قائد شرطة عراقي

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2018 - 2007 / 8 / 25 - 09:15
المحور: كتابات ساخرة
    

كان الأخ (مسابج ) معنا في مخيم لجوء صحراوي سعودي ،وقد كان قبل اللجوء الى ذلك المخيم جنديا ً أسيرا ً في حرب الكويت ،أي ليس فارا ً من خدمة الجندية الصدامية والجيش الذي غزا الكويت فقد كان هناك ضمن الجنود الذين غزوا بإمرة ضباطه مثل باقي الجنود الذين ولا حول لهم ولا قوة فالبطش هو القادر المتمكن وصدام ومن معه هم جباة الأرواح اليوميين ،لكنه فر ّ من الكويت برجاحة عقله البسيط الذي إستشرف الموت ،بل فر ّ أثناء إنسحاب وحدته إلى الخلف ،فقد أصبح الموت حقيقة وليس تحريرا ً لأرض هي عبارة عن فرع تم إقتطاعه من الأصل كما كانت تقوله الأغاني أو كما يدبج له الإعلام العراقي والعربي أنذاك ،ثم وأثناء فراره مع حفنة من رفاقه الجنود ،حاصرتهم مدرعة أمريكية ،فأستسلموا لها طوعا ً وبلا قيود أو شروط ،وأثناء تدوين بياناتاهم كأسرى ، جالت بمخيلة (مسابج ) أن يخبر الأميركان بأن رتبته العسكرية هي رتبة ضابط نقيب في صنف المدفعية ،وهكذا جرى الأمر فالأميركان عدّوه ضابطا ً عراقيا خاصة وإن خبرته كجندي إحتياط في صنف المدفعية تفوق خبرة الضباط الحقييقين التكارته الغرر من ضباط صدام وعمره وهيئته تؤكدان ذلك ،والعراقيون الذين يعرفونه كتموا السر خوفا ً عليه وعلى أنفسهم من الوشاية والتيه في السين والجيم ،لكن القضية تجاوزت حدودها تماما بعد أشهر فقد صدّق (مسابج ) من إنه ضابط حقيقي وبرتبة نقيب ،وبدأ بالتعامل مع أقرب الذين من حوله على إنه النقيب (أبو ملتقى البياتي ) ،ثم بدأ بالصلاة على (محمد صلى الله عيه وسلم ) كثير أ ً وذكر أل البيت (عليهم الصلاة والسلام أجمعين ) أكثر وأكثر في مناسبة وأخرى ، وشرع بعد ذلك بنصح من لا يقوم بواجب الصلاة ،وقام مصادفة ً بإرشادي شخصيا ً إلى الطريق القويم حيث قال ( ها أستاذ شلونك بعدك على سوالفك ..يالله بطل وأطبك ويانه ،هسة أنت شقبضت ..ترى والله الإسلام بيه خوش رزق ،هسة أنتم معقدين نفسكم عليش ) فأجبته ( ك... أختك ..كواد ) .

*****
سافر النقيب أبوملتقى البياتي (مسابج ) إلى إيران من المخيم قبل أن أغادره بعامين أي عام 1992 ، الأن العقيد أبو ملتقى هو قائد لشرطة محافظة جنوبية

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل