أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الخميسي - الوطنية والديمقراطية في العراق














المزيد.....

الوطنية والديمقراطية في العراق


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 479 - 2003 / 5 / 6 - 05:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


         

الحملة المعادية للمقاومة التي أبداها العراق خلال ثلاثة أسابيع تنطلق شكلا من موضوع الديمقراطية ، على أساس أن غياب الديمقراطية هو سبب كل الكوارث، وغيابها بطبيعة الحال كان الباعث  للحرب الأمريكية على العراق . تنويعات لا تنتهي على هذا اللحن بفتات أفكار وملاحظات ثاقبة لا تنتهي شكلت المادة الرئيسية للحملة التي تقاسمت نفس المرتكزات في وسائل إعلام عربية وإسرائيلية وأمريكية. تعتمد الحملة على أن صدام حسين كان فاشيا ، وأن الفاشية قادت العراق لحربين على إيران ثم الكويت ، وأن فاشية النظام العراقي وصلت إلي حد استخدام السلاح الكيماوي ضد الأكراد ، ثم أنها أحالت العراق إلي سجن ضخم لشعب مكبل مقطوع اللسان . هذه كلها حقائق، لكن هل تستدعي هذه الحقائق إدانة النظام العراقي وحده بتهمة الفاشية ؟ أم تستدعي بالضرورة إدانة أمريكا بنفس التهمة وهي التي دعمت صدام حسين في كل خطوة من تلك الخطوات ؟! . لكن الذين يكافحون الفاشية يكافحونها فقط في تجلياتها العراقية ، وليس في جذورها الأمريكية التي أمدت النظام العراقي بالأسلحة ووقفت معه في حربه على إيران وأعطته إشارة ضوء أخضر لغزو الكويت ، وساعدته على سحل المعارضة المستنيرة داخل بلاده لربع القرن . هل كان لهذه الفاشية المحلية الصغيرة أن تتحرك وتستقر بدون تأييد واضح من الفاشية الكبيرة في واشنطن ؟ فلماذا لا يتصدى القائمون على الحملة للفاشية الأم التي تلد طغاة صغار على شاكلتها إن كان الهدف هو الديمقراطية فعلا ؟ ولماذا بادرت المنظمات المشبوهة ذات يوم إلي الدعوة لتنحي صدام حسين في بيان ضخم أفردت له مساحات كبيرة ،  ثم لزمت الصمت فلم تبادر إلي بيان بنفس الحجم على نفس المساحة في الصفحات الأولى لإدانة الاحتلال الأمريكي للعراق ؟ . السبب الوحيد أنهم يريدون بما يروجونه من  ثقافة الاستهبال أن يتصدوا للطغاة الصغار ، أما جذر الطغيان فلا ينبغي التعرض له بحرف ، وهو الجذر الذي تتغذى منه عشرات الأنظمة الأخرى في المنطقة . وخلاصة الأمر أن دعاة الديمقراطية الأمريكية – في أفضل حالاتهم – يعتبرون أو يقولون إنه ما من تقدم لشعوبنا ولمجتمعاتنا وللمنطقة من دون الديمقراطية . وهم يعنون بالديمقراطية شيئا واحدا : الليبرالية البرلمانية وحرية الصحافة والرأي وما شابه . أي ذلك النمط من الديمقراطية الذي ينثرونه على صفوة ونخبة مثقفي البلدان المحتلة وشبه المستعمرة . إنه ذلك النمط من الديمقراطية الذي يقطع كل صلة بالوطنية والتحرر . إنه النمط الذي شع بالتقدم في زمن سابق مع بزوغ الرأسمالية في القرنين 17 ، و18 ، ورسخ تقسيم السلطات ، والحق الانتخابي العام ، وحقوق وحريات الأفراد . إنه النمط الذي تجاهل أن المساواة في الأجور والدخول هي الشرط الأول الأساسي للمساواة في الحقوق . وعلى سبيل المثال فإن الديمقراطية الأمريكية تكفل للجميع حق الترشيح لمنصب عمدة نيويورك أو وواشنطن ، لكن نفقات الحملة الانتخابية تمكن قلة قليلة فقط من التمتع بذلك الحق.  هذه هي الديمقراطية التي يريدونها بعيدا عن مواجهة الاستعمار أكبر أعداء الحرية. ديمقراطية لا تتبنى تحرير العمل من الاستغلال . وعلى الذين تؤرقهم قضية الديمقراطية أن يشرحوا لنا الفرق بين الديمقراطية التي ينشدونها ، والديمقراطية الأمريكية التي تحدد واشنطن في ظلها ما ينبغي على العراق وما لا ينبغي له أن يفعله دون الرجوع إلي شعب العراق . أقول هذا بمناسبة البيان الذي أصدرته مجموعة مجهولة تدعي أنها رابطة للمثقفين العراقيين ، ذلك أن البيان قد  وضع نصب عينيه التشهير بالنظام العراقي السابق ، دون أن يتضمن نصه كلمة الاحتلال الأمريكي ولا مرة واحدة . بملاحظة أن المشكلة لم تعد في النظام السابق الذي زال واختفى ولكن المشكلة الآن هي الاحتلال الجاثم على صدر العراق . وبدلا من أن ينوه البيان بالطابع الإجرامي غير الشرعي للعدوان الأمريكي ، فإنه يتحدث عن أن  : " عراقنا سينهض من كبوته وينتصر على الخراب " ! وكأن ما جرى لم يكن حربا عدوانية استعمارية ، بل كارثة بيئية أدت إلي خراب ! . ويعتبر المثقفون المجهولون من الرابطة المجهولة أن : " مسئوليتنا الأم هي انتزاع الديمقراطية كمفتاح لمهمتنا التاريخية في التغيير الاجتماعي والحداثي " ! . انتزاع الديمقراطية إذن وليس مواجهة الاحتلال ؟ فهل توجد  ديمقراطية في ظل احتلال ؟ أليس الاحتلال أفظع انتهاك للديمقراطية ؟ فإذا كانت مسئولية أولئك المثقفين هي انتزاع الديمقراطية فلماذا لا يتصدون للاحتلال الذي ينتهكها الآن بوجوده هناك ؟ .

   إنها نفس الدعوة التي تتردد في وسائل إعلام عربية وإسرائيلية وأمريكية : فصل الديمقراطية عن الوطنية ، وعزلها عن مواجهة الاستعمار . وهي دعوة تسقط كل يوم تحت أقدام المتظاهرين في العراق والسائرين لمقاومة المحتلين .  

 

 



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الخميسي - الوطنية والديمقراطية في العراق