أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء مهدي - جثث مجهولة الهوية














المزيد.....

جثث مجهولة الهوية


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 05:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ربما لست الوحيد ممن أدمن متابعة نشرات الأخبار اليومية التي تصدر عن الجهات الإعلامية العراقية أو الفضائيات العراقية ، لكنني بالتأكيد أحد – أسوأ – المدمنين عليها. ولا أنكر هنا ، أن إدماني هذا بات أسوأ بكثير من الإدمان على بعض العادات التي أتفق على أنها غير مقبولة بصورة عامة لما لها من تأثيرات سلبية على الصحة الفردية.

الملف للنظر في تلك النشرات هي الأخبار التي تشير إلى العثور على جثث مجهولة الهوية في المدن العراقية. وهي فقرة اخبارية تكاد أن تكون رئيسية في كل نشرات الأخبار المرئية والمسموعة والمكتوبة.

أذكر أن صديقاً أخبرني أنه قد حط الرحال يوماً في مدينة نيو دلهي الهندية، وأنه لن ينسى ما رآه هناك حيث تقوم سيارات الإسعاف بجولة صباحية يومية بحثاً عن جثث أناس ماتوا أثناء الليل نتيجة الجوع. هذه الحادثة لا زالت منذ أن سمعتها تسكن ركناً من ذاكرتي لما تحتويه من مشاعر إنسانية مؤلمة ومخجلة.

ربما تكون الظروف العراقية قد تغيرت إجتماعياً وجغرافياً وسياسيا منذ مغادرتي الوطن قبل أكثر من خمسة وعشرون عاماً ، حين كان الفرد معروفاً ومعرفاً على مستوى المدن العراقية خارج العاصمة ، وكذلك في العاصمة وعلى مستوى المحلة أو المنطقة ، لكنني على بأن عدم إمكانية التعرف على جثث العراقيين هذه الأيام هو أمرغير مقبول لدى العراقيين في الداخل أو الخارج فحسب بل على المستوى الإنساني بصورة عامة.

ربما نتفق على أن وطنناً محتلاً يكون قد فقد هويته مرحلياً لكنني متأكد من أن فقدان الهوية تحت ظل الإحتلال هو أمر وقتي لا ينسحب على أن يفقد الفرد هويته بصورة لا يمكن فيها التعرف على هويته من خلال جثته.

بالتأكيد أن لكل فرد عراقي ، عائلة وأقارب وأحبة ، لكن إطلاق وصف مجهولي الهوية هو أمر يكاد أن يكون بمثابة إهانة لكل العراقيين بصور خاصة وبني البشر بصورة عامة. وأذكر أننا كنا نتعرف على الغرباء حال دخولهم مناطقنا وربما تابعناهم للتعرف على مقاصدهم من أجل الحفاظ على مناطقنا.

حتى شهداء المقابر الجماعية التي لا زالت تكتشف ، وجدت جثثهم وبرفقتها هوياتهم ، ترى مالفرق بينهم وبين الجثث مجهولة الهوية هذه الأيام؟ أم يا ترى أن الجلاد قد أختلف بعد أن غير جلدته؟

أشك في ذلك ، فكل المؤشرات تتجه نحو البعث والبعثيين وأزلامهم.



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الوراء در
- ميثاق البطاط !
- مَنْ يجتَثُ مَنْ
- مهزلة بإمتياز
- شذى حسون - سفيرة للنوايا الحسنة
- الشيعة – صينيوا الأصل
- الشهيد – صدام حسين - !
- السماءُ أنقى من أن تلوثها بساطيل الجنود واللحى المخضّبة بالد ...
- طراطير
- البحث عن الوطن !
- تَعَلَّمْ كيف تَقْتُلْ
- أما آن لليل العراق أن ينجلي؟
- أستعراض بالبكيني
- يا عيشه عيب
- المشكلة الضّاريه
- نحن ورامسفيلد
- عيد الضحايا
- لحم حلال ، لحم حرام
- الموتُ عضاً !
- ديمقراطية -القندرة- !


المزيد.....




- تباين ردود الفعل في أمريكا بشأن حجم الضرر الذي لحق بمنشآت إي ...
- مشاهد قاسية بعد غارة إسرائيلية على مدرسة في شمال غزة
- زيارة مفاجئة لضيف مميّز.. حيوان الموظ يتفقد قسم مصلحة الإطفا ...
- حرب إسرائيل وإيران: هل هي طوق نجاة سياسي لنتنياهو؟
- دراسة بريطانية: فنجان قهوتك الصباحي قد يفعّل مفتاح طول العمر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين اغتيلوا في الحرب مع إ ...
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران
- ترامب: سأعمل على حل النزاع مع كوريا الشمالية
- علماء يؤكدون: العقل البشري يولد ضوءً خافتا أثناء التفكير
- ترامب: كندا دولة يصعب التعامل معها منذ سنوات


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء مهدي - جثث مجهولة الهوية