أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الخميسي - إسرائيل من الحرب إلي الثقافة














المزيد.....

إسرائيل من الحرب إلي الثقافة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 568 - 2003 / 8 / 19 - 02:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تنتقل إسرائيل من مساهمتها الفعلية في الحرب على العراق إلي التهام نصيبها من غنائم الحرب . وقد أسهمت إسرائيل بقسط كبير ومؤثر في الحرب بدءا من التنسيق والتخطيط المشترك مع أمريكا قبل الحرب ، وإقامة نظم المعلومات والإنذار المشتركة والتجسس على العراق عن طريق القمر الصناعي الإسرائيلي " أوفك – 4 " ، ثم التدريبات العسكرية الثنائية في البحر المتوسط وأيضا قيام إسرائيل بتدريب الجنود الأمريكيين على حرب المدن العربية الخاطفة بإنشاء بلدتين وهميتين من الطراز العربي داخل فلسطين للتدرب . قبل الحرب مباشرة وفرت تل أبيب ستة مخازن ضخمة للعتاد الأمريكي ، وأمدتها بكميات من الأسلحة الإسرائيلية الصنع ، اشترتها واشنطن واعتمدت عليها منها طائرات من دون طيارين من نوع " هارفي " و " هانتر " ، وأخيرا دخلت إسرائيل بقواتها إلي غرب العراق ، وشاركت بفرق من الكوماندوز التابع لها في عملية البحث عن الرئيس العراقي الذي خلعته قوات الغزو . وإذا كانت أمريكا تنظر لحضارة العراق التي عاشت خمسة آلاف عام باعتبارها مجرد آبار للنفط ووقود للسيارات ،  فإن إسرائيل ترى العراق كمصدر للمياه . وقد أعلنت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة ذات يوم أن " التحالف الإسرائيلي مع تركيا وأثيوبيا يعني أن أكبر نهرين في المنطقة ، النيل والفرات ، سيكونان في قبضتنا " . وبانتهاء حرب 67 وضعت تل أبيب يدها على مصادر مياه نهر الأردن ، ومرتفعات الجولان ، ثم استكملت ذلك بسيطرتها على نهر الليطاني بعد غزوها لبنان عام 1982 . وفي عام 1990 أعلن " توماس ناف "  الخبير الألماني لإسرائيل أن المياه " في الأراضي العربية المحتلة جزء لا يتجزأ من إسرائيل " . وواصلت إسرائيل نشاطها المحموم في أفريقيا للتحكم في منابع مياه النيل ، واستمرت في علاقات وثيقة مع تركيا لحجب مياه الفرات عن سوريا والعراق . لكن العدوان الأمريكي الأخير على العراق ، ومساهمة إسرائيل فيه ، وفر لها فرصة تاريخية للتحكم في مياه نهر الفرات الذي يشغل حيزا هاما في الأساطير الصهيونية باعتباره امتدادا لحدود إسرائيل الكبرى . والآن تسعى تل أبيب محمومة للحصول على أجرها بنقل مياه نهري دجلة والفرات عبر الأراضي الأردنية ، ونقل حصة من النفط العراقي     إليها بإعادة تشغيل خط أنابيب الموصل – حيفا الممتد عبر الأردن والذي توقف منذ عام 1948 . وقد تقدمت شركات إسرائيلية عديدة من بينها شركة الملاحة " نسيم " بطلبات للحصول على ترخيص من وزارة المالية الإسرائيلية لتنفيذ مختلف المشاريع في العراق . وبهذا الصدد صرح جون تيلور، الخبير الاقتصادي في البيت الأبيض لصحيفة " يديعوت أحرونوت " بقوله : " أدعو الشركات الإسرائيلية للمشاركة في جهود إعادة تعمير العراق وآمل أن تعرف هذه الشركات كيف تستغل الفرص الكبيرة المتاحة أمامها " .

   ستحصل إسرائيل إذن على المياه ، والنفط ، وستجني شركاتها الأرباح من مساهمتها في تعمير العراق . وقد غدت مكاسب إسرائيل العسكرية ضخمة إلي درجة أنها أصبحت بحاجة إلي حماية ثقافية : أي إلي إشاعة القبول بالوجود الإسرائيلي – الأمريكي ، واعتبار أن يوم سقوط بغداد كان يوم عيدها كما أعلن  مجلس الحكم الذي عين الحاكم الأمريكي للعراق أفراده بالاسم واحدا بعد الآخر . ولذلك افتتحت إسرائيل في يونيو العام الماضي قناة " الشرق الأوسط " الفضائية ليصل بثها إلي سوريا ولبنان والمغرب ومصر ودول الخليج العربي وأوروبا . وفي حينه أكد الوزير المسئول " رعنان كوهين " أن القناة ترمي لتقريب الإسرائيليين إلي الشرق الأوسط أي لإشاعة القبول بالعدوان والرضوخ لما يجنيه العدوان من مكاسب . وفي مطلع الشهر الماضي افتتحت إسرائيل مركزا للدراسات الشرق أوسطية في بغداد . ويعد المركز الخطوة الأولى في الاختراق الإسرائيلي للعراق والشروع في عملية التطبيع الثقافي . ويدير المركز الجنرال المتقاعد إيجال كارمون المستشرق الإسرائيلي المعروف بمواقفه المتطرفة المعادية للعرب والذي شغل لسنوات طويلة منصب مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب . وقد أقيم هذا المركز منذ نحو خمسة أعوام ومقره الرئيسي في واشنطن ثم افتتح فروعا له في لندن وبرلين والقدس الغربية ، والآن في بغداد .

     هناك عقبة وحيدة فقط تواجه كل ذلك المخطط ، بمكاسبه ، ونواياه هي المقاومة العراقية. هناك في بغداد مائة وثلاثون صحيفة ، ومائة وستون تنظيما حزبيا ، وتسعة رؤساء لمجلس حكم  أمريكي من خمسة وعشرين عضوا ، وهناك مختلف الملل والأعراق والديانات ، لكن هناك أولا وقبل كل شيء احتلال وهناك مقاومة ، ولابد للاحتلال أن يرحل ، والدفق اليومي المستمر للأكاذيب الثقافية لن يبدل شيئا من جوهر هذه الحقيقة ، لأن الحقيقة من معدن لا يصدأ .  

***

أحمد الخميسي . كاتب مصري .

 



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى ناجي العلي
- حكاية صغيرة لطفلة - معتقل سياسي مصري
- وجدان الأقلية الدينية في الرواية المصرية
- الخوف من الكتابة
- هــمـوم قــبـطــيـة في أحـزان بـلـدنـا
- بغداد التي في خاطري
- حكايات ألف ليلة وليلة للرئيس جـورج بـوش
- شموع على كف حوار متمدن
- 1948 الفرصة الضائعة
- الرئيس الأمريكي يعلمنا كيف نحيا
- الوطنية والديمقراطية في العراق


المزيد.....




- بروفيسور يقول إن ترامب يفتقد إحدى أدوات القوة الرئيسية.. ما ...
- متجر شاي وقهوة عمره 400 عام يواجه الإغلاق في أمستردام مع ارت ...
- الكرملين يستضيف مهرجان الطريق إلى يالطا
- الدفاع الروسية في حصاد الأسبوع: إصابة أنظمة استخبارات إلكترو ...
- المخابرات المركزية الأمريكية تدعو الصينيين في مقطعي فيديو لل ...
- حادثة طعن بمحطة القطارات المركزية في أمستردام
- الحصبة تتفشى في خُمس الولايات الأمريكية وعدد الحالات يقترب م ...
- -الشاباك- يعزز وسائل حماية نتنياهو
- الصليب الأحمر الدولي: الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الا ...
- حكومة أوكرانيا تحيل إلى البرلمان اتفاقية المعادن للمصادقة عل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد الخميسي - إسرائيل من الحرب إلي الثقافة