أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الخميسي - اتحاد الكتاب العرب نوما عميقا وشخيرا عاليا














المزيد.....

اتحاد الكتاب العرب نوما عميقا وشخيرا عاليا


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 587 - 2003 / 9 / 10 - 01:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الأستاذ على عقلة عرسان الأديب والروائي والشاعر والمخرج  ورئيس اتحاد الكتاب العرب من مواليد عام 1940 ، وإذن فقد تجاوز الستين عاما بقليل أطال الله عمره . المشكلة أن الأستاذ عرسان قضى نحو نصف عمره ( وللدقة ربع القرن ) رئيسا لاتحاد الكتاب العرب . وهي معجزة قلما تتكرر ، لا تضارعها سوى معجزة أخرى هي موهبة الأستاذ عرسان الشاملة التي امتدت من الإخراج المسرحي ( أخرج عشرين عملا ) ، إلي إصدار خمسة دواوين شعرية ، مرورا بتأليف ثماني مسرحيات ، وتدبيج أربع مسلسلات تلفزيونية سورية ، ثم تأليف رواية " صخرة الجولان " ، انتهاء بطوفان من المقالات التي لا تنتهي . والنتيجة أن الأستاذ " ع . ع . ع " اختصارا لاسم على عقلة عرسان هو ظاهرة تكثف بوضوح شديد موهبة الوظيفة وعشق الدولة عند أنصاف المثقفين . ولا يسعني أن أفهم – ولا أحد أيضا يستطيع ذلك – كيف يمكن لمثقف أن يظل رئيسا لتنظيم أدبي لأكثر من ربع القرن ، كأنما أنجبته البلاد ثم أعقمت . علما بأن أحاديث الأستاذ عرسان طيلة ذلك الربع قرن لم تنقطع بشأن دعم الكتاب العرب للقضايا الديمقراطية إلا إذا كانت تمس وضع الأستاذ " ع . ع . ع " الذي احتكر رئاسة الاتحاد  منذ عام 1977 .

وقد بلغت جرأة الأستاذ الأديب أن يضع بخط يده روايته الوحيدة التي لم يقرأها أحد ضمن قائمة بأفضل مائة رواية عربية في القرن العشرين . وأذكر أن الروائي  الأمريكي العملاق جون شتاينبك كتب لصديق له يقول : " انتهيت من كتابة رواية أعتقد أنها غير جيدة ، بل لعلها فظيعة وسيئة للغاية " . كان شتاينبك يتحدث عن روايته التي تعد  إحدى روائع الأدب العالمي وهي " عناقيد الغضب " . وإذا كان الأديب " ع . ع . ع " غير مقنع لأحد ، فإن الموظف الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب يثير استياء الكثيرين ، بعد أن تمكن من إخماد صوت الاتحاد وتهميشه وتحويله إلي مخزن للمحفوظات لا علاقة له بقضايا الكتاب أو الناس أو الأوطان سوى البيانات التي يطلقها الأستاذ " ع . ع . ع" من حين لآخر . وأديب كهذا لا يستطيع أحد أن يفهمه أو يصدقه ، إلا في إطار ظاهرة العلاقة الوثيقة بين أنصاف المثقفين والدولة في دمشق والقاهرة وغيرها . أولئك الذين يعتبرون أن الأدب نوع من الوجاهة الاجتماعية كما كانت العائلات المصرية فيما مضى تشتري " بيانو " للزينة داخل البيوت . ويشكو الأدباء الحقيقيون في كل بلد عربي من سياسة البطش التي يمارسها الأستاذ " ع . ع . ع " بشأن كل أمور الاتحاد سواء في مجال النشر أو العضوية أو الفصل أو منح الجوائز أو تحديد كل كلمة تنشر في مطبوعات الاتحاد وصحفه . أقول ذلك كله لأن معركة نشبت مؤخرا بين اتحاد كتاب مصر – وهو المخزن المصري الخاص بنا – واتحاد الأدباء العرب ، بشأن مقر الاتحاد ، وما إذا كان ينبغي أن يكون المقر في القاهرة أم دمشق ؟ . وقد تراجع الأستاذ فاروق خورشيد رئيس اتحاد كتاب مصر عن محاولته السابقة انتزاع مقر الاتحاد وتحويله إلي القاهرة ، وأعلن أن مسألة عودة اتحاد الكتاب العرب من سوريا إلي مصر غير مطروحة . لكن الجميع يترقبون انتخابات رئيس الاتحاد  المقرر لها الأسبوع الأخير من ديسمبر القادم في الجزائر ، ليعرفوا مصير الرئاسة والاتحاد . وقد أدلى الكاتب محمد السيد عيد بدلوه في المعركة حين قال إن من حقه – وحق أي عضو – أن يدخل الانتخابات وأن يرشح نفسه لمنصب الرئيس ، كما أنه من غير المستبعد أن يفكر فاروق خورشيد في ترشيح نفسه . والمعركة لم تحسم بعد . خاصة بعد أن طلب عشرة من أعضاء مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر عقد اجتماع طارئ وقرروا فيه من جديد أهمية ترشيح مصر .

 وقد يكون من الضروري للكتاب المصريين أن يحددوا هم أيضا موقفهم من هذه القضية . فاتحاد الكتاب العرب ليس حكرا على الأستاذ " ع . ع . ع " ولا على غيره ، وكان يمكن حتى لدمشق أن تجد كاتبا سوريا آخر يترأس الاتحاد لكي تحفظ ماء وجه الديمقراطية ولو شكلا . وعلى أية حال فإن المسألة الحقيقية الجديرة بالانتباه هي طبيعة ذلك النزاع الذي دار ، ومازال قابلا للاندلاع في الجزائر بين اتحاد القاهرة واتحاد دمشق . ويبدو ذلك الصراع أقرب ما يكون إلي الصراع على الوجاهة والسمعة . ولا شك أنه من الأوجه والأجمل أن يكون مقر اتحاد الكتاب العرب في القاهرة . وبالنسبة لعلي عقلة عرسان فإن ذات الاعتبار هو ما يحركه . وفي الحالتين فإن الأدباء والكتاب يصبحون موضوعا " للوجاهة " الأدبية والاجتماعية والسياسية لا أكثر .  وما من فرق عندي – وعند الكثيرين – أن يكون الاتحاد في الزمالك أو في وسط دمشق ، فليست هذه هي القضية . المطلوب أن يكون للاتحاد دور وتأثير ، وهو أمر لم يطرحه اتحاد كتاب مصر وهو يطالبون بتولي شئون المقر أو الرئاسة . ولو أن جماعتنا من كتاب مصر اعترضوا على شخير اتحاد الكتاب العرب ونومه ، ووضعوا برنامجا لتحريك الاتحاد وربط حركة الأدباء بقضايا الوطن  لكنت أول من ينتخبهم . لكن الجميع سيقفون على الحياد في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل طالما أن الصراع يدور من أجل " أين ينام اتحاد الكتاب بمزيد من العمق في القاهرة أم في دمشق " ؟ إن ما نريده هو برنامج  لعمل الاتحاد ، ولينفذه من يشاء حيثما شاء .

***

أحمد الخميسي . كاتب مصري

[email protected]

 

 



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة أقوى من الحداثة أو الحكايات المختلقة
- نظرية الاحتلال الثوري عند أنصار واشنطـــــن
- إسرائيل من الحرب إلي الثقافة
- ذكرى ناجي العلي
- حكاية صغيرة لطفلة - معتقل سياسي مصري
- وجدان الأقلية الدينية في الرواية المصرية
- الخوف من الكتابة
- هــمـوم قــبـطــيـة في أحـزان بـلـدنـا
- بغداد التي في خاطري
- حكايات ألف ليلة وليلة للرئيس جـورج بـوش
- شموع على كف حوار متمدن
- 1948 الفرصة الضائعة
- الرئيس الأمريكي يعلمنا كيف نحيا
- الوطنية والديمقراطية في العراق


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الخميسي - اتحاد الكتاب العرب نوما عميقا وشخيرا عاليا