أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - حين يصبح الوطن مجرد مقاولة!!!















المزيد.....

حين يصبح الوطن مجرد مقاولة!!!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 10:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


معظم الأنظمة العربية ،بما فيها تيار أوسلو المنقلب على عرفات، ترتبط كليا ونهائيا بالإدارة الأمريكية والصهيونية تماما كما يرتبط مقاول مع صاحب شركة بعينها لإنفاذ مهام معينة وبأجر معين حسب ما يمليه عليه صاحب تلك الشركة ،دون أن يكون للمقاول أية إرادة سواء فيما تعلق بالأجر أو المهمة أو حتى بإمكانية تغيير مكان العمل ، ارتهان نهائي وكلي لصاحب الشركة ، وهذا الارتهان تاريخيا له معنيان إما العبودية أو هي الخيانة بالعمل لمصلحة العدو ، وفي كل الأحوال يمكن تصنيف الخيانة للنفس والضمير والأخلاق والوطن من باب العبودية أيضا . إذا ، نحن كما يبدو أمام إقطاعيات الخيانة والعبودية سواء في تعلق الأمر بنظم عربية أو إسلامية كما في باكستان أو أفغانستان كرزاي أو هنا في رام الله حيث مقاطعة عباس والصحب .

نحن، في ما ذهبنا إليه من تشبيه آنفا ليس من باب التجني والاتهام ضد هؤلاء الذين جرى عليهم التشبيه ، ولكن الحقائق والموضوعية تقولان ذلك.

فتلك الأنظمة ،بما فيها التيار المنقلب على عرفات والذي يتولى زمام قيادته حكام المقاطعة في رام الله وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس خرجوا وتخرجوا من نفس المدرسة التقليدية، التي كان عنوانها الشخصنة والتفرد وتثبيت هاتين الصفتين قهرا وجبرا من خلال قوة الأمن والمخابرات، كما كان الأمر عليه في عهد جمال عبد الناصر ، حيث كشفت نتائج حرب ال67 طبيعة ذلك النظام الأمني القائم على الملاحقة والتعذيب والتغول ضد أعراض الناس ، أو من خلال المال وشراء الذمم وتصيد " الممسك " على الخصوم والمناوئين ، وهذا الأمر كان سائدا لدى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية . إذن ،هي الشخصانية واختصار الوطن والقضية في شخص القائد والزعيم .

داء الشخصانية والفر دانية ، ما هي نتائجه السلبية المحتومة ؟؟
فلسفيا ، الشخصانية والفردية والاستبداد تقود إلى نتيجتين على التوالي ، أما النتيجة الأولى فهي الانكسار والهزيمة أمام العدو ، والاستعداد نحو التماشي مع ما يطرحه العدو باسم البراغماتية والواقعية ، والى حيث هذه النتيجة يمكننا القول إن النظام رغم شخصانيته ، إلا انه لم يزل فيه بعض من الكرامة والوطنية ، طبعا في سياق المحدد الأخلاقي القائم على مذهب الشخصنة والتفرد ،وهذا بالطبع ما حدث مع نظام عبد الناصر ،سواء فيما يتعلق بنكسة حزيران 67 ، أو ما تلاها وما كان قبلها في الأساس من ميل للتعامل مع بعض الشروط الأمريكية والإسرائيلية، وبالتحديد في جانب القضية الفلسطينية وقضية توطين اللاجئين في سيناء ، التي رفضها الفلسطينيون في حينها ، وأسقطوها بالقوة ، والأمر ينطبق بصورة أخرى مع نظام حافظ الأسد ولكن في صورة أخرى من خلال حرب أكتوبر 1973 ، في سياق المطالبة بعودة جميع الأراضي المحتلة عام 67 ، لكن النتيجة الأخرى لمذهب الشخصنة والفردية ؛هي تلك المتعلقة بالخروج عن نتيجة تلقي الهزيمة والتداول بمفهوم البراغماتية والواقعية السياسية إلى نتيجة التبعية والارتهان ومن ثم العمالة للعدو الأمريكي والصهيوني ، وحالة الارتهان والتبعية هذه ،ومن ثم التمهيد للارتباط مع العدو جاءت مع عهد السادات الذي وقع مع إسرائيل اتفاقات كامب ديفيد تحت شعار " أن 99 % من أوراق الحل هي بيد أمريكا "،
و بعد هذا العهد وعلى مستوى الأنظمة جاءت نظم العمالة والارتباط مع الأمريكان والصهاينة عضويا ، لدرجة أصبح يتساءل المرء فيها عن كثير من المواقف لتلك الأنظمة غير المبررة حتى بمنطق الواقعية والظروف والمعطيات على المستوى الإقليمي والدولي ، أما بالنسبة للوضع الفلسطيني وبالأخص منه منظمة التحرير ، فإن النتيجة التالية والأخطر لمذهب الشخصنة والفردية والميل إلى الواقعية الحمقاء كما في أوسلو ، هي أننا حصلنا في النهاية على فريق بزعامة عباس ودحلان وعريقات ، يسمى بعرف السياسة والدبلوماسية معتدل ومن ثم هو متحالف مع أمريكا ورؤيتها للحل . وهو ،ومن أسف ، على ارض الواقع عميل ومرتبط ومرتهن لصالح الأجندة الأمريكية والصهيونية ، مرة أخرى هل هذا الكلام تجني واتهام بالباطل ؟ دعونا نرى مواقف هؤلاء وما تكشف من أسرارهم وحقائقهم بحكم التجربة وما نتج عن حالة التدافع بين حق وباطل سواء في لبنان أو فلسطين أو غيرهما .

فالأنظمة العربية ،وبالتحديد ما يسمى منها بدول "الاعتدال العربي" وفقا للتصنيف الأمريكي والصهيوني لها ،لازالت تسير في سياق الفلك الأمريكي والصهيوني نفسه ، رغم فشل المخطط والمشروع الأمريكي الصهيوني للمنطقة العربية الإسلامية في أكثر من جبهة وغير مكان ؛ سواء في العراق أو لبنان أو فلسطين ، وهذا المشروع الذي أعلنت عنه أمريكا صراحة؛ ولاسيما بعد غزوها للعراق أو بعد تعديله ليصبح من مشروع الشرق الأوسط الكبير إلى الجديد أثناء العدوان على بيروت في تموز من العام الماضي ، هو مشروع كان على وجه التأكيد لو انه نجح ، سيؤدي إلى تفتيت المنطقة وتمزيقها باتجاه اثنيات وعرقيات مذهبية وطائفية ، سيأتي على معظم الدول القطرية في المنطقة ، وهذا يعني انه سيمس الأنظمة الاعتدالية نفسها وبالتحديد مصر والسعودية وبعضا من دول الخليج العربي.
ومع ذلك كله فان المتابع لحال الأنظمة الاعتدالية هذه حتى اللحظة ، يرى أنها في مواقفها؛ كأنما هي تحاول جاهدة في مساعدة المشروع الأمريكي الصهيوني على محاولة إنجاح وإنفاذ الكرة مرة أخرى ، فهي لازالت تتساوق مع الولايات المتحدة في كل خطوة ومشروع تحاوله في العراق ، وتدعو إلى دعمه ومباركته ، والستار والغطاء لتلك المباركة هي مصلحة الشعب العراقي ، وهي لازالت تشارك مخلصة في فرض الحصار على الشعب الفلسطيني وتضييق سبل الحياة المختلفة عليه ، وهي لازالت تستجيب سريعا لكل دعوة وهم أمريكي حول ما يسمى بمؤتمر واجتماع سلام ، لانعرف حينه ولا مكانه ولا مضامينه ولا ضماناته ، وكل ما يستشف المتابع للأوضاع منه على انه محاولة مرة أخرى، وربما أخيرة من اجل إنقاذ المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة والعمل على دفعه نحو الأمام على أنقاض حقوق وآمال وتطلعات أهل المنطقة المستهدفة، وهي أي الأنظمة الاعتدالية فضحت وتفضح صورتها أكثر؛ حينما أعلنت ولا زالت تعلن عن دعمها قبلا وبعدا لحكومة السنيورة المتحالفة مع أمريكا في مواجهة حزب الله التي كان له الدور الأبرز في إفشال تحويل المنطقة، من قبل المشروع الأمريكي والصهيوني المتحالف، إلى قطعة متناثرة هنا وهناك من الفسيفساء الديمغرافية والجغرافية المحكومة بالعرق والمذهب .
وأما جناح الرئاسة لدينا بزعامة محمود عباس ومن يليه في الجناح ذاته ، لازالوا يصرون بطريقة تلفت التعجب والاستغراب والاستهجان على المضي والذهاب بعيدا في الانسجام مع ما يطرحه الأمريكيون والصهاينة ، فهؤلاء لم يتعلموا ابتداء من أخطاء الماضي بتقديم كل شيء للصهاينة دون ثمن حقيقي يذكر ،بل زادوا على ذلك حينما طالبوا الآخرين واقصد هنا حماس بضرورة تقديمها هي الأخرى كل شيء لإسرائيل؛ بما فيها الاعتراف بالأخيرة وتجريم حق الشعب الفلسطيني في الدفاع نفسه ، والاعتراف باتفاقيات هزيلة داسها الاحتلال نفسه قبل غيره ،ليس هذا وحسب ؛ فهؤلاء ورغم انكشاف مخططهم بالقضاء على المقاومة بكل تلاوينها وتشكيلاتها في غزة ، وبالتالي ما صادفها من هزيمة وفشل واندحار بعد الرابع عشر من حزيران الماضي ، ورفضهم من قبل لكل وثيقة واتفاق يرى فيها الفلسطينيون أمل تحقيق حدهم الأدنى من حقوقهم وتطلعاتهم الوطنية ، نراهم اليوم- أيضا- وبعد انكشاف سيرتهم وسريرتهم من الفساد الكبير والارتباط المشين مع الاحتلال ومخططاته ؛من خلال أكوام الوثائق والمستندات التي عثر عليها في المقار الأمنية ، يعلنون صراحة وبالمراسيم الرئاسية والأوامر الحكومية من رام الله رفضهم كل حوار مع شعبهم ، ومن ثم تمسكهم مجددا بأجندة العدو؛ من إسقاط لحق المقاومة أو حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة ، وتكرار قبولهم الواضح والفاضح برؤية الأمريكيين والإسرائيليين لحل دولتين ؛هي ممزقة ومقطعة ومنهوبة أراضيها حتى النخاع بالنسبة للفلسطينيين .
وهم اليوم ، ومن خلال الدعم الأمني الأمريكي بثمانين مليون دولا للأجهزة الأمنية في الضفة الغربية ، يريدون الإصرار مرة أخرى في تنفيذ المهام الموكلة إليهم بإدارة شعب تحت الاحتلال ، مع التلهي مجددا بالحديث عن التفاوض مع إسرائيل ، دون أن يكون لهذا التفاوض نتيجة وطنية تؤدي إلى تحقيق الحقوق ، ويبدو أن ثمن هذه الإدارة بالنيابة عن الاحتلال وتخدير الناس بوهم التفاوض وحكاية السلام ، من اجل مساعدة المشروع الأمريكي والصهيوني على النهوض من جديد ، هو الفتات من المال والفساد وتحقيق المصالح الشخصية لهؤلاء المقاولين الذين لا إرادة لهم ولا خيار حتى فيما يقبضونه ويأخذونه من الأسياد ، أليس حالهم هذا هو حال العبيد ، ولو لم يكونوا كذلك ،أليس الأحرى بهم ، على الأقل ، أن يستفيدوا من المعطيات الجديدة محليا وإقليميا ودوليا برفع سقف مطالبهم ومطالب شعبهم ، خصوصا وان المشهد الأمريكي والإسرائيلي أصابه ويصيبه التعثر والفشل الذريع في غير مكان في المنطقة . حقا إنهم المقاولون المنفذون ، ولكن بمهمة العبيد !!.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ما جرى في جامعة النجاح بالضفة الغربية
- حتمية الهجوم على غزة
- هل ابومازن وصحبه فتحويون؟!
- فلسفة انتهاك الحياة الدستورية في فلسطين
- لماذا يستخفون بعقول الشعب الفلسطيني؟
- نسأل حماس: مع من الحوار؟
- ما الجرم الذي قارفته حماس يا عباس؟؟
- حين تشخصن الحركات التحررية ...ماالذي يحدث؟؟
- مدى احتمالية تحقق السلام مع حق العودة
- أحداث نهر البارد كيف نقرأها ....وما الحل؟؟
- ما كان ينبغي لحماس ان تدخل السلطة
- عبثية وحماقة -التهدئة- مع الاحتلال
- امريكا اذ تحضر للحرب على ايران
- مدى احتمالية تحقق السلام دون حق العودة
- حق العودة وامكانية تحقيقه وتنفيذه
- لاخيار امام فتح الا الشراكة مع حماس
- سيكولوجية حق العودة
- إنهيار السلطة الفلسطينية حقيقة علمية تاريخية!!
- السلطة الفلسطينية والانظمة العربية واسرائيل الى زوال!!
- القضية الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان المتنفعين!!


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - حين يصبح الوطن مجرد مقاولة!!!