دماء الشعب تنتظر القصاص من مجرمى الشرطة

عبد المجيد راشد

الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تلبانة تستعيد عافيتها واعادة تشريح جثمان شهيد شها

فى تطور جدبد فى قضية مقتل شهيد مصر نصر عبد الله ، تم عرض زبانية التعذيب لتجديد حبسهم أمام قاضى المعارضات فى الأربعاء الماضى و الذى قرر حبسهم خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق.

و ذلك بعد أن تم حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق و هم محمد معوض معاون مباحث مركز المنصورة، و أحمد عبد العظيم و ياسر مكاوي فردى شرطة من قوة مباحث المركز، و الخفير النظامي شريف سعد ولذلك لمدة أربعة أيام على ذمة المحضر 7803 لسنة 2007 إداري مركز المنصورة ، حيث وجهت لهم النيابة تهمتي تعذيب متهم تعذيبا بدنية بالاشتراك مع آخرين، وقد توفى آثر ذلك، و استعمال القسوة مع المجني عليه قبل وفاته.



وتعود وقائع الجريمة إلى قيام المتهمين فى 31/7/ 2007 في الساعة الحادية عشر صباحا بالذهاب إلى منزل على أحمد عبدا لله وشهرته الصعيدي من قرية تلبانه بمركز المنصورة وذلك لإلقاء القبض عليه وعندما تعاملوا بعنف وقسوة مع أسرته وعند علم شقيقه نصر عبد الله أحمد بذلك توجه إلى المنزل وعندما تحدث مع المتهمين (قوة المباحث) تعرض لتعذيب بدني أمام أسرته وقاموا بالقبض عليه واقتياده إلى ديوان المركز مما أدى لوفاته يوم 1/8/2007 بمستشفى المنصورة للطوارىء ، وقد حملت التحقيقات مجموعة من المفاجآت غير السارة إلى المتهمين حيث كان التناقض في شهادتهم عن الواقعة، وكذلك التناقض بين ما ذكروه وما أثبتته النيابة العامة من وثائق بأوراق التحقيق :-



1- حيث قرر فردى الشرطة المتهمين أن المأمورية التي كلفوا بها كانت هي القبض على المدعو/ على أحمد عبدا لله وشهرته على الصعيدي شقيق المجني عليه - نصر أحمد عبدا لله - لوجود حكم غيابي صادر ضده.



2- في حين جاء بأقوال الضابط أنه ذهب للقبض على نصر بتهمة الاتجار في المخدرات وأنه كان يحمل وقت القبض إذن من النيابة بذلك، دون أن يعلم أن النيابة العامة أرفقت بالأوراق وثائق تحدد تاريخ وساعة إصدار هذا الإذن وساعة استلامه من النيابة، وقد تمثلت هذه الوثائق في مذكرتين من مدير نيابة مركز المنصورة وعضو آخر من أعضاء النيابة تفيدان أن إذن النيابة الذي ادعى الضابط المتهم انه كان ينفذه قد حرر منهما الساعة 1 ظهرا، وأنه قد تم استلامه من ديوان النيابة العامة الساعة الرابعة عصرا يوم 31/7/2007 وهو ما ينفى ما قرره الضابط أن الإذن صدر من النيابة في الساعة العاشرة صباحا وانه حصل عليه الساعة 12.5 وتوجه به لتنفيذه وكان بالقرية الساعة الواحدة والربع، وهو ما يؤكد كذب ادعاءات الضابط وتناقضه الواضح مع أقوالي باقي القوة المعاونة



3- وقد قرر أفراد الشرطة المتهمين أيضا أنهم كانوا متواجدين في القرية حوالي الساعة 10.5 – 11 صباح يوم 31/7/2007 وأنهم قد اصطحبوا المجني عليه(نصر) إلى ديوان مركز الشرطة ووصلوا المركز حوالي الساعة 12.30 ظهرا في نفس اليوم علما بأن دفتر أحوال المركز ثابت به أن فرد الشرطة أحمد عبد العظيم قد خرج مأمورية أخرى الساعة 12.30 وان فرد الشرطة الآخر ياسر مكاوي خرج هو الآخر في مأمورية الساعة الواحدة ظهرا نفس اليوم.



4- وقد جاء تقرير الطب الشرعي المبدئي يفيد أن سبب الوفاة هي الضربة التي في الرأس من أعلى وأن التجمع الدموي الناتج عن هذه الضربة هما السبب في الوفاة , كما جاء بالتقرير أن الإصابات تتفق مع رواية الشهود .

و كما ذكر الأستاذ محمد شبانة المحامى و عضو هيئة الدفاع أن تلبانة تستعيد عافيتها بعد سنوات من محاولات النظام إخراجها من دائرة المعارضة الجسورة التى تمثلها فى مواجهته منذ زمن بعيد وفاء لثورة يوليو و انتماءا لقائدها و هى من القلاع الناصرية التى يعرفها القاصى و الدانى ، و ها هى تسترد عافيتها و كرامتها فى مواجهة نظام فاجر و فاسد و مستبد . فشهيد تلبانه هو شهيد مصر ، و هو نموذج واضح لإهدار الكرامة و حق المواطنة و أبسط معانى حقوق الإنسان ، و ليس أدل على ذلك من مقولة اللواء محمد عليان مساعد مدير الأمن صباح الأول من أغسطس " لازم نربيكم يا ولاد الكلب " ، و بعدها انطلقت المظاهرات و التى إحتشد فيها 20 ألف من أبناء القرية ليعلنوا رفضهم لنظام الفساد و الإستبداد و أن دماء شهيدهم لن تذهب سدى و سيقاتلون المعركة حتى آخر نفس . و من ساعتها و لم تهدأ القرية و لن تهدأ رافعة شعار حاكموا القتلة ، أوقفوا التعذيب ،رغم محاولات مسعورة من حسن حماد عضو مجلس الشورى عن الحزب الوطنى بدائرة بنى عبيد " تلبانة سابقا " ، و تهديده لأهالى القرية بأن العودة الى مرحلة محمد عقل لا تعنى سوى حرمان القرية مرة أخرى من الخدمات ، و أن الحكاية كلها ممكن تخلص صلح و أهل نصر يقبلوا الدية حتى و لو كانت مليون جنيه .و لكن أهالى نصر و أهالى قرية تلبانة يرفضون بيع دماء شهيدهم و يصرون على مطلبهم " حاكموا القتلة ، أوقفوا التعذيب " ، و هو ما أتخذته القوى الوطنية و السياسية بالدقهلية ، من كفاية و الكرامة و التجمع و الناصرى و الغد و الوفاق و الوفد و الشيوعيين فى إجتماعهم مساء الأربعاء، شعارا لحملتها التى إنطلقت لمقاومة التعذيب ، و التضامن مع شهداء مصر من ضحايا نظام العصابة المجرمة الحاكمة و ذراعها المتوحش المسمى بجهاز الشرطة ، و قيامها بوقفة احتجاجية الأربعاء االماضى أمام مجمع المحاكم بجوار استاد المنصورة أثناء عرض زبانية التعذيب على قاضى المعارضات .

ومن زاوية أخرى فقد بدأت نيابة مركزالمنصورة الجزئية فى التحقيق بالبلاغ المقدم للمحامى العام المستشار احمد الشويخ فى الأربعاء الماضى فى جريمة شهيد قرية شها الصبى محمد ممدوح و ذلك فى صباح الخميس و استمعت الى أقوال الطبيب الشرعى و الذى تضاربت أقواله أمام النيابة ، و طلب محاموا المدعين بالحق المدنى إعادة تشريح الجثة و عرضها على لجنة ثلاثية من الطب الشرعى و ذلك لتضارب أقوال الطبيب أيسم الشعراوى و عدم تطابقه مع أقوال رئيس النيابة بعد معاينته للجثة .وكذلك مع ماورد من أقوال أخو الشهيد و أمه ، و تأكيد اخوه على تعرضه للتعذيب و الكهرباء و الحرق .و قد تم استخرج الجثة و تشريحها بمعرفة اللجنة الثلاثية و مازلنا فى انتظار التقرير و ما زالت التحقيقات جارية لتحديد الإتهام و توجيهه لمباحث مركز شرطة المنصورة .

المؤكد أننا أمام جرائم تتم بمنهجية و على يد مجرمين محترفين متوحشين و بلا قلب ، يعتمدون على أنهم جزء من عصابة مجرمة متوحشة تحميهم ، فلا رئيس جمهورية يسمع أنات المستضعفين و لا وزير داخلية يعترف من الأساس بأن هناك شعبا إسمه الشعب المصرى ، فقط هم يعرفون أن مصر بلدهم و عزبة السادة الجدد من ناهبى خيراتها و سارقى بنوكها و المتحكمين فى سلطتها و ثروتها .
http://rashd-karama.maktoobblog.com/

#عبد_المجيد_راشد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات