أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واصف شنون - المسرح العراقي في سيدني :المنطقة الصفراء تحاكي المنطقة الخضراء














المزيد.....

المسرح العراقي في سيدني :المنطقة الصفراء تحاكي المنطقة الخضراء


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 05:21
المحور: الادب والفن
    




في عرض مسرحي ذكرنا بشتاءات مسرح الستين كرسي والمسرح الشعبي في بغداد السبعينات والثمانينات ،قدمت فرقة اوروك المسرحية في سيدني عملها الثاني من تأليف وإخراج عباس الحربي بعنوان (المنطقة الصفراء )،وكانت الفرقة قد قدمت عرضها المسرحي الأول –الرسالة الثانية – الذي ألفه أيضا ً عباس الحربي وأخرجه الفنان منير العبيدي ولاقى إعجابا ً كبيرا ً من الجالية العراقية والمهتمين بشأن المسرح والفنون والثقافة .

المنطقة الصفراء في مسرح عباس الحربي ،هي الطبقة الإجتماعية المسحوقة التي أنتجت بقدرة الأميركان المنطقة الخضراء ،لكن الصفراء هي التي تحتفظ بالكرسي الذي سرقتهُ من عهود الدم (كرسي الحكم ) أو الطغاة ،فيعمل الحربي على مسرحة العلاقات العراقية الإجتماعية السياسية في عمل فني جميل ُ المشاهد معتمدا ً على الحوار والغناء والتذكر وبعض من التراث .

إعتمد عرض عباس الحربي وكعادته على شخصيات شعبية عراقية صميمية مثل ستار أبو الفشافيش الذي بترت ساقه في لغم حربي إيراني اثناء حرب إيران والعراق ،وكان ستار أحد المناضلين ضد الحكم السابق ،وأيضا كان ستار قد فقد زوجته بقصف صاروخي ،وقد خلفت له نتيجة تأثير الأسلحة الأميركية الحديثة ،طفلا ًمعاقا ُ (جبارة ) ، وجبارة طفل ٌ كبير يتحدث بصراحة عن الكل و تعيش مع ستار إبنته سعدية (المرأة العراقية ) التي تناضل من أجل المعيشة والشرف والأصالة كـ(أم عراقية باسلة) ،بينما هويدي خطيبها وهو (ابن شهيد سياسي ) يعمل بكل جهده لأرضائها كحبيبة ،فيستغني عن جلب الورود والهدايا إليها ليجلب صفائح النفط والغاز كتعبير عن المحبة الفائقة ،فهويدي موظف في وزارة النفط ،ويجلب(هويدي ) أحد السياسيين العائدين من الخارج الى عائلة المنطقة الصفراء لكي يكون وبمساعدة هويدي وسعدية وستار وجبارة (أعضاء المنطقة الصفراء ) وزيرا ُ ينضم الى (أعضاء المنطقة الخضراء ) ولكن ليس أي وزير بل وزيرا ً للنفط !!،وهكذا عباس الحربي في التأليف على الخصوص يلعب لعبته المسرحية الشعبية التي تثير ليس العواطف فقط بل الأسئلة الجارحة التي ليس لها طبيب سياسي ولا تعالج سوى بالصراخ وإعلان الضوء أمام ظلام قاتم ، فقد غنت سعدية ( لاتذرفين الدمع ياعيون بغداد ) بينما كان أخيها المعاق يغني (يمه كرصتني العكرب ثم يغني ويرقص ويهتز على أغنية البرتقالة ).

يعرض الحربي في استراليا القارة البعيدة في الجغرافيا وفي الجوع وفي نقص الحاجات الأساسية للبشر ، عن مآساة الجغرافيا والتاريخ التي يعيشها العراقيون في عراق ما بعد التغيير ،وهو ومن معه ليسوا سوى صداع في رأس التأريخ اليومي!،اليوم العراقي الذي تشغله المفخخات أكثر من الطبيعيّات .

كان عرض المنطقة الصفراء مستعجلا ً في تنفيذه وإداءه ومكان عرضه وتضمن العمل مشاهد ا ًعديدة لم يتم الإعداد لها جيدا ً ،وكذلك لم يهتم المخرج وهو عباس الحربي بممثليه ،وأغلبهم من الشباب الذين تم تقديمهم أول مرة في أدوار مركبة يصعب على ممثلين وممثللات محترفات تقديمها ،وخاصة حين تتداخل الشخصيات وتتبدل المشاهد المسرحية بدون مصاحبة لإنارة وإكسسوارات وتأثيرات صوتية وسرعة في حركة تغيير المسرح وديكوره .

يقول عباس الحربي :ليس لدينا أي دعم ونعتمد على (فلوسنا ) الشخصية في تنفيذ هذا العمل ويضيف " ماذا تراني أن أفعل سوى هذا ،هل أذهب لأقتل الوقت بماكنات القمار وحضور الحسينيات ،نحن الأن نؤسس لمسرح في سيدني ،وقد إعتمدت على ممثلين مولودين في إستراليا ،الناس يجب أن ترى نفسها من خلال المسرح وتتذكر كيف كانوا هناك ، لاأتحدث عن رسالة ،لكن المسرح هو عمل جميل ونظيف ،والذي يشاهده أول مرة ،سوف يدمن عليه ،اليس كذلك " ،ونعم كذلك ، ففي أستراليا جاليتان عراقيتان كبيرتان في سيدني ،الأولى ُمدمنة على حفلات أعراس الزواجات التي لاتدوم سوى أسابيع أو أشهر والأخرى تنوح بمناسبة وغيرها على الموتى وماضي الأيام وتاريخ السادة الأجلاء ،والمسرح للجاليتين عبارة عن مضيعة للوقت .

أجادت سعدية(دينا عزت ) في توصيل مواصفات المرأة العراقية العامة ،وغنت دينا عزت من كل قلبها غناء ً عراقيا ً نقيا ً وصافيا ً ،بينما كان طارق الصفار (جبارة ) قد حقق حلمه في هذا الدور فأضحك الناس وأبكاهم ،وكذلك كان رامي عزت (هويدي ) الذي أدى أدوارا ً صعبة على كاهله ،أما أحمد محسن (ستار ) وهومن الممثلين الذين شاركوا في أعمال سابقة ،فقد كان مضطربا ً في أول الأمر لكنه عاد الى إستقراره كممثل فأدى مشاهده كـ(ستار ) في نهاية العمل المسرحي حين صرخ بـ(أبي لميا ) وحمّله الكرسي المسروق ،وأبو لميا(بهاء الحلاوي ) يجرُ الكرسي وكأنه الصليب عى ظهره أو هو الصليب الذي يجره العراقيون الأن جميعا ً .

عموما ً يجب أن نحي جميع الذين شاركوا بتقديم (المنطقة الصفراء ) من ممثلين وفنيين اخرين كرونق الخميسي وصباح فنجان وعيسى حسناوي وعلاء كنعاني وصلاح الزهيري ،خاصة وان اندفاعهم في تقديم عمل مسرحي هو حب صافي لفن المسرح الممتع لهم وللجمهور .




#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا دائما ً فلسطين ولبنان والعراق ؟
- مابين فوزي كريم وسعدي يوسف
- زمان حزب الدعوة العميل !!
- هجرة الرسول وهجرة العراق
- هوشيار زيباري في أستراليا
- المهدّيون في الجنوب
- كربلائيات غير- لطمية-... حول الأنفال
- أم صباح المندائية وأم حسين العلوية
- يمه كرصتني العكربة : للعوائل فقط
- في كمال سبتي عطلت ُ عن الرغبة
- ولماذا لايقيم الأكراد دولتهم !!؟
- حديث
- صور عن الرجل المستور والمرأة العارية
- عراقيو الحال وعراقيو الخيال
- عراقويون بلا عراق
- ثقافة بلا ورد
- عراق بلا ذكور
- تحية إلى العراق
- البركيني و مكة كولا وصدّام لم يعدم
- ثقافتان ..


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واصف شنون - المسرح العراقي في سيدني :المنطقة الصفراء تحاكي المنطقة الخضراء