أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - في عصر الأنترنيت,الرسائل أرواحنا الهائمة_ثرثرة














المزيد.....

في عصر الأنترنيت,الرسائل أرواحنا الهائمة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2015 - 2007 / 8 / 22 - 09:15
المحور: الادب والفن
    



لكل رسالة,ولو تكن إشارة عابرة أو رفّة جفن أو كلمة أو خطّ أو حركة بسيطة....,حياة كاملة.
ليست الرسائل مجرّد تفصيلات أو أجزاء صغرى,تتبع لكيانات محدّدة مسبقا,هي إحدى ينابيع الوجود الأساسية.
هذا ما تعلّمته من صداقاتي الأنترنيتية وبالأخصّ من صديقتي التي تضيق بالأسماء والحدود, وكأنها روح هائمة منذ الأزل...هذا ما يخبرني به حدسي الماكر والساذج.
بعد الإنترنيت انقلبت حياتي على أكثر من جهة( داير مندار)...العبارة التي أسعفني هاشم صالح بها,خلال حديثه عن ريلكه. هاشم صالح....أستاذ اللغة العربية في بيت ياشوط,الشاب النحيل إلى درجة الهزال,كانوا يعاقبونهم في ستينات وسبعينات القرن الماضي(أساتذة غير حزبيين أي غير بعثيين),ويرسلونهم إلى الجبال والجرود القصّية...ونكافأ نحن صغار المتروكون لعبث الطبيعة والسياسة,من حيث لا يقصد أحد,لا المعاقب ولا المعاقب...هكذا رأيت هاشم صالح, مع شعور الحسد لزملائي في الصفّ السابق,على أستاذهم المحبوب....بعد سنين طوال سأتذكّر الشاب بجسده القليل...وقد صار_كما يبدو في الصور...كهلا سمينا أصلعا, وما يزال يحتفظ بعقل ثاقب.
انقلبت حياتي بعد الإنترنيت,وصارت مثل قفاز مقلوب, يعرفها ويعرف عنها من يتابع ثرثرتي أكثر من إخوتي بالدم وجيراني في المسكن والمعيشة... صرت في وضع.....أنا أخترته.
داير مندار....مثل كثير من العبارات,يتعذّر ترجمتها,فيها خبرة السلف وفي حالة معاشة تدلّ على المظهر والجوهر والتناقض الوجداني والعقلي معا....المضيّع جحشة خالته.
*
أسطورة الشاب أو المراهق الذي يكتب رسائل الحبّ,بالنيابة لزملائه العشاق,بمقابل معنوي ومادي نادرا,عشتها في المدينة الجامعية بدمشق مطلع الثمانينات. أهوى كتابة الرسائل.
....حدث ما,ضجر,لا جدوى, العادة...فتحت ألإنترنيت ودخلت مدينة على هدب طفل...
بدأت بمسح الرسائل المكدّسة(صادر ووارد) منذ سنين, واحدة بعد أخرى,حتى تعبت ثم فهمت بذكائي الحادّ,يمكن مسحها بالجملة..
شعرت بالحنين للمدينة والزملاء,حماستي الأولى...وبعدها الفتور وتراكم اللاجدوى.
أنا في اليوم الثاني.
من بيت ياسر اسكيف,أتجّه بحكم العادة صوب كورنيش جبلة...جبلة يا جبلة, أمشي مع الغروب,بمتعة عميقة, كيف لكائن ضعيف مثلي أن يحتمل كلّ هذا الجمال!
أشعل عدّة سجائر من بعضها, ثم, لابدّ من الحديث مع عماد وعيسى, أنا على الكورنيش.... نصف قمر...هلال,الاسم الكريه, لا بأس. هذا مقهى أحمد اسكندر سابقا, اسمه اليوم ضوء القمر...ياه اسم جميل_حزين في ضوء القمر_لا, اشعر بسعادة غامرة.
يوجد بيرة؟
أي نوع تريد....
بيرة الشرق الزجاجية, باردة ومنعشة,وتتدفّق جميلات جبلة, وتحمّل يا حسين يا ابن عليا!
مع عماد يطول حديث الذكريات,الشجيّ والعذب,...
ولوه... بلهجته القروية الحادّة,شبيهة صخور حرف متور وحلبكّو وبشيلي وبيت ياشوط, يكرّر عماد...ولوه,العما في ربّك, تعلّمنا الكأس والتدخين والسياسة والمنيكة...مع بعض,إلى متى!
سنسكر يوما في باريس يا عماد...تعبت جبلة منّا وتعبنا منها.
ضوء القمر يشبه مقهى الروضة في بيروت,صار لمقهى الروضة فضاء في القلب والروح.
زجاجة رايحة وزجاجة آتية,بيرة...بيرة, هل تسكر البيرة؟
يبدو أننا دخلنا طور الهرم يا صديقي.
*
أيقظني من أحلامي,جنون سائق بيك آب,لامس السرفيس المسرع, وبعد دقيقة بدأ جدال سوري قحّ ووقح,سائق سرفيس معه 19 ركبا في الواحدة بعد منتصف الليل, والسائق الآخر مع عائلته على الأرجح, يتصايحان على الطريق بسرعة تتجاوز المئة...
ليس الخوف من حادث مميت,ما دفعني إلى الصراخ على سائقنا, الخوف على أحلامي التي انتهكها الاثنان برعونة,ربما منظر ياسر في سريره, ربما...لا أعرف.
اللعنة عليهما أفسدا يومي.
فريدة السعيدة نائمة في غرفتها.
وأنا أتنقّل بين البلكون والصالون وغرفتي....لم يبقى مزاج لشراب ولا لشيء...
لو بقيت بحوزتي رسالة واحدة بخطّ اليد....
بريدي الإلكتروني مزدحم بالرسائل اللطيفة والعزيزة,ولكن...
ألن نحنّ ونشتاق يوما حتى, إلى هذه الرسائل, التي تحتاج إلى نقرة بالإصبع ورؤية الأحرف... قبل الإرسال, وقبل التلقّي!
الرسائل أرواحنا الهائمة
منذ الأزل.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة,باليد والأنفاس_ثرثرة
- هذا هو السبب_ثرثرة
- لا هو بيت ولا هي نافذة_ثرثرة
- النفس....الخادمة_ثرثرة
- خجل....ثم انطواء على الذات_ثرثرة
- لا قمر لا نجوم لا شعر _ثرثرة
- أعشق قمرا_ثرثرة
- أحمد جان عثمان_ثرثرة
- كلام فاتر_ثرثرة
- في البيت العتيق_ثرثرة
- شأن شخصي_ثرثرة
- ما الذ أعرفه هذا اليوم!_ثرثرة
- العراق بطل آسيا_ثرثرة
- التصور الذاتي,مشكلة الآخر_ثرثرة
- ألهو وحيدا...._ثرثرة
- مراجع الكلام وبطانته_ثرثرة
- الحكاية والألوان_ثرثرة
- طرق السعادة, المتعثّرة_ثرثرة
- صيف مضجر ...والقليل من الحياة_ثرثرة
- بعدما يلتصق السقف بالعتبة_ثرثرة


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - في عصر الأنترنيت,الرسائل أرواحنا الهائمة_ثرثرة