أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - العدالة والديمقراطية هي الجسر نحو بر الاستقرار والامان















المزيد.....

العدالة والديمقراطية هي الجسر نحو بر الاستقرار والامان


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 05:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشعوب عادة .. لا تجنح للعنف الثوري .. والمقاومة المسلحة الا أذا شعرت بأن حقوقها قد أغتصبت .. وحرياتها قد أهدرت ، وأبناءها تتناثر جثثهم على أرصفة الشوارع أو في المعتقلات ... والاساس في الثورات الشعبية لا وجود للظلم والارهاب فقط بل الشعور بالظلم.. وأقرب صورة لذلك بقاء الدول العربية تحت الاحتلال العثماني خمسمائة سنة .. والناس تعتقد .. أن هذا هو جزء من طاعة الله .. الممثلة في السلطان العثماني رغم كل ظلمه .. وجبروته.
بلي العراقي في مدخل سنة 2003 بفئة مصلحية .. أنتهازية .. لا قيمة للمواطنة العراقية عند هؤلاء .. التقت هذه الفئة بمصالحها الشخصية أو الطائفية أو الانفصالية مع مصلحة القطب الدولي الاقوى والاوحد.
هكذا بدأت رحلة المصالح المتبادلة .. وزحفت معها جيوش .. تلاها دعم من جيوش أخرى متحالفة ومن دول أقتضت مصالحها أن تكون في داخل لعبة أحتلال العراق ... رغم أن الامريكان وحلفاءهم يعرفون أن حجتهم في هذه الحرب غير صحيحة.. وهي حجة مفبركة ... أبتدعتها الدوائر الخاصة .. وهي أمتلاك صدام أسلحة الدمار الشامل ؟
كانت خطوات الاحتلال .. مدروسة وسريعة لا تقل عن سرعة الثور الهائج أمام الماثادور الاسباني ... وكأن العراق هو اللون الاحمر ...!.

هل هناك سلوك معقول لثور هائج ..!

وهكذا وجدنا أن أمريكا .. لم تهتم بالحصول على قرار قانوني من مجلس الامن يسمح لها هذا العمل العسكري بل أستمرت في التنفيذ رغم الارادة الشرعية الدولية .. ورغم أرادة الملايين الهادرة في كل عواصم أوربا الغاضبة .. والناكرة لحق أمريكا في الهجوم العسكري على شعب مسالم مثل العراق .. حتى أذا كان صدام حسين أعتى مجرما على البسيطة.

صــــدام مجــــرم ..... نعـــــم

ولكن صدام ليس المجرم الوحيد في العالم ولم يكن في صدر قائمة المجرمين.... فقد سبقه هتلر .. وستالين ,,, وفرانكو .. والعديد من الذين حكموا بلدانهم بالحديد والنار واستعملوا سياسة العصى الغليضة هذه السياسة التي تألفها الشعوب العربية في أنظمتها الحالية وبالمقارنة البسيطة بين صدام حسين الذي أتى على مئات الآلاف من ضحايا جوره وظلمه ومخابراته الا أن عند المدقق المتتبع يرى أن بوش لا يقل عن صدام عند تقديم ملايين الضحايا الابرياء على قرابين وأدعاءات فارغة وديمقراطية مزيفة وحرية مشوهة أذ أن بوش نفسه تسبب في هلاك أكثر من مليون طفل وشيخ عراقي بسبب قانون المقاطعة والحصار الاقتصادي الذي فرضه على مدى بضع سنين رغم أن هذا الحصار لم ينوش بآثاره السلبية صدام وعائلته وأي فرد من حاشيته أو أي حاشية من هذه الحاشية أو من يلوذ بها فكانوا جميعا متمتعين برفاهية ناهية في العيش ووفرة السلع والبذخ الذي لا يوصف بمفردات التعايش الحياتي هؤلاء لهم مخازنهم التي يتبضعون منها أرقى السلع الاوربية وأيضا لهم نواديهم ومجتمعاتهم المترفة التي تحقق متطلباتهم .. من هو أقسى على الشعب العراقي ... صدام .... نعم متجبر ظالم ولكن بوش أكثر منه قسوة وجبروتا وظلما .
ليس هناك عراقي يجرأ أن يبرر تصرفات صدام الاجرامية سواء في مقابره الجماعية أو في الابادة في حلبجة والانفال وقمعه للثورة الشعبانية في جنوب العراق بقسوة متناهية خاصة في النجف الاشرف الا أن علينا أن ندرك أن هناك من يكره الشعب العراقي ويريد أن يراه محطما وهو أكثر سوداوية وأجراما من صدام حسين. ليس هناك من ناصر صدام الا وكان من المنتفعين أصحاب الحظوة الصدامية .

عراقنا اليوم عراق مضطرب وكأنه بيادر حبوب تحترق أو مجموعة سكنية تواجه فيضانات مدمرة.. أو أعشاش عصافير يهاجمها قط شرس جائع.
هذا هو واقع عراقنا اليوم وكل من يعتقد عكس ذلك فأن الدافع يكون أما شخصي أو طائفي أو عنصري وسيزداد الحريق أوارا والنار أشتعالا كلما أبتعدت الفئات المتصارعة عن الشعور بالمواطنة العراقية . فليس هناك ثقة بالشيعة الصفوية ولا ثقة بالكوردية الشوفونية التعصبية ولا أي ثقة بالسنية السلفية أو الوهابية بل الثقة وكل الثقة لكل هؤلاء عندما ينصهرون في بودقة العراق الواحد.
للوصول الى مجتمع يؤمن بعراق موحد ومستقل يملك نظاما ديمقراطيا واقعيا غير مستورد يجب أن نمر بمرحلتين وهي الآتي :-
المرحلة الاولى : العراق بعد سقوط النظام السابق أصبح غابة في التشابك المصلحي الاقتصادي الطائفي العنصري .. هذه الغابة لا يمكن أرساء قواعدها نحو الديمقراطية الا برفع شعار العدالة المطلقة ..هذه العدالة تتمثل أن لا فرق بين عربي أو أعجمي الا بالتقوى واليوم لا فرق بين عراقي وعراقي الا بتمسكه بوحدة العراق وحدوده ولحمته الاجتماعية ونسيجه وتمسكه بحب العراق في مظلة عراقية ديمقراطية يسودها العدل والمحبة .
نحن وارثي تاريخ العدالة الاسلامية وقارئي سيرة آل البيت وأبطال هذا البيت مع سيرة الخلفاء الراشدين ولا يمكن لاي مسلم الا ويأخذ الحكمة والبلاغة من نهج البلاغة لامير المؤمنين في دعوته الى الحق والعدالة والشورى وكذلك الخليفة الثالث عمر بن الخطاب يوم صرح متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا وكان يتنقل على جمله بدون حراسة ولا حماية ولا سيارات مصفحة كان حارسه الوحيد هو تطبيق العدل بين الناس ... ويوم سيطبق العدل فلا سبب لوجود شركات الحماية التي تقظم جزء كبير من ميزانية العراق للشركات المختصة في توفير الامن والامان !
أن العدالة تحتاج الى قيام نظام قضائي متكامل لهو القدرة على أعطاء المواطن حق التقاضي بالشكل الذي يضمن حقوق طرفي التقاضي وأن يكون القضاة على جانب كبير من النزاهة والمعرفة .
وأن تشكل بأسرع ما يمكن عكس ما كان يتصور الحاكم العسكري بول بريمر الذي أضاع فترة سنتين بين الجر والارخاء في تنفيذ ذلك.

المرحلة الثانية : ليس هناك مجالا في تحقيق العدالة لاي مجتمع الا بالتنظير في مجتمع ديمقراطي نظريا وواقعيا . فالديمقراطية ليست شعار أنما هي تطبيق .. والديمقراطية لا تستورد أنما تنبع من خصائص معينة لمجتمع معين .
وقد تكون الديمقراطية الامريكية لا تتلائم مع الديمقراطية الواجبة التطبيق في العراق وكذلك شورى الامر في الاسلام قد لا يكون متوائم مع مصالح كل فئات النسيج العراقي.
الديمقراطية برأينا هي التي تمكن من التعبير الواضح في تحقيق المصالح لكل فئات الشعب وان تقنن هذه الديمقراطية بحيث لا تقبل التأويل والتفسير ونأمل أن يكون الدستور العراقي الدائم المقبل شامل لكل طموحات العراقيين المنتمين للعراق والملتصقين بأرضه وبتراثه.
هذا هو السبيل المعقول للوصول الى مجتمع عراقي آمن ومستقر لتحقيق الاستقرار والامنيات الطموحة لشعب حر ووطن سعيد.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفطنا...واللصوص...
- اين خيمة الامان والاستقرار في العراق الآن
- صياغة دستور لا يضمن الديمقراطية بل اليد التي تطبقه هي التي ت ...
- البعد والاغتراب لا يمنع مشاركة العراقيين اليومية
- ايها الناس كفى هدرا للمال العام
- سَمِها ماشئت !!! ولكنها زلزال....
- ارمن العراق ومصير المنطقة
- انا دبليو جورج بوش ...من انتم!!!
- تدخل الامم المتحدة في الشأن العراقي...فائدة ..!ام مضرة..!!
- الوفاء للوطن الوطن أعلا مراحل الولاء...
- الدخلاء على السياسة اشقياء الساحة
- دماء اليزيديين امانة في ضمير الشعب العراقي
- القتل مع سبق الاصرار ادى لتطاير جثث اهلنا اليزييين
- فلتسقط الفدرالية
- ابشع عملية اجرام في ظل الاحتلال...!!
- الحكومة ان كذّبت الواقع يفضحهم
- دعما لانتصار ارادة الشعب العراقي في فرض ممثليه علينا الاعتنا ...
- في عراقنا رقصة موت ... في رعاش دموي ...!! سببه الاحتلال
- لعبة الدولار في حروب اليوم مرتزقة... المليشيات... وغيرها..!!
- تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس عميق وخطير


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - العدالة والديمقراطية هي الجسر نحو بر الاستقرار والامان