أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - نساك الشعر كهان العصر














المزيد.....

نساك الشعر كهان العصر


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


قصيدة الشاعر هلال الفارع ( انهض يا عبد الله)
كنت عند عرابي نساه الموت، هو كذلك لا تسمع عنده صوت الاوراق المقلبة بعد الفرك..
فيما أنا قلقة جداً من التفكير في الكثير الذي يتطرق حيانتا، وعدم ايماني بالشيء الثابت، أحاول أن أبعد عن ذاكرتي تسجيل أي نقطة واقفة عند حد معين أوشيئ معين، ودائمة البحث عن المزيد من المعرفة، وبينما أقلب صفحة واتا الحضارية أدهشني وأثار انتباهي وجود هذه القصيدة المغرية، والتي تدفع بالقارئ للتجوال بين سطورها وحروف كلماتها، وجدت نحن في امس الحاجة لها، هي تشبه موعضة تفوه بها كاهن أو ولي من الأولياء خبروا أمور الحياة العربية والشتات الذي يعيشه العربي، قرأتها وقرأتها واقسم أنني أشهد تطور الفكر العربي، والقصيدة للشاعر هلال الفارع عنوانها " إنهض يا عبد الله " .
بغض النظر عن المحفز لكتابتها، تحمل ما يجب ان يقال، وكم من القول راح سدى عند الجهلاء ولا اعنيهم في كتابتي هذه، ولكن أقول لو تعمم وتدخل الكتب المدرسية وتحفظ من قبل طلبة المدارس، فهي بحق قصيدة ترسم أعماق العطش لفهم الواقع وتحمل سمات الابداع المخفي، يقول فيها الشاعر هلال الفارع:
إفتح عينيك
فصوت الضوء القادم من وجع الصمت ينادي:
يا عبد الله المجهض
هذا دربك مرصوف،
للشمس على مرمى حجر،
يستجدي خطوك أن يعبر..
صيغة الأمر فيها تحمل ذكاء الشاعر، يخص المربي ويعهد إلى اسلوب الأب الحنون في توجيه أبنائه وبهدوء ورصانة المتفهم ينشد توضيح صيغة التوجيه، نلاحظ في مقطع آخر يقول:
نهر الكون يفيض على الأحرار زبرجد
جرب ثانية.. ثالثة... أو حتى ألفاً،
ولا تستسلم للرهبة والمقعد
أعلم أعلم أعلم.......
بقوله في تكرار كلمة اعلم، وقبلها في مقطع سابق قال: ( اقسمت عليك الآن)، هو استشهاد لواقعين غرق فيهما العربي، الكسل الناتج عن اهمال لنفسه والاستهانة التي تلاحقه، لذا نجد الشاعر يقسم ثم يستشهد بثلاث مرات في قوله: ( أعلم أعلم أعلم.......)، أعلم الاولى تنبيه، أعلم الثانية تحذير، أعلم الثالثة توعية عميقة وهي عدم إيجاد الأعذار لما أنت عليه، في مقطع آخر يقول:
فإني أعلم:
جلادك وغد.. من وغد..
من جَدٍّ أوغد.
وهنا يخاطب ضمير الامة لأنه مدرك لكل المصلوب من الفكر العربي والمستجهن، وهذه القصيدة صرخة مدوية في وجه الجهل والجهلاء، وتحمل دافع النهضة للشباب ودعوتهم لخلع ملابس التداخل بين ما يقع على عاتقه من واجب وبين ما يتطلع له من طموح، بقوله:
أعلم – أيضا –
أنك من كل الجلادين
أشد وأصلب
أتمنى أن يقرأ هذه القصيدة كل الشباب، فهي تعلو على قصيدة ( بدر شاكر السياب) " وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا " بل هي اوضح في تقديم المعنى والمعرفة بقوله:
لا وقت بأن تتردد
لا وقت لكي تتوضأ بالماء
إليك الرفض القابع فيك.. تيمم
استمد السير نحو التغيير المطلوب، والحقيقة هي أن تعمل، التنبيه للنفس الرافضة أن تقبع في زاوية وتبقى مقيدة بالجمود ثم يعود للقول:
يا حب الله أتيت الساعة من وطني
هاجرت الساعة من كفني
وتركت ورائي قدسي
تلتحف الغصة
ما من شيء أحمل في الهجره إلاَّ نفسي
وتركت عراقي
يا حب الله... فأين براقي؟
سيشير- وتفهم بالقلب-
إلى مجد مهجور من الزمن..
يدعوك لكي تصعد
... فاصعد!!
هذه القصيدة تحمل إيماءات كثيرة واضحة وفصيحة في ما سلب من معتلات الحياة والتحول الذي تقيد بما لايغطى بغربال، وتحمل تقابل كبير في الحث والعمل على المطلوب، هي أساسيات البوح للفهم العام لمعاناة حملت كوارث ما بعدها من عذابات سحقت شعب كامل وتمزق طموحات كل الشباب وتضعهم في شباك الحيرة والتقاعس لأنهم يعيشون الإمحاء والتهميش، انها قصيدة جليلة تدعو للبحث في الحلقة المفقودة التي وصل بها أمر البعض من الشباب حد الهذيان، لذا ماكتبه الشاعر فارع هلال كان بمثابة الهداية لطريق جديد يعمل على تغيير القيادة والسير للأمام.
واذكر قصيدة كتبتها حينما كنت أفكر يوماً في إيجاد حل لقضية تمسنا جميعاً نحن العرب وتمزق شرايين أجسادنا الهموم التي تغلغلت داخلنا ولم نعرف كيف نستدل على امساك خيط البداية فكتبت:

فلسطين
فلسطينُ تبحثُ عن عاشقٍ
يفتحُ في ظلامِ شوارِعِها
محيطاتٍ
...
لتودع الفتياتُ أسرارَهُن
في أماكنَ كالجبالِ
وحينَ يصفو الجوُّ
مِن غبارِ الأزمةِ
تُحرِقنَ الصمتَ..وتملأن الحقائبَ
بالحبِِ حتى الجلدْ
ويأتي عاشقُ المدينةِ
إن كان أحدب
إن كان متموجاً
تستقبله الفتياتُ
في الوطن.. ولا تغادرن
باكياتٍ أو ثكلى
بل يتمايلن.. ضاحكات
بغنج
ولكنني لم اصب كما أصاب الشاعر هلال الفارع في قصيدته "



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد ما قبل الملحمة وما بعد الشعر
- الشاعران سعد الصالحي وسعد جاسم
- الضاد عربية
- رسائل حب للموبايل الجزء الثالث
- تحيط المرأة انارة غامضة
- ابداع المرأة وخيط الصراعات في السرد القصصي لإيمانى الوزير
- ابداع المرأة وخيط الصراعات
- الجزء الثاني من رسائل حب للموبايل
- انبعاث انطولوجيا الشعر العربي المعاصر
- صور من ذاكرة بلورية
- يوميات صحفية محترقة إلى النصف ( 9 )
- أشياء لا تُعطى المجموعة الرابعة
- تشريعات قوانينها المرأة
- يوميات صحفية محترقة إلى النصف ( 8 )
- رسائل حب للموبايل
- لواعج الجواهري غبطت المرأة بمناسبة ذكرة رحيله
- يوميات صحفية محترقة إلى النصف ( 7 )
- يوميات صحفية محترقة إلى النصف (7 )
- حَفْلّةً تَنَكُرِيَةً
- مجموعة شعرية ضوضاء الآن


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - نساك الشعر كهان العصر