أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - المثقفون والأستاذ















المزيد.....

المثقفون والأستاذ


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 610 - 2003 / 10 / 3 - 04:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استقر الوسط  الثقافي( الصحافة المصرية تحديدا ) على منح الأستاذ الصحفي محمد حسنين هيكل لقب " الأستاذ " احتفالا ببلوغه ثمانين عاما . ولا شك أن هيكل أحد كبار الصحفيين ، لا يقل في ذلك عن أحمد بهاء الدين ، وفيليب جلاب ، ومحمد عودة  وكامل زهيري وغيرهم من أساتذة فن الصحافة المصرية . ولا شك أيضا أن في حياة هيكل المهنية ما يستحق الإشادة وفي مقدمة ذلك إخلاصه لمهنة القلم وانقطاعه لتلك المهنة طيلة العمر . هناك أيضا قدرته الخاصة ككاتب على التعبير " الأدبي - السياسي " حيث تتبادل الصورة الأدبية والأفكار السياسية المواقع لتسعف كل منهما الأخرى بالدعم والتوضيح . أخيرا هناك دوره الخاص في تطوير مؤسسة الأهرام وتحديثها . كل ذلك يذكر لهيكل . ومع ذلك فإن ما أعطى هيكل تلك الهالة الخاصة ليس قدراته المرتبطة بدوره الصحفي ، بل  ارتباطه بالسلطة وصعود نجمه في ظلها لا سيما في عهدها الناصري ، ثم استمرار سطوعه حتى في عهد آخر قام على أنقاض الناصرية . وليس الاستقرار على لقب الأستاذ ومنحه لهيكل سوى حالة من حالات عشق المصريين للبحث عن ألقاب تحيط بالظواهر ، كما يحيط الخاتم بالإصبع . وعلى سبيل المثال فإن فاتن حمامة هي وحدها  " سيدة الشاشة العربية " مما دفع سناء جميل للتساؤل ذات مرة : هي سيدة الشاشة ونحن من ؟ خادمات الشاشة ؟ . وعبد الحليم هو العندليب الأسمر . طه حسين عميد الأدب العربي . وأحمد شوقي أمير الشعراء . سميحة أيوب سيدة المسرح العربي . وخليل مطران شاعر القطرين . أحمد مظهر فارس الشاشة . وفي بعض الحالات يكون ضغط الظاهرة في لقب ، أو اسم ، تعبيرا عن جوهر الظاهرة أو أهم ملامحها ، لكنه في أحيان كثيرة يكون افتئاتا على التاريخ والحقيقة ، كما في حالة الأستاذ هيكل.

ذلك أن الأستاذ محمد عودة هو " الأستاذ " ، وكامل زهيري هو أيضا " الأستاذ " ، وأحمد بهاء الدين كذلك ، ومحمود السعدني هو الآخر " الأستاذ " الوحيد الساخر الذي تشم في لغته وصوره وخواطره رائحة الشارع والناس . أسماء أخرى كثيرة تستحق بجدارة مثل هذا اللقب، لكن الصحافة المصرية لم تهبها إياه ، واحتفظت به لعيد ميلاد هيكل . وأقول بداية إنني لست ضد تكريم كبار الصحفيين ، والمفكرين . لكني لا أستسيغ محاباة البعض على حساب البعض ، وأحيانا على حساب الحقيقة .

    لا أريد هنا أن أخوض طويلا في تاريخ الأستاذ هيكل ، لأنه بذل جهدا كبيرا في الربط بين اسمه وثورة يوليو عامة وبين اسمه وزعيمها الوطني جمال عبد الناصر خاصة . والخوض في تاريخ الأستاذ هيكل هنا قد يبدو خوضا في تاريخ المرحلة التي شهدت صعود الثورة وتبنيها لأماني التصنيع والتعليم والتقدم والعداء للاستعمار . ولكني أود أن أذكر الكثيرين ممن يرفعون هيكل إلي تلك الدرجة لارتباطه بالناصرية إلي أن هيكل كان من الذين دبروا  وخططوا  للانقلاب على الناصرية مع السادات. وحينما اعتقل السادات ما أسماه بمراكز القوى كخطوة أولى لتصفية الناصرية ، كان هيكل حرا طليقا يواصل دوره من أرفع المواقع في الدولة ، دون أن يدري أنه حينما شارك في الإطاحة بالكوادر الناصرية كان يعد لنفسه ذات المصير ولكن في وقت لاحق . والحق أن ما كتبه هيكل عن السادات فيما بعد في كتابه الشهير " خريف الغضب " كان معروفا لهيكل قبل ذلك بوقت طويل . من ناحية أخرى فإن الذين عاشوا فترة الستينات يذكرون تماما تلك السطوة الصحفية شبه المطلقة التي كان هيكل يتمتع بها بمفرده ، وأية حرية تعبير لا نهائية كانت قصرا عليه وحده . كان هناك زعيم واحد ، وكان هناك صحفي واحد . ولنراجع تاريخ الصحافة المصرية سنوات الناصرية لنرى : هل تمكن أحد أيا كان قدره من الرد على هيكل في الصحافة بخصوص أي موضوع ؟! . هل كان ذلك بوسع أحد ؟ . لقد شكل هيكل جزءا رئيسيا من صميم العملية غير الديمقراطية التي عطلت الثورة ، وعرقلتها . وسنرى في مقالات هيكل المعروفة التي نشرها بمناسبة العيد التاسع لثورة يوليو بعنوان " أزمة المثقفين " – كل أسس الانهيار الفكري اللاحق لدولة الثورة . اختار هيكل عنوانا لمقالاته المذكورة " أزمة المثقفين " مع أن الأزمة كانت " أزمة الديمقراطية " . وفي الوقت الذي نشرت فيه تلك المقالات كانت المعتقلات المصرية تستضيف أكبر أسماء عرفتها الثقافة المصرية في صحراء الواحات : الدكتور عبد العظيم أنيس ، والدكتور لويس عوض ، وألفريد فرج ، وصنع الله إبراهيم ، ود . حسن عبد الرازق،  ومحمد سيد أحمد ، والفنان حسن فؤاد ، ومحمود أمين العالم ، والدكتور فؤاد مرسي  و د . إسماعيل صبري عبد الله ، والشاعر فؤاد حداد ، والصحفي صلاح حافظ ، وإنجى أفلاطون في معتقل النساء بالقناطر ، وغيرهم وغيرهن بالمئات من المثقفين من مختلف الاتجاهات اليسارية والليبرالية التي رفضت فيما بعد المشاركة في تشويه تاريخ الزعيم الوطني بالرغم من تراجيديا الثورة التي التهمت أقرب أنصارها إليها .        في مقالاته المذكورة وبينما كان كبار المثقفين وراء الأسوار ، اعتبر هيكل أن الأزمة  هي أزمة أولئك المثقفين وليست أزمة الديمقراطية في نظام لم يكن يسمح لأحد أن يفتح فمه بحرف . 

       لا أقول ذلك تصفية لحسابات ، لأنني لا أنكر حبي العميق لجمال عبد الناصر ، ولم يسبق لي أبدا أن تعرضت لسيرته العامة بغير الاحترام الصادق ، وكنت ومازلت أرى في عبد الناصر بطلا شعبيا حامت حول كتفيه آمال الجماهير كما لم يحدث من قبل في التاريخ المعاصر . لكني أقول ذلك فقط لإلقاء الضوء على المبالغة في الاحتفاء بهيكل بصفته " الأستاذ " .  في مقالاته المذكورة يقول هيكل وهو يستعرض ما أسماه أزمة المثقفين إن أزمتهم تعود إلي ما قبل ثورة يوليو ، لأنهم كانوا" عدا ظواهر فردية " بعيدا عن المعركة ضد الاستعمار والملك وبعضهم" كان يقف في الصف المعادي للجماهير " ، و " البعض الآخر كان يقنع بالانزواء " . هل كانت صورة المثقفين قبل الثورة هكذا حقا ؟ أم أننا فيما كتبه الأستاذ لا نسمع سوى صوت السلطة في الصحافة تنقض على ضحاياها المكبلين داخل سجونهم في  تلك الأعوام ؟ . الأخطر من موضوع المثقفين ، هو أن الأستاذ هيكل اعتبر على حد قوله أن : " الفراغ كان يملأ ميدان العمل الوطني قبل الثورة " ، فوضع بذرة أن تاريخ مصر كان عدما قبل 23 يوليو ، وأهدر كفاحها السابق ، وتشبعت مناهج التعليم بذلك المفهوم فنشأ جيل كامل لا يدري شيئا عن مسيرة النضال المصري قبل 23 يوليو سوى أنه تاريخ صراع حزبي ضيق الأفق والآمال . ترى ألم يكن الأستاذ هيكل حين كتب ما كتبه قد سمع عن اللجنة الوطنية للطلبة والعمال عام 1946 والتي قادت الكفاح الوطني والسياسي في كل أنحاء مصر ؟ ألم يؤسسها ويقودها المثقفون؟  أم ترى أن الأستاذ لم يسمع عن سجون الملك التي فتحت أبوابها لكبار المثقفين قبل الثورة حينما بدأ هيكل يلمع كصحفي بعيدا عن كل ذلك في أخبار اليوم ؟ ألم يسمع الأستاذ شيئا عن الكفاح المسلح في قناة السويس ؟ والمظاهرات الشعبية العارمة ضد الاحتلال والملك وانتفاضات الفلاحين ؟ . لكن هيكل يتحدث بصراحة عن " وجود الأزمة من حيث هو دليل على الفراغ الكامل الذي كان يملأ ميدان العمل الوطني قبل الثورة " . هكذا إذن .. الفراغ الكامل ؟! . من أين جاءت الثورة إذن إن لم تكن تعبيرا ناطقا بحال النضال الوطني الذي تراكم طويلا إلي أن تفجر في ثورة ؟ . وكيف لثورة أية ثورة أن تنشأ من الفراغ الكامل ؟ . إلا أن هيكل هنا حاول ونجح في أن يجعل مولد مصر وتاريخها من 23 يوليو ، وما قبله فراغ : أحمد عرابي ، وسعد زغلول ، والنحاس ، والإضرابات ، والأحزاب ، والدماء التي سالت في القناة ، كل ذلك عنده هو " فراغ كامل كان يملأ ميدان العمل الوطني قبل الثورة " ؟! . في مقالاته يشطب هيكل على كل تاريخ المثقفين الذين اختاروا الوفد وعاء سياسيا للحركة : الدكتور محمد مندور ، وطه حسين ، وعبد العزيز فهمي وغيرهم ، ويشطب على تاريخ اليسار المصري وبطولاته بالمرة . هذا في اللحظة التي كان فيها المثقفون جميعا مقيدون بالسلاسل داخل المعتقلات ، يسقط لهم شهيد بعد الآخر بدءا من شهدي عطية ولويس اسحاق ، ومحمد عثمان الذي لم يعرف أحد أين اختفت جثته بعد تعذيبه حتى الموت على يد أباطرة التعذيب في السجون عبد العال سلومة وفريد شنيش وغيرهما من المجرمين الذين لم يحاكموا إلي الآن .

   وبالرغم من كل تضحيات المثقفين ونشاطهم وحيوية دورهم وتأثيرهم السياسي والأدبي داخل المجتمع إلا أن هيكل اعتبر أنهم " قفزوا إلي السلبية مثل قواقع البحر حين تنكمش داخل أصدافها " ؟ أيعقل هذا ؟ أن يجمع النظام المثقفين كلهم في سجونه ثم يتهمهم بالسلبية بذلك الأسلوب الأدبي البليغ ؟ . لكن رفع هيكل أسباب الأزمة من على كاهل النظام ووضعها على كاهل ضحايا النظام ، ونقل القصة من أنها أزمة " الديمقراطية " التي أفضت إلي النكسة ، إلي أنها " أزمة المثقفين " . هذا في الوقت الذي كان المثقفون فيه عاجزين عن الرد أو مجادلة هيكل أو نشر أية كلمة في مواجهة سلطانه المطلق .

   في نفس  المقالات الشهيرة يعتبر هيكل أن علاقة المثقفين بالثورة مرت بعدة أزمات. الأولى – حول المطالبة بعودة الجيش إلي الثكنات . والثانية - حول المطالبة بعودة الحياة النيابية . والثالثة – ما سمي بالمفاضلة بين أهل الثقة وأهل الخبرة . لا يشير هيكل هنا إلي أن أولى الأزمات بدأت بإعدام الثورة للعاملين خميس والبقري في كفر الدوار ، وأن ذلك الإعدام كان إشارة إلي الطابع العسكري الذي لازم الثورة . ويجد هيكل أن المثقفين هم المخطئون حين طالبوا بالحياة النيابية والديمقراطية . وفي الحقيقة فإن هيكل لم يقدم سوى دفاع مستميت عن كل الأخطاء التي ابتلعت الثورة في مواجهة المثقفين .

      إنني أقول إن هيكل صحفي أستاذ ، ولديه جوانب كثيرة جديرة بالتقدير وقد أشرت إليها . لكن ثمة مبالغة شديدة في الاحتفاء به تأكل حق الأساتذة الآخرين الذين تمتعوا إلي جانب قدراتهم المهنية والصحفية برؤية صحيحة ، وأن " الأستاذية " في الصحافة ليست مجرد قدرة مهنية ، ولكنها أيضا – إن لم تكن في الأساس - موقف .

أما الاحتفال بعيد ميلاد هيكل على طريقة " سيدة الشاشة " ، و " أمير الشعراء "  فأمر قليل النفع للحقيقة والتاريخ وللأستاذ هيكل شخصيا الذي نتمنى له في عيد ميلاده المزيد من الصحة والسعادة والمشاركة في إثراء تصورنا عن مستقبل مصر . 

***

* أحمد الخميسي . كاتب مصري




#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لثورة اليمن ، والتطور ، وليلى
- المثقفون المصريون : تحية للشعب الفلسطيني ولرئيسه المنتخب
- اتحاد الكتاب العرب نوما عميقا وشخيرا عاليا
- السياسة أقوى من الحداثة أو الحكايات المختلقة
- نظرية الاحتلال الثوري عند أنصار واشنطـــــن
- إسرائيل من الحرب إلي الثقافة
- ذكرى ناجي العلي
- حكاية صغيرة لطفلة - معتقل سياسي مصري
- وجدان الأقلية الدينية في الرواية المصرية
- الخوف من الكتابة
- هــمـوم قــبـطــيـة في أحـزان بـلـدنـا
- بغداد التي في خاطري
- حكايات ألف ليلة وليلة للرئيس جـورج بـوش
- شموع على كف حوار متمدن
- 1948 الفرصة الضائعة
- الرئيس الأمريكي يعلمنا كيف نحيا
- الوطنية والديمقراطية في العراق


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - المثقفون والأستاذ