مثنى حميد مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 11:13
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ظهر في هذه الأيام البغيضة والمفجعة لشعبنا العراقي جيل جديد من الكتبة المداحين للمالكي وأشباهه من رموز الطائفية والشوفينية هم أكثر وضاعة وهبوطآ في القيم والثقافة من مداحي صدام فقد كان مداحو صدام يعيشون داخل العراق وكانت ظروف الخوف والتهديد والسجن والعوز المادي تدفع الكثيرين الى عرض بضاعتهم الرثة في مهرجانات القائد الضرورة مما قد يعطي بعضهم التبرير أما هؤلاء الجدد من الجيل الجديد فما هو عذرهم خاصة ونفر غير قليل منهم ناشط وفعال يعيش في بلدان أوربا متنعمآ وبعضهم يزعم الماضي النضالي والوطنية .لن يكون السبب الذي يدفع المنحدرين الى مستنقع القذارة هذا غير نشدان المصلحة والوظيفة والمنصب وبطاقة الدعوة في أحسن الأحوال أما في أحطها وأكثرها هبوطآ فهو بلا شك سم الطائفية والشوفينية المستشري الذي أخذ للأسف يغزو ويتمكن من النفوس ويغربل الرؤية حتى ليعجب الإنسان أن يرى طاووسآ يدعي الشعر والوطنية والأستاذية وفي ذات الوقت يمتدح بقصيدة عصماء غرابآ معممآ من رموز الطائفية ومن حوله يصفق أشباه المثقفين ناسين إن ذاكرة الشعب تسجل كل صغيرة وكبيرة وأن مستنقع المذلة يحاذي أرض الحق.
ينسى هؤلاء إن المباديء لا تدخر كي تؤجر بثمن بخس وإن الوطني هو الوطني الى النهاية وفي كل الظروف والأحوال وإنهم إن نجحوا قليلآ في المخادعة والمكر فهم فاشلون حتمآ في الإحتيال على الحقيقة وقبل ذلك يعرف هؤلاء إن التاريخ سيسجلهم كمشاركين فعليين في مهرجانات الدم والتشرد والجوع التي تمتد طولآ وعرضآ في العراق الجريح.
إن بروز هذا الصنف المنافق الخطر من المداحين لهو دليل على الخراب الروحي والوجداني لوطن أنهكته الحروب والمجاعات فالثقافة المنحطة هي إفراز قيحي لا يقل نتانة عن الإرهاب واللصوصية وكل مظاهر الفساد والإنفلات التي ظهرت الى السطح بعد سقوط النظام الدكتاتوري وقيام نظام الخراف ومسوخ الطائفية الحالي وإلا ما الفرق بين شاب يفجر لغمآ في سوق شعبي مقابل خمسين دولارآ وبين كاتب يمتدح خروفآ من خراف الطائفية والإحتلال أو يدافع عنه من أجل بطاقة دعوة لحفل أو سفرة أو أي مصلحة وضيعة أو وظيفة بائرة أو لمجرد ميل مرضي طائفي أو شوفيني في نفسه؟ الأول والثاني هما من طينة واحدة ملوثة ورخيصة الثمن سوى أن القلم المأجور والمنافق هو أشد خطورة وفتكآ ودمارآ من رصاصة الإرهابي.
#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟