أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حبيب هنا - الحداد أربعون يوماً














المزيد.....

الحداد أربعون يوماً


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 06:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


مضى الأربعون يوماً على حداد القبائل لم نسمع خلالها سوى عويل الثكلى وفراق الأحبة والأصدقاء وبكاء على الأطلال ثم صرخة هنا وأخرى هناك تطالب بالثار للدماء والكرامة التي هدرت دون وجه حق. حشد البعض من أقصى الدنيا إلى أقصاها، فيما أخذ البعض الآخر باستجداء العطف معللاً سلوكه بأن ما حدث كان لا بد منه بعد أن تعذر العيش والتعايش مع الوضع كما كان عليه في السابق. فالأخوة أصبحوا أبناء عمومه، وأبناء العمومة مطالبين ومطلوبين لبعضهم البعض في لحظة مفارقاتها غريبة عن حياة وعادات وتقاليد شعبنا الذي ما أن تصيبه نكبة حتى يهب مسرعاً للتعاضد والتضامن وتقديم يد العون والتخفيف من المصاب كي لا تشكل حالة إحباط تطول التقاليد الراسخة والمعنويات العالية للمقاومة والتضحية بغية الوصول إلى النصر.

والآن، هدأ الأمر قليلاً وبات مطلوباً من شيوخ القبيلتين أعمال العقل والتفكير في الخروج من ركود الاحتمالات والسعي نحو الثأر وما يخلفه من توريث للدم كفيل في وضع الجميع في مهب الريح، في وقت نحن فيه أحوج ما نكون لرفض سياسة الأمر الواقع والانطلاق من اللحظة التي بتنا عليها، باعتبار ذلك يعقد الأمر ولا يجعل له مخرجا لاسيما وأن الجرح الذي غار عميقاً أصاب وجدان الشعب برمته مما يجعل البحث عن مخرج جدي وحقيقي بعيداً عن المساومات والابتزاز أمراً مطلوباً أكثر من أي وقت معنى، كي ندفن هذه الأحداث مع قتلانا ولا نفكر في النظر إلى الخلف مهما كانت دوافعه، ولكن ليس دون أن نأخذ منه الحكمة والعبرة حتى لا نقع مرة أخرى فريسة الغرور والاعتداد بالنفس أكثر من اللازم.
من هنا، دعونا نبحث سوياً عن مخرج يجنبنا انتظار الضياع والذهاب إلى المجهول، لأن جميعنا سيكون هناك حيث لا مفر من أن نكون سوياً مهما حاولنا الهروب؛ فالتنين ينتظر الناجي منا في نهاية النفق.
إذن، علينا ألا نبدأ من اللحظة الراهنة، ولا كذلك من اللحظة الأخيرة لما كان عليه الوضع قبل الأحداث، بل أن نعيد صياغة وضعنا الداخلي بما يكفل التوافق بعيداً عن اعتبار أن تنازلاً هنا أو هناك هو خسارة لما بالبيد، لأن الخسارة الحقيقية استمرار الوضع كما هو الآن ،فالأمور لا تقاس بمقدار المكاسب الشخصية لأنها باختصار لا تبني وطن، الوطن الذي حلمنا به ووعدنا أطفالنا ومعهم كل الأجيال القادمة أن نشيده على أحسن ما يكون مهما قدمنا من تضحيات وعذابات على مر السنين.
وعليه، ينبغي وضع الحجر وسط عباءة شيوخنا الأوائل من أمثال الشقاقي وأبو علي مصطفى وأحمد ياسين وياسر عرفات، حتى يشارك الجميع في حمله من كافة أطرافها كي ننهض عالياً بكعبتنا ولا نفضل أحداً على احد إلا بمقدار ما يقدمه خدمة للوطن والمصلحة العامة.
لقد آن الأوان للجلوس والحوار ولكن قبل ذلك يجب أن نكون مسلحين باستخلاص النتائج وإجراء التقييم، وفوق ذلك، الاستعداد لإنجاح الحوار وعدم العودة إلى الاحتكام إلى السلاح مهما كانت الأسباب، على أن تسلم مقار الأجهزة الأمنية إلى طرف عربي (مصر مثلاً) عهدة يتم إعادتها بعد الانتهاء من الحوار وبناء جهاز امني مركزي تشارك فيه جميع الأطراف ويكون مصاغ تبعاً للاحتياج والضرورات وخدمة المواطن والمحافظة على سلامته. وأعتقد أن النوايا إذا ما صدقت قادرة على تجاوز هذه الأزمة والانطلاق صوب المستقبل بمفاهيم جديدة تأخذ بالحسبان الإفادة من الأخطاء السابقة والإبقاء على فتح جميع الملفات حتى انجازها بما يكفل إجراء إصلاح جذري في نمط التفكير يؤدي بالضرورة إلى إصلاح بنية المجتمع وتعزيز الانتماء إليه.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل 16 من رواية كش ملك
- الفصل 15 من رواية كش ملك
- الفصل 14 من رواية كش ملك
- الفصل 13 من رواية كش ملك
- الفصل 12 من رواية كش ملك
- الفصل 11 من رواية كش ملك
- الفصل 10 من رواية كش ملك
- اضاءات على مسرحية -من أكبر-
- العراق في خط الدفاع الأول
- الفصل 9 من رواية كش ملك
- على أمريكا أن تكون أكثر عقلانية ..
- الفصل 7 من رواية كش ملك
- الفصل 8 من رواية كش ملك
- صدور حكم الإعدام بحق كتاب -قول يا طير-
- الفصل 6 من رواية كش ملك
- الفصل 5 من رواية كش ملك
- الفصل 4 من رواية كش ملك
- رسائل حب إلى أطفال لبنان
- هل نحن إزاء ضربة أمريكية ترجيحية واحدة ؟
- الفصل 3 من رواية كش ملك


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حبيب هنا - الحداد أربعون يوماً