أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - حماس وحصاد انتخابات كانون ثاني 2006














المزيد.....

حماس وحصاد انتخابات كانون ثاني 2006


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2031 - 2007 / 9 / 7 - 08:45
المحور: القضية الفلسطينية
    



ساق بعض المعارضين لدخول حماس لعبة الانتخابات في يناير كانون ثاني 2006 ،وكنت أنا واحدا من أولئك المشككين بجدوى ومردود تلك المشاركة ، حججا وأسبابا عديدة لعدم اشتراك حماس في العملية السياسية تلك .

وكان من بين تلك الأسباب والحجج البارزة التي استند إليها المعارضون ؛هو أن تلك اللعبة السياسية سيكون محددها وسقفها الأول والأخير اتفاق أوسلو، المنبثقة بموجبه سلطة الحكم الذاتي ، وما يستتبع ذلك من التزامات وقيود وعوائق أمام مسيرة حركة حماس؛ في مسيرتها النضالية والوطنية المؤسسة على إستراتيجية المقاومة المسلحة أساسا إلى أن يتحقق غرض وهدف دحر الاحتلال عن كل فلسطين ضمن مسار ومنهج سياسي وواقعي يراعي المرحلية في تحقيق الانجازات ، ولعل برنامج الحد الأدنى الذي تحدث عنه الشيخ الشهيد احمد ياسين في حينها احد أهم وابرز معالم ذلك المسار والنهج .

لكن مشاركة حماس في الانتخابات المنصرمة، لم يكن لا على المستوى الاتفاقي أو الواقعي يستند إلى أوسلو أو إلى أي من ملحقاتها ، فعلى مستوى الاتفاق تمخضت تلك الانتخابات عن حوارات القاهرة في مارس آذار 2005 ، أما على المستوى الواقعي فكانت اسلو منتهية بدبابات شارون ومجنزراته التي اجتاحت مناطق الحكم الذاتي في عملية السور الواقي الإسرائيلية عام 2002.


صحيح أن دخول حماس في معترك العملية السياسية نتج عنه حصار سياسي ومالي واقتصادي ضد الشعب الفلسطيني، تحالفت في فرضه قوى دولية وإقليمية وأطراف محلية على الساحة الفلسطينية وإسرائيل بطبيعة الحال ، وما تبع ذلك من مخطط انفلات امني محكم ومدروس كانت أدواته المنفذة أطراف فلسطينية تعمل لصالح أجندة خارجية أمريكية وإسرائيلية ، إلا أن كل هذا كان ثمنا لابد من دفعه في سياق عملية التغيير والإصلاح التي قادتها حماس ، فاتفاقات أوسلو التي قلبت معايير القضية الفلسطينية وأسسها؛ فحولت الشعب الفلسطيني من شعب يقع تحت وطأة الاحتلال وسيلته الإستراتيجية هي المقاومة ،وليس عليه شيء من التزام في تدبير أموره المدنية والخدمية والإدارية، وإنما على الاحتلال توفير ذلك بموجب القانون الدولي والإنساني الدولي إلى شعب ومن خلال سلطة وهمية يقوم على حماية وتأمين امن إسرائيل بملاحقة المقاومة وقمعها والقضاء عليها وتحميله كذلك مسؤولية الالتزام بتدبير أموره الحياتية بمنأى عن الاحتلال من خلال رهن نفسه وثوابته للمساعدات المالية والخدمية الآتية من دول أوروبا وأمريكا وإسرائيل نفسها من خلال أموال الضرائب والمكوس ، ليس هذا وحسب بل إن أوسلو فرض على الشعب قيادات سياسية وأمنية تبين فيما بعد وبشكل واضح أنها مرتبطة مع الاحتلال إلى ابعد الحدود التي ما كنا نتصورها ولا حماس نفسها توقعتها إلا بعد عملية الحسم الميداني التي جرت مؤخرا في قطاع غزة من خلال الوثائق والمستندات والاسطوانات التوثيقية التي حصلت عليها حماس من مقرات الأجهزة الأمنية ولاسيما الوقائي والمخابرات . وهذه القيادة كما كنا نشير سابقا تقبل بالرؤية الأمريكية والإسرائيلية للحل ، وهي متورطة حتى الأذقان بالفساد السياسي والأخلاقي والمالي .

وعلى ما سبق، فان دخول حماس في لعبة الانتخابات وما نتج عنها من تفاعلات وإرهاصات أدت حتى هذه اللحظة في تبصير الناس بأمرين الأول : أن المال الغربي والأمريكي جاء لرهن إرادة الشعب الفلسطيني من اجل ابتزازه سياسيا وأخلاقيا بكل الوسائل والطرق لتقديم تنازلات في الحقوق والثوابت، ولعل تجربة الحصار الذي لايزال يعانيه هذا الشعب بسبب خياره الديمقراطي القائم سياسيا على التمسك بالحقوق والثوابت أكبر دليل ، وبالتالي فان تحرير الإرادة الأخلاقية والسياسية له تستلزم التخلص من أوسلو ومن السلطة بفلسفتها وهيكليتها المنسجمة مع رغبات المحتل وأمريكا والأوروبيين ، وهذا ما اضطرت حماس إليه في نهاية الأمر في قطاع غزة بعدما تبين لها وبجلاء أن جماعة أوسلو بشقيها السياسي والأمني لا تريد إطلاقا شراكة سياسية وأمنية ضمن برنامج الحد الأدنى من الحقوق الوطنية، بل تريد فقط التماهي والانسجام التام مع الرغبة والرؤية الأمريكية والإسرائيلية ، ولعل وصول الأمر إلى الارتباط بخطة عسكرية أمنية قادها دايتون ودعمتها أطراف عديدة بما فيها إسرائيل يوضح الذي نذهب إليه أيما توضيح ، أما الأمر الثاني والمهم جدا؛ وهو أن حماس استطاعت ومن خلال تتابع الأحداث أن تعري حقيقة القيادة الأمنية والسياسية المسيطرة على السلطة ومنظمة التحرير والتي تبين وبالفعل أن لا علاقة لها بالوطن والمواطن الفلسطينيين .

حماس لم تدخل السلطة لكي تنهيها ، بل هي أرادت إصلاحها كمقدمة لمشروع وطني حقيقي يسند المقاومة ويدعمها على طريق تحقيق الحقوق والتحرر ، وهي كانت تبرمج خطواتها بهذا الاتجاه ، وكانت تحسب أن في معادلة الطرف الأخر ،بكل ما فيها من عيوب، أملا بالالتقاء الممكن جدا حول رؤية سياسية وطنية جامعة ، لكن الذي فجع حماس وجعلها تحسم أمورها بشأن جماعة أوسلو والسلطة ومستقبلها هو انكشاف حقيقة المسيطرين على فتح والمنظمة بعد عرفات ، كانت حماس تتوقع منهم ما توقعته من عرفات ،الذي رفض ما هو دون الحدود الدنيا من حقوق الفلسطينيين ، لكن هؤلاء كما أثبتت المواقف والوثائق ليسوا كعرفات رغم كل أخطائه وخطاياه .

عماد صلاح الدين
6- 9 – 2007



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين : لماذا تغلق الجمعيات الاهلية والخيرية؟؟
- مشروع اجتثاث المقاومة
- الجزيرة الغائبة عن ما يجري بالضفة الغربية
- اللاجئون الفلسطينيون مستهدفون ولايتحركون
- المفاوض الفلسطيني لايلتزم بالشرعية الدولية!!
- في تفسير رفض الرئيس عباس للحوار مع حماس؟؟
- استهداف غزة...قبل الخريف ام بعده؟؟
- حين يصبح الوطن مجرد مقاولة!!!
- حول ما جرى في جامعة النجاح بالضفة الغربية
- حتمية الهجوم على غزة
- هل ابومازن وصحبه فتحويون؟!
- فلسفة انتهاك الحياة الدستورية في فلسطين
- لماذا يستخفون بعقول الشعب الفلسطيني؟
- نسأل حماس: مع من الحوار؟
- ما الجرم الذي قارفته حماس يا عباس؟؟
- حين تشخصن الحركات التحررية ...ماالذي يحدث؟؟
- مدى احتمالية تحقق السلام مع حق العودة
- أحداث نهر البارد كيف نقرأها ....وما الحل؟؟
- ما كان ينبغي لحماس ان تدخل السلطة
- عبثية وحماقة -التهدئة- مع الاحتلال


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - حماس وحصاد انتخابات كانون ثاني 2006