أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - هل يعودون للوراء.. أم نحن نتقدم للأمام في عقوق القيم الاجتماعية والأخلاقية...؟؟؟؟















المزيد.....

هل يعودون للوراء.. أم نحن نتقدم للأمام في عقوق القيم الاجتماعية والأخلاقية...؟؟؟؟


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 13:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



(مقاطعة صينية تشترط للترقية معاملة الوالدين بإحسان....):
"قالت وكالة أنباء الصين الجديدة( شيخوا) إن مقاطعة في وسط الصين تعتزم إجراء مراجعة متعمقة بشأن كيفية معاملة مسؤوليها لآبائهم وأمهاتهم، وإعطاء أولوية في الترقية لهؤلاء الذين يحسنون معاملتهم. وأضاف التقرير إن محققين سيناقشون ما يصل إلى /500/ من أفراد العائلات والأصدقاء والزملاء والجيران بشأن سلوك كل مسؤول من مسؤولي مقاطعة تشانجيوان بما في ذلك القيم العائلية، أو أي عادات تتعلق بشرب الخمر أو لعب القمار.
وستأخذ النتائج في الاعتبار عند تحديد الترقيات . ونقلت شينخوا عن ليوسين الزعيم المحلي للحزب الشيوعي قوله: يجب على المسؤولين التحلي بالقيم الصينية من طاعة الوالدين والمسؤولية العائلية والتي تمثل أساس حياة مهنية ناجحة.
ويشعر الزعماء الصينيون بقلق بشأن كيفية إعالة السكان المسنين وبشأن تداعي المعايير الأخلاقية مع اندفاع الأجيال الشابة للاستفادة من ازدهار الاقتصاد الوطني."
ما أحوجنا اليوم إلى من يوقظنا من سُباتنا أو بالأحرى استلابنا لما آلت إليه الأخلاق والقيم الإنسانية تحت راية حضارة العولمة والتلاشي من جهة، والتقوقع داخل الذات من جهة أخرى، وبالتالي حضور الفردية الطاغي في حياتنا على حساب علاقاتنا الأسرية والاجتماعية تيمناً بالغرب وروحه التي تمجد هذه الفردية وتتمركز حولها كل القضايا.
غير أن هذا الغرب بالمقابل وضع ضمانات لأفراده تقيهم شرور هذه الفردية في مراحل وأوقات معينة من العمر( ضمان اجتماعي،صحي....الخ))
أما عندنا فلا ضامن للإنسان إلاَ محيطه متعدد الاتجاهات(أسري، اجتماعي، ديني- طائفي، أو...الخ) بسبب تقاعس الدولة عن أداء دورها الاجتماعي خصوصاً في المراحل المتقدمة من عمر الإنسان – الشيخوخة- التي تزداد متطلباتها من دفء المحيط الأسري والاجتماعي، إلى متطلبات الوضع الصحي الذي يبدأ بالعد التنازلي ( دواء ومشافي ورعاية صحية)
هذا الخبر عزز قناعتي بضرورة مناقشة هذا الموضوع، لأنه مستمد من صميم قيمنا الاجتماعية والأخلاقية التي بدأت تتلاشى مع انتشار سطوة المال والنفوذ والجاه ، تلك السطوة غير السوية، والتي أخذت معها كل ما يمكن أن يذَكر البعض ممن امتطى صهوتها، بماضيهم وجذورهم الأسرية والطبقية والاجتماعية، بحيث تنكروا لأقدس القيم والأعراف التي كانت تميز مجتمعاتنا من صلة الرحم إلى التعاطف الاجتماعي، وإلى صون كرامة وحرية الجار، وما إلى ذلك من أمور كانت حتى وقت ليس ببعيد، أصيلة في حياتنا وممارساتنا.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشخصية كما الأخلاق عند الفرد لا يمكن أن تتجزأ، (فلا يمكنك أن تكون إيجابياً وخيَراً في مكان، وبذات الوقت عدائياً وشريراً في مكان آخر) قد تختلف المواقف تبعاً للأشخاص، لكن ليس الاختلاف الجوهري والعميق في التعاطي مع ذات الأمور بمقاييس متعددة.
هنا لا أستطيع إلاَ استعادة مشاهد المتسولين، خصوصاً منهم النساء وكبار السن وهم يفترشون أرصفة الشوارع، والأنفاق وإشارات المرور، علَهم يطالون شيئاً من حسنات الناس أو زكاتهم!!!! حتى بات هذا المشهد لا يحرك فينا ذرة من شعور أو إحساس، لأنه أصبح عادياً ومألوفاً جداً(ونفتقدهم إن غابوا عن ناظرنا يوماً..!!!) مع الاعتقاد شبه الأكيد بأن معظمهم يعمل لحساب متعهدين يجنون من ورائهم أرباحاً طائلة- وهنا الضربة القاضية للقيم والأخلاق- لأن البعض ممن تناسوا فضل الأهل والأبوين عليهم، ينحدرون اليوم للدرك الأسفل في قطار الأخلاق المسافر بعيداً وبعيداً جداً بالنسبة لهم، عندما يتغاضون عن عمل آبائهم أو أحد أقاربهم المقربين في هذه المهنة بمنتهى النكران والسلبية والحيادية..؟؟؟!!
ولا ننسى بعض الآباء الذين يقيمون مرغمين في دور العجزة والمسنين، هؤلاء الذين انفض عنهم أبناؤهم جرياً وراء تلك الثروات أو المناصب، أو إرضاءً لزوجة لا يعرف الحب مكاناً في قلبها وتعاملها، والزوج هنا لا يرفض لها طلباً ليس حباً فقط، بل لأن أخلاقياته بالأساس هشة ضعيفة من حيث الارتباط بأسرته ووالديه.
ثمَ هناك مشهد أم تضطرها الظروف( طلاق، أو مرض الزوج أو موته ) للعمل في خدمة البيوت الثرية، من أجل إعالة أولادها وإتمام دراستهم، وقد ينبغ بعضهم ويصل لمراتب عليا، وربما يصاحبه الحظ ويتزوج من فتاة ثرية وذات سلطان وجاه. هنا قد يشعر هذا الابن بالحرج من عمل والدته، فيخفي الأمر، وربما يتنكر لمن أنجبته وقبلت خدمة الآخرين ليصل هو إلى ما وصل إليه. وقد يكون الأب في ذات الموقف أيضاً، ويتنكر الابن له حفاظاً على سمعته ومنصبه أو حفاظاً على زوجة تمده بالمال والسلطة..!!!
ألم تطرح السينما والدراما التلفزيونية قضايا ومسائل ذات صلة بهذه المواضيع..؟ إنها تطرحها للعبرة والعودة عن جادة النكران والعقوق، لا للفرجة والمتعة فقط..!!!
ثمَ، من قال إن الفقر يشكل وصمة عارٍ في شخصية وأخلاق وتاريخ الإنسان..؟؟!! كم من الشخصيات التاريخية والمعاصرة على مستوى العالم ممن نبغت وأثرت الإنسانية بعطاءاتها المبدعة في عدة مجالات
( الأدب، السياسة، العلوم بكل اتجاهاتها، والفنون وغيرها..) وهي ذات أصول فقيرة أو معدمة لم تكن لتجد لقمة عيشها..؟ والأمثلة حاضرة وحية( برنارد شو، حنا مينة، شارلي شابلن، الشيخ إمام، أنشتاين...الخ)
هل هذا هو جزاء آباء منحونا الحياة بكل أبعادها..؟؟ ليحل مكانهم المال والمناصب والمراكز الحساسة..!!
ثمَ من قال أن من يتنكر لأبويه، سيكون إنسانياً ومعطاءً للآخرين مهما فرض عليه منصبه وموقعه ذلك..؟؟!!
قد يفعلها أحدهم ولكن لأسباب وصلات قد تعزز ثروته ونفوذه، لا لأجل الأخلاق والمعاملة الإنسانية.
إن التربية والتنشئة الأسرية مسؤولة بالدرجة الأولى عن وجود هذه النماذج من الأبناء، يُضاف إليها المحيط الاجتماعي والأصدقاء الذين يعززون تلك الأخلاقيات السلبية عند هذه النماذج. وأيضاً يأتي المناخ العام للمجتمع من خلال أخلاقيات وسلوكيات يتبناها كما هو حاصل في وقتنا الراهن، حيث يُعلي من شأن المال ومن يمتلكه، أو يعزز قيم الفردية والأنانية لدى أفراده، وحتماً ستكون النتائج مرتبطة بالمقدمات التي ستؤول لما آلت إليه تلك القيم السلبية المتخلية عمَا اعتدناه في حياتنا الاجتماعية والأسرية.
وأتساءل: لو طبق هذا القانون الصيني في مجتمعنا ودوائرنا الرسمية.. هل سيبقى البعض في مراكزهم الوظيفية الحساسة والرفيعة، وكم عدد الذين سيبقون..!!؟؟؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية المرأة العاملة
- دوافع واهية ... وراء الزواج الثاني..!!؟؟؟
- مفهوم الزواج... بين العرفي والاغتصاب
- عام آخر... والعراق مازال يتوسد الموت.. ويلتحف الدجى- ملف الع ...
- إشكاليات الزواج العصري
- هل الإنسان مجرد فرد...!!!؟؟؟
- لأجل أمومة حرة... وسعيدة
- مقالة- إلى أرضٍ لا نستطيع مغادرتها... إلى أمي...
- الحجاب.. اغتيال للعقل والأخلاق والطفولة
- آذار احتفالية أنثوية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - هل يعودون للوراء.. أم نحن نتقدم للأمام في عقوق القيم الاجتماعية والأخلاقية...؟؟؟؟