أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - فصل من رواية :صفر خمسة تسعة2















المزيد.....

فصل من رواية :صفر خمسة تسعة2


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 07:19
المحور: الادب والفن
    


الطرف الآخر على أذنه، ويتحادث مع صديقه عن مختلف الأشياء، دون أن يعكر عليهم تشويش المروحيات ويحول دون سماعهما الأخبار أولاً بأول.. (صفر خمسة تسعة ) تفتقر الرد على قدرة التشويش، وتقنيتها الفائقة لا ترقى لمستوى رأس إبريق فخاري لا سطوة للتشويش عليه.. والسعال المخنوق مازال يداهم العجائز الذين حارت صدورهم بين التلوث ولفائف دخان الهيشة الذي لا يتذوقون طعماً سواه.
طفل يسأل أباه عن سر هذه الانفجارات وأسبابها !
يأتي رد الملثمين بعد لحظات ، القوات الغازية تنسحب بعد أن استحال عليها التقدم دون دفع خسائر مضاعفة ..
الحصيلة الأولية سقوط سبعة شهداء، وإصابة العشرات، ومنع تقدم قوات العدو بعد أن دمرت العديد من ورش الحدادة.. علق البعض على هذه الأنباء: انسحبت بعد تنفيذ المهمة الموكلة لها.. علق البعض الآخر: انسحبت جراء المقاومة الشرسة التي تعرضت لها وحجم الخسائر التي تكبدتها.
في الصباح، كان حجم الدمار مرعباً، وعدد الزوار الذين يستطلعون الأمر يفوق حضورهم في المناسبات السعيدة.. يمسحون المشهد بعيونهم الدامعة، فيما أصحاب المباني والورش يتقبلون المواساة.. همس صديق في أذن صديقه: لو تبرع كل زائر بخمسين شيكلاً سيتم إعمارها في اللحظة والتو!
وفي ميدان فلسطين تزداد حركة شراء بطاقات (صفر خمسة تسعة )، فيما مكبر صوت محلات الدهشان يصمت تماماً.. أصحاب المحلات التجارية يقفون إلى جوار أبوابها المغلقة بانتظار استجلاء الأمر،ما إذا كان هناك إضراب تجاري حداداً على أرواح الشهداء، أم أن التريث إلى حين اتضاح الصورة أمر مطلوب تمشياً مع الظروف المستجدة، واحتراماً للدماء ومشاعر الحزن على مصاب الآخرين.
شروخ الماضي تكبح عجلة تطور الحاضر، وتبعثر أفق المستقبل في فضاءات حيادية.. لزوجة العرق توقظ الناس وتجعل روائح ليلهم الخامل المتكئ على مراوح الهواء الكهربائية نسقاً يكاد يكون مألوفاً.. ثنائية الأشياء ومنطقها اللامعقول يعكر أهزوجة الفرح، ويضفي على الرموز أبعاداً إضافية تحد من حركتها وتقمع تطلعها نحو التجديد..
الحياة تواصل دورتها الطبيعية عند البعض، فيما عند البعض الآخر، ثقيلة مملة تبعث على النفور والتقزز؛ إنها المعادلة النسبية لمختلف الأشخاص.. موزعو بطاقات (صفر خمسة تسعة)، أسوة بالكثيرين، يعبئون بما يدور مؤقتاً، ثم يواصلون صراخهم المعهود دون النظر إلى مخلفات الماضي الذي لم تمر عليه سوى سويعات قليلة، تستهويهم التجمعات فيندفعون صوبها على أمل بيع أكبر قدر ممكن من البطاقات في مثل هذه الأجواء، غير أنهم يفاجأون عندما يزداد الطلب على البطاقات الإسرائيلية التي لا تتعرض لنفس القدر من التشويش.. تنفد سريعاً من السوق، وما يتبقى منها يرتفع سعره، فيتشبث به الموزعون باعتبار إغلاق المعابر يحول دون وصولها، والناس دائماً يركضون وراء الأشياء المفقودة، أو التي على وشك النفاد، إنها سنة الحياة التي لم تتوقف منذ بدء الخليقة !
أبو العبد يضع سيارته في المرآب أمام البنك العربي، ويترجل منها حاملاً حقيبة البطاقات، ومتجهاً صوب حشود الموزعين الفرعيين، كاسراً حاجز الاحتكار للبطاقات الإسرائيلية، فيستشيط منه التجار المتكتمون على البطاقات غضباً. بعضهم يتوعد بانتهاز أقرب فرصة للنيل منه تجارياً، فيما البعض الآخر يهتف بأعلى صوته: لا للاحتكار !
أبو العبد، يقف كالطاووس مزهواً.. يتحلق حوله العديد من الموزعين متسائلين:
هل تم فتح المعابر ؟
يرد عليهم بكبرياء الجندي العائد من القتال منتصراً:
-الاحتكار عدوي، ودائماً أعمل على مقاومته !
- لم تجبنا. هل تم فتح المعابر ؟
-لا أعرف ولكن البطاقات الموجودة معي قديمة ومن خلالها أحاول تحطيم فرصة استغلال المواطنين..
صوت من بعيد يرتفع، وآخر على مقربة منه يرد عليه، وثالث تتحرك شفتاه دون سماع ما يقول.. همهمة تسري وسط ميدان فلسطين تختلط فيها المعاني والمفردات، وتختلف معها الصيغ والتعابير..صوت جَهْوََريّ يكسر حاجز الفوضى التي دبت منطلقاً من حنجرة رجل جالس علي كرسي صغير بالقرب من بائع الخروب:
- آه، يا خون ! جاءكم كبير السوق ..
يندفع الناس جهة التجمهر، ينظرون ماذا يحدث.. حب الاستطلاع يضاعف الحشود.. الشرطة تقترب متسائلة: ماذا في الأمر ؟ .. الضابط المسئول يطالب الحشود بالمضي، وعدم عرقلة السير.. السيارات تطلق أبواقها.. يزداد اقتراب الناس من بؤرة التجمع..
يسر موزع فرعي لبطاقات (صفر خمسة تسعة) في أذن أبو العبد بضع كلمات.. ينسحب الأخير من بين الجموع دون التفوه بكلمة خشية زيادة الأجواء توتراً..
ينسحب الموزعون الفرعيون تباعاً.. يهدأ الضجيج رويداً رويداً إلى أن يذوب أمام مكبر صوت محلات الدهشان للأدوات المنزلية:
" املأ المطبخ بشيكل". الناس دخولاً وخروجاً يتدفقون من محلات الدهشان وإليها دون ضابط ، الفوضى أحياناً تعم، وأحياناً أخرى تتوقف، ومكبر الصوت تختلف وتيرته حسب الحالة، تارة يرتفع، وثانية ينخفض كأنه يعمل على إيقاع خطوات الناس داخل المحلات، فعندما يزداد الازدحام يحاول الإيعاز بضرورة التريث إلى أن يصبح هناك متسع للوافدين. والعاملون يعرفون أدوارهم تماماً، صاحب مكبر الصوت أصبح ضليعاً بهذا العمل أكثر من سواه، بات التعويل عليه ركناً من أركان العمل وحيويته، وأمين الصندوق لا يشغله عن المحاسبة سوى توقف الناس عن دخول المحلات، ومراقب الحركة لا يكف عن متابعة الداخلين والخارجين مهما حدث من تغيرات.. ثمة أمر يدعو للتأمل والبحث عن الدوافع والأسباب بعيداً عن الربح والخسارة: السعي وراء ضجيج الشهرة وعلو الاسم !
معظم الناس يتساءلون: هل أصحاب محلات الأدوات المنزلية يربحون أكثر من النصف في الصنف الواحد ؟ كيف نفسر هبوط الأسعار إلى مادون النصف على يدي الدهشان ؟
أصحاب المحلات الآخرين يؤكدون أن الأسعار الحالية أقل بكثير من السعر الأصلي، الأمر الذي يدفع إلى الاعتقاد أن هناك دوافع أقوى من مقدار الربح تقف وراء هذا المنطق.
ومنطق الدهشان أنه استورد بضاعة جديدة سعرها أقل بكثير مما هو سائد، في البيع الكثير ربح كثير وإن كان الهامش قليلاًً .


* * *

ميدان فلسطين محاط بالمحال التجارية من كل صوب.. شارع عمر المختار يشطره نصفين.. يقف على رأس النصف الشمالي من الشرق، محل زقوت للساعات، صاحبه رجل طاعن في السن يسعى دائماً نحو ترميم معرفته بالساعات الحديثة التي تغزو الأسواق يومياً، لم تكن مثل هذه الساعات موجودة عندما تعلم الصنعة، غير أن ابنه البكر تشربها مع قهوة الصباح، يحاول دائماً الارتباط بما هو جديد تاركاً للأب التعامل مع الساعات القديمة التي يعرف تفاصيلها أكثر من سواه، لدرجة لم تتح فيها الإمكانيات لإنشاء مصنع إنتاج قطع غيار للأنواع التي فقدت من الأسواق جراء التطور، ومع ذلك مازال متمسكاً بالقليل منها عند أصدقائه القدامى، يحاول إقناعهم على الدوام بضرورة المحافظة عليها بغض النظر عن ثمنها، معتبراً ذلك أولوية لا تقبل المساومة، ليس فقط لأنه ارتبط بها بحبال لا تنفصم عراها، بقدر ما هو متمسك بالحياة مهما بلغت قسوتها.
عند الظهيرة يتجمع الأصدقاء القدامى داخل المحل الذي لا يتسع لمزيد من التأمل واستشراف المستقبل، ينظرون من وراء ظهورهم إلى الماضي الذي يشرف على النهايات، لعلهم يلمسون شيئاً لا يخطر على بالهم قبل عقود.. يأخذهم الحديث في مساربه، ويقذفهم على أبواب التوقف وإعادة إنعاش الذاكرة بعد أن أصابها اليباس جراء الإضرابات التجارية المتلاحقة في عهد الانتفاضة الأولى؛ فضلاً عن الانقطاع الذي أصاب الأصدقاء في أعقاب إغلاق المحل، والذهاب إلى بلاد الحرمين الشريفين، وأداء مناسك الحج.
يمضون ساعة تقريباً، ثم يغادرون المحل بعد مجيء زقوت الشاب، مفسحين له المكان حتى يتمكن من ممارسة عمله بعيداً عن التفكير بذات العقل الذي استنفد قدرته على التعاطي مع آ ليات العمل الجديدة التي تشكل قيداً على الأنماط القديمة، الأمر الذي بات يلبي حاجة الزبائن المراجعين حسب توقيت المراحل وما يرافقها من قدرة عالية على التعامل مع الزبون، وتوفير احتياجاته تبعاً للفارق الزمني بين الأب والابن.
أما على اليمين من محل زقوت، مطعم وكافيتريا غزة هاشم، ورغم أن هذا المطعم حديث العهد، إلا أنه بات عنواناً للكثير من الناس.. العاملون فيه لا تتلاشى الابتسامة عن وجوههم..يقابلون الزبائن بالترحاب والبشاشة حتى إن لم يكونوا مستعدين لتناول وجبة الطعام من الشاورما ذات الطعم الشهي التي تفوح منها روائح الشواء على ضفاف الشارع..
المطعم لا ينقطع دخول الناس فيه والخروج منه، رجال ونساء من مختلف الأعمار، علماً بأن الغالبية العظمى لا تتجاوز أعمارهم العقد الثالث، البعض منهم دائم الحضور، وكأنه على موعد مع أصحاب المطعم، أو العاملين فيه، أو ربما مع أصدقاء تواعدوا باللقاء في هذا المكان.. المعاملة الحسنة، والخدمات المريحة تضاعف أعداد الزبائن يوماً بعد يوم، حتى غدا لافتاً للنظر، ومحل حسد الحاسدين.
عند المساء تكون الحركة في ميدان فلسطين قد تقلصت إلى حد يسمح بنشر بعض الكراسي أمام بنك الأردن الذي يحده من اليمين، مما يدفع المنهكين من صرافي العملة جراء الوقوف والتجوال إلى الجلوس والاستراحة بعض الوقت ريثما يأتيهم أي زبون، فيغدوالمكان عامراً على الدوام حتى مشارف منتصف الليل، الأمر الذي يشجع المارة بالتجمع أحياناً مستأنسين بالإنارة حتى وإن كانت الأجواء مشحونة بالمخاطر واحتمالات الاجتياحات الإسرائيلية الليلية.
وعلى العكس تماماً، يكون بنك الأردن مقفلاً باب مدخله في الفترة المسائية، في حين لا يدخله أو يخرج منه سوى الحراس الذين يعملون على حمايته على مدار ساعات الليل والنهار، قاطعين بذلك أي إمكانية لإقامة علاقات شخصية يتيح للبعض الشكوك أن البنك ربما يصبح ذات يوم ضحية لعصابة غير منظمة، همها السرقة فقط دون إعمال التفكير بالخطط الكبيرة التي تحتاج إلى قدرات هائلة من التضليل والتمويه قبل بدء العمل وبعد الانتهاء منه، بينما يكون النهار منذ الساعة الثامنة صباحاً، على النقيض تماماً، حيث الحركة تدب والمعاملات تسير على قدم وساق.. الموظفون يسعون قدر الإمكان للقيام بمهامهم على أكمل وجه، ودون الحاجة إلى مراجعة المدير العام للبنك إلا عند الضرورة القصوى؛ حتى لا يقعوا في الأخطاء التي تكون جريرتها الملاحقة القانونية..
الزبائن يدخلون ويخرجون باللباس المختلف والحقائب المتمايزة، بعضهم رسمي أكثر مما ينبغي، وبعضهم الآخر لا يعبأ بنفسه، الأمر الذي يعكس التفاوت بالاهتمامات، والثقافات، والنظرة إلى المجتمع، مما يوحي أن معظم شرائح المجتمع لها علاقة بشكل أو بآخر بالمعاملات البنكية لما تسهله من معاملات تجعل الحركة التجارية دائمة الحيوية والنهوض قياساً لما تشكله في حالة الغياب .
العبوس والانبساط ينعكس على الأشخاص ،ويتفق مع الأمزجة تبعاً للحاجة ، ومدى الاستجابة لها من قبل البنك بالرجوع إلى السجل ، أو المعاملات الخاصة لكل زبون .. التسهيلات تقدم للبعض ، وتحجب عن البعض الآخر ، حسب توفر الشروط والمواصفات المطلوبة من عدمها .. سلطة النقد تتابع عن كثب معاملات البنوك ، والتزامها بالقانون الذي يحدد كيفية إجراء المعاملات وتيسيرها على المواطنين دون المساس بالمعيار العام ، هذا ما يحاول تسويقه مدير عام البنك على الزبائن الذين لا يحظون بتقديم التسهيلات التي يطلبونها دون توفير الضمانات لذلك ، لاسيما وأن الأمر يتعلق بالحديث عن المال وإمكانية وقوع المصارف البنكية في شباك الاحتيال ، والتعرض لحالات النصب والإفلاس . ومع ذلك يبقى شيء واحد أكيد : استمرار عمل البنك مهما كانت مسوغات عدم رضا بعض الزبائن !
إلى الجوار من مدخل بنك الأردن ، صيدلية نصر ؛ هذا الاسم حملته حديثاً ، كانت قبلاً تحمل اسم صيدلية الشعب ، إلى أن نشب الخلاف بين المالك للمكان والمستأجر ، أسفر عن صدور حكم بإخلاء الموقع وتعويض المستأجر عن السنوات التي أمضاها ، فما كان من المالك إلا أن غير الاسم وأبقى على المهنة بسبب شهرة هذه الصيدلية، غير أن حجم مبيعاتها لا يساوي المقدار الحقيقي للأجر، ومع ذلك ، يرفض المالك تأجيرها بآلاف الدنانير الأردنية .. آثر الإبقاء عليها كما هي رغم معرفته بالخسارة الناتجة عن هذا العناد من الزاوية التجارية، ولا أحد يعرف سر هذا الإصرار ومنطقه ، ولكن الأهم ، عندما بدأ صرافو العملة الجوالون العمل في هذا الموقع والوقوف أمام واجهة المحل حدث الكثير من المشادات دون قدرة إبعادهم عن الواجهة في ظل غياب القانون وأدوات تنفيذه ، الأمر الذي دفع صاحب الصيدلية إلى العزوف عن ملاحقتهم ،والتحرش بهم، مستسلماً للأمر الواقع أمام عدم وجود مصدر دخل للعاملين في هذه المهنة،على أن المسألة لم تقف عند هذا الحد ، بل جاء بائع الخروب ووضع عربته ، ثم عربة بائع النثريات ، وآخر لبيع ملابس الأطفال فيما بعض بائعي بطاقات (صفر خمسة تسعة) بدلاً من الوقوف على مدار اليوم ، اصطحبوا معهم كراسٍ صغير سرعان ما يحملونه ويمضون متجهين إلى مكان آخر حسب الزبائن وسقوط الشمس وحالة الطقس ، فضلاً عن البحث الدائم عن أفضل الأماكن وأهمها ، وحركة مرور الناس والسؤال عن البطاقة ، دون الأخذ بعين الاعتبار اقترابهم من بعضهم البعض وبروز المنافسة بينهم لدرجة تحول دون المزيد من الربح ، وأحياناً تتسبب بالخسارة .
أما صاحب الصيدلية ، فقد وقع بين نارين ، الأولى عدم قدرته على التراجع بعد استسلامه لصرافي العملة ، والثانية تدفق المزيد من الباعة الذين أغلقوا واجهة المحل أمام احتمالات وصول الزبائن إليه ، خاصة إذا ما كانوا من السيدات اللواتي يتحاشين المرور من الأماكن المزدحمة التي من شأنها تعريضهن للتحرش ، علماً بأن أحداً من الباعة لم يسبق أن أشيع عنه هذا النمط من السلوك ، فغدوا بمنأى عن الشكوك . صحيح أن الصيدلية لها واجهتان تطلان على شارعين ، ولكن الواجهة الثانية مغلقة فعلياً بفعل وجود باعة الفواكه الذين لا يتورعون كل لحظة عن كيل السباب والتراشق بالتالف من الفواكه بين بعضهم البعض ، وأحياناً على المارة "الذين يعطون الوجه الآخر عندما يصفعون" . الأمر الذي دفع صاحب الصيدلية ، منذ البدء إلى إغلاق الباب بالواجهة الزجاجية فحال دون دخول أي زبون منها .
على أية حال ، هذه الواجهة تطل على شارع يمتد حتى حدود الجامع الكبير مروراً بسوق الزاوية ، ومحلات العطارة ، والخضراوات ، والبقوليات ، والحبوب ، والأدوات المنزلية ، وبعض محال القرطاسية ، وبائعي السجائر بالجملة ، وأصحاب محلات المكسرات والشوكالاتة ، ولعب الأطفال ، والجزارين،وإصلاح وترميم الأحذية التالفة والشنط المدرسية القديمة ، والأجبان المصرية المهربة ، بالإضافة إلى النسوة اللواتي يبعن المنتج الفائض عن الحاجة من أراضيهن . هذا الشارع كان، وما يزال، يعرف بسوق الزاوية منذ عقود طويلة لا ترقى لها الذاكرة ، أو ربما لم يعد أحد من الذين عاصروا هذه التسمية على قيد الحياة .
ومن الجهة الشمالية المقابلة للصيدلية ، بعد تجاوز الشارع ، محل المصري للفواكه ، هذا المحل قبل أن ينتقل صاحبه الأول ، الأب






#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة
- الحداد أربعون يوماً
- الفصل 16 من رواية كش ملك
- الفصل 15 من رواية كش ملك
- الفصل 14 من رواية كش ملك
- الفصل 13 من رواية كش ملك
- الفصل 12 من رواية كش ملك
- الفصل 11 من رواية كش ملك
- الفصل 10 من رواية كش ملك
- اضاءات على مسرحية -من أكبر-
- العراق في خط الدفاع الأول
- الفصل 9 من رواية كش ملك
- على أمريكا أن تكون أكثر عقلانية ..
- الفصل 7 من رواية كش ملك
- الفصل 8 من رواية كش ملك
- صدور حكم الإعدام بحق كتاب -قول يا طير-
- الفصل 6 من رواية كش ملك
- الفصل 5 من رواية كش ملك
- الفصل 4 من رواية كش ملك
- رسائل حب إلى أطفال لبنان


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - فصل من رواية :صفر خمسة تسعة2