أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - وزارة الثقافة أم وزارة اللصوص















المزيد.....

وزارة الثقافة أم وزارة اللصوص


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن وزارة الثقافة أصبحت في المقام الأول بين الوزارات العراقية في تفاقم مشاكلها وكثرة التداعيات فيها،ورغم أنها وزارة تعتبر في منظور القادة الجدد عديمة الجدوى قليلة الفائدة ،لعدم حاجة العراق إلى الثقافة بقدر حاجته إلى الجهل الذي هو مفتاح الوصول للسلطة والهيمنة على مقاليد البلاد،إلا أنها في الجانب الآخر تحضا باهتمام اللصوص ورعايتهم لما فيها من الثغرات التي يستطيعون النفاذ إليها،وقد تعاقب على أدارتها وزراء(عدى مفيد الجزائري) وزراء لا علاقة لهم بالثقافة من قريب أو بعيد،ولم يسمعوا بكل ما أسمه ثقافة في حياتهم المليئة بالمغريات،فالوزير الأول على ما نعلم من خيرة ضباط الشرطة وأصحاب(الواشرات)والعنجهية والغطرسة والممارسات المشبوهة التي عرف بها هذا السلك،ثم تحول للأعمال التجارية فصار من خيرة تجار الأعلاف،فكان يتصور الثقافة علف للدواجن،لا زاد للآدميين،فتعامل معها بطريقة حيوانية،جعلت شرفاء المدراء العامون يغادرون الوزارة غير آسفين عليها نأيا بأنفسهم عن الغرق في مستنقعها الآسن بعد أن حولها الوزير الجديد إلى ثكنة عسكرية على الجميع التعامل فيها بمنطق السيادة والعبودية والإذلال الذي عليها المؤسسات العسكرية أيام الطاغية المقبور،ومن هؤلاء أستاذنا الفاضل إبراهيم الخياط الذي نأى بنفسه وقلمه أن يكون في وزارة لا تحمل من مقومات الثقافة شيئا،فأختار الحفاظ على كرامته بالبقاء أديبا على أن يصبح شرطيا آخر الزمان.
وكنا نتوقع أن يخلفه وزير يعرف قيمة الثقافة وأهميتها،ولكن السيد رئيس الوزراء أختار لها مؤذن الجامع الهاشمي،الذي حولها إلى تكية للدراويش وحفلات الأذكار وضرب الدر باشة،وبدلا من أن تكون وزارة للمثقفين أصبحت وزارة للمهرجين والناقرين على المزاهر والدفوف،لتعلق فيها الدرباشات العربية،ويجول بها أصحاب الدشاديش القصيرة،وتصبح مقرا للقتلة والأرهابين،حيث وضعت فيها المسالخ لذبح وتعليق الجثث التي يتكرم السيد الوزير بذبحها على الطريقة الإسلامية،ويطرز فيها أكوام النفايات،ويمسك بالجرم المشهود وهو يقوم بجرائمه،فيهرب إلى حيث الملاذ الأمن بين صناديد القاعدة وكبار التكفيريين،وتتخذ اليونسكو قرارها بأن تكون بغداد عاصمة الثقافة في القرن الواحد والعشرين لما تميزت به من ثقافة أصيلة قائمة على الذبح والموت والدمار،وكنا نأمل أن ينسب لها وزير..وزير ينهض بالثقافة العراقية من المستنقع الآسن الذي وضعها فيه الوزراء الميامين،ولكن لعدم أهميتها تركت سائبة يلعب في أروقتها فرسان الثقافة الجدد ممن لا يعرفون الشفق من الغسق،ولا الفرق بين الظاء والضاد،وتعشش فيها النفوس المريضة التي لا تعرف معنى الثقافة والمثقفين.
ويبدوا أن التأثيرات في بنية الوزارة وافتقارها إلى الأكفاء،جعلها تنحدر أكثر إلى مهاوي الفساد،فقد تواترت الأنباء لاحقا،عن حدوث سرقات وهمية لرواتب الموظفين،ورغم أن هذه الظاهرة لا تشمل الثقافة وحدها بل عمت جميع الدوائر،التي يقوم اللصوص بسرقة رواتب منتسبيها في وضح النهار،لتتكرر المشاهد يوميا دون أن نجد الأجراآت الكفيلة بإنهاء هذه الظاهرة المؤسفة،إلا أن الثقافة تميزت بحدوث الكثير من السرقات غير المبررة،ومنها سرقة رواتب موظفي دائرة الفنون الموسيقية التي أفتى بسرقتها المؤمنون الجدد لأن ما يقوم به منتسبين الدائرة من المحرمات والكبائر في عزف الموسيقى وأعداد الألحان،فكان أن سرقت رواتبهم حتى يضطروا لترك مهنتهم والعمل في مجال آخر،وجاءت سرقة رواتب موظفي الأعلام المنحلة،من غرفة مدير مكتب الوزير!!! تصور من غرفة مدير مكتب الوزير خفضه الله ورماه وأنعم بها من وزارة يسرق من غرفة وزيرها،وللقارئ تصور نوع الحماية،وحسن الإدارة في هذه الوزارة،فقد قام مجموعة من اللصوص بكسر باب السيد المدير وسرقة ثمانية ملايين دينار من أصل (800) مليون دينار،وهؤلاء اللصوص الظرفاء يبدوا أنهم من طراز آخر ولا يأخذون أكثر مما يحتاجون إليه،ما يدل على أنهم من أصحاب المبادئ والقيم التي يفتقر إليها لصوص هذه الأيام،وقيل أن الحراس شاهدو عدد من موظفي مكتب صاحب المعالي السيد الهاشمي يتواجدون في المكتب قبل السرقة بساعة،مما دفع المحققين إلى توجيه التهمة لهم،ولكن الأجراء الغريب الذي اتخذته الوزارة يدل دلالة قاطعة على نوعية العقليات المهيمنة على الوزارة،فقد صدرت الأوامر السامية أن يستقطع من كل موظف من الموظفين (المنحلين) مبلغا قدره عشرة آلاف دينار،لمعالجة النقص الحاصل في رواتبهم،وبما أن عدد هؤلاء هو 1500 موظف فقد استقطعت الوزارة مبلغا قدره 15 مليون دينار وبذلك وفرت الوزارة سبعة ملايين دينار لأن المبلغ المسروق هو ثمانية ملايين دينار،للاستفادة منها في التموين الذاتي لأركان الوزارة التي يبدوا أنها أنفقت ميزانيتها في أعمال البر والإحسان،وتستطيع عن طريق السرقة توفير أموال أضافية تنفعها في هذا الشهر الكريم لإقامة مأدبة إفطار كبرى للأدباء والشعراء الصائمين منذ سنوات بسبب الحصار المفروض عليهم من الوزارة العتيدة،ويبدو أن الوزارة تهتم بالفولكلور العراقي وتستفد من أمثاله الشعبية فتحاول تطبيقها،لذلك فقد(جملت الغركان غطه) وأخذت من المنحلين لتعطي إلى قادتها الميامين. أن الأجراآت المرتجلة التي دأبت عليها الوزارة تظهر مدى التسيب الحاصل في أروقتها،حيث لا يمر شهر دون أن تحدث سرقة فيها،لتقوم الجهات التحقيقية بلفلفة الموضوع وتقييد القضية ضد مجهول،ولا ندري ما هي حجم السرقات التي تقوم بها الوزارة من ميزانيتها التي لم يصرف منها شيء لإقامة مهرجان أو احتفالية،ويبدوا أن الوزارة عازمة على الاستحواذ على الميزانية ورواتب موظفيها،لأنهم لا يؤدون أي عمل ،وقد لا يداومون في الوزارة لعدم وجود وزير أو مدير فيها،وكونها باقية أسم بلا مسمى،ويبدوا أن هناك شراكة بين الحارس والحرامي في ظل غياب واضح للقانون،وانعدام أي أجراء لإيقاف مسلسل السرقات في رواتب الاعلام المنحل،ويدل بصورة واضحة على أن هذه الأمور مقصودة ومبيتة مسبقا.
أن الوكيل الأقدم للوزارة،الذي يقوم بمهام الوزير حاليا،مدعوا لاتخاذ الأجراآت الكفيلة بكشف المستور ووضع النقاط على الحروف،ورفع الستار عن ما يجري في كواليس الوزارة ومسارحها من مسلسلات إجرامية،طالت الكثيرين،وعسى أن يكون الوكيل بمستوى مركزه،ويستطيع كشف الخفايا والأسرار والواقفين خلف هذه الأعمال وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل على ما اقترفت أيديهم من سرقات،وبما أنه شاعر عسى أن تكون شاعريته مدعاة لأن يكون بمستوى الشعراء الذين وقفوا بوجه الطغاة،وأن لا يرتضي لنفسه أن يكون مجرد رقم في وزارة فاحت روائحها الزكية وملئت أجواء العراق.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسماء الوهمية
- تزوير الوثائق والمستسكات
- ذوات ألأربع
- حقوق ضحايا الأرهاب
- شيوعي في زمن العولمة
- ماذا يجري في وزارة التجارة
- ((الفيدرالية وإمكانيات تطبيقها في العراق)
- التخطيط الفني والتخطيط الاقتصادي
- ما ذا يحدث داخل القائمة العراقية
- لغة البطون ولغة العيون
- دولة العراق الأسلامية..هل هي أسلامية
- الزمان والمكان في روايات غائب طعمة فرمان
- سياحة عدنان الظاهر في عالم المتنبي
- ومظات من تاريخ الحزب في الفرات الأوسط
- مقاهي الشيوعيين في القاسم
- أجتثاث الطائفية ،الطريق لبناء العراق الجديد
- الحقوق المنسية لضحايا 8 شباط الأسود
- هروب السجناء
- ذوله وين...وأحبه وين
- شمرّ بخير ما يعوزها غير الخام والطعام


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - وزارة الثقافة أم وزارة اللصوص