أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - واصف شنون - أم صباح المندائية وأم حسين العلوية














المزيد.....

أم صباح المندائية وأم حسين العلوية


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:53
المحور: حقوق الانسان
    


ليس من المعقول أن يكون في جنوب العراق مجتمع بدون صابئة ، ولايمكن لجنوبي من سوق الشيوخ أو الطويسة في البصرة ،او العمارة ،أو سكان الجنوب أن يتصوروا مدنهم تخلوا من صناع وصاغة الذهب والفالات والقوارب على رغم من الخراب الدائر والتخلف السائر ،فهذا من طبيعة الصابئة في البقاء ،والذين يقال إنهم كانوا من أواخر بقايا السومريين ،وكانت لغتهم هي لغة المسيح عيسى ولا تزال كما أظهرها ميل غيبسون في( ألام المسيح ) .

*****
في سوق الشيوخ يفصل الفرات المدينة إلى شطرين ، محلة الصبة (الصابئة ) في الشرق ،بينما يتكون الشطر الغربي من محلة الحويزة ثم البغادة وصولاً الى هضبة النجادة والحضر الأثرياء ونزولا ً الى الأسماعيلية حيث الطبقات الوسطى والفقراء ،ثم الصلبة عوائل الريفيين المهاجرة ،بينما يسكن في( الفرهه) عوائل الشرطة القريبين من بناية القائمقامية وحراسها البسطاء ، كان سوق الصاغة صغيرا ً لكنه مكتظا ً بمحلات المجوهرات التي يملكونها الصابئة ،ولاأستطيع أن أتذكر عروسا ً في سوق الشيوخ تم زفافها بدون ذهب الصبة ،وفي سوق مجاور يجلس الحدادون من الصابئة ليبيعوا المحاريث الزراعية وفالات صيد السمك السومرية والتي كانت تستخدم وأنا على يقين حتى الأن ،وكنت ُ أقطع مسافات طويلة ثم عبر القوارب حتى أصل الى بيت أم صباح السيفي (وهي حية ترزق في سيدني ) محملا ً بالدبس والتمر المنشى بحبة الحلوة والسمسم فأمر على صانعي المشاحيف والقوارب ،ثم أعود إلى العلوية أم حسين خالتي المربية محملا ً ببيض البط والنبق والطليع، أم صباح وأم حسين ربطهن الحزن ،فالأثنتان ارملتان ولديهن أطفال ،لكنهن أصرتا في نفس الوقت على تربية الأطفال على الزواج بآخرين ،فكانت صداقة معنوية وعائلية وأيضا سياسية ،فكلتاهما من محبذات اليسار وحريات النساء ،وكانت أم صباح حين تصل بيتنا بـ(شيلتها ) والعباءة السودوايين نطير من الفرح ،فنهتف جاءت أم صباح ..أم صباح ،ماتت العلوية أم حسين والحياة تلو الحياة لأم صباح .

*****
على مدى معرفتي بالناس ومعرفة الناس الذين حولي ،لم أسمع أو أعرف بصابئي (بعثي )أو صدامي عدا (شاعر القادسية ) ،أو صابئي آذى الناس بكلام أو قطع أرزاقهم ،فذاكرتي عن الصابئة هي من العسل ،كان هناك الأستاذ إنذار يوسف الصارم الشديد الذي لطمني (راشديات ) حتى بدأت بفهم درس الهندسة ،وكان يقول في أول الدرس (كل واحد يقوم ويحكي النظرية ) ،ثم الأستاذ صلاح الرشدي مدرس (الحيوان ) الذي علمني وعلم أعمامي وعماتي في السادس العلمي نظرية التطور وتكون الأحياء ،والأستاذ (نافع ) مدرس الجغرافية الذي كان يصنع من فضاء الدرس الناشف مشاريع في إكتشاف الطبيعة ،كان هؤلاء الأساتذة جميعهم من الصابئة المندائيين ،من مجموع تسعة مدرسين قي الثانوية .

*****
كانت دواوين مدينة سوق الشيوخ تتحدث عن معلم غريب الأطور وهو ( ورد الصبي ) الذي كان مديرا ً ومعلما ً وفراشا ً في نفس الوقت في مدرسة قروية ، وكيف كان يتعامل مع التلاميذ ومع الحرامية الذين يريدون سرقة المدرسة وسرقته ،لكن ورد بفطنته وذكائه جعل من أبناء القرية تعلم القراءة والكتابة وإن السرقة عيب !!!،
وقد أنتج المعلم ورد الصبي إبنه عالم الفلك عبد العظيم ورد الذي كان يظهر على الناس في برنامج العلم للجميع ،فأين الجميع ،وأين العلم الأن .

*****
صبي يادموع العين صبي
على الي ساكنه في بيت صبي
عفت دين الإسلام وصرت صبي
تركت الدين وعبدتْ شميت هيّه



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمه كرصتني العكربة : للعوائل فقط
- في كمال سبتي عطلت ُ عن الرغبة
- ولماذا لايقيم الأكراد دولتهم !!؟
- حديث
- صور عن الرجل المستور والمرأة العارية
- عراقيو الحال وعراقيو الخيال
- عراقويون بلا عراق
- ثقافة بلا ورد
- عراق بلا ذكور
- تحية إلى العراق
- البركيني و مكة كولا وصدّام لم يعدم
- ثقافتان ..
- للناس ماتقول ...
- السجين الحضاري والشيخ الهلالي الأصيل
- أمّة عربية كاذبة
- العراق البعثي والعراق الأخر ..
- الإغتصاب في فكر العقل الملفوف - مساهمة في مناهضة العنف ضد ال ...
- فساد و إرهاب ....ومنطقة خضراء
- أقوى من الموت ..وأعلى
- حكاية -القندرة -العراقية


المزيد.....




- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - واصف شنون - أم صباح المندائية وأم حسين العلوية