أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - اللاجئون الفلسطينيون مستهدفون ولايتحركون















المزيد.....

اللاجئون الفلسطينيون مستهدفون ولايتحركون


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 03:24
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كانت أوسلو والمفاوضات السرية التي سبقتها المحاولة الأولى من اجل شق الصف الفلسطيني بين مؤيد ومعارض لنهج التفاوض بشأن عملية السلام ، فكانت الرؤية الأمريكية و"الإسرائيلية" في حينها تقوم على فكرة تجيير واستخدام حالة الانشقاق الفلسطيني لصالح المضي قدما في مشروع شرعنة الاحتلال "الإسرائيلي" على الأجزاء والمواقع المهمة من الأراضي المحتلة في (يونيو) حزيران عام 67، وبالتحديد تلك المواقع المهمة والإستراتيجية في الضفة الغربية والتي تقيم عليها "إسرائيل" مستوطناتها الرئيسية الكبرى، بالإضافة إلى المرتفعات المشرفة والمسيطرة على مناطق الضفة كمواقع وقواعد عسكرية، هذا مع مشروع تمرير وتنفيذ تهويد مدينة القدس وربطها بالكيان "الإسرائيلي "لتصبح (العاصمة الموحدة) لدولة "إسرائيل".

وكان الهدف الأول من أوسلو، ومن إيجاد حالة الفرقة الفلسطينية الداخلية بسبب مشروع السلام الذي لم يستند فلسطينيا إلى أسس صحيحة بشأن المطالبة على الأقل بالحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني؛ هو التخلص من حق العودة للاجئين الفلسطينيين باعتبار أن هذا الحق يمثل جوهر القضية الفلسطينية. فاللاجئون الفلسطينيون يمثلون أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني ، ولطالما أن فلسفة وطبيعة الكيان الصهيوني قد قامت على مشروع تهجير وطرد الفلسطينيين من ديارهم وأراضيهم وممتلكاتهم، ليحل مكانا منهم يهود شتات العالم وآخرون كثر ربما لا تربطهم باليهودية أية رابط ؛ في إطار مشروع استيطاني إحلالي يرمي إلى تحقيق وديمومة فكرته وطبيعته القائمة على العنصرية والتمييز من خلال ما يسمى "الدولة اليهودية النقية" .

وعلى هذا؛ كان الهدف الأمريكي و"الإسرائيلي" من مدريد وأوسلو ومن مشروع السلام بكليته هو إلغاء حق العودة وجعله في أحسن الأحوال يخضع للأبعاد الإنسانية والاقتصادية ، وحتى هذه الأخيرة جاءت اتفاقيات السلام لربطها بالشروط والمعايير "الإسرائيلية" ؛ ليكون الحال في نهاية المطاف تكريسا لشرعية ما يسمى ب"الدولة اليهودية" بموافقة فلسطينية وعربية ومن ثم دولية ، وتكون الأراضي المتبقية متنازعا عليها؛ بما يخدم المشروع الصهيوني والمشروع الأمريكي في توجهاته الجديدة ، بعد انهيار القطب المعادي " الاتحاد السوفيتي عام 1989 ، ولعل التوجهات الجديدة للمشروع الأمريكي الصهيوني هو ما تشهده المنطقة منذ سنوات وحتى اليوم من حروب ودمار واحتلالات وفوضى ودماء .........الخ .

لكن الرهان الأمريكي والصهيوني على حالة الانشقاق في الصف الفلسطيني بين مؤيد ومعارض لمشروع السلام ، لم تحقق النجاح المباشر حتى آخر أيام الراحل عرفات ؛ لان الرئيس عرفات رغم كل التنازلات السياسية والأمنية الخطيرة والكبيرة جدا ، إلا أن الرجل ،وهذا ما ظهر من خلال موقفه الرافض لمشروع باراك وكلينتون في منتجع كامب ديفيد في الولايات المتحدة الأمريكية، كان يضع في اعتباره مشروع الدولة الكاملة السيادة على جميع الأراضي المحتلة عام 67 ، بالإضافة إلى إيجاد نوع من حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين ، ورغم ذلك ، ولان اتفاقات السلام الانتقالية قد تجاوزت عن حق العودة وتركتها لمفاوضات ثنائية متأخرة، ومن قبل لمفاوضات في سياقات إنسانية وليس قانونية أو سياسية ، إلا أن اللاجئين الفلسطينيين ومعهم قطاعات كبيرة من شعبنا في مختلف أماكن تواجدهم أقاموا المؤتمرات والتجمعات واللجان والنشاطات المختلفة والعديدة من اجل مواجهة تلك المرحلة الخطيرة على قضية اللاجئين الفلسطينيين ، وشملت هذه النشاطات فلسطينيي الأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين .

اليوم، الوضع مختلف جدا وجد خطير . فالساحة الفلسطينية منذ رحيل الرئيس ياسر عرفات ، دخلت عليها أطراف جديدة تتبوأ مركز القيادة في السلطة وفي فتح والمنظمة ، وكما نعرف أن هذه الجهة فرضت على فتح والشعب الفلسطيني فرضا في ظروف تاريخية الجميع يعرفها ويعيها ، وهذه الجهة التي جربت التفاوض في سياق كونها سابقا طاقما سياسيا وامنيا تابعا للرئيس عرفات ، أصبحت ، بل هي كانت جزءا من الشروط الأمريكية و"الإسرائيلية" على عرفات ضمن سلة السلام المتكاملة مع انطلاقة العملية التفاوضية في أوائل العقد الأخير من القرن العشرين المنصرم ، هذه الجهة التي سيطرت فيما بعد على مواقع السلطة والقرار لا ترى حلا إلا بالتفاوض بمعناه السياسي والدبلوماسي المجرد ، والذي تصفه هي بالخيار الاستراتيجي والتاريخي ، وهو يعني بلغة وعبارات أفصح وأوضح القبول والتسليم بما هو مقدم أمريكيا و"إسرائيليا" ، وبالتالي هم يعدمون كل خيار آخر بما فيه خيار المقاومة ، وأظن أن أدبياتهم في هذا الشأن باتت معلومة ومعروفة بالضرورة للجميع .

وحين نتحدث عن خيار هؤلاء في سياق الرؤية الأمريكية و"الإسرائيلية" لحل ما يسمى بالدولتين ، فانه يتبادر إلى ذهننا من خلال أدبياتهم السياسية ومواقفهم المعلنة وارتباطاتهم مع الجانب "الإسرائيلي" والأمريكي من خلال اتفاقات ووثائق كجنيف وكوبنهاجن وخارطة الطريق ورؤية بوش واو لمرت وبريز وغيرها ، أن هؤلاء على استعداد كبير لتقبل فكرة الكيان الفلسطيني المسيطر عليه امنيا واقتصاديا من قبل الاحتلال في مقابل إدارة ذاتية للشؤون المدنية والخدمية والشرطية للفلسطينيين ، وهذا يعني الامتثال والقبول بالاملاءات "الإسرائيلية" المتعلقة بشطب حق العودة وعدم الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران 67 ،وببقاء التجمعات الاستيطانية "الإسرائيلية" في الضفة و"القدس الموحدة" ل "إسرائيل" مقابل السيادة الشكلية على الحرم القدسي عبر رفع علم عربي أو فلسطيني عليه ، ولعل ترحيب قيادة فتح والمنظمة في رام الله بمبادرة بيريس الأخيرة اكبر دليل على ذلك ، ومن قبلها قبولهم بمؤتمر بوش للسلام في الخريف المقبل ،والذي من خلال مقدمات ومنطلقات الداعي إليه ، لا يؤدي إلى غرض سوى غرض وهدف الكيان الفلسطيني على المقاس الأمريكي و"الإسرائيلي" .

إن خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية اليوم ؛ هو أن الفريق المسيطر على فتح والمنظمة وبأجندته الأمريكية و"الإسرائيلية" للحل التي أسلفنا الذكر عنها ، والتي بسببها لم تتوفر قاعدة للاتفاق الحقيقي على برنامج سياسي وامني وطني فلسطيني يجمع فتح وحماس وغيرها ، ولعل ما آلت إليه وثيقة الوفاق الوطني واتفاق مكة والقاهرة إلى الفشل والتعطيل أكبر شاهد على ذلك ، هذا الفريق يريد الآن أن يستغل الحالة الفلسطينية الراهنة الناتجة عن الخطوة الأمنية التصحيحية التي قامت بها حماس في 14 "يونيو"حزيران الماضي ، وتحت مسميات وذرائع اختلاقية من باب الانقلاب على الشرعية ووضع الشروط التعجيزية للحوار وربط حماس بالقاعدة ،وغيرها من الذرائع والحجج لتمرير مشروع التسوية الأمريكي و"الإسرائيلي" ، والذي طالما حلم المتوالدون من الحالة الاوسلوية بتحقيقه وتنفيذه . لذلك تجري اليوم مباحثات ومفاوضات سرية بين عباس واولمرت حول ما يسمى اتفاق إطار للحل النهائي والدائم لكيان فلسطيني مقطع الأوصال وتنقصه السيادة الحقيقية مع شطب حق العودة الذي أعلن بشأنه الرئيس عباس ورئيس حكومته سلام فياض بان حلا متفقا مع "الإسرائيليين" سيتم التوصل إليه دون الإشارة لا من قريب ولا من بعيد للقرار الدولي 194 المتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، فلا داعي لقلق "إسرائيل" !!.

وفي اللحظة التي يجري العمل فيها على تصفية القضية،من خلال التفاوض الاستراتيجي والتاريخي على اتفاق لإطار سلام يراد عرضه على مؤتمر الخريف المقبل ، تجري التحضيرات "الإسرائيلية" بمباركة أطراف فلسطينية وعربية "اعتدالية" من اجل الهجوم على غزة "لتطهيرها" من المقاومة التي تقودها حماس وفصائل أخرى ، ولعل تصريحات فلسطينية من أركان رام الله و"إسرائيلية" من قيادة "تل أبيب" تشير إلى ذلك بوضوح . وهذا الهجوم المنوي إطلاقه ضد غزة يأتي "إسرائيليا" وفلسطينيا(حكام رام الله) ضمن ما يسمى ب"السلام البديل" للفلسطينيين بعد إضعاف حماس والقضاء عليها وتهيئة الأوضاع محليا وإقليميا ودوليا لتنفيذ فكرة الكيان الفلسطيني عوضا عن الدولة التي أرادها عرفات، والذي بسبب الموقف المطالب منه بها لقي حتفه مسموما بالتعاون والتنسيق والاتفاق بين أركان الموافقين والمتوافقين "إسرائيليا" وفلسطينيا وعربيا ودوليا على إقامة الكيان الفلسطيني لا الدولة المستقلة كاملة السيادة .

إن حقيقة المؤامرة التي تحاك الآن ضد حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته ومقاومته تعتبر مفصلية ونهائية؛ بمعنى أن نجاحها سيؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهائها من الوجود القانوني والسياسي والإنساني ، وان فشلها بالعمل على افشالها من خلال الوعي والتحرك الشعبي الفلسطيني ، سيكون مؤشرا مفصليا باتجاه التحول التاريخي الايجابي للقضية الفلسطينية على طريق التحرر والاستقلال .
ومما مر سابقا ،فنحن نتساءل اليوم عن دور اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم لمواجهة هذه المؤامرة التي تستهدفهم قبل غيرهم ، باعتبار أنهم أساس الصراع وجوهره ، فالمرحلة الحالية لا تتطلب مؤتمرات وندوات وتجمعات محدودة ، بل تتطلب موقفا جماهيريا حاشدا من جموع اللاجئين وغير اللاجئين الفلسطينيين أيضا؛ سواء هنا في الأراضي المحتلة أو في الخارج القريب أو البعيد من خلال تسيير المسيرات والتظاهرات السلمية والفعاليات والنشاطات الأخرى للوقوف في وجه المؤامرة التي يريدون حبكها من جديد بثوب آخر يلبسه أوسلو جديد أكثر سوءا . وهذا يتطلب التعاون والتنسيق بين مختلف الأطر والقيادات والمؤسسات الوطنية في الداخل والخارج المعنية بحق العودة ومجمل حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني .والدور لاشك كبير- أيضا- على الكتاب والمفكرين والمثقفين والوطنيين في كشف أحابيل وأسارير فصول مؤامرة تحاك ضد القضية والمقاومة من جديد.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاوض الفلسطيني لايلتزم بالشرعية الدولية!!
- في تفسير رفض الرئيس عباس للحوار مع حماس؟؟
- استهداف غزة...قبل الخريف ام بعده؟؟
- حين يصبح الوطن مجرد مقاولة!!!
- حول ما جرى في جامعة النجاح بالضفة الغربية
- حتمية الهجوم على غزة
- هل ابومازن وصحبه فتحويون؟!
- فلسفة انتهاك الحياة الدستورية في فلسطين
- لماذا يستخفون بعقول الشعب الفلسطيني؟
- نسأل حماس: مع من الحوار؟
- ما الجرم الذي قارفته حماس يا عباس؟؟
- حين تشخصن الحركات التحررية ...ماالذي يحدث؟؟
- مدى احتمالية تحقق السلام مع حق العودة
- أحداث نهر البارد كيف نقرأها ....وما الحل؟؟
- ما كان ينبغي لحماس ان تدخل السلطة
- عبثية وحماقة -التهدئة- مع الاحتلال
- امريكا اذ تحضر للحرب على ايران
- مدى احتمالية تحقق السلام دون حق العودة
- حق العودة وامكانية تحقيقه وتنفيذه
- لاخيار امام فتح الا الشراكة مع حماس


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - اللاجئون الفلسطينيون مستهدفون ولايتحركون