أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - التَّقَفِّي العارض لتائية ابنِ الفارض !














المزيد.....

التَّقَفِّي العارض لتائية ابنِ الفارض !


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 11:00
المحور: الادب والفن
    


اذا هندُ قد غابتْ فلستُ بصامتِ
سأُرجِعُها عند الربيعِ المُفَوَّتِ !
تنأتْ عيونٌ عن وجودي فخلْتُها
تعيشُ غراماً في منامي وغفوتي
فحدَّثتُها في الحلمِ أني مُتَيَّماً
سأبقى وأمّا المَسُّ – هندُ – فعادتي
فَمَسٌّ أصابَ القلبَ يوماً فأشرقتْ
اليهِ الحنايا دون أدنى ملامةِ
كذا ابنُ عليٍّ عَمْرُ باحَ لصَحْبِهِ
ففي حَانِ سُكري حانَ شُكري لِفِتْيَــةِ (*)
وحلَّقَ في الريحِ المُقَطَّمُ لاهِفاً
وطارَ كما طارتْ نسورٌ وحَطَّتِ ! (**)
وثابَ ببغدادَ الجوى وهي تلتظي
مِن الشوقِ حتى طالَ فيها فَرَقَّتِ
تحنُّ لريحِ صَباً تَمرُّ بهندِها
وتفدي العيونَ , ولم تُمَتَّعْ بنظرةِ
ولكنَّها لو شاهَدَتْها كما انا
مشاهدةً طُولى يقيناً لَجُنَّتِ
مرؤتُكَ المُثلى البلادُ وإنْ تكُنْ
لِحُريةٍ أهلاً فَفِضْ بمُرؤةِ
ونادِ معي : شَرُّ البلادِ مدينةٌ
تُطالِبُ فيها بالرغيفِ المُفَتَّتِ
ويا رُبَّ عصرٍ ذُدْتُ عنهُ لجوعهِ
وجُعتُ ولكنْ ما رمى لي بِكِسْرةِ !
على أنني أسلو وأُجري كؤوسَها
رحيلاً الى القلبِ اللَّصيقِ بسُكرةِ !
فأزدادُ سُكْراً حيثُ كُلّي مُنادِمٌ
وأُخرِجُ من شِعري نجوماً توارتِ
وأُصغي وشلاّلُ الشعورِ وقد جرى
على كتِفَيها في أتَمِّ بَليَّةِ
وخَدٌّ , أما والحُسْنِ عند تمامهِ ,
كأنْ صاحَ بالحُسْنِ : استَعِنْ بنضارتي
وأفتَنُ مِن هذا وذاك حديثُها
فيا فِتنةً كُبرى تطلُّ بكلْمةِ !
وأفتنُ مِن هذا وذاك وثالثٍ
مواعيدُها اللائي تزيدُ بِبَلَّةِ
لديها معادُ اليومِ بَعْدَ أهِلَّةٍ
وإنْ هلَّ يعني في سنينَ كبيسةِ
ورغم جميعِ الدَّلِّ ذُبْتُ بدَلِّها
ومَن قد رأى هذا الجمالَ لِيَشْمتِ !
انا ما تناهى قَطُّ يوماً لمَسمعي
بأنَّ لِهندٍ ما يُرى مِن عداوةِ
ولا جالَ في بالي , فتاةٌ حَبِبْتُها
يطيبُ لها حُبّي وتَبغي فضيحتي !
تُراعي فؤاداً لا فؤادَين في الهوى
وتمنَحُني أسْرَينِ وهي طليقتي
فإنْ كنتِ تعنينَ اعتذاريَ عن فِدىً
وأني قد قَصَّرتُ فأْتِ بِحُجةِ !

-----------
(*) عمر بن علي : ابن الفارض , وعجز البيتِ لهُ .
(**) المُقطَّم : جبل في القاهرة انقطعُ عنده ابن الفارض للتعبُّد , ومن جانب آخر يقول بعض النصارى انّ الجبل انتقل من مكانهِ بمعجزة جاء بها سمعان وهو أحد القِدّيسين .


كولونيا – أيلول - 2007
[email protected]



#سامي_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاووت ! (*) --- قصة قصيرة بمنطق الحيوان ---
- البلاءُ المُفَدّى !
- إنتصار الحَمَل الوديع ( عصر القصيدة والقصة القصيرة والمقال )
- فصاحة الجَلاّد
- حَوّاءُ يا دجلةً , فراتُ يا آدم !
- هل سيتحوَّل البرلمان العراقي الى حسينية !؟
- مولد الغريب في أبي غريب !(*)
- رباعياتٌ مِن الآخرة !
- ذُبابةُ فرعون ! ( مقالة في إشكالية مصطلح الأجيال الشعرية وقض ...
- ذُبابةُ فرعون !
- أيتها الكآبة !
- قَومي بأيزيديَّةٍ هاموا ! (*)
- قطفتْ نداكِ يدي
- الجرح الأيزيدي المُتَّسِع كضفتَي الفرات
- الواوي تحتَ إبط فاضل العزاوي !
- رِقَّةُ عفريت !
- حديث المواسم
- اليكَ بغداد
- سعدي يوسف والصداع الأمريكي !
- رباعياتٌ مُهاجرة


المزيد.....




- عودة هيفاء وهبي للغناء في مصر بحكم قضائي.. والفنانة اللبناني ...
- الأمثال الشعبية بميزان العصر: لماذا تَخلُد -حكمة الأجداد- وت ...
- بريجيت باردو .. فرنسا تفقد أيقونة سينمائية متفردة رغم الجدل ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو، فماذا نعرف عنها؟ ...
- الجزيرة 360 تفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير بمهرجان في الس ...
- التعليم فوق الجميع.. خط الدفاع في مواجهة النزاعات وأزمة التم ...
- -ناشئة الشوق- للشاعر فتح الله.. كلاسيكية الإيقاع وحداثة التع ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية.. بريجيت باردو
- من جنيف إلى الرياض: السعودية ومؤسسة سيغ تطلقان مشروعًا فنيًا ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - التَّقَفِّي العارض لتائية ابنِ الفارض !