أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الرسالة,باليد والأنفاس_ثرثرة














المزيد.....

الرسالة,باليد والأنفاس_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 06:03
المحور: الادب والفن
    


...من يتذكّر آخر رسالة تلقّاها,مكتوبة بالقلم والورقة,وحكاياتها وفضائاتها الملغزة والمثيرة!
أنا نسيت...وأغلب الظن لم أتلقّى رسالة فعلية بعد الثمانينات.
"...صباح الخير,لا...مساء الخير,لا....أتمنى أن تصلك رسالتي في كلّ الأوقات دفعة واحدة".
قرأتها مئات المرّات,قل ألوفا,مرّرتها على أصحابي في جامعة دمشق 1982,تباهيت بها, أوقات السكر وأوقات الوهن العقلي والعاطفي...
حاولت استخلاص دلالات,ولم أكن قد سمعت بمناهج التفسير والتأويل والقراءة والتلقّي...,من الدرّة اليتيمة تلك....كانت آخر رسالة تصلني من صديقتي....ولم تنفع عشرات الرسائل مني, في الحصول على واحدة جديدة. غرقت بعدها في كآبة طويلة ومديدة,مهّد لها المرض والمناخ الكابوسي الذي ساد ثمانينات سوريا بمختلف المستويات, وجاء الهجران العاطفي...المرير.
...شتّان بين الكآبة العذبة التي يشعلها الوله والهيام,ولو من طرف واحد, وبين الإكتئاب اليابس والمتحجّر,التي تتركه حطام حياة.... هذا الفرد البائس أو ذاك...
بعد مرور الشباب والمشاريع والأحلام,وموت الوطن والثورة والمستقبل...أحكّ ذقني وأتذكّر.
*
الرسائل,كانت عصب علاقتي مع فريدة السعيدة,زوجتي المؤبّدة بعد ذلك...
في الرسائل المكتوبة بالقلم,عصارة أحلامنا,نلدها ببطء...نقطة وحرف وجمل حارّة,معها تسافر الرغبة والشوق ليس كأطياف ورؤى فقط,بل عناصر ماديّة من وجودنا العابر والهشّ, ربما كانت الأوراق المكدّسة والدفاتر, بدائل عاطفية عن الأولاد والأبناء...الذريّة_ الكلمة الأكثر تواترا بين أهلي,ربما...أسباب كثيرة لست في واردها الآن!
كتبت رسائل عديدة هذا الأسبوع,محوتها بسهولة بلا اكتراث, بلا أثر لعاطفة.
اشعر أنني وحديد وغريب,في زحمة الأصدقاء والأقارب,اشعر بالحاجة والعطش إلى كلمة دافئة,قادمة من العميق....اشعر بحنين غامض عذب ومعذّب,لطالما أحببت أغنية فيروز:
أنا عندي حنين
وما بعرف لمين....
.
.
الشغف مثل الفراشة,ومضة,لحظة تفتّح....شعاع عابر للكيان, لا يعيش طويلا. من الأنسب تركه يمضي, في ذلك فنّ وحكمة, أكثر من تعليبه ومطّه بلا طائل...
دائما أحرق الباب خلفي.
لم أحتفظ برسالة واحدة,حتى الصور...تطير وتهجرني بلا عودة.
_"هذه أسوأ مرحلة أمرّ بها"
كلنا نقول ذلك ونحن صادقون.
في طريق الانهيار,كل لحظة وعي هي الأسوأ.


*
_أحبّك كما أنت,بحريّتك المطلقة بلا صباغ أو مجاملات.
...أحبّيني كما أنا,لا كما تريدين أن أكون وأبدو.
.
.
لا يتّجه الكلام إلا صوب الداخل,المعجزة وحدها تحوّل الاتّجاه وتفتح الطريق.
*
حتى رسالة إلكترونية,بلا روح أو رائحة, لا تصل.
حتى رسالة موبايل,مختزلة ومحشورة ببضعة كلمات,لا تصل.
.
.
وما أزال أنتظر,
وأكرر مع صديقي الماغوط:
لا أحد في هذا البيت
لا أحد في الشارع
...لا أحد في هذا العالم.
*
أمنيتي الخالصة في هذا اللحظة,
أن أخطّ هذه الرسالة بالقلم وعلى ورقة جميلة, وأرسلها في مغلّف أنيق, أو أحملها باليد....
هكذا هي الرسائل
لا تصل
أبدا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو السبب_ثرثرة
- لا هو بيت ولا هي نافذة_ثرثرة
- النفس....الخادمة_ثرثرة
- خجل....ثم انطواء على الذات_ثرثرة
- لا قمر لا نجوم لا شعر _ثرثرة
- أعشق قمرا_ثرثرة
- أحمد جان عثمان_ثرثرة
- كلام فاتر_ثرثرة
- في البيت العتيق_ثرثرة
- شأن شخصي_ثرثرة
- ما الذ أعرفه هذا اليوم!_ثرثرة
- العراق بطل آسيا_ثرثرة
- التصور الذاتي,مشكلة الآخر_ثرثرة
- ألهو وحيدا...._ثرثرة
- مراجع الكلام وبطانته_ثرثرة
- الحكاية والألوان_ثرثرة
- طرق السعادة, المتعثّرة_ثرثرة
- صيف مضجر ...والقليل من الحياة_ثرثرة
- بعدما يلتصق السقف بالعتبة_ثرثرة
- ....في السماء وما توعدون_ثرثرة


المزيد.....




- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...
- مصر.. انتقادات على تقديم العزاء للفنان محمد رمضان بوفاة والد ...
- الإمارات.. جدل حكم -طاعة الزوج- ورضى الله وما قاله النبي محم ...
- ساحة المرجة.. قلب دمشق النابض بتاريخ يتجدد
- جلسة شعرية تحتفي بتنوع الأساليب في اتحاد الأدباء
- مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث ...
- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الرسالة,باليد والأنفاس_ثرثرة