أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علاء مهدي - نَحْنُ وَهُمْ














المزيد.....

نَحْنُ وَهُمْ


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2058 - 2007 / 10 / 4 - 08:05
المحور: كتابات ساخرة
    


(دعوة للحوار الذاتي بيننا وبينهم)

في حفل تأبين لمالك مجموعة من الشركات الإعلامية الإسترالية الذي توفي عن عمر تجاوزالثمانين عاماً أثناء ممارسته لهواية الترحال السنوية عبر العالم ، التقيت صديقاً له هو الآخر تجاوز العقد الثامن من عمره. هذا الشخص كان زميلاً للفقيد منذ أكثر من ستين عاماً وقد أوصى به أن يكون رئيساً لمجلس إدارة إحدى شركاته الإعلامية الكبرى بعد مماته.

كنت قلقاً من فكرة حضوري الحفل خاصة وأنني عملت مع الفقيد في مجموعة شركاته الإعلامية منذ أن قدمت أستراليا قبل أكثر من عشرين عاماً وكنت قريباً منه إلى درجة الصداقة رغم فارق العمر بيننا. مصدر قلقي كان ربما بسبب جهلي بالعادات الإسترالية في مثل هذه المناسبات. لذلك ، وتحسبا من المحظور، دسست بعض المناديل في جيوبي أحتياطاً من المحظور خاصة وأننا معشر العراقيين أعتدنا البكاء لسبب أو بدونه على مر العصور!

قال لي الشيخ الجليل ، يا علاء ، لقد فقدنا السيد جفريس لكننا سعداء بأن نهايته كانت مريحة وسعيدة ، فالرجل أمضى أكثر من ستين عاماً في خدمة مواطنيه وعملائه والمجتمع الإسترالي ، فحقق أهدافه في بناء إمبراطورية إعلامية عُرِفَتْ على المستوى العالمي. قلت للشيخ الجليل: أنت على حق سيدي الكريم. قال: أنا أعلم أنك من بلد يختلف في تقاليده وعاداته عنا نحن الأستراليين ويهمني أن أعلم رأيك بمراسيم التأبين التي حضرتها اليوم. ترى ما مدى التشابه بيننا وبينكم؟

فاجأني الرجل بسؤاله، فشعرت للحظة بأنني غير قادر على الإجابة ، ارتبكت فتعثرت الكلمات في فمي ، تسارعت الأفكار في مخيلتي ، فوجدتي أستعيد ذكريات عمري الذي قارب نهاية العقد السادس محاولاً استحضار ذكرياتي ومقارنتها مع حفل التأبين الذي كاد أن يكون حفلاً تبارت فيه السيدات بإرتداء احلى الثياب وأكثرها بريقاً تنافساً مع أربطة أعناق الرجال التي بدت وكأنها لوحات عرس ملونة خلت من الألوان الغامقة فيما عدا ربطة عنقي التي حرصت على أن تكون غامقة اللون !

قلت: لا أعتقد أن هنالك فارقاً كبيراً بين حفلات التأبين بيننا وبينكم عدا بعض الأمور الحضارية والعادات الإجتماعية التي فرضتها الظروف الحياتية في بلداننا الشرق أوسطية ، وفيما عدا ذلك لا أرى أي أختلاف بيننا. شعرت للحظة أنني قد أجبت الرجل بدبلوماسية غمرتني بفرحة عارمة وكأنني قد خرجت للتو من أمتحان عسير ربما بمستوى الإمتحانات التي فرضتها حكومتنا الفدرالية على المهاجرين الجدد!

أبتسم الشيخ الجليل وشكرني على حضوري الحفل وتركني غارقاً في دوامة المقارنة . . . . المؤلمة.




#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جثث مجهولة الهوية
- الى الوراء در
- ميثاق البطاط !
- مَنْ يجتَثُ مَنْ
- مهزلة بإمتياز
- شذى حسون - سفيرة للنوايا الحسنة
- الشيعة – صينيوا الأصل
- الشهيد – صدام حسين - !
- السماءُ أنقى من أن تلوثها بساطيل الجنود واللحى المخضّبة بالد ...
- طراطير
- البحث عن الوطن !
- تَعَلَّمْ كيف تَقْتُلْ
- أما آن لليل العراق أن ينجلي؟
- أستعراض بالبكيني
- يا عيشه عيب
- المشكلة الضّاريه
- نحن ورامسفيلد
- عيد الضحايا
- لحم حلال ، لحم حرام
- الموتُ عضاً !


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علاء مهدي - نَحْنُ وَهُمْ