أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - ماذا نفهم من ترحيل اللاجئين الفلسطينين الى البرازيل؟














المزيد.....

ماذا نفهم من ترحيل اللاجئين الفلسطينين الى البرازيل؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 00:55
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تساءل كثير من المتابعين والمراقبين لأوضاع المنطقة،عن الأسباب التي حدت بجماعات معينة في العراق ،إلى القيام بعملية تقتيل وملاحقة وترهيب للاجئين الفلسطينيين المتواجدين هناك. وذلك عقب غزو العراق في مارس آذار 2003 ، وقد رد المتابعون للحالة السياسية والأمنية في العراق منذ سنوات طويلة ، بان ما يجري للاجئين الفلسطينيين هناك يأتي في سياق الانتقام والرد الشيعي الطائفي منهم؛ نظرا لتواطئهم وعملهم كمخبرين لدى النظام السابق الذي كان يتزعمه الراحل صدام حسين . وهذا ما أدى في نهاية المطاف إلى خروج هؤلاء اللاجئين المقيمين في العراق،منذ نكبة عام ثمانية وأربعين، إلى المناطق الحدودية والصحراوية مع كل من سوريا والأردن ،في ظل ظروف معيشية وإنسانية قاسية للغاية في مقدمتها أنهم يعيشون في صحراء لا تتوافر فيها إلا الوحوش والحشرات والزواحف الضارة والسامة، عدا لهيب شمس حارقة في نهار، وزوابع وعواصف رملية مقضة لمضجع للهدوء واسترخاء النوم في ليل.
لكن،بعد أن علق هؤلاء اللاجئون على المناطق الحدودية ،وخاصة في منطقة رويشد الأردنية ،لمدة تزيد على ثلاثة سنوات دون أن تسمح السلطات الأردنية بدخولهم إلى أراضيها ،رغم أنهم لا يتجاوزون بضع مئات معدودة ، اخذ الشك والخوف على مصير هؤلاء اللاجئين،بل قضية اللاجئين بعمومها ينتاب كثير من الحريصين على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني،وفي المقدمة منها حق العودة ؛ ذلك لأنه لم يكن هناك عذر حقيقي ومعقول لدى السلطات الأردنية في رفض استقبال هؤلاء اللاجئين ،في الوقت الذي تسمح فيه الحكومة الأردنية باستضافة ما يزيد عن نصف مليون عراقي .في المقابل فان سوريا سمحت لأعداد من هؤلاء العالقين على حدودها بالدخول إلى أراضيها ،وبنت لهم مخيمات لهذا الخصوص. ومنها مخيم أبو الهول والوليد .
ازدادت حدة المخاوف والشكوك ،حول امتناع السلطات الأردنية خاصة والدول العربية عموما عن استقبال بضع مئات من اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق ،بعد أن بدأ الحديث عن عقد صفقات واتفاقات بين الحكومة الأردنية وكندا ودول أخرى ،عبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من اجل ترحليهم من مخيم الرويشد إلى حيث تلك الدول الخارجة جغرافيا عن النطاق العربي وحتى الإسلامي.
في حينها كتبت أكثر من مرة محذراً من خطورة تلك الصفقات والاتفاقات على مصير هؤلاء اللاجئين ،بل وأثرها على حق العودة للاجئين الفلسطينيين عموما ؛ من باب أن يكون ترحيل هؤلاء إلى دول اسكندنافية أو لاتينية وغيرها ،ومن ثم العمل على توطينهم هناك سيكون ظاهرة وسابقة خطيرة على القضية الفلسطينية ،وبالقلب منها لاجئوها ومهجروها ؛ ذلك لان معيار التشبث بالحقوق والثوابت الفلسطينية هو معنوي ونفسي في المقام الأول ، ولعل فشل كل محاولات التوطين من أواسط القرن الماضي كانت تعود إلى حالة الوعي والتصدي المعنوي والنفسي أولا وقبل كل شيء لتك المشاريع الأمريكية والغربية والإسرائيلية، وربما أيضا تلك التي كان لأطراف رسمية عربية يد فيها .
ومن أسف ، ورغم تحذيراتنا المتكررة على هذا الصعيد ، إلا انه لا يوجد قدر من التجاوب الحقيقي ، سوى في بعض كتابات لصحفيين ومفكرين قلائل . والأمر كما يبدو جلل ، وان تعلق ببضع مئات تم ويتم ترحليها إلى البرازيل؛ كما حدث قبل ثلاثة أسابيع مع 35 لاجئا ثم 36 آخرين في يوم الجمعة من الأسبوع الماضي ،أو إلى تشيلي أو الهند أو السودان في تعهد لها بقبول استضافة هؤلاء العالقين على الحدود مؤخرا ؛ لان ذلك سيعد سابقة أمريكية وإسرائيلية ناجحة في سياق العمل على توطين اللاجئين الفلسطينيين ومحاربة حق عودتهم إلى ديارهم وأراضيهم التي اخرجوا منها .
يجب أن نفهم جليا، وبشكل لا لبس فيه: أن هناك أحداث رئيسية حدثت وتحدث في المنطقة الغرض والهدف منها هو إسرائيلي في المقام الأول ؛ فعملية السلام في مدريد 1991، وعاصفة الصحراء قبل عام منها، ومن ثم الغزو الأمريكي للعراق 2003، وما تمخض عنها من تبعات وأحداث متعلقة بمحاولة الوصول إلى "شرق أوسط جديد" يعاد فيها رسم خريطة المنطقة سياسيا وجغرافيا،في إطار من "الفسيفسائية" المذهبية والعرقية والاثنية ، إنما هو يأتي في سياق جعل إسرائيل الكيان الأقوى والأكثر وحدة جغرافية وديمغرافية في المنطقة العربية الإسلامية لتكون إسرائيل أداة استعمارية طبيعية في المنطقة ،من حيث طبيعة الكيان جغرافيا وديمغرافيا وما عداه استثناء ،في عملية استعمارية إجرامية تجعل الأشياء تخرج من طبيعتها إلى طبيعة أخرى جبرا عنها وقسرا ،مهما كلف ذلك من دماء وأشلاء وفوضى وخراب واضطراب . وهذا كله يتطلب من وجهة نظر أمريكية وإسرائيلية القضاء على حق العودة وفكرته ، ولعل ما جرى مع فلسطينيي العراق وما زال يجري هو الأنموذج التجريبي لتنفيذ مخطط التخلص من اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة من خلال توطينهم في أماكن نائية وبعيدة من أصقاع المعمورة.
وإذا كان الأمر هو كما سبق ، فانه مطلوب اليوم من كافة القوى الوطنية والإسلامية، ومن كافة تجمعات ومؤسسات ومنابر اللاجئين التحرك الفوري وفي أكثر من اتجاه إعلاميا وسياسيا وقانونيا ؛من اجل إحباط الاستمرار في مشاريع توطين هؤلاء اللاجئين،وقطع الطريق على المتآمرين على حق العودة ؛بتحقيق غرضهم بتسجيل سوابق توطين بحق اللاجئين الفلسطينيين .
التعويل الآن في مواجهة هذه المخططات: متوقف أولا وقبل كل شيء على الفلسطينيين، وعلى اللاجئين بالأخص منهم ؛ لأنه كما يبدو أن أطرافا رسمية عربية وحتى فلسطينية هي في الأساس متواطئة ضد اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة ؛ فعلى الأقل ما هو تفسير نقل وترحيل اللاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود في الصحراء إلى دول أوروبا وكندا والبرازيل وتشيلي والهند وغيرها، في حين أن أكثر من14 مليون كم2 هي مساحة الوطن العربي نجدها عاجزة عن استيعابهم ،وعدد هؤلاء اللاجئين على أي حال لا يتجاوز الآلاف المعدودة حتى مع أولئك الذين لا يزالون في العراق ؟؟.




#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسرى الفلسطينيون في بادرة - حسن النوايا الاسرائيلية-
- الانتهاكات في الضفة الغربية مغيبة عن الرصد الحقوقي والاعلامي
- ماذا يعني فشل مؤتمر الخريف فلسطينيا؟؟
- سوابق خطيرة بحق - حق العودة -
- مؤسسات حقوق الانسان و- التشاطر - على حماس!!
- الضفة الغربية : في سجون السلطة معتقلون سياسيون مغيبون!!
- حماس وحصاد انتخابات كانون ثاني 2006
- فلسطين : لماذا تغلق الجمعيات الاهلية والخيرية؟؟
- مشروع اجتثاث المقاومة
- الجزيرة الغائبة عن ما يجري بالضفة الغربية
- اللاجئون الفلسطينيون مستهدفون ولايتحركون
- المفاوض الفلسطيني لايلتزم بالشرعية الدولية!!
- في تفسير رفض الرئيس عباس للحوار مع حماس؟؟
- استهداف غزة...قبل الخريف ام بعده؟؟
- حين يصبح الوطن مجرد مقاولة!!!
- حول ما جرى في جامعة النجاح بالضفة الغربية
- حتمية الهجوم على غزة
- هل ابومازن وصحبه فتحويون؟!
- فلسفة انتهاك الحياة الدستورية في فلسطين
- لماذا يستخفون بعقول الشعب الفلسطيني؟


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - ماذا نفهم من ترحيل اللاجئين الفلسطينين الى البرازيل؟