أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - ماذا يعني فشل مؤتمر الخريف فلسطينيا؟؟















المزيد.....

ماذا يعني فشل مؤتمر الخريف فلسطينيا؟؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 06:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


أثبتت الأبحاث والدراسات العلمية الوازنة المتعلقة بموضوع الصراع العربي الإسرائيلي، انه وبالاستناد إلى طبيعة الصراع القائمة على فلسفة وعلاقة التبادل الجدلية بين المشروع الاستعماري في المنطقة، بغض النظر عن الأطراف التي تقوده في كل مرحلة، وبين المشروع الصهيوني المستند إلى المشروع الاستعماري نفسه ،والذي يعد انعكاسا له ، فانه لا يمكن والحال هذه أن تكون هنالك حلول إستراتيجية وفاعلة على طريق إعطاء الفلسطينيين الحد الأدنى من حقوقهم على الأقل ، إلا بان تكون الإستراتيجية الأساس لتحقيق هذا الحل ،وهذه الحقوق هي إتباع طريق المقاومة واقصد هنا الكفاح المسلح ؛ وهو الطريق الذي كانت قد قامت على أساسه منظمة التحرير الفلسطينية ، إذ أن أية حركة وطنية تحررية تاريخيا تستند في مبرر وجودها إلى المقاومة المسلحة الهادفة إلى تحرير الأرض والإنسان .

ولان العلاقة الاستعمارية القائمة بين الطرفين المذكورين معادلتها تقوم على مبدأ؛ انه كلما تم شرعنة الكيان الصهيوني أكثر وعلى مساحة أكبر من ارض فلسطين التاريخية ، فان هذا سيخدم ،بل انه عنصر أساس وفعال في تمكين مسيرة الجشع والبشع الاستعماري الغربي بعامة والأمريكي اليوم بخاصة تجاه المنطقة العربية الإسلامية . وهذه العلاقة الجدلية بين الدول الاستعمارية الكبرى والكيان الصهيوني وجدت صداها على الأرض من خلال وعد بلفور "الأول" 1916، واتفاقية سيكس بيكو "الأولى "عام 1917 ، عندما اكتفت هذه الأطراف أن يكون المشروعان على مستوى ارض فلسطين التاريخية دون تلك الأراضي التي احتلت عام 67 ، وكذلك أن يكون تقسيم المنطقة والسيطرة على ثرواتها على مستوى قطري ووطني ، وأما الصدى الآخر لهذه العلاقة الجدلية الاستعمارية فهي تمثلت بمحاولة وعد بلفور "الثاني"، من خلال مشروع أوسلو وما سمي بعملية السلام حين أصبح ما تبقى من حقوق للفلسطينيين امرا قابلا للتفاوض ومتنازعا عليه ؛ حتى يتم شرعنة الاحتلال على ما تبقى من فلسطين التاريخية وعبر التنازل أيضا عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والحال أيضا بمحاولة سيكس بيكو الأمريكية الثانية بالتعاون مع حلفائها الغرب وربما العرب " الذين لاحول لهم ولا قوة لأنهم مجرد أدوات " والمتعلقة بتقسيم المنطقة العربية الإسلامية إلى جزر وأرخبيلات عرقية ومذهبية ؛ لتكون السيطرة الأمريكية والصهيونية هذه المرة على فلسطين وعموم المنطقة أكثر قوة ونفوذا ؛ والسبب في ذلك النهم المتزايد ،ودون حدود، للنفط العربي والخليجي بالأخص منه من قبل الشركات الأمريكية والغربية العابرة للقارات، ولهذا السبب جاءت عاصفة الصحراء ضد العراق في مطلع التسعينات ، لينتهي الأمر إلى غزوه عام ،2003 كفاتحة حقيقية لمشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي أرادت الإدارة الأمريكية المتصهينة أن تكون أداته الرئيسة في التحقيق والتنفيذ ،لإعادة رسم خريطة المنطقة ، الفوضى الخلاقة التي دفع على مذبحها العراقيين ملايين القتلى والجرحى واللاجئين والمشردين ، عدا ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة بسبب هذه السياسة الأمريكية المتهورة .

وعلى هذا، فان التفاوض مع إسرائيل بالمعنى السياسي والدبلوماسي المجرد من أي خيار آخر ؛ بمعنى اتخاذه من قبل البعض الفلسطيني كخيار تاريخي واستراتيجي ، يعتبر امرا متعارضا وطبيعة الكيان الصهيوني وفلسفته وأهداف الأطراف المقيمة والراعية له كما سبق وان اشرنا . ورغم هذا، فان قيادة منظمة التحرير بزعامة أبو عمار في حينه قبلت الدخول في عملية تفاوضية مع إسرائيل ،دون أن يكون هناك مرجعية واضحة للتفاوض تحدد الإطار التفاوضي عموما وتقيد الجهات المتفاوضة والأطراف الراعية لهما بضوابط وحدود بالاستناد إلى المرجعية نفسها . ولهذا فان تعويل الراحل عرفات على ترك الأمور للتفاوض دون وضوح المرجعيات التي تعمدت أمريكا وإسرائيل غموضها لتحقيق أهدافهما في مزيد من السيطرة الإسرائيلية على أراضي واسعة ومهمة من أراضي ال67 ، وكانت النتيجة في نهاية المطاف أن أمريكا وإسرائيل التي اعتبرت عرفات شريكا للسلام في بداية مشروعهما اعتبرته غير شريك، بل وضالع في الإرهاب حين رأت هاتان الطرفان أن أبو عمار لا يمكن أن يقبل أن يكون أداة لتمرير المشروع الأمريكي والإسرائيلي في فلسطين والمنطقة حتى نهاياته ،عبر قبوله لرؤية حل أمريكية وإسرائيلية لا تلبي حتى الحد القريب من الحد الأدنى لحقوق الشعب الفلسطيني .

ورغم ذلك كله ، إلا أن القيادة التي جاءت بعد أبو عمار واستلمت زمام السيطرة على فتح والمنظمة والسلطة الفلسطينية نفسها ، أصرت بطريقة غريبة وجالبة للاستهجان على أولا: أن التفاوض هو خيار استراتيجي، بل وتاريخي للشعب الفلسطيني. وثانيا على التمسك بنفس النهج السابق في المفاوضات؛ والقائم على تقديم تنازلات دون أن يكون هناك مقابل أو ثمن يجنى من الطرف الآخر . والإصرار على النهج القديم في التفاوض أتى ويأتي هذه المرة بعلم من المفاوض الفلسطيني نفسه في سابقة مكررة يوصف صاحبها ب " أن الذي يجرب المجرب عقله مخرب ".

ومع دخول حركة حماس العملية السياسية في مطلع 2006 ، وتحقيقها فوزا كاسحا في الانتخابات التشريعية في يناير كانون ثاني 2006 ، نظر الشعب الفلسطيني بنوع من التفاؤل إلى الشراكة في العملية الانتخابية ، ورأى أن اشتراك حماس ونجاحها سيعزز موقف المفاوض الفلسطيني برفع سقف مطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه،وذلك كله في سياق وحدة وطنية حقيقية. لكن الذي جرى غير ذلك كله ، فالطرف الذي يختط التفاوض خيارا ونهجا ، تبين انه لا يتوقف أمره عند هذا الأمر ، بل يتعدى ذلك بأنه صفر اليدين من كل شيء في جعبة الإرادات والخيارات، وهو إذ يسلم فقط بالذي يتصدق به الأمريكيون والإسرائيليون عليه في سياق ما يسمى دبلوماسيا وسياسيا على انه خارطة الطريق ورؤية بوش وغيرها من المسميات "البوشية" و"الشارونية" ،التي لا تخرج عن نطاق الدولة ذات الحدود المؤقتة والتوزيعة الجغرافية والديمغرافية المقطعة الأوصال .

وبسبب هذا التسليم للإرادة الأمريكية والإسرائيلية والرهان، بل الارتهان كما اتضح من خلال القبول بخطط أمريكية وإسرائيلية كخطة دايتون، وما أصبح عليه موقف رئاسة السلطة بعد أحداث الرابع عشر من حزيران الماضي ، رأينا أن كل جولات الحوار الفلسطيني الداخلي بين فتح وحماس وحتى تلك التي توجت باتفاقات كوثيقة الوفاق الوطني " وثيقة الأسرى " واتفاق مكة وقبلها ما تمخضت عنه حوارات القاهرة في مارس آذار 2005 ، قد لاقت الفشل ؛ لان أصحاب التفاوض الاستراتيجي بمرجعية الرؤية الأمريكية والإسرائيلية للحل كانوا يعودون ؛ ليؤكدوا بان خارطة الطريق ورؤية بوش هي الحل والمرجعية وتغيب حينها كل وثيقة أو مرجعية فلسطينية تم التوافق عليها ، حتى إنهم قالوا يومها أن وثيقة الوفاق لا تلبي متطلبات المجتمع الدولي " أمريكا وإسرائيل" . ونتيجة كل هذا المواقف كانت خططهم الأمنية والعسكرية المدعومة أمريكيا وإسرائيليا ،وحتى من بعض دول "الاعتدال" العربي والتي تمثلت بموجات الفلتان الأمني والاضطراب، التي كان يشرف عليها الجنرال الأمريكي كيث دايتون . ولو نجحت هذه الخطط -لا سمح الله- لوقع الشعب الفلسطيني في كارثة الحرب الأهلية ؛ وبسبب هذا كله وتفاديا لوقوعه كانت عملية الحسم الميداني التي قامت بها حماس ، والتي أشار بشأنها وبمناسبتها الاضطرارية ومع طرف بعينه قيادات تاريخية في حركة فتح من بينها الأستاذ هاني الحسن ، احد مؤسسي حركة فتح .

لكن الذي يثير الغرابة والعجب ؛ انه برغم مسيرة الفشل منذ أوسلو ، وما جلبته للشعب الفلسطيني وللقضية من كوارث ومصائب كثيرة على مستويات عدة سياسيا واقتصاديا وامنيا وأخلاقيا ، ولعل تلك الوثائق والمستندات والأقراص التي تثبت تورط قيادات أمنية وحتى سياسية بالعمل لصالح الاحتلال وضد المصالح الوطنية بل ومصالح أطراف عربية وإسلامية ، إلا أن دعاة التفاوض الفلسطيني ومقدمي التنازلات المسبقة دون ثمن يبدو أنهم ،وبعد الذي جرى في غزة وكأنه فرصة ما بعدها فرصة لتمرير المشروع الأمريكي والصهيوني لرؤية الحل للقضية الفلسطينية بل تصفيتها بعبارة أخرى ؛ فعودة التنسيق الأمني مع الاحتلال في الضفة الغربية وحملات الاعتقال والملاحقة لكوادر وناشطي حماس من قبل أجهزة امن السلطة ، وتدمير وإغلاق مئات الجمعيات الخيرية والأهلية بحجة الانتساب إلى حماس ، تبين ان هذه الأمور كلها وغيرها من سياسة السلطة في الضفة الغربية ، لم تأت في سياق الثأر أو الانتقام من حماس على حسمها الميداني في قطاع غزة في منتصف حزيران من هذا العام ، وإنما ان سياسة فريق الرئيس عباس وحكومته المشكلة بموجب مرسوم رئاسي تتحرك بناء على توجه سياسي مرجعيته أمريكية وإسرائيلية ،تقوم على ضرورة إقصاء بل واجتثاث أي برنامج سياسي أو مقاوم لا يقبل برؤية للحل تخدم الاحتلال وداعميه .

ومن هذا المنطلق يفهم المتابع للأحداث ان دعوة مؤتمر الخريف في تموز المنصرم من قبل الرئيس بوش وترحيب رموز التفاوض الفلسطيني به في رام الله مباشرة، رغم كل الانتقادات الجوهرية التي وجهت لهكذا دعوة من قبل عديد من أطراف رسمية إقليمية في المنطقة ،عدا عن خبراء السياسية والقانون من كتاب ومحللين أجمعت على ان هذه الدعوة هي مجرد تظاهرة سياسية لحشد حلف المعتدلين في مواجهة ما يسمى بحلف الإرهاب والتطرف وفي مقدمته إيران، وبان هذا المؤتمر لن يتمخض سوى عن وهم سلام ولن يتناول القضايا الرئيسية على مستوى القضية الفلسطينية ومستوى قضايا المنطقة برمتها . ولذلك ،فان الدعوة لهكذا اجتماع كانت مبهمة من حيث أطرافها المدعوين وأجندة مؤتمرها أو اجتماعها وكذلك زمان الدعوة على وجه أكيد ، يفهم من هذه الدعوة الأمريكية المتصفة بالغموض والإبهام ومن موقف السلطة في رام الله على أن هناك قبول وتوافق بين هذه الأطراف على تصفية القضية عند حد مقبول للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية . وهذا القبول والتوافق يقتضي قبل كل شيء تنفيذ أجزاء من خطة مكافحة الإرهاب والقضاء عليه " اجتثاث المقاومة " ، وهو بالفعل ما تقوم به الرئاسة في رام وحكومتها تحت ذرائع ومسميات الحفاظ على القانون والنظام والأمن والشرعية ومنع الانقلاب وغيرها .

تقوم الرئاسة وحكومتها في رام الله ما تقومان به وبإخلاص من اجل تحقيق رؤية تؤدي إلى دولة كانتونية مقطعة الأوصال ولا تواصل بينها ، ويعولون في هذا على ما يتمخض عنه مؤتمر الخريف القادم تشرين ثاني من نهاية العام الجاري ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل بالفعل هذا المؤتمر سيتم فيه مناقشة القضايا الجوهرية الأساسية كاللاجئين والحدود والأمن والقدس والمستوطنات وغيرها ، أم ان الغرض من المؤتمر كله فقط يقع في سياق إنقاذ الموقف الأمريكي في العراق ودعم موقف الحكومة الإسرائيلية سياسيا في مواجهة نتائج حرب تموز 2006 داخليا في إسرائيل ، وليكون تخطي هذه الأوضاع والمواقف تمهيدا يصب باتجاه تحضير الحرب على إيران وربما أطراف أخرى في معادلة المواجهة بين معتدلين ومتطرفين في منطقة الشرق الأوسط ؟؟؟

ٌيفهم من طبيعة دعوة الرئيس الأمريكي بوش الثاني ومن الموقف الرسمي الأمريكي والإسرائيلي لطبيعة أجندتها ، وردود الأطراف العربية وحتى الفلسطينية المرحبة بها وخاصة الموقف السعودي والمصري المتحفظ مؤخرا ، على ان الغرض من هكذا دعوة تأتي في سياق تكتيكي لاعلاقة له بأية حلول لقضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، وإنما في سياق ترتيب الأوراق الأمريكية والإسرائيلية من اجل المحاولة مجددا في إنجاح مشروع شرق الأوسط الجديد أو الكبير ضمن الرؤية الأمريكية والإسرائيلية نفسها ، ولعل المحاولة تبدأ هذه المرة إسرائيليا بمهاجمة غزة وربما على حزب الله بالمشاركة الأمريكية وتمهيد الأجواء لذلك عربيا على مستوى حفظ الاستقرار الداخلي فيها تحسبا لأية ردود فعل شعبية على تلك الحرب، ومن ثم أمريكيا بالانقضاض على المشروع النووي الإيراني لاحقا وربما بمشاركة إسرائيلية أيضا، بعد أن يتم التحضير الجيد لها وربما بعد انسحاب أمريكي قريب من العراق ولعل موافقة الكونغرس الأمريكي على مشروع اقتراح بتقسيم العراق إلى ثلاثة مناطق سنية وشيعية وكردية مع اتحاد فيدرالي مركزي ورصد 190 مليار دولار أمريكي لذلك، يقع في هذا السياق والمخطط بالانسحاب.

وإذا كان الأمر كذلك ؛ بمعنى أن مؤتمر الخريف الأمريكي سوف لن تتمخض عنه نتائج ايجابية على صعيد القضية الفلسطينية، من حيث معالجة القضايا الجوهرية والرئيسية وبما يؤدي إلى تحقيق الدولة المستقلة وضمان حق العودة ، بل ان هذا المؤتمر لن يتمخض عنه ربما حل يتعلق بدولة ذات حدود مؤقتة بسبب الظروف غير المواتية أمريكيا وإسرائيليا في غمار مآزقهما المتلاحقة سواء على الجبهة العراقية أو الأفغانية أم هناك في لبنان و فلسطين . بعد كل هذا ، وبعد الفشل الذر يع لاجتماع الخريف ، تظهر أسئلة مصيرية ومهمة ينبغي الإجابة عليها فلسطينيا ؛وبالتحديد من قبل أصحاب مشروع السلطة والتفاوض، وهذه الأسئلة ما يلي :

- بعد مسيرة الفشل الطويلة من المفاوضات العبثية مع إسرائيل ،والتي امتدت لأكثر من عقد ونصف العقد ، هل بقيت هناك مبررات للاستمرار على نهج ثبت بالوجه القطعي فشله و عقمه الأكيد ؟
- هل الدولة "الكانتونية" المؤقتة التي تقبل بها الأطراف الفلسطينية المفاوضة،تحقق الطموح الفلسطيني بالتحرر والاستقلال ، وهذا القبول من أطراف بعينها تقودها رئاسة رام الله وحكومتها . هل يعتبر ذلك نوعا من البرغماتية السياسية المبررة أم أنها خيانة وطنية للحقوق والثوابت ؛ خاصة إذا كانت الأطراف التي تتبنى خيار الدولة "الكانتونية" لا تعلن ذلك صراحة ،وإنما تعمل على ذلك في السر ومن وراء الكواليس؟
- السلطة الفلسطينية القائمة فعلا ،ومن خلال الممارسة على الأرض ،على فكرة أداء الخدمات الإدارية والمدنية عن الاحتلال التي تتولاها الأخيرة بموجب القانون الدولي وبالتحديد الإنساني الدولي منه ،بالإضافة إلى قيام أجهزة السلطة الأمنية وفي مقدمتها الوقائي بالتنسيق الأمني مع إسرائيل من خلال ملاحقة واعتقال المقاومة الفلسطينية والعمل على إحباط عملياتها ومخططاتها ضد الاحتلال،وما شهدته سنوات أوسلو الماضية بهذا الشأن وما تشهده الضفة الغربية اليوم من نشاطات كهذه سرا وعلانية وما تتلقاه السلطة من عبارات المديح والثناء من قبل أمريكا وإسرائيل على هذا الدور الأمني. هل هذه السلطة، وبهذه المواصفات . وبعد ثبوت حقيقة أنها ليست بمشروع وطني لا على مستوى الدولة ولا المقاومة ، وبعد سطوع حقيقة ان التفاوض ليس إلا من قبيل العبث السياسي الذي جلب الخراب والدمار على الشعب والقضية ، وانه يأتي فقط في سياق خدمة المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة ، بعد هذا هل هناك بالفعل أي مبرر لبقاء السلطة ووجودها ؟.

اعتقد جازما انه بعد الفشل المحتم والمؤكد لمؤتمر الخريف على صعيد تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في حدودها الدنيا ، وبعد مسيرة وهم سلام فاشلة ، أن العالم كله سينظر للفلسطينيين باحتقار وازدراء إذا ما بقيت فئة منه تتمسك بالتفاوض العبثي، وبالسلام مع إسرائيل ، وتدعي ان السلطة مشروع وطني ينبغي الحفاظ عليه . ذلك لان عدم الخروج من هذه الأوهام و عدم الوقوف شعبيا في وجه الذين يتخذون من التفاوض دون حل حقيقي تجارة لجني مزيد من المال الأمريكي والأوروبي، سيجعل من الفلسطينيين أجراء امن وعملاء مرتزقة للاحتلال من خلال سلطة أوسلو القائمة على فلسفة حماية امن إسرائيل أولا وقبل كل شيء ، وهذه المرة بعد سقوط الرهان الأخير على تفاوض عبثي أقصى تمخضاته دولة مسخ لا تغني الشعب الفلسطيني ولاتسمنه من جوع.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوابق خطيرة بحق - حق العودة -
- مؤسسات حقوق الانسان و- التشاطر - على حماس!!
- الضفة الغربية : في سجون السلطة معتقلون سياسيون مغيبون!!
- حماس وحصاد انتخابات كانون ثاني 2006
- فلسطين : لماذا تغلق الجمعيات الاهلية والخيرية؟؟
- مشروع اجتثاث المقاومة
- الجزيرة الغائبة عن ما يجري بالضفة الغربية
- اللاجئون الفلسطينيون مستهدفون ولايتحركون
- المفاوض الفلسطيني لايلتزم بالشرعية الدولية!!
- في تفسير رفض الرئيس عباس للحوار مع حماس؟؟
- استهداف غزة...قبل الخريف ام بعده؟؟
- حين يصبح الوطن مجرد مقاولة!!!
- حول ما جرى في جامعة النجاح بالضفة الغربية
- حتمية الهجوم على غزة
- هل ابومازن وصحبه فتحويون؟!
- فلسفة انتهاك الحياة الدستورية في فلسطين
- لماذا يستخفون بعقول الشعب الفلسطيني؟
- نسأل حماس: مع من الحوار؟
- ما الجرم الذي قارفته حماس يا عباس؟؟
- حين تشخصن الحركات التحررية ...ماالذي يحدث؟؟


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - ماذا يعني فشل مؤتمر الخريف فلسطينيا؟؟