أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسماعيل خليل الحسن - المصلحة الأمريكية في تشويه الديمقراطية














المزيد.....

المصلحة الأمريكية في تشويه الديمقراطية


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 10:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تعرف أمريكا أكثر من غيرها أن الأمم لا تنهض إلا بالرأي الحر و باختيارات الشعوب لأنواع من القادة تناسبها و تلتقي معها في الطموحات و الآمال. و تعرف أيضا أن شعوبنا في العالم العربي أو في الشرق الوسط كما يحلو للغرب أن يعـرّف هذه المنطقة, لا تنهض من كبوتها إن لم تمارس الخيار الديمقراطي, و لأن الديمقراطية قد تأتي بالقوى الأكثر جذرية و راديكالية, مما يفوت عليها " أمريكا” فرصة التهام ما تبقى من سيادة و ثروات. فإنها " أمريكا” تقوم بدور يضاف إلى أدوارها القذرة الكثيرة, مهمّـة تشويه الديمقراطية وتعطيلها. فعندما تقول أمريكا أن مهمتها هي نشر الديمقراطية في العالم, فعلى الديمقراطية أن تتحسس رأسها من ضربة موجعة قد تطيح به و تلقيه جانبا, و عندما يعلن الرئيس الأمريكي عن دعمه للديمقراطيين في بلد ما و أنهم ليسوا وحدهم, فعلى الديمقراطيين الموما إليهم ألا يناموا في بيوتهم تلك الليلة لان طامة خنفقيق ستحل بهم و بعائلاتهم.
لكنّ المرددين من الببغاوات أصحاب ردود الأفعال, يتحدثون عن "ديمقراطية بوش" بعضهم تبشيرا بها و بعضهم فزعا منها, هكذا ينسبون الديمقراطية إلى هذا الكائن, ويذهب الفكر الديمقراطي و أفلاطون وديمقراطية أثينا و جان جاك روسو و فولتير و ابن خلدون و ابن رشد والخليفة الخطّاب وسائر المناضلين من اجل الانعتاق من ظلامة الجور و الاستبداد, يذهبون طي الرمال, رمال الجهل و التخلف, فلو رفع الأمريكان يافطة العدالة و الاستقلال و الوحدة و نزع الاضطهاد عن الأقليات, لوقف الببغاوات عندنا مع الاستبداد و الجور و التقسيم و تذويب الأقليات, بحجة معاداة مخططات أمريكا, انه تنفيذ للدور الأمريكي بحجة العداء لأمريكا.
يلزم عالمنا كثير من المراجعات وكثير من الجرأة في نزع القداسة عن قيم لا تنتمي إلى حقيقة العقائد و جواهرها, و إن الأزمة لدينا هي أزمة فكرية في الدرجة الأولى, لقد قلنا الكثير عن الفكر ولكننا لم نقل شيئا, المصيبة كانت بتغليب السياسة حيث غلب الظن أن الأزمة سياسية, فأصبح كل شيء يخدمها بينما لم تخدم السياسة شيئا, انه الهروب إليها من الإجابة على أسئلة النهضة واللحاق بركب العصر.
لقد كان حصاد السياسة مرا, فقد قتلت الفكر و الثقافة و همشت المثقفين, و تطاولت على الاقتصاد و جيرته لصالح ألاعيبها, ووضعت الاقتصاديين في زوايا الإهمال, و سلمت البلاد و العباد للطغاة و الفاسدين. هذا غيض مما عملته ماكينة التسييس للفكر و الثقافة و الاقتصاد و الدين و كل شيء في الحياة, ففد أسلمت الأمور للطغاة و فرّخت الغلاة, ومهدت الطريق للغزاة, حتى ليقول الواحد منا للآخر: انج سعد فقد هلك سعيد.
لقد قتل التسييس السياسة نفسها, السياسة كعلم لإدارة المجتمعات, و أصبحت أداة لتقويض المجتمعات وتخريبها, انه البؤس حين يلبس ثياب السياسة, حيث استبعد و أقصى ثقافات, يمكنها أن تكون روافد للثقافة الوطنية, لمجرد أنها ثقافة أقليات, مما أورث الحقد بين مكونات المجتمع بدلا من أن تكون مجلى لإثراء حقيقي له.
ومن ادعى الصراع مع الامبريالية و الغرب الاستعماري فقد أداره صراعا سياسيا, مستقيلا من جوهر الصراع كفعل حضاري, ناسيا أن من ينتصر حضاريا سينتصر سياسيا, حتى لو أخرجناهم مرغمين فإنهم سيعودون من خلال استهلاكنا لمنتجات حضارتهم.
و بعد, هل بقي من مبرر للإجابة على سؤال ما هي مصلحة أمريكا في تشويه الديمقراطية؟
من يريد الجواب على هذا السؤال عليه أن يعود إلى قراءة المقالة من



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موريتانيا الشامتة بالعرب!
- الرافضون
- من يوميات قرية محاصرة
- اعجبي من أرض العجائب!
- وليمة لطغاة العالم
- إلى الأخوة المفسدين
- الرجاء تركك رسالة بعد سماع الموسيقى
- حزب الله يتصرف وكأنها حربه الأخيرة
- المتفرجون على الحرب
- الى جورج دبليو. سي بوش
- تجول في اللاوعي
- الدولة وديعة استعمارية
- أفكار من عصر الذهول
- قاموس الهجاء ضرورة لا بد منها
- رسالة إلى السيد عبد الحليم خدام
- سورية تودع كبارها
- كاريكاتير بالكلمات - 2
- ليست المسيحيّة فرّوجا دانمركيّا
- كاريكاتير بالكلمات.. تنويعات شمولية
- زوار الفجر.. طالبو مشورة!!


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسماعيل خليل الحسن - المصلحة الأمريكية في تشويه الديمقراطية