أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم ناصر - أزهار















المزيد.....

أزهار


كريم ناصر
(Karim Nasser)


الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:47
المحور: الادب والفن
    


والآن قولي ما الذي يجري هنا؟
ألم تكُفّي عن الملامةِ في يومٍ كهذا؟
أيّتها السمكةُ ما الخَطب؟
دعيني ألحظ مرفأَ حديقتكِ كلّما هدرَ افتتاني مُهدّداً ناصيةَ الفُحولة.
أنا في انتظارك هيّا اركضي.

لقد سبرتُ غورَكِ لمعاينتهِ في البهوِ المتدلّي،
مثل ذلك الحصان المُجندلِ في البريّة.
آهٍ كم صادفتُ الموت إذ لحظتُ ذلك قبل حين.
والآن قولي ما الذي يجري هنا؟

وللحال اعْلَمي إنني أميرٌ شريفٌ فرشَ قلبَهُ على سجّادة
أميرٌ حفظَ لآلىءَ البحرِ في العشيّات.
فاعْلَمي إنَّ ما أفعلهُ لا يثيرُ سخطَ المارّة، ريثما تضمنينَ لي طقسَ الحُبّ
ولذلك فإنَّ أسرابَ العصافيرِ ستتجنَّبُ نظراتي.
هذا أنا
عاشقٌ يخبّئُ في جيبهِ باقةَ ورد..
هيّا لتصفَعْكِ الرياحُ فأنتِ بحاجةٍ إلى الدهشة.

لقد غفرتُ لكِ ذنوبك
هذه النافذةُ لي ـ نافذة من أزهارٍ ورديّة.
هذا الشُحرورُ أبداً سيداعبُ خصركِ المُنجذبَ إلى صيفهِ المُرّ.
إنهضي من وجلَكِ فأنا أميرُكِ المُرتقب.
عارياً سأسبِرُ بدنك، سأهتزُّ كجذعٍ يؤدي رقصاتٍ ودودة..
كانتِ الأيّلةُ تتفرَّجُ على الأريكة، كما أنَّ الطائرَ مضى مُلقياً نظرةً صامتة.
سيّان لو تتقهقرُ خُيولي..
ويلكِ! لا تقرَعي عبثاً طبُول الوداع،
لأنَّ العواصفَ ستجرجرُ جذعي مثل شجرةٍ تزعقُ وهي جارية.
تبّاً لكِ فلا تُصفّقي للجُمهور
فأنا البطلُ الذي طالت يدُهُ وعليكِ أن تدركي المغامرة.
أنا الذي نفضَ عن جسمك القطط،
لئلاّ تحفظَ وجهك فيتسنّى لها القنص على ضوءِ القمر.
لقد مللنا منظرَ الحَلْبَةِ على أسرّتِنا
لقد فرّقتنا الدناءةُ هنا من قبل
لكنّ ذلك لا يكفي لاندلاعِ الفتنة..
هكذا سخرتِ الأصابعُ من الكأسِ التي طفحت كثيراً.
يا للعنة
أَعدّي إليَّ قرطاسي قبل أن تسودَ الفُوضى.
مُدّي يدَ العونِ مراراً لتصافحَ هواءَ الظهيرةِ أولاً
فالأولاد الذين قطفوا أزهارَك شعروا بالغَضَاضةِ عند منتصفِ الطريق..
أعلم ذلك لأنَّ ابنةُ الجيرانِ قالت لي ـ
فلنفترضْ أنّكِ ذهبتِ (من دون إنعام نظر)
أو دعست أصابعَكِ هرّةٌ ماكرة
فليس هناك أمرٌ سوى أنَّ قيثارةً أعطانيها الرجلُ الوسيمُ.
إنَّ الشمسَ ستسقطُ في كفّكِ منذ اللحظةِ الأولى في الشارعِ المتكىءِ على الصخرة.
ويلي
كم صعبٍ أن أقبلَ منكِ الابتسامة وفي يومٍ مثل هذا اليوم.
كم تحمّلتُ بشِقِّ الأنفسِ المشيَ.
فالريحُ حرّفت زوارقي لحظةً بلحظة والمطر يهطِلُ بغزارة.
والآن هزّي جذعي، هذا هو يومُكِ أيّتها الظبية.
كم أُحبُّك
كم رششتُ العطرَ عليكِ مُجلياً صدأَ الذكرى،
حيث ظننتكِ هذه المرة في الحديقة، وأنتِ تعرضينَ مفاتنك على الطبيعة،
فيما العطرُ ينسابُ في البريّة.
تعالي لنستكملَ معالمَ الصورة
تعالي لأُهدهدَكِ كهضبْة..
فإنَّ قمرَكِ بغيضٌ (لم يبتسم جَذَلاً).
فكما ترين..
إذ إنَّ المطرَ سيدغدغُ نهدَكِ بحماسة،
وستغطسُ ديدانُكِ في بِرَكِ الماءِ شهوراً طوالاً..
ستجري سيولُكِ صوب الأقمار كفيلقٍ ينهضُ في الحر.
ولأنّكِ لم تغرمي بالطبيعة، فاتبعيني لأستعرضَ عليكِ أيائلي
وهي ترعى في الهضبْة المجاورة.
مهما انفلقتِ المزارع في الطريق فالرملُ سيملأُ الآذان،
وسيطفرُ مُهرُكِ عارياً في النهر قبل أن يهُرَّ جرفُكِ فوق بلاط المدينة.
ممَّ يشتق اسمك؟
وأيّة امرأةٍ أنت؟
أنا أُناديكِ لأصنعَ من هذه العلاقة فُتوّةً مُعدية تعبثُ تحت إبطِكِ الوجل
كأبْنوسةٍ معانقةٍ الهواء.
***
لقد هدرَ صوتُك لسنواتٍ خلت إلاّ من ذلك الهذيان،
وكأنّما ورث عنك الخُشونة..
فلمْ يعد هنالك طائرٌ ينقرُ على ثيابك بموّدة
لا المطر ولا الريح
وإنَّ الطرقَ الذاهبةَ إلى منزلك متعرّجة،
مهما حرقت عيونك اللذّة، وأرهفتِ السمعَ إلى صراخي الذي خنقتهُ حبائلُكِ مرّة..
فكرةٌ كهذه كطفلٍ يعبثُ بورقة.
آهٍ يا عطرَ الورد إنني أعرفكِ تماماً.
كم نبّهتُكِ من الهَرَم في المنزل إبّانَ توطّنك..
كفى صراخاً في العليّة
فاليدُ التي دنت منكِ قصدت نهدكِ الذي زلقَ كسمكة.
كفى كفى يا عطرَ البنفسج، كلّ ذلك مرَّ كصيفٍ هرأَ تباعاً..
صيفٍ سحلَ شراعَهُ إلى اللانهاية.
إلى أين من لكِ هناك؟ من رسمَ طريقك؟
فالآخرون فاجئونا ريثما لوّحنا بزهرةِ الجرجير.
***
ما كان يهمّني هو: أنْ أخرجَ من هرََيانِ الشرنقة،
كدودةِ القزّ التي أُسيء فهمها على نحوٍ دائم.
أفضل العبارةِ أن تحسني الضربَ على أوتارِ القيثارة
وتلْحقي الضررَ بجيوشِ الظلام.
الشجار الجاري بيننا أغاظَ رُبّانَ السفينة.
في ذلك اليومِ الممطر ظننتُ أنَّ رفَّ الحمام سيمُرّ..
كانتِ الشمسُ تنحفُ كفرسٍ مريضة،
بينما الباشقُ يقنصُ الفرائسَ بنُبوءةٍ معتادة
ولعلَّ طائراً تائهاً ضلَّ طريقهُ هناك،
تعالي معي انظري
يا للعنة لماذا طارَ وهو حالمٌ إلى المدنِ الساحلية،
جميعُ الغرباء حيّوهُ عند مروره، وهو ينظرُ إلينا مسروراً مردّداً أُغنيةً مُشوّشة،
ولحُسنِ الحظِّ قطفنا أزهارَ النحس في يومٍ مثل هذا اليوم..
وهذا لا يعنينا أنّها محنةُ البطلِ وحدَه.

ما الخَطب؟
ألمْ تلْحظي عازفَ الكمانِ الفضوليَّ عند الباب
هاتِ الوردةَ من يدِك،
مَن أذِنَ لكِ أن تلْحَقي الضررَ بأزهاري؟
كُفّي عن حدقي بهذهِ الطريقة، إنَّ يديَّ لا تحملُ ورداً ذابلاً،
سيشهدُ لي عازفُ الكمان الفتى المراهق..
أترين؟ أنا نصفُكِ المتوهّج، أين ضحكتُكِ المِرنانة؟
والآن قولي ما الذي يجري هنا؟
إنَّ المطرَ سيغسلُ المزارعَ مداعباً هضبْةَ قلبك،
عندما يتفتّحُ فجأةً ورد الصباحِ الذي حسبتهُ قد ذبل.
آهٍ يا (أختَ القمر) الممتلئةَ حُبوراً..
يعني أن أعزفَ على القيثارةِ بنباهة،
مثل عاملٍ مياومٍ تجمّدت لذائذُهُ على أرضٍ حرجيّة
عاملٍ قصدَ برجَكِ فقط،
هو ذا قصدي لئلاّ تنفرطَ الطيورُ من حولي، وتفرَّ الغزلانُ هاربةً
وينتفشَ شعرُ النمرِ في الباحة.



#كريم_ناصر (هاشتاغ)       Karim_Nasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمر البريّ
- أطلق قمرك لأتنفّس
- غياب الشفرة التأويلية في نص الشاعر شعلان شريف : شتاء أعزل نم ...
- أعناب الدم والبحيرات
- الفنان التشكيلي يوسف غاطي ـ أعمالي أقرب إلى رؤى كافكا والفنت ...
- طواويس الخراب لسعد جاسم: تطعيم العمل الشعري بتقنيات تغريبية
- في نص الشاعر العراقي الراحل عقيل علي : سلامة الدلالة وأصالة ...
- على أجنحة النحل: رماك الله بثالثة الأثافيّ
- أسرّة الفتنة لموفق السواد: مغامرة شعرية لرسم ملامح النص
- على أجنحة النحل: شغب على الطريقة البوهيمية
- أطياف التعبيرية: غواية الحركة ورنين اللون لعدنان حسين أحمد ـ ...
- على أجنحة النحل حُشافة التمر
- الهدم ليس التفكيك والإنتقاص من اللغة ليس الحداثة
- على أجنحة النحل ـ ظاهرة المغتربين
- ثمّة أشياء أخرى لـ (حميد العقابي) ـ التغريب وموضوع التأويل ف ...
- على أجنحة النحل ـ بعر الغنم
- محنة الحمام
- سالم قمرك
- ضيف المرآة
- العنقاء لم ترَ سوى بصيص


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم ناصر - أزهار