أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - حين تشخصن الحركات التحررية ...ماالذي يحدث؟؟















المزيد.....

حين تشخصن الحركات التحررية ...ماالذي يحدث؟؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 07:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


يقال إن فلانا شخصاني ؛ أي انه على وجه العموم يسعى بحثا عن أسباب إشباع طموحاته وأهدافه الشخصية والذاتية ، انه يحب ذاته وشخصه ويفرط في حبهما ،الشخصاني من الناحية الفلسفية يقدم على كل شيء يرى انه يصب في مصلحته ، بغض النظر إن كان ذلك مردوده سيء على محيطه والآخرين ، طالما أن هذا الأمر أو ذاك من الممكن أن يجلب له مصلحة أو منفعة ذاتية . لكن ومع ذلك ،الشخصاني بهذا المفهوم كثيرا ما يجلب لنفسه الأذى والشر بسبب إتباعه هوى نفسه ومبتغاها ، هذا على عكس الإنسان الذي تحكمه فكرة أو مبدأ سام ، فهو ينطلق ويفكر بتلك الخطوات التي تعزز هذه الفكر وهذا المبدأ ، وفي الأساس ومن حيث التصور العام الفكرة والمبدأ هي متعلقة بالعموم ومصلحته ، ولذلك فإن خطوات وتحركات واجتهادات المبدئي في هذا السياق لا تجلب المصلحة العامة فقط وهي الأهم ، وإنما هي خير كله خير لصحابها أيضا .

الغرض مما تقدم هو لجلو وتوضيح مفهوم الشخصانية ومدى ارتباط ذلك مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح منذ نشأتها التي قامت على فكرة شرعية البندقية والثورة ، بعيدا عن مفاهيم المؤسسات التي تستقي شرعيتها من المفاهيم الشورية والانتخابية الديمقراطية ، ومن ثم لنرى اثر ذلك كله على الحركة نفسها وعلى الشعب الفلسطيني الجانب الأهم في الموضوع ، وبالتحديد دور الوضع والميزة اللاديمقراطية في الحركة في الواقع الفلسطيني المرير الذي نمر فيه اليوم .

فحركة فتح منذ أن سيطرت على منظمة التحرير الفلسطينية عام 1968 ، لم تجر بعدها أية عملية شورية أو ديمقراطية في اختيار القائمين على مؤسسات المنظمة ، نحن لا نتحدث هنا عن انتخابات ديمقراطية مباشرة للشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات لاختيار أعضاء وممثلو منظمة التحرير الفلسطينية ، فذلك كان صعبا في تلك المرحلة وما تلاها حتى أوسلو عام 1993 ، إنما نحن نتحدث عن حالة الاختيار الديمقراطي والشورى لرئيس وأعضاء المنظمة على مستوى الحركات المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ، إذ لم يكن هناك حالة من الانتخابات الداخلية النزيهة والديمقراطية على مستوى حركة فتح في الخارج مثلا لاختيار وتجديد القيادة والأعضاء الذين سيدفع بهم إلى رئاسة ومؤسسات المنظمة ولاسيما المجلس الوطني فيها ، بل إن الأمر كان تعينينا من قبل فتح أو من قبل زعيمها الراحل ياسر عرفات نفسه.

ومن هنا ، واستنادا للوضع السابق كان الأمر كله بيد أبو عمار ، فهو الأول والأخير بالنسبة لحركة فتح ، بل ولمنظمة التحرير نفسها ، هذا التفرد في السيطرة على حركة فتح ومنظمة التحرير من طرف ياسر عرفات ، جعل الأخير يمعن أكثر وأكثر في شخصنة واختزال حركة فتح والمنظمة في شخصه وشخص ثلة من المقربين له ، لم يكن ليكون والحال هذه أية أهمية تذكر لمؤسسات منظمة التحرير التي بات دورها شكلي ،وكل ما في الأمر أن أبو عمار كان يرجع إليها فقط بعد أن يتخذ القرار لإعطاء القرار الصبغة الشرعية باسم المنظمة ، كثيرة هي الحالات التي خالف فيها الراحل عرفات ما تم اتخاذه من قرارات على مستوى المجلس الوطني الفلسطيني ، سواء أكان ذلك بالعودة للاتصال وإقامة العلاقات مع مصر بعد كامب ديفيد السادات أو نبذه للعنف والإرهاب " المقاومة عام 85 أثناء زيارته للقاهرة ، أو قبوله بالقرارين 242 و338 عام 1988، ومن ثم إعلان وثيقة الاستقلال في الجزائر من نفس العام ، دون الرجوع أساسا وابتداء إلى المجلس الوطني ، بل إن خطوات أبو عمار السابقة كانت مخالفة لميثاق المجلس الوطني نفسه ، ولذلك رأينا كيف أن نصوص الميثاق الوطني الفلسطيني تم تعديلها عام 1996،نتيجة لما تمخض عنه الحال من اتفاق أوسلو وتبعاته.

هناك أمر في موضوع الشخصانية والفر دانية ينبغي الإشارة إليه ، وهو إن المرء حين يقبل ابتداء لنفسه حب السيطرة والظهور والانفراد باتخاذ القرارات ، يجد نفسه في نهاية المطاف وبطريقة دراماتيكية رهنا لحالة الكون النفسي المتكون في هذا السياق بان يصبح بمثابةالآمر الناهي في كل كبيرة وصغيرة ،ولن يشفع له بمنعه من حالة التهور المتتالية هذه كونه لديه دوافع ومنطلقات وطنية ، فالشخصاني في نهاية المطاف وبحكم التجارب التاريخية لا يجلب لوطنه وشعبه سوى الدمار والخراب ، انه يتدرج بل ينزلق شيئا فشيئا نحو الهاوية والخراب ، انظروا مثلا إلى مسيرة حركة فتح والمنظمة في التراجع عن الحقوق والثوابت للقضية الفلسطينية من بداية السبعينيات بالقبول بإقامة الدولة على أي شبر يحرر ، أو ما سمي في حينها بالبرنامج المرحلي أو النقاط العشر ، وبقي هذا الانحدار في منسوب التمسك بالثوابت إلى أن وقع اتفاق أوسلو وطابا وغيرها دون أن يكون هناك على الأقل نوع من الرجوع الشعبي بشأن الموقف من عملية السلام واتفاقاتها هذه لا قبلا ولا بعدا ، لم يتوقف الأمر على ذلك ، فبرغم ثبوت فشل عملية السلام هذه وما تمخض عنها من تكريس للاحتلال على ما تبقى من أراضي ال67 ، وما أدى ذلك في نهاية المطاف إلى رفض ياسر عرفات ما طرح عليه في كامب ديفيد 2 عام 2000 ، إلا انه وكنتيجة حتمية لحالة اللاديمقراطية واللاشورية التي تسود حركة فتح ومنظمة التحرير منذ عقود جاءنا فوج آخر من الشخصانيين والفر دانيين ، والذي يعتبرون أنفسهم حكماء وما دونهم بلهاء ، ليضربوا بعرض الحائط كل الحقائق المتعلقة في الصراع مع العدو بل ويتجاهلوا كل التجارب السابقة في سياق التفاوض مع إسرائيل ، ليصل بهم الأمر في نهاية المطاف إلى التسليم فقط بما يقبل به الأمريكيون والإسرائيليون من إعطاء الفلسطينيين دولة كانتونية مقطعة الأوصال لا كرامة فيها ولا سيادة ، وهذا الأمر نجده من موقف الرئيس عباس الذي يعلن تمسكه دوما بخارطة الطريق والتي يقدمها على أية وثيقة عربية أو فلسطينية .

إن حالة الشخصانية والفر دانية داء خطير جدا وبالتحديد حينما يتعلق الأمر بالمصالح العامة للناس ، الفر دانية والشخصانية تؤدي في أحيان كثيرة إلى الارتباط بالعدو والتحول من اجل العمل لمصالحه ، واعتقد أن عددا من القيادات الأوسلوية السياسية والعسكرية التي خرجت من عباءة المدرسة الشخصانية والفر دانية ربما وصلت إلى هذه المرحلة من الانحدار ، ولذلك يفهم المرء مليا لماذا لا ينجح ولا يصمد أي اتفاق مع هؤلاء ، برغم كل ليونة سياسية ودبلوماسية قدمتها حماس من اجل التوصل إلى برنامج شراكة وطنية في كل شيء ، يدعي قادة سياسيون وامنيون في أوسلو أن حماس تصارع على السلطة وعلى المناصب ، وحماس نفسها من تنازلت عن كثير مواقع مهمة في تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية ومن بينها الوزارات الأساسية والمهمة؛ المالية والخارجية وحتى بالنسبة للداخلية.

بقي أخيرا أن نقول : إن ما نشهده اليوم من أحداث في قطاع غزة مردها في الأساس يعود إلى الحالة المرضية المزمنة التي كانت ولازالت تعاني منها حركة فتح ومنظمة التحرير ، وهي سيطرة النزعة الفردية والشخصية على مواقعها القيادية والمؤسساتية ، بحيث يغدو كل شيء هين في نظر مسئوليها حتى ولو تطلب الأمر التحالف بل العمالة للعدو والاحتلال ، طالما أن بعضا من طموحاتهم ومسائلهم الشخصية والفئوية يمكن أن تتحقق ، ولو على حساب وطن،وبسبب ذلك كانت حماس مضطرة في نهاية المطاف أن تضع حدا للذين انحدرت أخلاقهم الوطنية كثيرا بعد أن أصبح كل حوار واتفاق معهم من باب الهزل وإضاعة الوقت



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدى احتمالية تحقق السلام مع حق العودة
- أحداث نهر البارد كيف نقرأها ....وما الحل؟؟
- ما كان ينبغي لحماس ان تدخل السلطة
- عبثية وحماقة -التهدئة- مع الاحتلال
- امريكا اذ تحضر للحرب على ايران
- مدى احتمالية تحقق السلام دون حق العودة
- حق العودة وامكانية تحقيقه وتنفيذه
- لاخيار امام فتح الا الشراكة مع حماس
- سيكولوجية حق العودة
- إنهيار السلطة الفلسطينية حقيقة علمية تاريخية!!
- السلطة الفلسطينية والانظمة العربية واسرائيل الى زوال!!
- القضية الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان المتنفعين!!
- حماس ما بين التكتيك والاستراتيج
- من يشجع من على السلام؟؟
- المهم جدا .....موقف سياسي فلسطيني موحد!
- وإذ اشفق عليك ياطيرمن لباس السوء!!
- الهامش المرسوم للتحرك الرسمي العربي
- المطلوبون اذ يتحصنون بجهاز الاستخبارات في رام الله!!!
- حق العودة واستحالة شطبه
- تموت امريكا واسرائيل فزعا من حق العودة!!


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - حين تشخصن الحركات التحررية ...ماالذي يحدث؟؟