أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - كلب الشيخ مدلل !!














المزيد.....

كلب الشيخ مدلل !!


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 09:41
المحور: كتابات ساخرة
    


المقارنة أصبحت صعبة حتى بين الكلاب , فهذا كلب يعيش في البراري , ويطلق علية بالكلب ( السائب ) , ويكون عادة منبوذاً ولا أحد يمد له ما يسد به رمقه , ويعتاش على جهده الكلبي في إصطياد ما يأتي في طريقه من حيوانات أضعف منه أو مايلقاه من فضلات في قارعة الطريق ! . وذاك كلب آخر إهتز ذيله فرِحاً بما يلقاه من رعاية وحنان في مضيف الشيخ , والمداراة على أربعة وعشرين حبة من عبيد الشيخ حفظه الله ورعاه , حتى أنه أصبح جليساً دائماً في المضيف , وله زاوية خاصة مفروشة يجلس فيها القرفصاء , وينود برأسه كأنه يشارك الحاضرين نقاشهم , وله مكان مُسقف في البيت يقيه من حر الصيف اللاذع وبرد الشتاء القارص , إنه كلب الشيخ ولا أحد في القرية يجرأ أن يمسه بسوء , وحين الولائم تكون له الحضوة في الطعام الذي يُقَدم للضيوف , وفي إحدى المرات وصل إثنان من أفراد العشيرة متأخرين عن موعد العشاء , وما كان من القائمين على مضيف الشيخ إلا أن يشاركانهما بما هو مخصص لكلب الشيخ , وشرطا عليهما أن يكون اللحم لكلب الشيخ والثريد لهما فوافقا , وخلال تناولهم الطعام مع الكلب كان أحدهم يمازح الآخر ويقول له ( شنو رايك تصير جلب الشيخ !! ) .

وفي يوم من الأيام خرج كلب الشيخ للفسحة وقضاء حاجته بعيداً عن المضيف , فشاهد الكلب الآخر المسكين جالساً تحت شجرة ولا يقوى على الوقوف !! , فسأله كلب الشيخ :

ما بك مهموم وخائر القِوى وضعيف هكذا !؟ , وكأني أستطيع أن أعد عظام صدرك

فهل أنت مريض !؟ , وهل تحتاج إلى مساعدة !؟

فأجابه الكلب الآخر بحياء : أكاد أموت من الجوع , وكذلك الهَّم يقتلني , ولا مستقبل عندي , ولا أدري ماذا أفعل !! , فهل تعمل معروف وتساعدني , بأن تتوسط لي عند الشيخ , وأن تجد لي عملاً أعتاش من خلفه , لكن قبل أن تبدأ بمحاولاتك المشكورة , فهل لك أن تخبرني عن المؤهلات المطلوبة !؟ .

وبعد أن نظر إليه برفق , قال كلب الشيخ :

القضية سهلة , فكلما شاهدت الشيخ أو أحداً من أعوانه , هز ذيلك له , وبهذا ستحصل على رضاهم , وتكون أُمورك عدلة , وتنزل عليك العطايا من كل مكان , فهل أنت قادر على ذلك !؟ .

فرد عليه الكلب المسكين :

كيف أهز ذيلي وأنا أبتر !؟ , فسأله كلب الشيخ وأين ذهب ذيلك !؟

فأجابه بحزن فقدته بحادث طريق !! , فرد عليه كلب الشيخ :

للأسف لايمكن قبولك في المضيف !! , ولكن هل عندك مؤهلات ثانية !؟

قال له نعم : أُجيد النِباح وبصوت عالي !! , فإبتسم كلب الشيخ , وقال له :

لازلت تجيد النِباح فسيكون مكانك لحماية عائلة الشيخ وممتلكاته , فجهز نفسك من الآن لشغل هذا الموقع !! , ومن شدة فرحه أراد أن يهز ذيله علامة الشكر والرِضى لصديقه , لكنه كان أبتراً بدون ذيل , فهز عجزه !!

ولم تقتصر العناية بالكلاب عند الشيوخ لوحدهم , بل توسعت الهواية عند الرؤساء والأمراء والملوك أيضاً , وأصبحت ترافقهم في سفرهم وترحالهم أينما ذهبوا, ويخصص لهم مرافقين للعناية بهم وتقديم أفضل الخدمات , الى جانب تعيين طبيب خاص لهم يُشرف على علاجهم وقضاياهم الصحية .

إن الأُمية والجهل التي كانت تنتشر بين كلاب أيام زمان , والتي كانت تفتقر إلى أبسط المعلومات , وليس لديها ماتعرفه غير ( هز الذيل والنِباح ) تطور حالها نتيجة للتطور العلمي الذي حصل بعد الثورة الصناعية وقفزت مؤهلاتها وإختصاصاتها وجعلتها ذات قيمة عالية تفوق قيمة الإنسان بكثير , ومن هذه الإختصاصات :

كلب الصيد , كلب الحقول , كلب الرُعاة , كلب الحراسة , كلب الزلاقات - أي الذي يستعمل لجر العربات على الجليد , الكلب البوليسي والمدرب على البحث عن المخدرات والمتفجرات , ولتعقب المجرمين , والبحث عن المفقودين تحت الأنقاض وكذلك لمساعدة المكفوفين .

وأصبح الطلب على مثل هذه الكلاب كبيراً , ولها أسواق رائجة بعد أن أصبح الراتب الشهري للكلب بهذه المواصفات يربو على 4 آلاف دولار أمريكي , وتخصيص مرافق له وسيارة كبيرة ذات دفع رباعي ومكيفة , أما سعره فيتراوح ما بين ( 350 – 400 ) ألف دولار , وليس من السهل إيجاده , ويجب أن تطلبه من شركات خاصة .

والمفارقة الأهم من كل ما ذُكر بأن الإنسان العراقي الذي يُقتل خطأً من قِبل قوات الإحتلال , يُمنح أهله مبلغ ( 2000 ) دولار أمريكي لا غير !! , يا بلاش !! .




#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدعة جديدة للقتل إسمها ( السلاح الطُعُم ) !!
- تفشي مرض الجرب بشكل مُخيف بين نزلاء السجون العراقية الحالية ...
- قصص حقيقية في النصب والإحتيال عبر شبكة الإنترنيت
- لنزرع أشجار الزيتون في كل مكان ... ولنوقد الشموع من أجل ضحاي ...
- للذكرى فقط ... أمريكا والإنقلابات عِبر التأريخ!!
- العراقيون - مفتحين بأللبن !!
- الركعه زغيره والشك عريض
- لتكن ذكرى هيروشيما وناغازاكي المؤلمة عاملاً يدفع العالم نحوى ...
- في العراق .. نواب ( موافج ) وقانون النفط
- سوالف لها طعم الحنظل
- المجد الخلود للزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار ولثورة 14 ...
- 3/7/1963 - حسن سريع ورفاقه الشجعان - البطولة والتضحية والفدا ...
- السبح يولجي والعبور الى بَر الأمان
- واهليّه وهلاهل وهيل وجوبيّه للمؤتمر الوطني الثامن للحزب الشي ...
- زَعًل العصفور على بيدَر الدُخن
- حول الفرهود مرةً اُخرى
- فرهَدَ , يُفرهِدُ , فرهود !!ء
- الصّيد في الماء الخابط
- الطلبة ورود في صدور العمال / بمناسبة ذكرى 14 نيسان 1948 الخا ...
- الدخول الى الجنة من خلال قتل طلاب المدارس والجامعات العراقية ...


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - كلب الشيخ مدلل !!