أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الخميسي - نظرية الاحتلال الثوري عند أنصار واشنطـــــن















المزيد.....

نظرية الاحتلال الثوري عند أنصار واشنطـــــن


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 576 - 2003 / 8 / 30 - 09:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



ما هو العراق الجديد ؟
كتب د . احسان الطرابلسي في مقال له في 27 أغسطس تحت عنوان " مصر والاحتلال والمقاومة " يقول إن " مصر الرسمية والشعبية والدينية مشغولة بالحالة العراقية .. رغم أن العراق الجديد لم يطلب من مصر أن تكون مشغولة به " . وهكذا يبدأ الطرابلسي معتبرا أن مجلس الحكم المعين من قبل قوات الاحتلال الأمريكي هو ذلك " العراق الجديد " الذي يحق له أن يطلب أو لا يطلب . هذا بينما يعتقد آخرون ومن بينهم عراقيون كثيرون أن العراق الجديد هو المقاومة العراقية التي تكافح الاحتلال الأمريكي لبلادها . وأظن أن مصر ليست وحدها في الانشغال بالموضوع العراقي ، فهناك أيضا أمريكا وبريطانيا ودول الخليج وإيران وكلها مشغولة بذات الموضوع . وإذا كان الطرابلسي يتابع عدد القتلى والجرحي الأمريكيين ، وصدى ذلك في صحف لندن وواشنطن فسيدرك مدى انشغال الدولتين رسميا وشعبيا ودينيا بالمسألة المطروحة .

 

الاحتلال الثوري عند الطرابلسي  

 

يضيف الطرابلسي أن الحملة الإعلامية المصرية الرسمية والدينية وغيرها تتركز على وجود الاحتلال الأنجلو – أمريكي للعراق . ( هل هي الحملة المصرية فقط ؟ ولماذا لا يقول الطرابلسي أن الحملة الإعلامية في دول الخليج وفي الخارج تتركز – بوجهات نظر مختلفة – على ذات الموضوع ؟ بل وداخل العراق ذاته ؟! ) . ويقول الطرابلسي إن المصريين لا يميزون ( الطرابلسي وحده  يميز أما المصريون مجتمعون فلا يميزون ! )  بين احتلال جاء لمساعدة شعب للتخلص من الطغيان، واحتلال آخر جاء لسلب خيرات الشعوب . وهنا نصل إلي جوهر فكرة الطرابلسي الرئيسية . إنه يقول إن هناك احتلالا يأتي بالخيرات والرفاهية والحرية ، خلافا لكل ما يشهد به تاريخ المنطقة العربية وتاريخ العالم في قضية الاستعمار والاحتلال ، وخلافا لكل ما نعرفه من أن الاحتلال ظاهرة نشأت بهدف السلب والنهب فحسب . وإذا كان الأمر كذلك فلماذا وقف العرب جميعا ضد الاحتلال العراقي للكويت ؟ ولماذا لا يتفضل السادة الأمريكيون باحتلال فلسطين لتخليصها من الطاغية شارون ؟ ، ومتى وكيف وعلى أي أساس وبأية معايير يصبح الاحتلال مرة نهبا للخيرات ، ومرة أخرى تحررا وسعادة ؟. ليس ثمة أي معيار لدي الطرابلسي سوى حماسه الدافق للاحتلال الأمريكي ، ووصفه لعملية الغزو الأمريكي بأنها " تثوير لشعب " . نريد أن نعرف من الطرابلسي متى يصبح جنود الاستعمار غزاة ينبغي مقاومتهم ، ومتى يصبحون أصدقاء ينبغي تحيتهم ؟

يمضي الطرابلسي من تناقض إلي آخر في سبيل إثبات فكرته ، فيضرب مثلا بالفرق بين الاحتلال الفرنسي لمصر الذي جاء يحررها من المماليك ، والاحتلال الإنجليزي الذي وصل لإخماد ثورة عرابي . والاحتلال الفرنسي عنده ينتمي لنوع الاحتلال الثوري . لماذا إذن هب المصريون كلهم وقاوموا ذلك الاحتلال في كل شوارع وأزقة القاهرة وقتلوا كليبر وكبدوا الفرنسيين خسائر فادحة ؟ أم أنهم لم يعرفوا حينذاك ، ما عرفه الطرابلسي الآن ، من أن الفرنسيين قوة تحرير ؟! . الطرابلسي يضرب مثلا آخر يؤكد به  أن الفرنسيين أنفسهم كانوا قوة احتلال حين استولوا على الجزائر عام30 18، على أي أساس اعتبر الفرنسيين مرة قوة تحرير ؟ ومرة قوة احتلال ؟ . هكذا تركنا الطرابلسي في حيرة لا ندري متى يحتل الأجانب بلادنا بهدف تحريرها ، ومتى يحتلونها بهدف استعبادها . ولكن الأمر المؤكد عند الطرابلسي أن الاحتلال الأمريكي للعراق خير وبركة ، وأن الأمريكيين تكبدوا مشقة السفر تلك المسافة الطويلة لأجل عيون الشعب العراقي ، وحريته . هل يمكن للطرابلسي أن يكلم الأمريكيين ليتقدموا قليلا لتحرير فلسطين ؟  يتحدث الطرابلسي عن أن الاحتلال الأمريكي جاء من أجل : " تثوير شعب ضد حاكمه الطاغية " ! وقد سمعت وقرأت تحليلات كثيرة لأهداف الحرب الأمريكية على العراق منها حرص أمريكا على التحكم في نفط المنطقة ، وحرصها على أمن إسرائيل وتوصيل مياه دجلة والفرات إليها ، وحرص أمريكا على هيبتها العسكرية وغير ذلك ، لكنها المرة الأولى التي أسمع فيها أن الاحتلال جاء وتكلف ما تكلفه من أرواح ومعدات " لتثوير شعب " ضد الطاغية . ولنقل مع الطرابلسي أن لأمريكيين قد حققوا " تثوير الشعب " وخلعوا صدام حسين .. فلماذا لا يتكرمون الآن بالرحيل ؟ .

الطرابلسي : احتل ودع غيرك يحتل 
المثل الأخير الذي يضربه الطرابلسي هو دخول القوات المصرية إلي اليمن عام 1962 . ويقول إن المصريين ينكرون أشد الإنكار أن غزوهم لليمن بجيش .. كان احتلالا " . ويستطرد : " لماذا اعتبر الإعلام المصري تدخل الأمس في اليمن تدخلا مشروعا .. والتدخل الأنجلو – أمريكي اليوم تدخلا غير مشروع ؟ " . فهل يفهم من هذا الكلام أن المشكلة مع " الإعلام المصري " وما يعتبره، أم أن المشكلة في الاحتلال سواء أكان عربيا أو أجنبيا ؟ . ولنفترض أن دخول الجيش المصري لليمن كان احتلالا .. فهل ينبني على ذلك الخطأ السماح لكل المحتلين بالقيام بما يريدون ؟ . أم أن الطرابلسي يريد أن يقول : أنتم تحتلون .. فلماذا لا تدعون غيركم يحتل ؟ . أليس هذا هو منطق الطرابلسي ؟ . وهو بدلا من أن ينطلق من استنكار الاحتلال المصري إلي استنكار الاحتلال الأمريكي ، فإنه يفتش في الماضي – ليس لإدانة كل أنواع التدخل – ولكن ليجد للتدخل الأمريكي الراهن  تبريرا !  وما رأي الطرابلسي إن قلت له إن الكثيرين في مصر كانوا ضد التدخل المصري في اليمن ، كما أنهم ضد التدخل الأمريكي في العراق الآن ؟ هل يغير ذلك من موقفه ؟ فيصبح ضد الاحتلال بكافة أشكاله ؟ أم أنه سيظل متمسكا بفضيلة الدور الثوري للاحتلال الأمريكي وصواريخه وقنابله العنقودية ومقابره التي فتحها خلال عشرة أعوام من الحصار ؟

وفي النهاية فإن النبرة التي يتناول بها الطرابلسي مصر والمصريين بهذه الخفة ، وقوله إن " كله عند العرب صابون " ، ثم قوله : " ولماذا هذا العهرالإعلامي وحفلات الزار التي يقيمها المصريون " كل ذلك لا ينتقص من قدر مصر ولا شعبها ولا ثقافتها شيئا ، لكنه لا يضيف شيئا لقدر الكاتب الذي يتحدث عن المصريين بالجملة دون تمييز بين نظام وشعب وعهود سياسية مختلفة . وليس الطرابلسي ونظريته الثورية سوى صوت في جوقة كبيرة تمجد الاحتلال ، وتتغنى بحسناته أمام القوات الغازية ، وتعزف له الألحان .  

 

***

* أحمد الخميسي . كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل من الحرب إلي الثقافة
- ذكرى ناجي العلي
- حكاية صغيرة لطفلة - معتقل سياسي مصري
- وجدان الأقلية الدينية في الرواية المصرية
- الخوف من الكتابة
- هــمـوم قــبـطــيـة في أحـزان بـلـدنـا
- بغداد التي في خاطري
- حكايات ألف ليلة وليلة للرئيس جـورج بـوش
- شموع على كف حوار متمدن
- 1948 الفرصة الضائعة
- الرئيس الأمريكي يعلمنا كيف نحيا
- الوطنية والديمقراطية في العراق


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد الخميسي - نظرية الاحتلال الثوري عند أنصار واشنطـــــن