أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - يوسف ابو الفوز - جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 1 3















المزيد.....

جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 1 3


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1859 - 2007 / 3 / 19 - 11:22
المحور: سيرة ذاتية
    


1
لا تزال في تأريخ العراق الكثير من الصفحات الغامضة التي تحتاج الى باحثين موضوعيين ، لاماطة اللثام عنها وكشفها ومحاكمتها بشكل علمي ، لتتمكن الاجيال الجديدة من بناء الذات بشكل سليم واللحاق بركب الحضارة التي فاتنا قطارها. وتشكل كتب السيرة والمذكرات احد المصادرالمهمة للباحثين للتعرف على الكثير من الاسراروالاحداث والوقائع لاستخلاص الدروس ، ولكننا في العراق وبمرور سريع على كتب السيرة والمذكرات المنشورة ، يمكن ان نفهم جيدا التحذير الذي اطلقه الباحث العراقي الدكتور رشيد الخيون في مقال له نشر على العديد من المواقع الاليكترونية " على الباحث عند الاضطرار للرجوع الى المذكرات وخاصة مذكرات الساسة بشكل عام عليه ان يتعامل معها بحذر" ، الذي يدفع بالدكتور الخيون لهذا الموقف هو حقيقة كون " المذكرات التي قرأناها للساسة والادباء العراقيين هي نوع من تنزيه الذات.. من يكتب مذكراته يسردها وكأنه لم يرتكب خطأ في حياته او طفولته او اثناء ممارسته للسياسة.. هذا عيب كبير في المذكرات " .
حول اسلوب كتابة السياسيين العراقيين لمذكراتهم ، وفي مطلع عام 1990 ، في مدينة موسكو ، اتيحت لي مرة فرصة النقاش مع السيد باقر ابراهيم ، العضو البارز ، ولفترة طويلة ، في قيادة الحزب الشيوعي العراقي ، ويعد من ابرز مهندسي ومنظري تجربة التحالف مع حزب البعث ، بعد ان قدم لي فصول من مذكراته ، التي نشرها فيما بعد ، وبعد انتهائي من قراءة الفصول المذكورة ، لم اجد فيها جوابا على كم من الاسئلة ، التي تتعلق بالموضوعات التي تناولتها المذكرات ، والتي ترد في بال اي عراقي ، ناهيك عن شيوعي تواق للمعرفة وسط اجواء اضطراب فكري تجتاح العالم الماركسي والانظمة الشيوعية في حينها ! حضر النقاش يومها ايضا السيد عدنان عباس " ابو تانيا " ، وكان عضوا في اللجنة المركزية للحزب ، وكان السؤال الابرز الذي كررته امام الحضور وربما اغاض البعض بشكل ما : أين مسؤولية كاتب المذكرات من كل ما يتحدث عنه من اخطاء وكوارث التي عايشها وكان من صناع القرار فيها ؟
هذا السؤال يبرز في بال كل قارئ يتصفح ويقرأ كتاب اي قائد سياسي ، ولقد تناول كتاب عديدين بالنقد كتب المذكرات للقادة من التيار القومي ، وخصوصا البعثيين ، والذين لا نجد فيها اي اشارة لمراجعة الاخطاء وتحمل جزء من مسؤولية ذلك ، ولكن بعض من قادة اليسار العراقي كتبهم لا تختلف عنها من حيث المبدأ والاسلوب ، مع الفارق في الموقع النضالي ، فلو راجعنا بعض من مذكرات القادة السابقين للحزب الشيوعي العراقي سنجدها ليس سوى محاولة تصفية الحسابات ونشر غسيل ، ومحاولة تنزيه الذات ، بحيث يدفعك الامر للتعامل بحذر وتشكك بكل ما ورد في الكتاب ، ويظل في بالك السؤال الازلي : ان كان الجميع بعيدين عن الخطأ وابرياء ومنزهين ، من كان المسؤول عن كل النتائج السلبية في العمل ؟
2
عن دار الرواد ، صدر في بغداد مؤخرا ، للمناضل الشيوعي والكاتب السياسي جاسم الحلوائي (المعروف بأسم ابو شروق ) كتاب ( الحقيقة كما عشتها ) ، وهو ينتمي الى كتب السيرة الذاتية والمذكرات . والكاتب ، المولود في كربلاء عام 1932 ، عرف كواحد من القادة المخضرمين للحزب الشيوعي العراقي وتحمل كما تشير المذكرات مسؤوليات عديدة ومهمة داخل مؤسسة الحزب الشيوعي العراقي ، فهو كادر حزبي متقدم لفترات طويلة ، وترشح الى اللجنة المركزية في اب عام 1964 وصار عضوا فيها ، وبقي يتحمل هذه المسؤولية حتى 1985، وعضو سكرتاريتها لاعوام 1973 ـ 1978 ، وكان لفترات مختلفة مسؤولا للجنة التنظيم المركزي "لتم"، وكان عضوا في العديد من اللجان الحزبية التي لعبت دورا اساسيا في رسم سياسة الحزب، وربما من اهمها اللجنة التي درست موضوعة التطور اللاراسمالي قبيل مؤتمر الحزب الثالث عام 1976 واوصت بتبينها كسياسة فكرية للحزب ، اضافة الى قيادته العمل التنظيمي في بعض منظمات الحزب خارج العراق ومنها منظمة الحزب في طهران حيث فصل الكتاب في الحديث عن هذه الفترة . والرفيق جاسم الحلوائي معروف كقائد جماهيري ميداني خبر جيدا ظروف وتقاليد العمل السري ومصاعب الاختفاء وقيادة النضالات الجماهيرية المطلبية العلنية والنضال الحزبي التنظيمي السري ، وهو في كل هذا تعرض الى امتحانات قاسية ومرة ، من الملاحقة والمطاردة والاعتقال المتكرر في ظروف قاسية نفسية وجسدية ، والتعرض الى التعذيب البشع وعرف عنه الصلابة والصمود في وجه جلاديه ، وليس ختاما هناك ايضا العديد من قصص الخيال الشعبي والنوادر المروية عنه بين الناس من باب الحب والتقدير لمسيرته النضالية ، خصوصا قصص هروبه من السجن وافلاته المتكرر من قبضة السلطات الحاكمة ومحاولات القبض عليه من قبل جلاوزة وشرطة الانظمة . وذلك كله اهل الرفيق جاسم الحلوائي ليكون شاهدا على كثير من الاحداث الوطنية والسياسية في العراق والمنطقة ، اضافة الى عمله ونشاطه في مركز القرار لواحد من اعرق الاحزاب السياسية العراقية ، مما يجعل شهادته مهمة لنتعرف على التحولات والتغيرات والعلاقات داخل مؤسسة الحزب الشيوعي العراقي .
جاء الكتاب من 288 صفحة من القطع الكبير وتوزع على 19 فصلا حملت عناوين رئيسة ، غطت مسيرة نضالية حافلة امتدت لاكثر من نصف قرن . غلاف الكتاب كان من تصميم الفنان المبدع فيصل لعيبي ، الذي قدم تصميما جميلا مبتكرا لكن للاسف لم يتم اخراجه بشكل مناسب ، وحمل الغلاف الاخير كلمة للمناضل عادل حبة " ابو سلام " ، وهو من رفاق الكاتب في رحلته النضالية في قيادة الحزب الشيوعي العراقي . الى جانب فصول الذكريات ، التي رواها الكاتب وشملت تفاصيل تجربة الكاتب في العمل الحزبي ، حوى الكتاب فصولا ملحقة ، منها فصلا حوى رسائل متبادلة بين الكاتب وذوي بعض الشهداء، وفصلا يعتبر من الاهمية رغم قصره (26 صفحة) الا انه حوى مراجعة فكرية مهمة اجراها الكاتب للعديد من مفاصل عمل الحزب الفكرية ، وجاءت كاجوبة على اسئلة قدمها طالب اجنبي في كلية الدراسات الشرقية في لندن ، وتوزعت تحت عناوين (حقيقة علاقة القيادة السوفياتية بقيادة الحزب الشيوعي العراقي في عقودها ااخيرة ) ، (الايدلوجيا والبراغماتية في سياسات الحزب الشيوعي العراقي السابقة ) ، (الديمقراطية في الحزب الشيوعي العراقي ) وايضا (اتفاقية اذار وموقف العرب والكورد في اللجنة المركزية).
وحوى الكتاب بعض الصور التي توزعت في متن الكتاب ونهايته ، اراد لها الكاتب ان تضيف روح وثائقية لمادة الكتاب الا ان عدم وضوح بعض الصور، وطريقة طباعتها واخراجها غير المتقنة افقدتها قيمتها المرجوة . ويمكن القول ان هناك ضعفا ملموسا في اخراج الكتاب بل واخطاء اخراجية لا تغتفر ، ويتحمل مسؤولية ذلك بشكل اساس دار النشر، الا ان ذلك بالطبع لم يقلل من اهمية الكتاب وقيمته. وبحكم كون مادة الكتاب نشرت اولا على شكل حلقات على بعض المواقع الاليكترونية ، فأننا نجد الفصول الاساسية حملت عناوين فرعية كثيرة ، مما جعل الكتاب يحتفظ بشئ من نكهة العمل الصحفي في تبويبه وترتيب فصوله ، وحتى في كتابته.

يتبع ...



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد حمام القلب اليساري !
- العراق في فلم وثائقي في التلفزيون الفنلندي
- على هامش أحوال الثقافة العراقية !
- أوراق عائلية 4 : أنا وزوجتي والشهداء
- نحو المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي : هل يجوز أن ...
- تداعيات عند باب العام الجديد : حكايتي مع - الخنزير الصيني - ...
- هاجس عن العراق الذي نعرفه !
- سر القبور الجماعية المكتشفة في فنلندا ؟
- رسائل الاطفال الفنلنديين الى رئيسة جمهوريتهم
- اطفال الانفال 8
- نيكاراغوا ودروس نضالية جديدة
- موجة عراقية جديدة من اللاجئين الى أوربا
- اطفال الانفال 7
- عن الحزب الشيوعي العراقي والعمل بين الشبيبة والطلبة
- أطفال الانفال - 6
- رسالة مفتوحة الى المثقفين العراقيين المقيمين خارج الوطن
- قصة قصيرة لها قصة طويلة
- اطفال الانفال 5
- هل من مجيب على السؤال : الا ترون قفص الاتهام في جرائم الانفا ...
- هل يتطلب تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي ؟


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - يوسف ابو الفوز - جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 1 3