أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي محيي الدين - ومظات من تاريخ الحزب في الفرات الأوسط















المزيد.....

ومظات من تاريخ الحزب في الفرات الأوسط


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 04:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان للواء الحلة(محافظة بابل)دورا بارزا في الحركة الشيوعية في العراق،وكان تنظيمها الحزبي يشمل رقعة جغرافية واسعة تمتد من أطراف مدينة الكوت من جهة النعمانية حتى ناحية السنية التابعة أداريا للواء الديوانية،وكانت كربلاء ظمن تنظيمات الحلة،تمتد رقعتها الجغرافيةالى المحمودية شمالا وأبو غريب غربا،وقد أنيطت مسوؤليتها بالرفيق بقر أبراهيم الموسوي،الذي قاد المنظمة في ظروف أتسمت بالنهوض الثوري،وتمكن من توسيع التنظيم وأنتشاره،ساعده في ذالك رفاق عرفوا بالمبدأية العالية،والروح الأقتحامية،والصلابة والقدرات التنظيمية الخلاقة.
وكان من رموز التنظيم في تلك الفترة الرفيق كاظم الجاسم(أبو قيود)الذي تسنم مسوؤلية الريف الجنوبي للواء الحلة،يساعده في ذلك المرحوم الشيخ أحمد العبد الله في ريف القاسم،وعباس خضير في ريف البو شناوة،وعبدالله الحمزة في مدينة المدحتية،وقاد المحاويل بكفاءة عاليه وأقتدار كبير الرفيق معن جواد(أبو حاتم) يساعده خليفة العبد علي رئيس عشيرة البو طيف،ومجيد الطعمه في قرية الصباغية.وقاد لواء كربلاء الرفيق علي النوري منظم المدينةوصاحب الحميري لمدينة المسيب وعبد الغني عبد الهادي عن مدينة طويريج وطاهر علوان مسوؤل ريف الحسينية وحسين علوان عن قضاء المسيب،وقاد مركز الحلة بكفاءة منقطعة النظير الرفيق صاحب المرعب.
وقد أقترح في حينها الرفيق سلام عادل سكرتير الحزب تشكيل منظمة(منطقة الفرات الأوسط)التي تتكون من الوية بابل وكربلاء،التي كانت النجف قضاء تابع لها،والديوانيه التي كانت السماوة من أقضيتها،أي ما يعادل خمسة محافظات حاليا،وقد أنيطت مسؤليتها بالرفيق الموسوي.
وبعد الكونفرنس الثاني للحزب الذي عقد في أيلول-1956قام الرفيق سلام عادل بعقد كونفرنسات للألوية بأشراف مباشر منه،وعقد الكونفرنس الأول لمنظمة الفرات الأوسط أوائل ت1-1956في مدينة الكوفة وحضره مسؤولي منظمات الفرات الأوسط،شارك فيه الرفاق حسين سلطان وصالح الرازقي وكاظم الجاسم وفرحان طعمه وستار معروف وعدنان عباس وموسى جعفروحسن عباس وعلي عبود وآخرين.
وقامت منظمة الفرات الأوسط بأصدار جريدتها الخاصة المسمات (صوت الفرات)وأستمرت أكثر من عشر سنوات تولى الأشراف عليها المرحوم حسن عوينه،الذي استشهد ببسالة وأخلاص بعد الأنقلاب الأسود في 8 شباط 1963 في الهجمة الشرسة التي أستهدفت الشيوعيين وانصارهم راح ضحيتها الألوف من خيرة المناضلين الذين لا يجود الزمان بأمثالهم في البسالة والتضحية ونكران الذات والذين أرسوا دعائم الحزب على أسس ثابتة لن تنال منها الأيام.
وقد نشطت هذه المنظمة وامتدت الى أماكن شاسعة في الريف العراقي ،وتمكنت من بناء لبنات في الكثير من القرى والمدن العراقية،وأيجاد نواتات للتنظيم في الرقعة الجغرافية من جنوب بغداد وحتى أواخر السماوة،في وقت لم تتوفر فيه وسائط النقل الحديثة،وكان تنقل الرفاق بواسطة الحيوانات أو سيرا على الأقدام،والمبيت في دور الرفاق والمعارف والأصدقاء ،وقد يستمر المنظم اياما عديدة حتى يتمكن من تحقيق الأجتماع بخلاياه الممتدة عبرهذه المساحة الواسعة،يحدوهم الأمل ويدفعهم الأيمان في أعلاء راية الحزب وتحقيق مبادئه وأهدافه النبيلة ،رغم الظروف المادية الصعبة والملاحقات البوليسية،الا أن ذلك لم يمنعهم وزادهم أصرارا على مواصلة النضال في أحلك الظروف.
وقد قام الرفاق كاظم الجاسم وصالح الرازقي وخليفة عبد علي السبع،بأجراء أتصالات مكثفة مع الوجهاء وشيوخ العشائر بعد تشكيل جبهة الأتحاد الوطني،وتمكنوا من كسبهم لتأييد الجبهة،والمشاركة في النضال لأسقاط النظام الملكي العميل،وكان لتأييدهم المعنوي أثره في تسهيل المهمة وبناء علاقات متميزة مع البرجوازية الوطنية،وزجها في النضال العملي مما مهد الطريق لتوسيع التنظيم وأنتشاره في أماكن كان من العسير الوصول اليها في تلك الظروف.
وكان للشرطة السرية جواسيسها وعملائها المنتشرين في كل مكان،وقد هالها هذا التوسع وتنامي تأثير الحزب وأمتداده في أماكن نائية وبعيدة،وما أعطى من أمثلة للقوى الأخرى في النضال والتصدي للسلطات العميلة،وقد تمكنت قوى الأمن المحلية من كبس الدار الحزبية الواقعة في محلة المهدية وكانت تقطنها أسرة شيوعية،وقد أعتقل أحد أبنائها ولم يستطع الصمود فأنهار واعترف بما لديه من أسرار وأستدل الأمن بواسطته على تلك الدار وكان كبسها نتيجة لتكاسل الرفاق في الأنتقال الى مكان آخر بعد أن نمى الى علمهم أنهيارذلك الرفيق ،وهذا الأهمال غير المقصود أدى الى كارثة كان بالأمكان تجنبها لو تحلى الرفاق باليقظة التامة والحذر والتزام المعايير التنظيمية الخاصة بالعمل السري،وقد دوهمت الدار ليلة24-25أيلول 1957 بعد أنتصاف الليل واستخدمت السلالم الخشبية للصعود ،وقاد تلك الحملة(أنور ثامر)مدير الأمن،وتمكنوا من أعتقال أفراد العائلة والرفاق عدنان عباس الكرد وعبد الرزاق عبد الرضا وعباس كاظم،وعندما جاء الرفيق حسين سلطان مسوؤل تنظيمات الديوانية بناء على موعد سابق تم القاء القبض عليه وذلك بسبب عدم قيام الرفاق الذين لم يلقى القبض عليهم بأخباره بكبس الدار وأهماله في عدم أتخاذ الحيطة والحذر المطلوب في النضال السري.
وفي اليوم التالي كبست مطبعة الحزب الموجودة في دار الرفيق المرحوم محمد الحياوي الذي كان يعمل نساجا حتى يخفي صوت الرونيووالطابعة ،وحتى لا يثير الشك عند تردد الناس على منزله،وقد تمكنت العائلة من الفرار ومعهم الرفيق الشهيد محمد موسى المشرف على المطبعة وسافروا الى مدينة النجف، دون أن تتمكن السلطات من ألقاء القبض عليهم،وكان الرفيق محمد موسى مثالا للمناضل المجرب الذي عرك السنين وناضل نضال الأبطال ،وكانت له الريادة في الأعمال البطولية،والجرأة النادرة التي جعلته علما من أعلام الحزب في النجف،ولا تزال الأسر النجفية العريقة تردد ذكريات أبنها البار، الذي كان له شرف قيادة المظاهرات المناوءة لأنقلاب 8شباط الأسود،ولا زالت ساحة الميدان في النجف تعيش عبق نضالاته وهو يقود الجموع الثائرة ذيادا عن الوطن،وصونا للمباديء،وهورافع الكلاشنكوف الحمراء تحسبا لهجوم الموتورين والرجعيين الذين أرعبهم المد الجارف للدفاع عن ثورة تموز.
وبعد فشل التصدي للأنقلاب، وسيطرة القوى السوداء،أختفى هذا المناضل الكبير،حتى قامت مفرزة من الحرس القومي سيء الصيت ،تساندها قوة بوليسية،بمداهمة مخبأه،فقاوم بمسدسه الصغير حتى نفذعتاده فأقتاده الجلادون،وجابوا به شوارع النجف،تغمرهم الفرحة بأعتقاله،ودفعهم حقدهم الأسود الى وضع رأسه ب (المنكنة)ودقوا في رأسه مسمارا من الحديد،ليلفظ أنفاسه الأخيرة ويموت على المباديء الشريفة التي آمن بها وناضل من أجلها،ونذر نفسه للذياد عنها،ولا زال أبناء هؤلأء الأوباش يستعملون ذات الأسلحة القذرة لقتل أبناء شعبنا،وتطوروا مع الزمن وعادت (الدريلات)بدلا من المسامير تثقب الرؤوس المليئة بحب الوطن والمواطن.




#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاهي الشيوعيين في القاسم
- أجتثاث الطائفية ،الطريق لبناء العراق الجديد
- الحقوق المنسية لضحايا 8 شباط الأسود
- هروب السجناء
- ذوله وين...وأحبه وين
- شمرّ بخير ما يعوزها غير الخام والطعام
- السيف البتار لمن يقول أن المطر من البخار
- موقف المرأة من رجال الدين
- تجارة الجنس..تجارة لن تبور!!!
- المفاهيم الدينية في الدارمي
- الأثراء غير المشروع
- الرجل العنكبوت
- تيتي تيتي مثل ما رحتي أجيتي
- أعادة أعمار معامل القطاع العام
- جمل الغركان غطه
- رفاق في الذاكرة/5 عزيز حمزة الأحمد -أبو منذر-
- من كان منكم بلا خطيئة فليرجمه بحجر
- اذا طلعت لحية أبنك زين لحيتك
- العركة على اللحاف
- أذن من طين وأذن من عجين


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي محيي الدين - ومظات من تاريخ الحزب في الفرات الأوسط