الجواهري شاعر عبقري

كريم ناصر
(Karim Nasser)

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:41
المحور: الادب والفن
    

ليس بالمستطاع الإنكار على الجواهري شاعريته، كنموذج فذٍّ ارتبط بالثقافة والشعر، فقد أُعتبر من أبرز رموزها، وأهمها لغةً وتنويعاً، لما له من كفاءاتٍ تؤهّله إبداعياً للتأسيس الشعري، حيث ساهم كغيره من الشعراء في بناء لغة سياقية معمارية..
وكلّ من قرأ للجواهري وتابعه عن كثب يجد نفسه أمام موهبة تكمن أسرارها في سحرها، وصيرورتها المعرفية، وقد سطّر الرجل ملاحمه، وغنّى أغانيه حتى أصبح أُسطورة عصره.
ومهما يكن شكل القصيدة عنده، فقد انتسب الرجل إلى روح العصر، وسطّر إنجازاته بفرادةٍ استثنائية، هي ما ستميّز شعره، وتضعه في مصاف المراجع العظام..
فالجواهري كشاعر، لم تشغله شعريته عن التفكير في مشكلات الوطن، ومآسيه وإلقاء الضوء على دفتر الحرية والعدالة، ورفض الظلم والحيف منذ نعومة أظفاره، ومن جانب كان لدوره أثرٌ كبير في استنهاض الجماهير وجرّها للصراع، وهو ما يعني انخراطه في سياق الأحداث الكبيرة، وكتابته لنمط من الأعمال المثيرة حتى وفاته.
الشيء الأهم الذي كان في حياة الجواهري هو ملازمته كلّياً لقصيدة الشطرين إلى آخر أيامه، وهذا ما يدلّ أنَّ ثمة إصراراً على كتابة العمود الشعري الذي ساقه إيّاه إلى نهايته السعيدة لختمه على يده، ليصبح هو ليس غيره آخر أنبيائه العظام..
ما يجب الإشارة إليه أنَّ الجواهري كان شاعراً عبقرياً، وعبقريتهُ تجسّدت في تكوينه الشخصي، والمعرفي، وهذا ما يميّزه عن مجايليه..
ويبدو أنَّ امتلاكه المبكر لمخيلةٍ ضخمة، أثرت إنتاجه منذ البداية، فالكثيرون يشهدون له بالأولوية، وبحضوره الشعري المتميز شأنه شأن أقرانه من المرجعيات السابقة..
وهذا يعني أنَّ إبداعه المتواصل في العمل الشعري لم يتأت من فراغ، وإنّما من إصرارٍ حاسم، يبرهن عن مقدرته في الحفاظ على الجنس الأدبي، واللغة العالية، والفكرة، منذ ديوانه الأول "حلبة الأدب" وفي كتاب "الجمهرة".

#كريم_ناصر (هاشتاغ)       Karim_Nasser#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل