتيجيات بوش حين تعدّها ولكنّها معدومة ...
- الحكومة العراقية وضرورة الوضوح في التعامل مع الشعب :( قضيّة ...
- قصة قصيرة:لاءاتُ أبي
- ليس ردّا على مقال : ( مدينة الصدر ... تلك القروسطية الإسلامي ...
- عودة الى موضوع : لجان التحقيق الحكومية
- روح الإيثار : هل هي مغيّبة عن ذهنية النخب السياسية العراقية ...
- قراءة في :بعض معوّقات العملية السياسية في العراق
- آخر قرارات مجلس الأمن الدولي يخدم مَنْ :العراق أمْ الولايات ...
- إطفروا النهر ما دام ضيّقاً
- الحكومة السعودية وإزدواجية التعامل تجاه القضية العراقية
- قصة قصيرة :(( مع خيوط الفجر ))
- ( طفولة هرمة) :والتقاطع بين الذات والمحيط الخارجي
- طفولة هرمة:والتقاطع بين الذات والمحيط الخارجي
- ولادة
- هل من نهاية لمظاهر العنف في العراق؟؟
- قصة قصيرة : شريط الباراسيتول


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - وقفة مع آخر فتوى سعودية