أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - ايها الناس كفى هدرا للمال العام















المزيد.....

ايها الناس كفى هدرا للمال العام


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول العالم الاجتماعي الدولي .. فرانكلين تومبي .. ان الدول هي كائن حي له حياة مقدرة ومحسوبة .. يولد ويزحف بطفولته ويمشي في الارض وهي تهتز بين اقدامه .. ثم يبدو عليه الضعف ويهرم وتدب فيه شيخوخة .. حيث يصبح كألقرد .. وينتهي من الوجود.
عند تومبي .. هذا هو حال الدول وتطور شعوبها .. تومبي لايقول شيئا " وهو عالم جليل معروف " مثل هذا القول دون اثبات بل اعطى في تفسيره هذا كثيرا من الواقعيات جديرة بالدراسات وألتمعن ويعزو عوامل تعرية الدول لاسباب متعددة منها :-
1- ضمور هيكلة الدولة وقلة هيبتها عند ابتعادها عن ارادة الشعب .. وألشعب مصدر السلطات كافة .
ب- تخمة العيش عند الفئة العليا الحاكمة .
ج- اختلال توازن العدالة وفقدان موازينها وجعل الجهاز القضائي واجهات بدون تفعيل .
د- فساد الذمة وألضمير .. خلقا وتصرفا وسيرة في مفردات الحياة .. وبرأيي ان اسرعهم في انهاء الدول ومقوماتها .. هو الفساد .. بكل ماتحماه هذه الكلمة من ابعاد .. وهي تأتي على الحالات التالية :-


فساد الذمة
فساد القول
فساد التصرف
فساد في فهم الدين وألفساد في تطبيقه
فساد في التقاضي
فساد في الوصول الى الاهداف
فساد في تحقيق الاهداف الوطنية للشعوب

بأعتقادي ان العراق المعاصر .. عراق اليوم .. هو حالة من الفساد الكامل .. وألفساد في تاريخ العراق ادوار :-
في دور العهد الملكي .. لم يكن هناك بابا للمجاهرة بألفساد وكان الفاسد المرتشي الغير صالح لتصرفاته .. يتحاشاه المجتمع وينبذه جانبا ليصبح وحيدا .
في ايام حكم سعيد ومدرسته وألذي كان يفخر بأنه من اتباع السفير الانكليزي كورنل وايز ويجاهر بأن الحكمة .. ان يصادق الانكليز ويتابعهم ويحصل مايستطيع للعراقي ولشعب العراق .. ثم يطالب بألمزيد .. رحمة على نوري السعيد وتفهمه قياسا على مانراه في يومنا هذا .
نرى نخبتنا السياسية " كما يطلقون على انفسهم " يزاودون البعض على البعض بقربهم للمخابرات الاجنبية وخاصة ال سي آي اي ولا يتحرجون ان يصطفو مع جيش الاحتلال وجنوده لدخول العراق .. ولا يرتجف لهم جفنا عندما يطلبون من الامريكان قصف المدن الامنة وقتل الشيوخ وألاطفال وأغتصاب النساء .. حتى انهم لايستنكرون ماحدث في سجن ابو غريب .. ويقال انه لازال الفعل الشنيع مستمر .
لم نر ولا نذكر .. ان رجال العهد الملكي .. استعانوا بالجيش الاجنبي في ضرب عشائر الفرات يوم تمردت او ضرب الاكراد يوم طالبوا بحقوقهم الانسانية وألشرعية وهم فوق قمم جبالهم الشامخة بكل صلابة وأصرار .. وألعناد في فرض حق تقرير المصير على العاصمة العراقية بغداد . وفي ذلك العهد ايضا ماكان الفساد بابا يخول المرتشي او المختلس او السارق ان يظهر للمجتمع ويمشي بطوله رافع الرأس وعليه تهمة الرشوة والاختلاس او الفساد .. وألرشوة عيب .. والاختلاس جريمة ونكسة عكال .. يقاطع من اجلها اهل المحلة من يساكنهم في المنطقة .. وفي عهود العراق السابقة .. كان العيب ينتقد من المجتمع ولا يمكن هضمه او الانسجام معه او تقبله في ذلك الوقت .. على عكس ايامنا هذه .. حتى قيل ان واليا من ولاة العثمانيين اندهش لكثرة الفساد الموجود في محلة من المحلات البغدادية .. فذهب اليها وعقد جلسة وأخذ يتساءل .. لماذا هذه المنطقة مشهورة بكثرة الفساد ..؟
فنهض احد الحاضرين وقال : افندينا .. لقد تبدلت الدنيا كثيرا .. في ايامنا لم نكن الا ثلاثة نتعاطى الفحشاء .. محمد افندي وكان جالسا وحسين افندي وأنا .. اما اليوم فثلثي مجلسك يتعاطون الفحشاء .. فهل انت منهم يامولانا ..؟
هكذا الحال في الرشوة وألفساد وقلة الاخلاق .. اليوم رئيس الوزراء الجديد الجعفري .. يعطي امرا يمنع بعض وزراء رئيس الوزراء السابق من السفر خارج العراق ويطلب البدء بألتحقيق على قانون " من اين لك هذا " والكل يتهم الكل بألفساد وألرشوة .. بل ينصب بعضهم على البعض الاخر محققا متهما اياهم بألرشوة وألفساد .. وهو نفسه مرتشي وفاسد ولا يحتاج ان نشخص مانعني بألاسم وأللقب .
اما مرحلة عبد الكريم قاسم .. فان هذا الزعيم كان قمة النظافة السياسية وألمالية وعاش رئيسا للدولة وزعيما لها بتوابع وقتل من قبل البعثيين في دار الاذاعة وفي سرواله اربعة دنانير فقط .. وبألمقارنة الكل يعرف كيف عاش صدام حسين وكم ترك من ثروة .
وفي عهده وهو في هذا التعفف .. لانرى ذمما تباع ولا ذمما تشترى ولا فسادا مستشري .. الكل يحاولون بناء العراق بألشكل الذي يحقق طموحهم الشرعي .. ثم جاء نظام صدام .
اقول .. للآنصاف .. ليس هناك صفة انسانية في شخصية صدام حسين .. انه وحش كاسر يفوق داركيولا في شرب دماء ضحاياه .. ويفوق هتلر في بطشه على الشعوب المغلوب على امرها ويفوق جوزيف استالين يوم بطش في اعضاء حزبه بحجة تطهير الحزب من البرجوازية .. ولكن وبكل صراحة .. ان مثل شخصية صدام القاسية ارعب الذين تساورهم الرغبة في الفساد وألرشوة من الاتيان بها .. فآمنوا بان ما اصدره الرئيس العراقي السابق من قانون مشهور يخص بألتعامل مع المناقصات الحكومية وارساءها الى مستحقيها والتي تتطلب حسا وطنيا عاليا وضميرا نزيها وكفاءة عالية في منع هذا العطاء مهما كانت قيمته لهذه الشركة او الجهة التي تستحقها بأعتبارها اقل الاسعار وأحسن العطاءات من حيث سرعة التنفيذ والكفاءة العالية في العمل مع وجود السمعة العالمية لها .
ان ليس من السهل ان نختار شخصا يستطيع ان يضع هذه النقاط في سلة واحدة ليختار الاحسن والاقرب لمصلحة العراق الوطنية والمادية .. وهي لاتقل عن ما يتطلب في قاضي المحكمة عند اصدار الحكم لاي متهم امامه .
هكذا وجدنا .. ان الثلاثة عقود وألنصف التي مر بها صدام حسين.. كانت الرشوة وألفساد تقل كثيرا عن ماهو جار في الدول الاقليمية والمجاورة .. وقد لمست هذا اثناء ممارستي في ادارة مكتب الاستشاري القانوني للشركات الاجنبية وكيف تنظر هذه الشركات الى المفاوض الحكومي العراقي بعين الاحترام والتقدير وعدم التفكير بألتأثير عليه او بأرشاءه وبأي طريقة .. وفي كل الاحوال كان يعامل الموظف العراقي المسؤول عن المفاوضات بشكل متميز .. هكذا استطاع صدام ان يبعد جهاز التنفيذ وخاصة ضمن تنفيذ قانون المشاريع الكبرى الصادر في سنة 1982 والتي حقق بموجبه مشاريع انمائية كبيرة منها .. الطرق الكثيرة التي نفذت وفق اعلى المواصفات العالمية مثل .. طريق بغداد- فلوجة-عمان .. بغداد – بصرة .. بغداد – موصل .. والطرق التي تربط المسالك التجارية بين المدن العراقية المهمة ومنها ميناء ام قصر ومعامل السمنت والمئات من المشاريع .. ولولا جنون وقسوة هذا الوحش وتسببه في مجيء المحتل لكان العراق ان يخرج من عنق الزجاجة ويصبح دولة عصرية .
نحن امام واقع جديد ولا نستطيع ان نبك على ماضينا كما بكى العرب على طليطلة ومجدهم في اسبانيا او مناطقهم في الاسكندرونة او قدسهم في فلسطين ..علينا ان نتعايش مع الواقع .. ونصطف ونتراصف كرجل واحد بعيدين عن الطائفية والمحاصصة .. ضاربين بيد من حديد من يتعاطاها او يتوسلوا بها من اجل مصلحة خاصة .. وعلينا ايضا ان نحكم ضمائرنا ونحتكم الى عدل الله ودياناته كافة في تحريم فساد الذمة وألرشوة .. وهذا يجعلنا نستصرخ رئيس الوزراء الحالي الدكتور ابراهيم الجعفري .. ان يشكل لجنة عليا لمكافحة الرشوة وألفساد ويعمل بشعار .. من اين لك هذا .. ويحصي ماكان عليه الموظف وألوزير او المسؤول قبل التعيين وبعد التعيين .. وان يكون هذا القانون متساويا في التعامل كأسنان المشط لافرق بين فراش ورئيس دولة .. مع احالة المتهمين المتوفر ضدهم ادلة قانونية مادية على قضاء فيه صفة الاستعجال او على ان يبث في مصيرهم خلال فترة قصيرة محددة ليكونوا عبرة للغير .. بغير هذا سيكون العراق والشعب العراقي في خبر كان ويذهبوا بين ارجل الشعوب وأقدامها .. حيث ان الثلاثة الثلاث تجثم على صدره ونفسه .. الفقر والمرض والجوع .. المثلث الاول .. والطائفية وألفساد والانتماء بحضن الاجانب .. هذا المثلث الثاني وقد تظهر مثلثات اخرى ولا زال العراق جثة هامدة يأن من بطش الدكتاتور صدام حسين وبربرية جنود الاحتلال وقسوتهم .

والى الله مرجعنا



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سَمِها ماشئت !!! ولكنها زلزال....
- ارمن العراق ومصير المنطقة
- انا دبليو جورج بوش ...من انتم!!!
- تدخل الامم المتحدة في الشأن العراقي...فائدة ..!ام مضرة..!!
- الوفاء للوطن الوطن أعلا مراحل الولاء...
- الدخلاء على السياسة اشقياء الساحة
- دماء اليزيديين امانة في ضمير الشعب العراقي
- القتل مع سبق الاصرار ادى لتطاير جثث اهلنا اليزييين
- فلتسقط الفدرالية
- ابشع عملية اجرام في ظل الاحتلال...!!
- الحكومة ان كذّبت الواقع يفضحهم
- دعما لانتصار ارادة الشعب العراقي في فرض ممثليه علينا الاعتنا ...
- في عراقنا رقصة موت ... في رعاش دموي ...!! سببه الاحتلال
- لعبة الدولار في حروب اليوم مرتزقة... المليشيات... وغيرها..!!
- تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس عميق وخطير
- الهاشمي يعارض المالكي كمن يضرب على تنكه فارغة (خشابة البصرة)
- على المالكي ان يفهم .. الأمن والاستقرار يأت يعبر تعايش عادل ...
- خمس دردشات على فنجان قهوة..
- القيادة الكوردية على محك التمرس السياسي
- ماهو موقف الحكومة واقعياً في كسب معركة النصر الكروي


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - ايها الناس كفى هدرا للمال العام