عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 06:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحريه في كل مكان وزمان لها ثمن لابد أن يدفعه كل من يسعى إلى الحصول علي هذه الحرية. والقضية التي تشغل بال وعقل كل من يسعى إلى الحرية في مصر هي قضية المواطن محمد حجازي الذي حاول أن يحدد مصيره وأن يختار إلهه الذي يعبده. والتدين في كل بقاع العالم هو نوع من أنواع الخصوصية التي ينفرد بها المواطن والفرد في أي مجتمع يحيا فيه، أما نحن فما زلنا في قاع الحضارة إن وجُدنا من الأصل، فما زالت ميكروبات التخلف تحاصرنا. قام العلماء والفقهاء في كل أرجاء المحروسة يبدون آرائهم ويبحثون ويفتون في قضية حسمتها كل مبادئ حقوق الإنسان منذ عشرات القرون، وبعد أن اطلع الفقهاء والعلماء والأئمه على القضية حكموا على هذا المواطن بأنه طالب شهرة يحاول اشعال الفتنة، وبموجب هذا يقام عليه حد الردة الذي أفتى به الداهية الإسلامي الشيخ يوسف البدري علي إذاعة البي بي سي بأن يقتل هذا المواطن. والكثير من الشيوخ الذين يريدون أن تلتقط لهم صورة داخل الكدر سارعوا بإخراج فتواهم حتى يرضوا التيارات السلفية التي تحرص العقيدة الإسلامية كل شيء علي ما يرام داخل هذه البلاد. فلا يوجد أُناس يموتون عطشى، ولا يوجد أمراض تأكل أجساد هذه البلاد، ولا يوجد عادات منذ العصر الجاهلي تقتل أطفالنا نسير بها، ولا يوجد اقتصاد في حافة الهاوية، ولا أفكار متطرفة تخترق عقول أطفال وشباب يحتاجون إلى مرشد يراعي الله وضميره في هذه البلد. كل مشاكلنا قد انتهت ولا يبقي سوى مشكلة محمد حجازي التي تحتاج إلى حل.
ماذا أراد هذا المواطن؟ أراد أن يحدد مصيره وطريقه ولكن الضريبة باهظة، هناك الكثير من العقبات والعادات الموروثة والمصالح المتشابكة التي تقف حائل أمام أي إنسان يحاول أن يبحث عن الحرية، فكيف ستجتمع الحرية داخل قصور الأسر المبنية عليها عاداتنا وتقاليدنا المتخلفة؟! أما أنت أيها الحجازي فإليك أقول: من يضع يده علي المحراث لا يعود ينظر إلى الوراء، أنت الآن تدفع ضريبة الحريه التي تبحث عنها أنت وأسرتك، وماذا أقول بعد قول المسيح له المجد؟ "طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم وقالوا فيكم كل كلمة شريرة من أجلي" تأكد أنك وضعت قدمك علي طريق الحياة والحرية، وانطلقت من أسر العادات والتقاليد والتعاليم التي تلبس قناع الوثنية وأنك فتحت الباب أمام كثيرين ينتظرون نتيجة معركتك مع الجهل والتخلف التي نثق أنك ستنتصر وتتحرر من قيود الأسر إلى سماء الحرية
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟