أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة














المزيد.....

قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 1992 - 2007 / 7 / 30 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطريقة التي يدار بها الجدل والنقاش في قانون النفط هي ذاتها التي سبق وان ادير بها الجدل والنقاش حول العديد من القضايا والقوانين المهمة، من الدستور الى الميزانية الى قانون الاقاليم ثم قانون الاستثمار وبعده التعديلات الدستورية التي ما زال النقاش دائرا فيها، ولا شك في ان النقاش والحوار والجدل امور طبيعية بل وضرورية خاصة في نظام سياسي تعددي وفي مرحلة بناء مؤسسات الدولة، الا ان الحالات السابقة من التعاطي بين الفرقاء السياسيين انتجت قوانين مرتبكة تحاول ارضاء الجميع دون الاهتمام بسلاسة الاداء، فاصبح لدينا عدد من القوانين المجمدة مثل قانون الاقاليم، الذي انفق الكثير من الوقت والمال والجهد لإنجازه بسرعة ثم واثناء الجدل تم اضافة فقرة الى القانون تجمده، وفي اللحظة التي سيراد فيها الانطلاق في تنفيذ اي من القوانين المجمدة ستبدأ المشاكل بالاندلاع ثانية وكأنه لم يسبق صياغة تلك القوانين جدل وحوار انتهى بصيغة توافقية.
قانون النفط يمثل نقطة حرجة في البناء السياسي والاقتصادي للعراق، ذلك ان النفط يقدم في الشرق الاوسط على انه التفسير الوحيد لكل ما تشهده المنطقة من تطورات، وبشكل اوضح، لا يتردد اي من المحللين عن تقديم النفط كدافع اساس للحراك الاميركي في المنطقة ودور الولايات المتحدة في العراق تحديدا، ولهذا يبدو قانون النفط اختزالا لكل الصراعات، سواء تلك القائمة بين الفرقاء العراقيين على اختلاف انتماءاتهم، او تلك القائمة بين بعض العراقيين والولايات المتحدة، وعليه لا يمكن التعامل بسهولة مع قانون يحدد ملكية هذه الثروة وطريقة انتاجها او توزيع وارداتها، فهو اذن موضوع سياسي ومصيري في الآن نفسه، وتتراجع وراءه كل القضايا الاخرى، فالفيدرالية وكركوك وهوية الدولة كلها مجرد حواشي وهوامش بالنسبة لموضوع النفط.
وعلى ذلك يبدو تسرع الساسة في صياغة قانون النفط امرا في غاية الغرابة، خاصة وان هناك حزمة من الاختناقات السياسية التي يعاني منها العراق في هذه الاشهر، وكان بالامكان تأجيل هذا القانون الى ما بعد الانتهاء من ترتيب الاوضاع في كركوك او حتى بعد انجاز التعديلات الدستورية والتعديل الوزاري، ويبدو مثيرا للإستغراب ان تصوت الحكومة على هذا القانون في غياب مكونات سياسية مهمة وهي تعرف بشكل جيد ان بامكان تلك القوى عرقلته في البرلمان، والتحليل الوحيد الممكن لتسرع الحكومة هذا، هو رغبتها في التخلص من الالحاح الامريكي وبالتالي لتلقي بمسؤولية التعطيل على عاتق الكتل النيابية، التي بدت مصدومة بالقانون وكأنه كتب في ليلة واحدة وكأن هذه الكتل لا تشارك في الحكومة وتسمع بكل ما يجري من حوارات وصياغات للقانون.
الاصرار الامريكي على وضع قانون النفط بين الاوليات السياسية لهذا الصيف، واعتباره من بين مؤشرات نجاح او فشل الحكومة العراقية، هذا الاصرار عقد الامور كثيرا، ومرة اخرى وضع الامريكان شركائهم العراقيين في حرج، فإذا مرر العراقيون القانون بسهولة سيبدون كمن يسهل على الشركات الاجنبية الاستيلاء على النفط العراقي، وهي التهمة التي انتجها معارضو القانون بسهولة، ومعارضو القانون كثر على الاقل حسبما تظهر التصريحات الاعلامية، ومع كل ذلك يمكن ان يمر قانون النفط وفق آلية صفقة اللحظة الاخيرة التي يجيدها الساسة العراقيون، تلك الآلية التي تخلق من المشاكل اكثر مما تحل، لأنها ببساطة تعتمد على الصياغات المرتبكة التي يفرح بها كل طرف لأنه يراها( من وجهة نظره) تلبي طموحه، رغم انه لا يعلن ذلك الفرح بل انه يبالغ في اظهار التذمر والزعل، حتى يبرئ نفسه مقدما من كل ما يمكن ان يفرزه القانون من سلبيات مستقبلا.
آلية صفقة اللحظة الاخيرة قد تنجح في تخفيف الاحتقانات بين الساسة وتؤجل بعض خلافاتهم لكنها غير قادرة على حل مشاكل العراق، هذا اذا لم تخلق مشاكل جديدة، واذا كان العراقيون قد روضوا انفسهم على التعامل مع صيغات وسطية غامضة فهل سيتمكن الشركاء الاجانب في انتاج النفط على ترويض انفسهم للتعامل مع هذه الصياغات، ام ان قانون النفط، كما يعتقد بعض المتخوفين منه، مجرد بداية لإطلاق يد الشركات الكبرى في ثروة العراق، بطريقة التعاون السياسي- الاقتصادي، بين الشركات والزعماء، ليصبح بعدها قانون النفط نسيا منسيا؟!
ربما يقر قانون النفط ويجمد، بسبب الظروف الامنية والسياسية، لنجد انفسنا في الصيف القادم في نفس المكان حيث يحاول الساسة اجراء التعديلات على قانون النفط كما يحاولون اليوم تعديل الدستور .



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق
- المالكي ليس هو المشكلة
- السلطة الأنثوية
- احتكار ثقافي
- فوضى السلاح
- قلق في الجوار
- الحلقة الاقتصادية المفرغة
- الساعة الامريكية
- تحولات النص المقدس
- (تدوين الفوضى (فعالية النص وانكتابية المجتمع
- حمى الرئاسة
- حالة ضعف
- قسوة
- سياسة الصوت العالي


المزيد.....




- خلال احتفال اليوبيل.. العاهل الأردني يستل سيفه تحية للأجهزة ...
- الصين تؤكد استعدادها للتعاون مع روسيا لمواجهة قوى الاحتواء ا ...
- مصر.. ارتفاع كبير في أسعار البن والشاي والكاكاو
- إدانة تاريخية.. السجن 8 أشهر لمشجعين وجهوا إهانات عنصرية ضد ...
- بلينكن من القاهرة: اضغطوا على حماس
- شاهد: نازحون ينصبون مزيداً من الخيام في مخيم ساحلي بدير البل ...
- الانتخابات الأوروبية - في أي الدول تصدّر اليمينُ المتطرف؟
- بلينكن يعود إلى الشرق الأوسط للترويج لهدنة في قطاع غزة
- اللجنة البرلمانية لجرائم نظام كييف ضد الأطفال: على الجنائية ...
- لافروف لنظيره البرازيلي: راضون عن تطور علاقاتنا الثنائية ونن ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة