أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - الازمة العراقية اخطر حلقات الازمة العامة للامبريالية الامريكية














المزيد.....

الازمة العراقية اخطر حلقات الازمة العامة للامبريالية الامريكية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2017 - 2007 / 8 / 24 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاولت الامبريالية الامريكية تجاوز عجزها عن فرض هيمنتها على العالم بالعودة الى اسلوب الاحتلال من خلال الحرب الذي تجاوزته البشرية. فاثارت استهجان البشرية وغضبها . وعجزت ادراتها عن تنفيذ متطلبات احتلال بلد دمرته الحروب واستنزفت طاقات شعبه بالحصار والخضوع لافضع نظام دكتاتوري عرفته البشرية، وفقا للمواثيق الدولية. فموهت الاحتلال بالعملية السياسية التي تحقق لها الهيمنة التامة بواسطة اجهزة حكومية تابعة تلتزم بتنفيذ جميع مخططاتها من خلال صفقات تبرم على اسس طائفية ومحاصصات تعتمد على نسبة مساهمة مكونات كل منها في تحقيق الهيمنة التامة وضمان استمرارها وتوطدها. وككل الصفقات التي تتم بين الامبرياليين وادواتهم على حساب الشعوب لايمكن ان تصمد امام مقاومة الشعوب . فمع تطور وتنوع مقاومة شعبنا لقوات الاحتلال وادواته اختل توازن القوى بين قوات الاحتلال وادواته . الامر الذي فرض من ناحية تغيير شروط الصفقات ومحتوها ومن ناحية اخرى تغير قواها. فقد استغلت بعض القوى تلهف قوات الاحتلال على تشريع قانون النفط من ناحية ومعارضة جماهير الشعب ومقاومته لقانون النفط بل وخوفها من غضبة الجماهير على كل من يعمل على تمرير القانون. فانسحب وزراء الكثير من الكتل السياسية من الوزارة وتعالت الصراعات فيما بيها واخذت تنذر بتعطل مخططات قوات الاحتلال ولاسيما اقرار قانون النفط.
ورغم ذلك فالازمة التي تمر فيها الحكومة العراقية لاتمس جوهر الازمة العراقية وليست اصعب الازمات التي تواجهها قوات الاحتلال. فجميع الكتل السياسية التي دخلت ميدان الصفقات مع قوات الاحتلال وقبلت المساهمة في العملية السياسية تحت مختلف الشعارات الوطنية والديموقراطية اوالقومية او الدينية وحتى الطائفية ، يمكن اخضاعها سواء عن طريق الاغراء بالمناصاب والامتيازات او التهديد بالابادة. فليس لكل الصخب السياسي والاعلامي لجميع اطرافها، وليس لجميع الحوارات التي تدور بينها علاقة بالواقع الذي تعانيه جماهير الشعب ولا تمس مواقع قوات الاحتلال . وحتى افضل البرامج والسبل التي وضعت لحل الازمة لم تحدد الهدف الرئيس وهو انهاء الاحتلال ، بل ووضعت كل الشروط التي تحاربها قوات الاحتلال وادواته ، كمقدمة لتحقيقه، فضلا عن عدم تحديد القوى الرئيسية القادرة على انهاء الاحتلال وتحقيق جميع اهداف الشعب . فقدمت جميع المطالب الانية الملحة للحكومة واجهزتها التي عجزت عن تحقيق أي منها منذ تشكيلها حتى اليوم . وجاء دور الجماهير الشعبية والمنظمات العمالية والفلاحية في النقطة الاخيرة في حين هي القوى الرئيسية القادرة بنضالاتها المتنوعة على تحقيق اهدافها .
فالازمة الحقيقية التي تعاني منها الامبريالية الامريكية ولاسيما الادارة الحالية هي اكبر واخطر من ازمة الحكومة العراقية . وهي ازمة اقتصادية واجتماعية وسياسية وطنية وعالمية: ولكن الازمة العراقية هي من اخطر حلقاتها. فنفقات الحرب على العراق واحتلاله ارهقت الاقتصاد الامريكي ومست جميع مرافق حياة الجماهير الامريكية ومواقع الاقتصاد الامريكي في الاقتصاد العالمي فتدهورت قيمة الدولار الامريكي وتدهورت الثقة بقدرتها على فرض هيمنتها على العالم ، كما تدهورت سمعتها العالمية نتيجة الجرائم التي تقترفها لاخضاع الشعب العراقي ، فضلا عن ازمة ثقة الشعب الامريكي وتصاعد مناهضته للحرب على العراق وما يكلفه استمرار احتلاله من ضحايا وتضحيات. وبلوغها حد سحب الثقة ليس فقط بالحزب الجمهوري بل وبالرئيس بوش . فكان اخر شعار تناقلته وسائل الاعلام " كذب بوش فمات 3700 شاب امريكي" . ويشتد هول الازمة مع اقتراب موعد الانتخابات للكونغريس الامريكي ولرئاسة الجمهورية، التي ستقرر ليس مصير رئيس الجمهورية فقط بل ومصير الحزب الجمهوري. ولذلك تشعر الادارة الامريكية بازمة خانقة لايمكن التخفيف منها سوى تحقيق نصر سريع في العراق يعيد لحزبها الثقة وللشعب التعويض عن الخسائر والتضحيات من خلال تشريع الهيمنة الامريكية على نفط العراق ، ثاني اكبر احتياطي للنفط في العالم.
وتحت ضغط هذه الازمة الخانقة تصاعدت تهديداتها لرئيس الحكومة العراقية الذي لايملك من امره شيئا فقد صرح اكثر من مرة ليس لديه القدرة على تحريك جندي من جنوده بدون موافقة قوات الاحتلال!! ويواجه في نفس الوقت ضغط اطراف المحاصصة وشروطهم الجديدة لتنفيذ مخططات قوات الاحتلال ولاسيما اقرار قانون النفط، بالمزيد من الامتيازات. فقد تخلى عن حكومته اكثر وزرائها . وشمل تهديد بوش الاخير جميع القوى المتناحرة على المناصب والامتيازات . ولاول مرة منذ الاحتلال تذكر ان هنالك شعب عراقي له حق في سحب الثقة عن حكومته التي لم تحقق أي من اهدافه!!. وصور ازمة ادراته بانها ازمة الحكومة العراقية مع الشعب العراقي، قائلا:" السؤال الاساسي هل ستستجيب الحكومة لمطالب الشعب؟؟ واذا لم تستجب، الشعب سيغير الحكومة. وهذا القرار يعود للعراقيين وليس للسياسيين الامريكان!!" ووضع في مقدمة اهداف الشعب العراقي اقرار قانون النفط!!
ان الازمة التي تعانيها الامبريالية الامريكية في العراق هي جزء من الازمة العامة الشاملة التي تعاني الامبريالية العالمية ومن اصعب حلقاتها. ولايمكن حلها الا بالانسحاب التام وغير المشروط من العراق وتعويض شعبه عن جميع الخسائر والتضحيات، الامر الذي لم يرد في قاموسها لانه يشكل منعطفا خطرا في تاريخ الامبريالية العالمية اخطر من انسحابها من الفيتنام . ولكنها ستلجأ اليه مضطرة تحت ضغط تطور مقاومة شعبنا الواسعة ووعيها بضرورة ترابط مقاومتها للاحتلال بحماية الجماهير وتحقيق اهدافها الانية من جهة وتطور نضالات البشرية ولاسيما الشعب الامريكي ضد الحرب والاحتلال من جهة اخرى.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ميدان الصراع الرئيس بين البشرية والعولمة الراسمالية ب ...
- نزال وطني اكبر واخطر يخوضه شعبنا باسوده عمال النفط ضد قوات ا ...
- العولمة الانسانية تعوض المقاومة الوطنية العراقية والفلسطينية ...
- تفجر السليقة الثورية لشعبنا بعد نصف قرن من التحجيم يثير اعجا ...
- مناورات الامبريالية الامريكية لادامة هيمنتها على العراق وثرو ...
- الضرورة الموضوعية لتلاحم جميع اشكال مقاومة الاحتلال
- الحركة العمالية العراقية هي القيادة السياسية والميدانية للمق ...
- هستريا الهيمنة على النفط العراقي تكشف زيف العملية السياسية و ...
- سيبقى 14/تموز عيدنا الوطني ودروسه منطلقا لتحررنا وكابوسا مرع ...
- مقاومة اقرار قانون النفط والغاز محك وطنية كل فرد وحزب ومنظمة ...
- اصعب امتحانات حياتي
- النضال الجماهيري هو السبيل الوحيد لوحدة القوى السياسية والنق ...
- لنجعل من انطلاقة مقاومة اقرار قانون النفط والغاز انطلاقة شعب ...
- الامبريالية الامريكية تشحذ كل اسلحتها للتبرؤ من جرائمها بعرض ...
- مس بيل جديدة لتحقيق حلم الامبريالية الامريكية في الهيمنة على ...
- في ظل الفوضى المفتعلة مرر مجلس الامن قرار استمرار احتلال الع ...
- رسالة مفتوحة الى سندي شيهان رائدةالشعب الامريكي في النضال ال ...
- الاضراب العام لعمال النفط في البصرة بشير تفجر غضبة شعبنا على ...
- تحلم الامبريالية الامريكية باستعادة شبابها وتضلل البشرية بام ...
- مرة ثانية مع الباحث فؤاد النمري هل انهيار الامبريالية الامري ...


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - الازمة العراقية اخطر حلقات الازمة العامة للامبريالية الامريكية