أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - تميز المرأة... نعمة .. أم نقمة..؟؟؟!!!














المزيد.....

تميز المرأة... نعمة .. أم نقمة..؟؟؟!!!


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 10:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تحدثنا غير مرة عن نظرة الرجل للمرأة و علاقته بها, حيث يحب فيها أو يشده إليها قوة الشخصية, والثقة بالنفس, والثقافة المتميزة ... ويسعى جاهداً للارتباط بفتاة تحمل هذه المواصفات .
ولكن، ما إن تصبح هذه المرأة زوجة حتى يبدأ بالرفض الضمني لها ولشخصيتها, من خلال مسلكياته في تعامله معها .. إذ يستفيق في داخله ذلك الموروث التقليدي- القيمي عن ماهية العلاقة المتوارثة بينهما عبر الأجيال من جهة، ومن جهة أخرى، قد يخشى أن تنافسه على سلطته باعتباره ربّ الأسرة. لذا يتمّ هذا التحول المذهل بالنسبة للمرأة التي ارتبطت به،وهي متباهية أنها عثرت على رجل يعترف ويعتز بشخصيتها وثقتها بذاتها وثقافتها.
والرجل هنا تتنازعه مسألتان على غاية من الأهمية ومن الضروري الانتباه لهما والأخذ بهما:
- أنه حمل بعض المفاهيم والقناعات العصرية( الآنية) التي اكتسبها إما بتأثير الدراسة، أو الانتماء لبعض الأحزاب والتنظيمات التي تنادي بمساواة المرأة - شعاراً فقط..!!- والتي اعترف من خلال تبنيه لها ظاهرياً بمقدرات المرأة وإمكانياتها وثقافتها، وبالتالي هو مؤمن بمساواتها له في الحقوق والواجبات، ومن حقها أن تأخذ دورها الحقيقي في الأسرة والمجتمع.. والحياة.
- لكنه من جهة أخرى مسكون من دون أن يدري بذلك الموروث التقليدي- وعبر التربية الأسرية والاجتماعية- والذي يحكم نظرته للمرأة وعلاقته بها( حسب صلتها به، أماً، أختاً، زوجة، ابنة، أو صديقة)
فهو في الواقع المُعاش يود الارتباط بأنثى تحمل هذه المواصفات التي يفاخر بها أحياناً، لكنه في قرارة نفسه يرفضها , ولا يتمناها إلاَ أن تكون أختاً أو ابنة أو صديقة .
أما أن تكون زوجة فهذا ما يخشاه, لأنها وباعتقاده الواهم, ستنافسه على سلطته الأسرية – الاجتماعية, أو أنها ستحجم سلطته الذكورية بتميزها هذا، لاسيما إذا كانت منتجة.
وهذا ما علينا الاعتراف به، هو أن الموروث بكل أبعاده- لاسيما السلبية- يطغى على المكتسب من الأفكار والشعارات، وحتى القوانين مهما كانت منطقية وواقعية.
هنا لا يمكن لأية فتاة أن تتخيل أن هذا الشاب الواعي المثقف والمعجب, أو الباحث عن فتاة ذات شخصية قوية وثقافة متميزة, لا يمكنها أن تتوقع أنه سينقلب يوماً على اختياره وقناعته الآنية..!!, وأنه سيبدأ بتحجيمها وحتى رفضها صراحة, ولا يكتفي بذلك بل يذهب بعيداً بتحطيم عنفوانها وكبريائها وحتى إحباطها بكل ما أوتي من وسيلة, خصوصاً في ظل تحررها الاقتصادي .
والبعض من الأزواج لا يتورع عن إلقاء التهم جزافاً وكيفما شاء, ذلك من أجل فرض سلطته وبالقوة ( الضرب غالباً ), أو توجيه الشتائم والتهم الأخلاقية, لأنه فقد كل الحجج والذرائع التقليدية بأنها أمية, أو غير واعية, وغير إدارية, أو أنها لا مبالية تجاه بيتها وأولادها .
إذ أن المرأة غالباً، ما أصبحت اليوم واعية لذاتها ولشخصيتها ولمسؤولياتها, خصوصاً تجاه أسرتها وأولادها, ومحاولة تربيتهم بالشكل الأمثل, متناسياً أنه اختارها ذات شخصية متميزة- مثقفة . فهو بذلك فقد كل ما يمكّنه من اتهامها بالتقصير, ولم يعد أمامه إلاَ ما يثير حفيظة المجتمع ألاَ وهو الأخلاق, خصوصاً للمرأة .
وهو عندما يلجأ لهذا الأسلوب, إنما ليتستر في كثير من الحالات المُعاشة على سوء أخلاقه , أو عدم ثقته بنفسه أولاً, وبالمرأة وإمكاناتها ثانياً, رافضاً أن يكون لها دور إيجابي في الحياة, راغباً في أن تبقى أسيرة قيوده وأوامره, تابعة له في كل أمورها, لاسيما الاقتصادية .
ويزداد تعنته وعنجهيته عندما تكون هي مدركة لأبعاد شخصيته الهشة, ومزاجيته السلبية . وتقبل تحمل شقاء هذه العلاقة من أجل الحفاظ على الأطفال وتربيتهم على أسس نفسية سليمة ما أمكن, ولأمل في داخلها بأنها ربما تستطيع مساعدته في تخطي أوهامه هذه, أو طباعه المنحرفة في تعامله معها معتمدة على حبها له وثقتها بنفسها وأخلاقياتها والتي قد تشكل لها رصيداً اجتماعياً لا يستهان به, ولا يرضيه في الوقت ذاته .
وللأسف فقد كثرت هذه الظاهرة بين الأزواج في أيامنا هذه, نتيجة تدني المستويات الأخلاقية، أو تلاشيها عند البعض من ذوي النفوس المريضة, وهذه نتيجة طبيعية وحتمية لما نعيشه من استلاب وضياع، وأيضاً بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع نسب البطالة والفقر, ولمفاهيم مجتمع استهلاكي – ذكوري .
هنا لا أتعرض لحالة ذاتية, ولا أهاجم الرجل من منطلق أنثوي, وإنما أتعرض لظاهرة رأيتها وسمعت عنها الكثير من معاناة نساء مطلقات, أو متزوجات يُعانين مع أزواجهن في هذا المضمار( الرفض والتهم الأخلاقية), حيث تقف المرأة حائرة بين مسؤولياتها كأم, وواجبها كزوجة لرجل مريض أو مستهتر بذاته ومسؤولياته, وبين إحساسها بكرامتها وكبريائها ورفضها لتلك العلاقة .
من هنا أجد لزاماً على المؤسسات والوزارات, أن يكون هناك عيادات اجتماعية, أو اجتماعية نفسية, لمعالجة هذه الظواهر السلبية بشكل جدي وفعّال, وحماية المجتمع من الظلم الذي يلحق بالمرأة, وما يترتب عليه من آثار سلبية, عندما تترافق هذه المشاكل مع عدم وعي أسري واجتماعي لأبعاد هذه العلاقات والمشاكل إذا ما استفحل هذا الداء- الاتهامات الأخلاقية- ليشتت الأسرة , وليحكم على المرأة بالموت الاجتماعي القهري نتيجة تلك الادعاءات الباطلة الظالمة .



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورشات ومؤتمرات لا متناهية..لطفولة بائسة ومهمشة.
- الالتزام والنقد و... الآخر
- أخلاقيات الفرد هي الأصل
- الشباب ومعضلة السكن
- المعوَق ... والمجتمع
- عندما يكون الخوف نعشاً للحرية.
- شرف المرأة بين سندان القانون.. ومطرقة المجتمع
- الاستلاب... آفة تغتال الوعي والإدراك
- حوار الأديان الثلاث بدمشق
- نحن والسلطة.... والآخر
- ما يكمن وراء ظاهرة الطلاق المبكر..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- هل يعودون للوراء.. أم نحن نتقدم للأمام في عقوق القيم الاجتما ...
- سيكولوجية المرأة العاملة
- دوافع واهية ... وراء الزواج الثاني..!!؟؟؟
- مفهوم الزواج... بين العرفي والاغتصاب
- عام آخر... والعراق مازال يتوسد الموت.. ويلتحف الدجى- ملف الع ...
- إشكاليات الزواج العصري
- هل الإنسان مجرد فرد...!!!؟؟؟
- لأجل أمومة حرة... وسعيدة
- مقالة- إلى أرضٍ لا نستطيع مغادرتها... إلى أمي...


المزيد.....




- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - تميز المرأة... نعمة .. أم نقمة..؟؟؟!!!