فلتسقط الفدرالية

خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 06:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

نعم تسقط الفدرالية والى الأبد.........
تسقط الفدرالية إذا كانت تفرق الشعوب وتجعل من الفرد يقول لأني كردي .. فلا حق للعرب عندي ... ولأني عربي شعور ود لي أتجاه الكردي.
وتسقط الفدرالية ... يوم يمزق علم الجميع ويداس بالأقدام
وتسقط الفدرالية ... يوم يقول من يردد كلمة؛ إذا لم ........ لا تحمد عقباه ....
وتسقط الفدرالية ... يوم تكون السفارات مقسمة الى قسم كردي و قسم عربي..
تسقط الفدرالية بكل عنف يوم يعزل الزوج مخدعه عن زوجته لأنها كردية..
وتسقط الف مرة يوم يشعر مليون كردي عاشوا ألاف السنين في بغداد وإن وجودهم المعيشي أصبح معادياً ...... ويسقط .... ويسقط كل يوم وكل ساعة مثل هذا الطرح إذا كان بهذا الشكل.
خلق الله الشعوب لتعارف وتعيش بسلام ووئام وتأخي .... حسب عرف كريم ومصالح متبادلة .... لم تتكون الحياة كي نقضيها بالتوجس والخوف والتهديد وقرقعة السلاح .. سلاح البيشمرﮔﮫ في الشمال وسلاح الأمريكان في الجنوب، وقادة هذه القوة الضاربة تريد أن تستعمل سلاحها لغرض طروحات وبدع لها مسميات وتفسيرات بعيدة عن رغبات الشعب .... ما كان الأكراد بحاجة لشعار الفدرالية ليفرز إفرازات مرفوضة حتى من الشعب الكردي حسب تصريحات الحزب الأسلامي الكردستاني ، الذي أعلن أن يكون الوفاق والتوافق مع العرب هو الأساس ، لا التهديد وعدد الدبابات وبضع ألاف من جنود الأحتلال.
المفروض بالعراق أن يعيد الحياة الطبيعية ويتلمس طريق العيش المسالم لا أن يبدأ بأستغلال الفرص والأستقواء بالأجنبي المحتل ، وأستغلال ضعف الجانب الأخر وبتركه لمصيره يحارب الأحتلال وهو لا يقف على حياد الصراع بل يساعد الأحتلال في بطشه ويشارك جنوده في ضرب النجف والفلوجة ..... ومدينة الصدر كما تروي الأخبار. هذه نقاط سوداء بجبين كل عراقي وخاصة بجبين الذين عاشوا بخيرات العراق ونِعَمهِ وكانت ظروفهم أحسن بكثير من أقرانهم في دول الجوار.
تكاد ذاكرتي تتجاوز أيام كانت محاكم كركوك مؤلفة من محمود جاووك (كردي) وأحدهم من عائلة خانقاه وهو تركماني برأسة عيسى طه وهو عربي يحرصون على زيارة جعفر أبو التمن الشخصية الوطنية الشيعية المؤمنة والمنضبطة مذهبياً الذي كان يخصص ماله "الحلال" وهو تاجر معروف على نشاطه السياسي ضد المحتل الأنكليزي ، كانوا يحرصون أسبوعياً ان يحضروا "مجلس قبوله" في الديواخانة الخاصة بداره .... هذا الذي قال ؛ إذا كان العراقيون اليساريون يريدون توفير الخبز والكهرباء ويلبسوا حفاة أطفالنا الأحذية فاللهم .. أللهم اشهد أني أول يساري في العراق.
اليوم وبعد خمسون سنة أرى وأحب أردد مع نفسي إذا كانت الفيدرالية تقسم العراق وتقرب مَنْ ما فيه الأقتتال وتزيد طغيان فئة على فئة وطائفة على طائفة فاللهم اشهد إني أبتعد عن مناصرتها ، وأدعو الى بديل يقرب ولا يبعد ، بديل تأخي بدل التنافر ، بديل يجعل العراق وحدة واحدة لا دولة طوائف.
هنالك بدائل كثيرة .. وحدة الأقتصاد ووحدة الأستثمار ، أزالة كل معوقات السكن أينما كان ولمن كان وعدم خشية الطغيان الديموغرافي هناك من تناسل الأتراك في كركوك وأخرون يخشون من تكاثر الأكراد في خانقين ..... أقسم بالله إنها مهزلة ، أرض الله لعباد الله وأرض العراق لكل العراقيين.
ثم من يؤمن ما مثله مثل >
"أخوان" ..... فيدرالية أمريكا جاءت بعد حروب طويلة بين الشمال المنتصر والجنوب المهزوم الذي كان يسوم أهل البلاد القدامى الأصليين و الزنوج ، فجاء الرئيس جيفرسون ووحد البلاد.
العرب لم يخوضوا حرباً ضد الأكراد!!
أوجدوا لنا صيغة جديدة غير الفدرالية التي أصبحت مصدر قلقِِ وقلاقل لكل من الشعبين العربي والكردي ، المليون كردي في بغداد و الشعب العراقي في قرى الموصل المجاورة لدهوك و أربيل.
أهذا المصير الذي كان ينتظره الشعب العراقي من أزالة نظام صدام؟؟
أيعقل أن نرجع نؤمن ان قدماء قادة الأكراد مثل احمد مختار بابان و سعيد قزاز وماجد مصطفى وعمر علي ونور الدين محمود كانوا خونة للقضية الكردية؟؟ بل كان لهم أجتهاد أخر غير الفدرالية التهديدية الرافضة لوحدة التراب العراقي.
دعونا جميعاً أن نضع جثمان الفدرالية في الثلاجة لتجمده حيناً الى أن يصحو مريضنا ، ويجد شعبه الكهرباء و الماء النظيف والدواء وباقي مستلزمات الحياة الأنسانية ، ثم نجلس كأخوة ودون أستعداء وخطوط طول وعرض ودون خطوط حمراء في خطاباتنا السياسية ودون جملة ما لا تحمد عقباه!... تجمعنا وطنيتنا ويجمعنا فدائنا وتضحياتنا للعراق مبتعدين عن الأثره والتزعم على حساب الوحدة والمشاعر.
كان الله نصيراً لكل مخلص ...... ولتسقط الفيدرالية المشؤمة

#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل