أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يوسف ابو الفوز - قتل الأيزيدي والمشي بجنازته !














المزيد.....

قتل الأيزيدي والمشي بجنازته !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما حصل لابناء شعبنا من الايزيدين ، على يد عصابات التكفير الاجرامية ، أعاد الى البال جرائم النظام العفلقي الفاشي المقبور، الذي وأد الالاف من ابناء شعبنا الكوردي المناضل ، خلال عمليات الانفال البشعة ، وكان بينهم المئات من الايزيدين ، نساءا ورجالا واطفالا ، وخلال سنوات الكفاح المسلح لاسقاط نظام العفالقة ، ايام نشاط ونضال فصائل البيشمه ركة ، ومنها التابعة للحزب الشيوعي العراقي ، في جبال كوردستان ، مررنا بتلك القرى الفقيرات ، التي قدمت لنا مختلف المساعدات ، حيث كانوا يتقاسمون معنا خبزتهم ، وعرفنا الكثيرين منهم بشكل مباشر ، وعاشرناهم ، وضحكنا مع اطفالهم ، ولعبنا معهم ، وثم بكيناهم باحرالدمع حين علمنا بما حل بهم من ماس خلال عمليات الانفال سيئة الصيت على ايدي المجرمين العفالقة ، وفي كتابي "اطفال الانفال" الصادر في السليمانية ، شتاء 2004 ، عن وزارة الثقافة في اقليم كوردستان هناك ملحق بصور وقوائم اسماء لبعض من هؤلاء الضحايا من الايزيدين .
يعود اليوم حلفاء فلول وشراذم نظام المجرم المقبور صدام حسين ، ليرفعوا رايات التكفير بأسم الدين ، ويقترفوا واحدة من ابشع الجرائم بحق الناس المسالمين العزل ، ليس لذنب فعلوه ، سوى لانهم ينتمون الى الديانة الايزيدية ، التي هي واحدة من اقدم الديانات التوحيدية المسالمة .
فكرة كتابة هذه السطور، ولدت خلال مروري على بعض المواقع الاعلامية الاليكترونية ، لمطالعة ومتابعة ما صدر حول الجريمة الشنيعة من تقارير وتفاصيل ومن بيانات استنكار وتعزية من مختلف المنظمات والاحزاب والجمعيات ، وايضا من المقالات الصحفية ، وخلال مطالعتي كل هذا استوقفتني بعض بيانات الاستنكار ، التي تتطلب اصدار بيان استنكار خاص ضد طريقة كتابتها واسلوبها ، فهذه البيانات "تدين " الجريمة وتتباكى على " ابناء شعبنا في قضاء سنجار " !! ، ورغم اني لست مع البيانات الطويلة التي تسهب وتبعد القارئ عن الغرض الاساس، الا ان بيانات الاستنكار التي اعني كانت بخيلة جدا بالكلمات على "ابناء شعبنا " !! المتباكى عليهم ، بحيث ان احدها تجاوز قليلا الخمسة عشر كلمة ، وبيان اخر تحدث بشكل مبستروبفقرة قصيرة وردت ضمن بيان ادان " بالجملة " عدة اعمال اجرامية حصلت مؤخرا في وطننا العراق، وكأن "ابناء شعبنا في سنجار " !! لا يستحقون بيانا منفصلا يتضامن معهم ويدين الجريمة التي نفذت بحقهم من قبل اعداء الشعب والوطن ؟؟
اعود لاقول ، لست ضد ان تكون البيانات قصيرة ، فهي يمكن ان تكون برقيات ، وهذا معقول جدا ، ولكن من المضحك ان تكون مكتوبة وكانها " سلة خضرة مشكل " او على طريقة " بدربك أحبيب " ، ولكن اكثر ما اثارني واستوقفني هو ان هذه البيانات لم تجرأ وتسم " ابناء شعبنا في قضاء سنجار" من الايزيدين بأسمهم ولو مرة واحدة كيزيدين ، وكأن " ابناء شعبنا " الساكنين في سنجار قدموا من القمر او المريخ ، وليس لهم هوية معروفة ومعلومة !!
ان هؤلاء الذين يستنكفون وباصرار عن ذكر اسم الديانة الايزيدية في بياناتهم النارية ، أعتبرهم شخصيا من المساهمين في الجريمة بهذا الشكل او ذاك ، فصاحب الفعل الاجرامي الذي ارسل سياراته المفخخة الى الاحياء السكنية الفقيرة ، والى كراجات السيارات ، يتغذى من هذا العقل ذو النزعة التكفيرية ، الذي يتباكى بدموع التماسيح على الضحايا الابرياء وفي داخله يمد لنا لسانه على طول مقاس النصوص التكفيرية التي يخبأها تحت رداء الكلام المنافق المعسول .
ان اصحاب هذه البيانات ، عندي ، كمن يقتل الميت ويسير بجنازته ، فهم يتناسون ـ ولا يريدون ـ معرفة أن الايزيدية واحدة من اقدم الديانات التوحيدية ، تؤمن بإله واحد ، والتي يقطن معتنقوها ارض بلاد الرافدين منذ الاف السنين ، فخبراء الاثار يشيرون الى ان الابحاث بينت ان كلمة "ايزيدي " تعود في اصلها الى كلمة سومرية هي (a..zi-da) المكتوبة بالخط المسماري ، والتي تعني الطريق الحق والذراع الأيمن ، وهذا يتلائم تماما مع بعض ما يقول به الايزيدون عن دينهم نحن "على دين الحق والطريق الصحيح" . وللاسف ، ولاسباب كثيرة ، لم تتوقف المظالم والاساءات والاعتداءات على الايزيدين منذ أيام السلطنة العثمانية وحتى ايام الحكم الملكي في العراق ، وفيما بعد في ايام الديكتاتورالمجرم صدام حسين ، الذي صار معروفا كيف تأمر لاثارة نقمة الشيعة المسلمين على الايزيدين وذلك بأن البس وحدات من قوات الحرس الجمهوري ملابس الايزيدين وارسلهم لمهاجمة بعض المواقع في مدينة كربلاءايام انتفاضة اذار 1991 .
ان اصحاب هذه البيانات ، التي تتطلب التوقف عندها بحزم ، والتصدي لأفكارها التي تقصي وجود الاخرين ، ولا تعترف بهم ، يصبون شاؤا ام ابو في ذات المجرى الاسن الذي يغذي العصابات التكفيرية ، وكان يغذي نظام المقابرالجماعية المقبور ، الذي همش كل الشعب العراقي، والذي اورثنا حطام بلد وشعب ، وما هم عندي الا جزء من هذا الحطام والبلوى .
اليس كذلك ؟؟



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شئ من تأريخ -عوعو- والرياضة العراقية !
- حكاية قلب طاف بين أروقة المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- من اجل ان ينال كل المجرمين المشتركين في جرائم الانفال جزائهم ...
- فضائية الفيحاء وما جاورها
- على حافة الشعر : بطاقات أنصارية لميلاد الحزب الشيوعي العراقي ...
- جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 3 3
- جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 2 3
- جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 1 3
- محمد حمام القلب اليساري !
- العراق في فلم وثائقي في التلفزيون الفنلندي
- على هامش أحوال الثقافة العراقية !
- أوراق عائلية 4 : أنا وزوجتي والشهداء
- نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي : هل يجوز أن ...
- تداعيات عند باب العام الجديد : حكايتي مع - الخنزير الصيني - ...
- هاجس عن العراق الذي نعرفه !
- سر القبور الجماعية المكتشفة في فنلندا ؟
- رسائل الاطفال الفنلنديين الى رئيسة جمهوريتهم
- اطفال الانفال 8
- نيكاراغوا ودروس نضالية جديدة
- موجة عراقية جديدة من اللاجئين الى أوربا


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يوسف ابو الفوز - قتل الأيزيدي والمشي بجنازته !