أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالله - مسائل تخص العقل والإيمان














المزيد.....

مسائل تخص العقل والإيمان


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حدد "بوسويه" في مؤلفه الشهير "مقال عن التاريخ العالمي" المدة التي انقضت بين خلق العالم وميلاد السيد المسيح بأربعة آلاف سنة، لكن ما نسف حدود هذا التاريخ كان المصريون والصينيون، الذين زعموا أن تاريخهما لا يقف عند أربعة آلاف سنة، فهي حقبة من التفاهة بمكان، إذ يمتد بهما إلى عشرات بل مئات الآلاف من السنين.
وتولد عن هذا الارتباك والحيرة، ارتباك آخر لا يقل عنه قسوة، لقد قال "بوسويه": "لما خلص الله شعبه من ظلم المصريين وقاده إلى الأرض التي أرادهم ليعبدوه فيها، عرض عليهم قبل أن يثبت أقدامهم هناك، الشريعة التي ينبغي عليهم أن يتبعوها. فكتب بيده تعالى على لوحين أعطاهما لموسى على قمة جبل سيناء أساس هذه الشريعة، أعني الوصايا العشر التي تتضمن المبادئ الأولى للدين وللمجتمع الإنساني ، وأملى على موسى قواعد أخرى...".
والفكرة التي ساورت الأذهان على الفور هي: إذا كان المصريون يمثلون العراقة الأصيلة والحكمة العميقة، وإذا كان العبريون قد عاشوا زمنًا طويلاً تحت حكم المصريين، فإنه من المنطق بل ومن الضرورة أن هناك مدنية مزدهرة كبيرة قد أثرت في مدينة بسيطة صغيرة، إذن فالمصريون أثروا في العبريين.
وتلك هي النظرية التي دافع عنها أولاً "جون مارشام" ثم "جون سبنسر" رئيس المجلس المسيحي بكامبردج عام 1685. وينسب كلاهما للمصريين، الذين يعجب بهم كثيرًا، تأثيرًا قاطعًا على القانون والنظم والعادات الدينية: فالختان والعماد والمعابد والرهبنة والقربان والمراسيم الدينية، كلها مأخوذة عن المصريين، وحينما صنع موسى، لإنقاذ شعبه من الحيات، حية من النحاس تشفي كل من نظر إليها:فما كان ذلك معجزة بل كان نقلاً عن سحر مصري قديم.
إذن لقد ورث الشعب المختار – كما يقول بول هازار – معتقداته الأساسية من شعب وثني. إذن لم يمل الله وصايا على أحد على جبل سيناء، إذن لم يفعل موسى إلا أن نقل عن أساتذته المصريين.
وأراد الأب الطيب "هويه" أسقف أفرانش، ذلك الشغوف بالعلم: الذي يروي عنه أنه ملأ منزله بالكتب حتى انهدم على رأسه ذات يوم؛ أراد أن يرد لموسى مكانه الحق، مكان الصدارة، واتخذ على عاتقه تبيان أن ديانة الوثنيين تصدر عن أفعال موسى وعن كتب موسى، وأن آلهة الفينيقيين والفرس والمصريين، والجرمان والرومان والغال والبريتان، مصدرها كلها موسى، وأنها ليست غير تحويرات أخذت عن موسى.
ذلك هو ما ذكره في كتابه Demonstratio Evangelica عام 1672، وفي كتابه Quaestiones Alnetanae de Concordia Rationis et Fidei وترجمته (مسائل تخص الاتصال بين العقل والدين).
ولم يدر بخلده لحظة واحدة أن الحجة يمكن أن تنقلب إلي ضدها من أيسر السبل : فإذا كان هناك أوجه شبه بين العقيدتين الموسوية والوثنية، فهل موسى هو الذي أوحى بها إلى الشعوب الأخرى، أم أن الشعوب الأقدم قد أورثت موسى عاداتها؟ .. فقد جره نجاح كتابه إلى زمرة الملحدين!!
قال عنه "لويس راسين": "لم يوافق أبي على ما كان يريده هذا العالم من استخدام علمه اللا ديني الواسع في صالح الدين".
أما "أنطوان أرنو" فقال عنه في قسوة: "إنه لمن الصعوبة بمكان أن يؤلف الإنسان كتابًا أحفل بالإلحاد من ذلك الكتاب، كتابًا يستطيع أن يقنع شباب المتحررين بأنه لا غنى عن الدين وأن الأديان كلها صالحة، حتى الوثنية منها يمكن أن تكون موضع مقارنة بالمسيحية".



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليست فكرة جديرة بالتمثل ؟
- ماذا بقي من الدولة ؟
- آخر .. ما بعد الحداثة
- دين حقوق الإنسان
- العنف والحق الطبيعي (3)
- العنف والحق الطبيعي (2)
- العنف والحق الطبيعي (1)
- مشروعية العنف
- محور مفاهيم الحداثة
- دوامة العنف الكوني
- دين الفلاسفة
- هوبز المفتري عليه
- اللا مفكر فيه .. عربيا
- نقد التسامح الخالص
- قاضي العالم الأعلي
- أزمة الحداثة
- الأخلاق والدين
- الدين في النطاق العام
- ما قبل ويست فاليا .. بعدها
- خطوط الانفلات


المزيد.....




- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالله - مسائل تخص العقل والإيمان